27 مارس 2010

الصلــــب

مرقس 15

الصلــــب

1 وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله فأوثقوا يسوع ومضوا به واسلموه الى بيلاطس

2 فسأله بيلاطس انت ملك اليهود.فاجاب وقال له انت تقول. 3 وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا. 4 فسأله بيلاطس ايضا قائلا أما تجيب بشيء.انظر كم يشهدون عليك. 5 فلم يجب يسوع ايضا بشيء حتى تعجب بيلاطس. 6 وكان يطلق لهم في كل عيد اسيرا واحدا من طلبوه. 7 وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة الذين في الفتنة فعلوا قتلا. 8 فصرخ الجمع وابتدأوا يطلبون ان يفعل كما كان دائما يفعل لهم. 9 فاجابهم بيلاطس قائلا أتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود. 10 لانه عرف ان رؤساء الكهنة كانوا قد اسلموه حسدا. 11 فهيج رؤساء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالحري باراباس. 12 فاجاب بيلاطس ايضا وقال لهم فماذا تريدون ان افعل بالذي تدعونه ملك اليهود. 13 فصرخوا ايضا اصلبه. 14 فقال لهم بيلاطس واي شر عمل.فازدادوا جدا صراخا اصلبه. 15 فبيلاطس اذ كان يريد ان يعمل للجمع ما يرضيهم اطلق لهم باراباس واسلم يسوع بعدما جلده ليصلب

16 فمضى به العسكر الى داخل الدار التي هي دار الولاية وجمعوا كل الكتيبة. 17 وألبسوه ارجوانا وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه عليه. 18 وابتدأوا يسلمون عليه قائلين السلام يا ملك اليهود. 19 وكانوا يضربونه على راسه بقصبة ويبصقون عليه ثم يسجدون له جاثين على ركبهم. 20 وبعدما استهزأوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه. 21 فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه. 22 وجاءوا به الى موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة. 23 واعطوه خمرا ممزوجة بمرّ ليشرب فلم يقبل. 24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ماذا يأخذ كل واحد. 25 وكانت الساعة الثالثة فصلبوه. 26 وكان عنوان علّته مكتوبا ملك اليهود. 27 وصلبوا معه لصين واحدا عن يمينه وآخر عن يساره. 28 فتم الكتاب القائل واحصي مع اثمة. 29 وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين آه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام. 30 خلّص نفسك وانزل عن الصليب. 31 وكذلك رؤساء الكهنة وهم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة قالوا خلّص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلّصها. 32 لينزل الآن المسيح ملك اسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن.واللذان صلبا معه كانا يعيّرانه

33 ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة. 34 وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ألوي ألوي لما شبقتني.الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني. 35 فقال قوم من الحاضرين لما سمعوا هوذا ينادي ايليا. 36 فركض واحد وملأ اسفنجة خلا وجعلها على قصبة وسقاه قائلا اتركوا.لنر هل يأتي ايليا لينزله

37 فصرخ يسوع بصوت عظيم واسلم الروح. 38 وانشق حجاب الهيكل الى اثنين من فوق الى اسفل. 39 ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله انه صرخ هكذا واسلم الروح قال حقا كان هذا الانسان ابن الله. 40 وكانت ايضا نساء ينظرن من بعيد بينهنّ مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي وسالومة. 41 اللواتي ايضا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل.وأخر كثيرات اللواتي صعدن معه الى اورشليم

42 ولما كان المساء اذ كان الاستعداد.اي ما قبل السبت. 43 جاء يوسف الذي من الرامة مشير شريف وكان هو ايضا منتظرا ملكوت الله فتجاسر ودخل الى بيلاطس وطلب جسد يسوع. 44 فتعجب بيلاطس انه مات كذا سريعا فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات. 45 ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف. 46 فاشترى كتانا فانزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتا في صخرة ودحرج حجرا على باب القبر. 47 وكانت مريم المجدلية ومريم ام يوسي تنظران اين وضع

+++++++++++++++++++++++++++++++

( محاكمة المسيح ع 1 – 15 )
كان على اليهود أن يلفقوا تهما جديدة ضد يسوع عندما جاءوا به إلى بيلاطس، فتهمة ادعاء الإلوهية لا معنى لها عند الحاكم الروماني، لذلك فقد وجهوا إلى يسوع ثلاث تهم أخرى : (١) يشجع الشعب على عدم دفع الجزية لروما. (٢) يدعي أنه ملك "ملك اليهود". (٣) يسبب شغبا في كل البلاد. أي أنهم اتهموه بالتحريض على عدم دفع الضرائب، وبالخيانة، وبالإرهاب، وكل هذه تدعو بيلاطس للاهتمام.

