10 مارس 2010

حجر الزاوية

النهاردة هنتأمل معاً بعض الآيات من الإصحاح الثامن من إنجيل مرقس
مرقس8: 27-38
+++++++++++++++++++++++++++
حجــــر الزاويــــة...صخــــرة الإيمــــــان
إعتراف بطرس بالمسيح(ع 27- 30)
الإنباء بالموت و القيامة(ع 31- 38)

31 وابتدأ يعلّمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل.وبعد ثلاثة ايام يقوم. 32 وقال القول علانية.فاخذه بطرس اليه وابتدأ ينتهره. 33 فالتفت وابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا اذهب عني يا شيطان.لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس

34 ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من اراد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. 35 فان من اراد ان يخلّص نفسه يهلكها.ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل فهو يخلّصها. 36 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. 37 او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه. 38 لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين

++++++++++++++++++++++++++++

بعدما سأل السيد المسيح تلاميذه من يقول الناس إنى أنا ؟ وأجابوه هكذا....،طرح عليم سؤال آخر ليفكروا أكثر و يفهموا أن الجواب الأول أدنى من الحقيقة ،طالباً منهم رأياً آخر غير رأى الجماهير الذين حين رأوا العجائب الفائقة ادعوا أنه يوحنا الذى أقامه الله بعد قتله(كرأى هيرودس) ،وكأنه يقول لهم أنتم الذين رافقتموني دائماً ورأيتمونى أصنع عجائب و صنعتم أنتم أعمالاً عظيمة بإسمى من تقولون إنى أنا...

+++ لنسأل أنفسنا إذاً ماذا سيكون ردنا على سؤال المسيح إن كنا فى وضع التلاميذ؟ ترى سنكون مثل بطرس الذى إعترف جهارا بإيجابية ؟أم أننا سنفكر فى ردود أخرى ملتزمين الصمت مثل باقى التلاميذ ؟؟ فنجد هنا تبايناً واضح بين التلاميذ و الناس و بطرس ....هذا لأننا عادة ما نرى الله كما نريد أن نرى الله وليس الله فى حقيقته المتكاملة فــــ"طوبى لك يا سمعان بن يونا أن لحماً و دماً لم يعلن لك لكن أبى الذى فى السموات "(مت 16: 17)

(ع31-32):بعد أن أقر بطرس و التلاميذ بأن يسوع هو المسيح المنتظر، بدأ السيد المسيح بإخبارهم بما هو منتظر، من تآمر رؤساء اليهود و كهنتهم و تسليمه ،وأنه سوف يجوز آلامات كثيرة، بدءاً من محاكمته حتى صلبه و موته فقيامته فى اليوم الثالث..

ولكن هذا الكلام لم يعجب بطرس ،فأخذ المسيح جانباً و بدأ يعاتبه بشدة عما قاله.
لم يكن بطرس في تلك اللحظة، يهتم بمقاصد الله، بل برغباته ومشاعره البشرية الطبيعية. كان يريد أن يصبح يسوع ملكا، وليس العبد المتألم الذي تنبأ عنه إشعياء (53: 2-3). كان مستعدا أن يقبل مجد إتباع المسيح وليس الاضطهاد. والحياة المسيحية ليست طريقا معبدة للثراء والراحة، بل كثيرا ما تعني العمل الشاق والحرمان والمعاناة العميقة. لم ير بطرس إلا جانبا من الصورة. فلنركز نظرنا على الخير الذي يستطيع الله أن يخرجه من الشر الظاهر، والقيامة التي تعقب الصلب.

ثم يؤكد لنا المسيح، أن خلاص النفس يتطلب منها الجهاد و ترك الرفاهية المادية وانانيتها و شهواتها اللواتى هى عوائق خلاصها،و أن تنطلق فى الخدمة و الكرازة فلا يعني بذل حياتنا لأجل الإنجيل أن حياتنا لا فائدة منها، بل بالحري يعني أن لا شيء، حتى الحياة نفسها، يمكن أن يقارن بما سنربحه مع المسيح. يريدنا الرب يسوع أن نختار أن نتبعه عن أن نحيا حياة الخطية وإرضاء الذات

يريدنا أن نكف عن محاولة التحكم في حياتنا، بل أن نسلمه هو زمام الحياة، وذلك غاية الحكمة لأنه هو الخالق وهو وحده الذي يعلم معني الحياة الحقيقية، فهو يطلب منا الخضوع، وليس بغض النفس، ويطلب أن نلقي عنا التركيز الذي يجعلنا نظن أننا نعرف كيف نوجه حياتنا بطريقة أفضل من الله.

يقضي الكثير منا حياتهم سعيا وراء المتعة، ولكن يسوع قال إن عالم المتعة الذي يتركز في الممتلكات والمركز والسلطة، لا قيمة له في النهاية. فمهما كان لنا على الأرض فإنما هو وقتي، ولا يمكن أن يفدي نفوسنا

++ فإذا بذلت غاية الجهد للحصول على ما تريد، فقد تفوز بحياة ممتعة، وكذلك ستجدها في النهاية جوفاء فارغة. فهل لديك الرغبة في أن تجعل السعي وراء الله أهم من السعي الأناني وراء المتعة ؟؟اتبع المسيح فتعرف معني الحياة الحقيقية في هذا العالم وتكون لك الحياة الأبدية أيضا.

+++++++++++++++++++++++++
صلاة: سيدى الحبيب ...فى كثير من الأحيان أجد نفسى أرفض الألم و الإضطهاد وطريق الصليب ولا أعلم اننى هكذا أرفضك أنت وأخسر نصيبى معك... علمنى يا سيدى، وإكشف لعيني وقلبي، حقارة هذا العالم و كل مادياته، فأنطلق نحوك لا أبالى شيئاً سوى أن أتبع خطواتك متمثلاً بك حتى أرضى قلبك أولاً ثم أحرز إكليلي فى ملكوتك "لأن لى الحياة هى المسيح و الموت هو ربح"(فى1: 21)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق