10 مارس 2010

شفاء مجنون كورة الجدريين

النهاردة هنتأمل في أول 20 أيه من الإصحاح الخامس من إنجيل مرقس
مرقس 5 : 1 - 20
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
شفـــــــاء مجنـــــــون كـــــــورة الجـــــدريين
1 وجاءوا الى عبر البحر الى كورة الجدريين। 2 ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور انسان به روح نجس 3 كان مسكنه في القبور ولم يقدر احد ان يربطه ولا بسلاسل. 4 لانه قد ربط كثيرا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود.فلم يقدر احد ان يذلله. 5 وكان دائما ليلا ونهارا في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة. 6 فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له 7 وصرخ بصوت عظيم وقال ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي.استحلفك بالله ان لا تعذبني. 8 لانه قال له اخرج من الانسان يا ايها الروح النجس. 9 وسأله ما اسمك.فاجاب قائلا اسمي لجيون لاننا كثيرون. 10 وطلب اليه كثيرا ان لا يرسلهم الى خارج الكورة. 11 وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى. 12 فطلب اليه كل الشياطين قائلين ارسلنا الى الخنازير لندخل فيها. 13 فأذن لهم يسوع للوقت.فخرجت الارواح النجسة ودخلت في الخنازير.فاندفع القطيع من على الجرف الى البحر.وكان نحو الفين.فاختنق في البحر.
واما رعاة الخنازير فهربوا واخبروا في المدينة وفي الضياع।فخرجوا ليروا ما جرى. 15 وجاءوا الى يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجيون جالسا ولابسا وعاقلا.فخافوا. 16 فحدثهم الذين رأوا كيف جرى للمجنون وعن الخنازير. 17 فابتدأوا يطلبون اليه ان يمضي من تخومهم. 18 ولما دخل السفينة طلب اليه الذي كان مجنونا ان يكون معه. 19 فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب الى بيتك والى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك. 20 فمضى وابتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع.فتعجب الجميع

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الشياطين دفعت المجنون للقبور كما تدفعنا لقبور نجاسة الخطية فالموت والقبور إشارة للنجاسة. ونلاحظ أنهما كان يقطع السلاسل التى يربطونه بها. وكل خاطىء يتملكه روح الشر يقطع كل القيود الدينية والاجتماعية ليجرى نحو قبور الخطية ونجاسة الشهوة وهناك يؤذى نفسه ويجرحها، فالخطية نار من يحضنها يحترق وتؤذيه... عندما تجد نفسك بعيداً عن الكنيسة احذر فقد سمحت للشيطان بأن يتملكك ومهما كانت الجنة التي تعيش فيها بعيد عن الكنيسة اعرف انها ما هي الا مجرد قبور ستختار أنت أحداها لتموت فيها استعداد لذهابك للهاوية !!

قال الشيطان إن اسمه "لجيون". و"لجيون" تعنى أكبر وحدة في الجيش الروماني، وهي تتكون من ٣٠٠٠ إلى ٦٠٠٠ جندي، مما يوضح أن هذا الرجل لم يكن يسكنه شيطان واحد، بل شياطين كثيرة.

ما حدث مع هذا المسكين يمثل صورة حية للإنسان حين يخضع لخطيةٍ ما أو لشيطانٍ ما، فالخطية تسلمه إلى أخرى، والشيطان إلى آخر ليكون مستعبدًا للجئون، وكما يقول القديس يوحنا سابا: [الآلام (الخطايا) متشابكة بعضها ببعض، إن خضعت لألم ما فبالضرورة تصير عبدًا لبقية رفقائه.] ... لا تستسلم للخطايا الصغيرة فأنها ستجرك لخطايا اخري كبيرة .

حسب شريعة العهد القديم (لا ١١: ٧) كانت الخنازير حيوانات "نجسة" أي لا يمكن ليهودي أن يأكلها أو يلمسها. وكان موتها تأديباً لأصحاب الخنازير فتربيتها ممنوعة حسب الناموس

كما أن مرضى العيون لا يستطيعون احتمال التطلع في ضوء الشمس، مفضلين الظلام، هكذا تهرب الشياطين من بهاء النور الأبدي مرتعبة قبل حلول الوقت حيث ينتظرها العذاب... ما هو قطيع الخنازير هذا إلا أولئك الذين قيل عنهم: "لا تطرحوا قدسكم للخنازير" (مت 7: 6)؟ هؤلاء الذين يشبهون الحيوانات الحقيرة التي بلا نطق ولا فهم، يدنسون حياتهم بالأعمال النجسة... فيقودهم تصرفهم إلى الهاوية

بعد هذه المعجزة الرائعة لإنقاذ حياة إنسان، لماذا طلب الناس من الرب يسوع أن يرحل عن ديارهم ؟طلب الناس من الرب يسوع أن يبتعد عنهم لأنهم خشوا أن يقضي الرب يسوع على مصدر رزقهم بإهلاك خنازير أخري ، فكانوا يفضلون أن يتخلوا عن الرب يسوع، من أن يفقدوا مصدر رزقهم وأمنهم ... هل خوفك من ترك وظيفتك المرموقة أو مكانتك المتميزة وسط الاخرين يجعلك تتخلي عن الرب يسوع لبعض الوقت ؟ فتتخلي عن وصاياه مثل الأمانة والصدق وتسلك بحسب أهل العالم ؟؟

كانت الشياطين تسكن هذا الرجل، ولكنه أصبح الآن مثالا حيا لقوة الرب يسوع. أراد أن يتبع المسيح، ولكن المسيح طلب منه أن يذهب إلى بيته ويذيع قصته هناك. فإن كنت قد اختبرت قوة الرب يسوع فأنت أيضا مثال حي. فهل أنت مثل هذا الرجل في حماسه لمشاركة من حوله في هذه الأخبار الطيبة ؟فكما نخبر الآخرين عن طبيب شفى مرضا جسديا، يجب أن نخبر عن المسيح الذي يشفي خطيتنا.

+++ نتعلم من هذا الرجل شيئاً هاماً وهو أن علي الأنسان أن يُخضع مشيئته ولا يتمسك برأيه ... نقدم رغبتنا لأبينا نعم ، ولكن ندع له الاختيار .... فرغبة الرجل كانت رغبة مباركة وهي الوجود مع المسيح ... ولكن المسيح كلفه بخدمة أخري ، ففرح بها ، وانطلق يخدم باجتهاد ... فلنتعلم نحن أيضاً ألا نتشبث بآرائنا ، ونترك قيادة حياتنا لحكمة واختيار إلهنا .

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
خليني يارب لما اتكلم عن الغفران اعرف اغفر حقيقي لاخويا وعدوي وكل الناس.........ميكونش بس كلام

خليني لما اتكلم عن المحبه اعرف فعلا اديها لكل اخواتي كأعضاء في جسد واحد.....ميكونش بس كلام

خليني لما اتكلم عن العطاء و التضحيه اعرف ابذل نفسي من اجل الآخر .......ميكونش بس كلام

خليني لما اتكلم عن الصلاه و روحانيتها اعرف اقف قدامك واسكب نفسي عن قدميكك..........ميكونش بس كلام

خليني لما اكون خادم وبتكلم عن الخدمه نفسي تبقا شبه ليسوع علي الارض خارج الكنيسه قبل جواها....مش بس كلام

خليني مسيحي حقيقي مش صاحب لسان

واثق فيك انك سامع والطلبه دي علي قلبك قبل قلبي ، حسب كلمتك لانها كلمتك انت مش بس كلام

هناك تعليقان (2):

  1. جزيل الشكر لك
    معلومات جدا قيمه صارلي شهر ببحث بالموضوع !!
    انا من منطقه الجدريين او جدارا (GADARA)
    لكن اود ان اعرف هل دخل المسيح اسوار المدينه !!
    لانه يوجد كهف اقام فيه المسيح خارج اسوار المدينه !!!
    والسؤال الثاني:في اي قسم من الكتاب المقدس وردت هذه الايات (يوحنا/لوقا/مرقس/متى)
    لك جزيل الشكر واتمنى الرد

    ردحذف
  2. لم يدخل المسيح المدينة وانما حدثت تلك المعجزة علي تخوم مدينة الجدريين كماهو واضح من عدد 17

    لا يوجد اي معلومات ان كهف اقام به المسيح خارج المدينة ويتضح من سياق نص الانجيل ان المعحزة لم تستغرق وقتا طويلا اي ان المسيح لم يمكث في تلك المنطقة اكثر من ساعات معدودة ... لكن ربما كان هذا الكهف قد جلس في المسيح مع الانسان المجنون بعد اتمام عملية الشفاء ولكن لا يوجد تأكيد علي ذلك


    بالنسبة لموضع هذه المعجزة في الكتاب المقدس

    يذكر الإنجيلي متى أنهما مجنونان (مت 8: 28 الخ)، أما الإنجيليان مرقس ولوقا (8: 26 الخ) فيذكران شخصًا واحدًا. يعلل القديس أغسطينوس هذا بأن الإنجيليين اكتفيا بذكر الشخص المشهور، والذي كانت المنطقة هناك متألمة لأجله، بينما يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنهما ذكرا شخصًا واحدًا يعاني أكثر من الآخر، وأن من يشفي شخصًا يشفي الآخر أيضًا، إذ هدفهما لا سرد القصة كحدثٍ تاريخيٍ، وإنما إعلان إمكانية الشفاء.

    ردحذف