صديقي العزيز ... لا حظ معي كم مرة أتيحت الفرص لتبرئة الربر واطلاقه فأولا خيرهم بيلاطس بينه وبين باراباس ولكنهم اختاروا تبرئة الطالح دون الصالح . ومرة تالية يعلن بوضوح أمامهم : " أي شر عمل ؟" في محاولة لإيقاظ ضمائرهم ومع هذا لم يتراجعوا عن شرهم وازدادوا إصراراً .

لو سألت نفسي من المسئول عن صلب المسيح ؟! في هذا المشهد نجد أن يهوذا أسلمه والقادة الدينيون يطالبون بموته وبطرس أنكره والتلاميذ تركوه خوفاً وبيلاطس خاف علي كرسيه والجموع كانت سلبية ولم تفعل شيئاً والعسكر استهزأوا به وضربوه وعذبوه ! فماذا عني لو تعرضت لنفس الموقف ؟! يا له من سؤال صعب عسير !!!

( الاستهزاء بالمسيح ع 16- 20 )
استمراراً للمشهد الحزين والمخزي للبشرية كلها ، التي تهزأ من خالقها ومدبرها وفاديها ، تطاول جند الكتبة علي الرب بالضرب علي رأسه في أسوأ صورة للاهناة وبصقوا عليه وسجدوا سخرية منهم للقب الملك .

+++ يا نفسي ... ماذا يمكن أن تقولي أمام هذا المشهد العجيب والفائق عن الوصف ... من يهزأ بمن ولماذا كل هذا ، أليس بسببك ... أليس من أجل تحريرك ؟! وفي المقابل ، ماذا تفعلين ... هل تحفظين الصنيع ... أم أنك لا زلت تؤلمينه بكثرة خطاياك ؟!

توبي يا نفسي ولا تنسي آلام المخلص ، فهي إن ظلت أمامك ، ل أتقد أنك تجسرين علي الخطأ ... سامحنا أيها المخلص القدوس ... ونشكرك علي كل ما احتملت من أجلنا .

( الصليب ع 21-41 )
كان الصلب صورة مرعبة ومخزية لتنفيذ حكم الإعدام، فكان على المحكوم عليه أن يحمل صليبه طيلة الطريق إلى مكان الصلب كعبرة للشعب. وكانت هناك أشكال عديدة للصلبان، وكذلك طرق عديدة للصلب. لقد سمر يسوع على الصليب، بينما كان المحكوم عليهم يربطون أحيانا بالحبال إلى الصليب، وفي كلتا الحالتين، كان يحدث الموت نتيجة للاختناق، لأن ثقل الجسم يجعل التنفس يزداد صعوبة مع فقدان قوة الشخص.

عُلق معه لصان كما قلت، يسخران بالآلام التي تجلب خلاصًا للعالم كله، لكن واحدًا منها شابه في سلوكه اليهود الأشرار... وأما الآخر فأخذ اتجاهًا مختلفًا يستحق بحق إعجابنا، إذ آمن به وفي وسط معاناته المرة للعقوبة انتهز الصخب العنيف الذي لليهود وكلمات زميله المعلق معه. لقد اعترف بخطاياه وأنه بعدل جُزي، صار ديانًا لطرقه الشريرة لكي يغفر الله جريمته

جاءت الكلمات "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" لا تحمل لهجة اليأس كما قد يظن البعض فإن الابن لن ينفصل قط عن الآب، إنما أراد أن يبرز بشاعة الخطية التي حملها على كتفيه نيابة عنا، فجعلته كمن يسقط تحت الغضب وهو الابن المحبوب لديه.

اظلمت الشمس عند موت السيد وكانت هذه معجزة بكل المقاييس فلا يوجد كسوف كلي للشمس يستمر لأكثر من دقلئق ، فكيف إذن استمر ثلاث ساعات ؟! وكان من الأجدر أن ينتبه اليهود لهذه الظاهرة ولهذا الغضب المستعلن من السماء والطبيعة بسبب فعلتهم ويتعظوا ... ولكن هكذا من استبد به الظلم والعمي الروحي ، لا يستطيع أن يري أبسط وأوضح الأشياء .

+++ يا نفسي افهمي ... اتشحت الطبيعة كلها بالسواد حزناً علي خالقها الذي حمل كل آثامنا ... وأنت ، ماذا تفعلين الآن ؟ راجعي ضميرك وارجعي .

++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : ربي الحبيب ... لم يصلبك أولئك اليهود بل صلبتك انا بسبب خطاياي ... فكل خطية فعلتها كانت شوكة فى رأسك ومسمار في يديك ولم أكتف بصلبك مرة واحدة بل اصلبك كل يوم ،،، غير مدرك لمدي انسحاقك من أجلي ... ما أعظم حبك يا الهي لجنسنا فأنت قد احببتنا أولا علي الرغم من انكارنا لك ... ربي الحبيب أعطني ان ادرك مدي بشاعة خطيتي فلا أعود أخطئ حتي لا اصلبك ثانية وأعطني بقوة صليبك أن اتغلب علي قوى الشر التي تحيطيني مستتراً في جنبك المطعون من أجلي أمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق