10 مارس 2010

الله يعمل بالقليل

النهاردة هنتأمل في الإصحاح السادس من إنجيل مرقس
مرقس 6 : 14 - 44
++++++++++++++++++++++++++++++
الله يعمــــــــــل بالقليـــــــــــــل
14 فسمع هيرودس الملك.لان اسمه صار مشهورا.وقال ان يوحنا المعمدان قام من الاموات ولذلك تعمل به القوات. 15 قال آخرون انه ايليا.وقال آخرون انه نبي او كأحد الانبياء. 16 ولكن لما سمع هيرودس قال هذا هو يوحنا الذي قطعت انا راسه.انه قام من الاموات

17 لان هيرودس نفسه كان قد ارسل وامسك يوحنا واوثقه في السجن من اجل هيروديا امرأة فيلبس اخيه اذ كان قد تزوج بها.
18 لان يوحنا كان يقول لهيرودس لا يحل ان تكون لك امرأة اخيك. 19 فحنقت هيروديا عليه وارادت ان تقتله ولم تقدر. 20 لان هيرودس كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه.واذ سمعه فعل كثيرا وسمعه بسرور. 21 واذ كان يوم موافق لما صنع هيرودس في مولده عشاء لعظمائه وقواد الالوف ووجوه الجليل 22 دخلت ابنة هيروديا ورقصت فسرّت هيرودس والمتكئين معه.فقال الملك للصبية مهما اردت اطلبي مني فاعطيك. 23 واقسم لها ان مهما طلبت مني لأعطينّك حتى نصف مملكتي. 24 فخرجت وقالت لامها ماذا اطلب.فقالت راس يوحنا المعمدان. 25 فدخلت للوقت بسرعة الى الملك وطلبت قائلة اريد ان تعطيني حالا راس يوحنا المعمدان على طبق. 26 فحزن الملك جدا.ولاجل الاقسام والمتكئين لم يرد ان يردها. 27 فللوقت ارسل الملك سيافا وامر ان يؤتى براسه. 28 فمضى وقطع راسه في السجن.وأتى برأسه على طبق واعطاه للصبية والصبية اعطته لامها. 29 ولما سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثته ووضعوها في قبر

30 واجتمع الرسل الى يسوع واخبروه بكل شيء كل ما فعلوا وكل ما علّموا.
31 فقال لهم تعالوا انتم منفردين الى موضع خلاء واستريحوا قليلا.لان القادمين والذاهبين كانوا كثيرين.ولم تتيسر لهم فرصة للاكل. 32 فمضوا في السفينة الى موضع خلاء منفردين. 33 فرآهم الجموع منطلقين وعرفه كثيرون فتراكضوا الى هناك من جميع المدن مشاة وسبقوهم واجتمعوا اليه. 34 فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدأ يعلمهم كثيرا. 35 وبعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت مضى. 36 اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزا.لان ليس عندهم ما ياكلون. 37 فاجاب وقال لهم اعطوهم انتم ليأكلوا.فقالوا له أنمضي ونبتاع خبزا بمئتي دينار ونعطيهم ليأكلوا. 38 فقال لهم كم رغيفا عندكم.اذهبوا وانظروا.ولما علموا قالوا خمسة وسمكتان. 39 فأمرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر. 40 فاتكأوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين. 41 فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الارغفة واعطى تلاميذه ليقدموا اليهم.وقسم السمكتين للجميع. 42 فاكل الجميع وشبعوا. 43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة ومن السمك. 44 وكان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة آلاف رجل

+++++++++++++++++++++++++++++
( ع 14-29 قطع رأس يوحنا ) كان هيرودس، مثل الكثيرين غيره، يتساءل عن حقيقة المسيح، فإذ لا يستطيع الناس أن يقبلوا دعوى المسيح بأنه ابن الله، فإنهم يحاولون أن يعللوا قوته وسلطانه بتفسيرات من عندهم، فظن هيرودس أن يسوع هو يوحنا المعمدان وقد قام من الأموات، بينما ظن الذين كانوا يعرفون العهد القديم أنه إيليا (ملا ٤: ٥)، وظن آخرون أنه نبي بصوت موسى أو إشعياء أو إرميا. ومازال على الناس، حتى الآن، أن يفكروا في يسوع . ويظن البعض أنهم لو أطلقوا عليه لقب نبي أو معلم أو رجل صالح، فإنهم يستطيعون التقليل من سلطانه على حياتهم، ولكن ظنونهم لا تغير شيئا من حقيقة الرب يسوع... كم هم بعيدون عن الشبع الحقيقي أولئك الذين يظنون أن المسيح يسوع هو مجرد نبي أو شخض عادي ... فلنصلي من أجلهم ليعرفوا علي مصدر الحياة.

قبض هيرودس على يوحنا المعمدان تحت ضغط امرأته ومشيريه، مع أنه كان يحترم استقامة يوحنا، إلا أنه في النهاية أسلمه للقتل تحت ضغط أصفيائه وأسرته. وما تفعله تحت الضغط كثيرا ما يكشف عن حقيقتك.

+++ هل رأيت يا صديقي إلي ماذا يقود السكر والشهوة وكبرياء العظمة ؟! أليس إلي حماقة واندفاع وتسرع يضيع معهم كل شئ ، وأهمهم الحكمة ؟ ... فلتحترس إذن يا صديقي ، ولا تدع شئ يأخذ منك إرادتك ووعيك وقرارك.

بعد أن فوجئ هيرودس بطلب هيروديا حزن وكان من الممكن أن يرجع في كلامه ولكن من أجل كبريائه امام ضيوفه وما أقسم به استمر في خطئه بالأكثر فأرسل السياف ليقطع رأس يوحنا .

+++ يا الهي الحبيب ... هكذا يكون مسلسل الشر اذا بدأ ، فإنه يستمر ويزداد اشتعالا ويؤدي الي ما لا يمكن تفاديه فنار الشر تلتهم كل شئ حتي وإن كانت بدايتها شرارة صغيرة ... أرجوك يا إلهي أحفظني من الشر ومن نفسي ومن أهوائي ، فأنا إنسان ضعيف وليس لي سواك أحتمي فيه .

( ع 30-34 رجوع الاثني عشر) عندما رجع التلاميذ من إرساليتهم، كان من الطبيعي أن اول ما يفعله الرسل ، هو اخبار المسيح بكل ما فعلوا . إلا أن المسيح في حنانه واهتمامه بكل شئ ، لم تشغله تقارير الخدمة عن الاهتمام بالحالة الجسدية والنفسية لتلاميذه ، فدعاهم لقسط من الراحة بعد التعب . وإذ هم قد نسوا أن يأكلوا وسط مشاغلهم ، لم ينس هو ، فدعاهم للانفراد بهم بعيداً عن زحام الجميع ، ولهذا ذهب بهم إلي سفينة لمكان أكثر هدوءا.

+++ إن ما صنعه الرب يسوع مع تلاميذه كان في غاية الرقة والحنان ... يهتم بكل شئ ... فماذا عني أنا الذي ينسي كثيراً من المشاعر الرقيقة وسط زحام الحياة ؟!! وربما هذا ما كان يحتاجه الناس مني أكثر من أي شئ أخر .... علمني يا سيدي أن أكون مثلك بقدر إمكاني.

( ع 34 -44 اشباع خمسة آلاف ) كان هذا الجمع الحاشد يدعو للشفقة لأنهم كانوا كغنم لا راعي لها، فما أسهل أن تتشتت الغنم، التي لا راعي لها فتصبح في خطر عظيم. وكان الرب يسوع يعلم أنه الراعي الذي يستطيع أن يعلمهم ما هم في حاجة إلى معرفته، وأن يحفظهم من الضلال بعيدا عن الله (انظر مز ٢٣ ؛ إش ٦١: ١ ؛ حز ٣٤: ٥-١٠، لمعرفة أوصاف الراعي الصالح).

بالحسابات البشرية لا يمكن إطعام كل هذا الجمع. وكم تقف الحسابات البشرية عائقاً أمام إمكانيات الإيمان. وفى يو (5:6،6 ) نجد السيد المسيح يسأل فيلبس ليمتحنه " من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء" فالسيد يظهر حجم المشكلة أولاً، ثم يظهر لفيلبس ضعف إيمانه وخطأ حساباته البشرية، إذ أن فيلبس رأى كثيراً من المعجزات الخارقة ومازال غير واثق. وطبعاً فسؤال السيد المسيح لفيلبس سينتج عنه زيادة إيمان فيلبس بعد أن يرى المعجزة. وعلينا أن نضع كل إمكانياتنا البشرية بين يدى المسيح طالبين البركة فى الصلاة.

+++ تقدم هذه المعجزة معني جميل جدا ... اذا انهم قدموا للرب الخمس خبزات والسمكتين وهم متأكدين ان ذلك لا يكفي لاشباع الجمع كله ... ونتعلم من ذلك ان نقدم امكانياتنا القليلة في يد المسيح حتي لو كانت دقائق قليلة في اليوم ... قدمها بأمانة ، ودع الله يباركها وينميها ، فتشبع أنت أولا ... وتًشبع آخرين ، ثم تكون شاهداً وخادماً له .
+++++++++++++++++++++++
صلاة : ربي الحبيب ما أجمل حنوك علينا فأنت تطالبنا بالقليل ووتكمل أنت الكثير ... ليس هذا فقط بل أنك ايضاً تمدحنا علي هذا القليل وفي الحقيقة حتي هذا القليل فأنت تبعثه لنا ... فمن يدك أعطيناك ... ربي انا لا استحق كل هذا الحب الفائض لأني حتي هذا القليل أبخل به عليك ... فأنا ألهو مع أصدقائي لعدة ساعات لكني أتململ الجلوس معك لعدة دقائق ... ربي الحيبب أعدك اليوم بأن اقدم لك هذا القليل بكل أمانة وتركيز ولتبارك أنت هذا القليل كما باركت الخمس خبزات والسمكتين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق