10 مارس 2010

مثــــل الــزارع

النهاردة هنتأمل في أول 20 أيه من الاصحاح الرابع من انجيل مرقس
مرقس 4 : 1-20
++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مثــــــــل الـــــــــزارع
1 وابتدأ ايضا يعلم عند البحر.فاجتمع اليه جمع كثير حتى انه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الارض

2 فكان يعلمهم كثيرا بامثال وقال لهم في تعليمه 3 اسمعوا.هوذا الزارع قد خرج ليزرع. 4 وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت طيور السماء واكلته. 5 وسقط آخر على مكان محجر حيث لم تكن له تربة كثيرة.فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض. 6 ولكن لما اشرقت الشمس احترق.واذ لم يكن له اصل جف. 7 وسقط آخر في الشوك.فطلع الشوك وخنقه فلم يعطي ثمرا. 8 وسقط آخر في الارض الجيدة.فاعطى ثمرا يصعد وينمو.فأتى واحد بثلاثين وآخر بستين وآخر بمئة. 9 ثم قال لهم من له اذنان للسمع فليسمع

10 ولما كان وحده سأله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل. 11 فقال لهم قد أعطي لكم ان تعرفوا سرّ ملكوت الله.واما الذين هم من خارج فبالامثال يكون لهم كل شيء. 12 لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم. 13 ثم قال لهم أما تعلمون هذا المثل.فكيف تعرفون جميع الامثال. 14 الزارع يزرع الكلمة. 15 وهؤلاء هم الذين على الطريق.حيث تزرع الكلمة وحينما يسمعون يأتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم. 16 وهؤلاء كذلك هم الذين زرعوا على الاماكن المحجرة.الذين حينما يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت بفرح. 17 ولكن ليس لهم اصل في ذواتهم بل هم الى حين.فبعد ذلك اذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فللوقت يعثرون. 18 وهؤلاء هم الذين زرعوا بين الشوك.هؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة 19 وهموم هذا العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الاشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر. 20 وهؤلاء هم الذين زرعوا على الارض الجيدة.الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويثمرون واحد ثلاثين وآخر ستين وآخر مئة


++++++++++++++++++++++++++++++++++++
كانت البذار تزرع أو تغرس باليد، وكان الفلاح يلقي بحفنة من البذار على التربة وهو يمشي في الحقل، وذلك من كيس كبير على كتفيه. ولم تكن النباتات تنمو في صفوف منتظمة كما يحدث اليوم في الزراعة الآلية. ومهما بلغت مهارة الزارع، فلم يكن في استطاعته أن يمنع سقوط بعض البذار على الطريق أو بين الصخور أو بين الأشواك، أو من أن تذريها الريح، فكان يلقي بوفرة من البذار، ليضمن وقوع الكثير منها على الأرض الجيدة مما يضمن محصولا طيبا.

(1) الطريق الزراعي ... هو أول نوع من الأراضي الذي يمر بجوار الحقول وهو مرتفع عنها وصلب وغير معد للزراعة ويداس بأقدام المارة . وهو يشير للنفس المتكبرة والرافضة لكلام الله وهي نفس بلا أسوار تحميها من شهوات العالم .. فعندما ألقيت اليها كلمة الله فرحت بها سريعاً ولكن سرعان ما انقض الشيطان ليسرق الكلمة لأجل كبرياء تلك النفس وعدم توبتها .

+++ تجنب عزيزي أن يكون لك قلب متكبر ... فأنت بذلك تغلق علي الله جميع مداخله اليك اذ أنه يسكن في قلوب متواضعة خاشعة ... والقلب المتكبر حتي وان كان بداخل الكنيسة تجده لا يتغير مهما كثر من حضور الاجتماعات والقداسات !!

(2) الأرض المحجرة التي لها طبقة سطحية رقيقة من التربة ... فمنظرها كأنها أرض زراعية جيدة ... وهي ترمز للقلوب المرائية التي لها مظهر التربة الجيدة وحقيقتها حجرية ... كثير من الناس علي نفس شاكلة هذه التربة اذ أنهم يظهرون أمام الناس بالقديسين لكنهم يظهرون امام الله عراة من كل فضائلهم الزائفة ... هل عزيزي القارئ تجد فرق لمظهرك أمام الله وأمام الناس ؟؟

(3) أرض الشوك ... علي الرغم من انها تربة جيدة صالحة للزراعة ولكنها ممتلئة شوكاً أي اهتمامات القلب بالعالم وشهواته فنمو الأشواك أقوى منها فيزاحم جذورها في الأرض فلا تجد غذاء وتغطيها من فوق فلا تصل اليها أشعة الشمس .
وهي تشير لخطورة الاحتفاظ بشهوات الخطية في القلب مع الاستمرار في طلب كلمة الله ... قبل أن تدعو الرب يسوع الي قلبك أعده جيداً لسكناه بأن تنزع من قلبك كل ما يمنع أن يكون الرب يسوع هو وحده ملك قلبك .ابحث بداخلك عن خطية محببة لك ترفض انتزاعها وتعطل سكني الرب يسوع في قلبك .

(4) الأرض الجيدة هي من يسمعون ويعملون ويثمرون ثمارا متدرجة . وهي أرض منخفضة ( متضعة) ، محروثة ( حملت الصليب ) معرضة للشمس ( أي تقف أمام مسيحها كل يوم ) مروية بالروح القدس وبده الكريم

لاحظوا الأرض الجيدة كانت على ثلاث درجات حيث يقول: "فيصنع بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين. لاحظوا أنه كما أن المسيح وصف ثلاث درجات للخسارة، كذلك وصف ثلاث درجات للربح والفائدة. و كما يقول بولس الحكيم: "كل واحد له موهبته الخاصة من الله، الواحد هكذا والآخر هكذا " ( 1كو7:7) لا ينجح جميع القديسين نجاحًا واحدًا وبدرجة واحدة، وقد أُمرنا أن نسعى وراء العمل الصالح بجدٍ وثباتٍ متخيرين الأفضل والأكمل. اذ ان نجم يمتاز عن نجم .

أيضا تمثل هذه الأنواع الأربعة من التربة، أربع طرق مختلفة لتجاوب الناس مع كلمة الله. ، فيجوز أيضا أنه كان يتكلم عن : (١) أوقات مختلفة في حياة الشخص. (٢) كيف نقبل كلمة الله بسهولة في بعض جوانب حياتنا، ولكننا نقاومها في جوانب أخرى. فمثلا قد تكون منفتحا على الله من جهة مستقبلك، ولكنك منغلق من جهة كيفية صرف أموالك. قد تستجيب مثل التربة الجيدة فيما يتعلق بمطلب الله في العطاء للمحتاجين ، ولكنك تكون كالتربة الحجرية فيما يتعلق بحمل الصليب. يجب علينا أن نسعى أن نكون مثل التربة الجيدة في كل جوانب حياتنا في كل الأوقات.

+++ الله يقدم محبته ونعمته لكل الناس ، ولكن المهم أن نتجاوب معها ، فلا نرفض كلام الله الذي يرسله لك سواء في الكتاب المقدس أو تعاليم الكنيسة وإرشادات مرشدك الروحي أو علي ألسنة المحيطين بك .
+++ اقبل الكلمة لك وليس لتعليم الآخرين وحاول تطبيقها في حياتك ، وثق أن كل جهاد في تنفيذ كلمة الله غال جدا عنده ويساندك لتكميله ، ويكافئك عليه .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : إلهي الحبيب كنت حريصاً علي كلمتك أن تصل لكل انسان حتي تأتي بثمارها ولهذا كلمت كل الناس بكل أنواع الكلام ليفهموا ... ولكن ، ماذا أفعل أنا ؟ لماذا لا أتحدث مع الناس عندك أو بكلامك ، فكلامك مفرح ومعز و وفهمه والعمل به هو الطريق للأبدية ؟
أعطني يا الهي أن أتحدث بكلامك بدلا من كلامي ، وبحكمتك عوضاً عن فهمي ، فتكون التعزية لي وللآخرين ...
أعطني أن أكون حقلا منخفضاً ومتضعاً ، ولا أكون متكبراً ، فكلمتك لا تعرف سوي القلب المتضع لتأتي منه بالثمر.

هناك تعليق واحد:

  1. لماذا ذكر رب المجد أعداد 30 و 60 و 100 هل هناك مدلول لهذه الأعداد ؟؟؟

    ردحذف