10 مارس 2010

الطبيب الأعظم

النهاردة هنتأمل مع بعض فى الأيات الأخيرة من الإصحاح السابع من إنجيل مرقس
مرقس7: 31-37
++++++++++++++++++++++++++
الطبيب الأعظم
شفاء أصم أعقد (ع31: 37)
31 ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيدا وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر. 32 وجاءوا اليه بأصم أعقد وطلبوا اليه ان يضع يده عليه. 33 فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع اصابعه في اذنيه وتفل ولمس لسانه. 34 ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له إفّثا.اي انفتح. 35 وللوقت انفتحت اذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما. 36 فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد.ولكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا. 37 وبهتوا الى الغاية قائلين انه عمل كل شيء حسنا।جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون

++++++++++++++++++++++++++
السيد المسيح هنا يشفى أصم أعقد أى ثقيل اللسان يتكلم بصعوبة فكما أنه معلوم أن المولود أطرش لا يستطيع تعلم الكلام فيصير أخرس و هذه المعجزة او هذه الحالة تذكرنا بحالتنا عندما نصم آذاننا غير سامعين لكلام الله فنصير خُرس عن الحق وعن الشهادة لإسم الرب القدوس بلا تسبيح او تمجيد لإسمه.....

++لقد كان هذا الإنسان اصم.....أما انت فقد أعطاك الله أذن داخلية و أخرى خارجية تستطيع بهما سماع كلمة الله المقروءة و المسموعة ...فلتسأل نفسك أيها الإنسان هل تسمع لكلمات الله المرسلة إليك يومياً أم أنك دائماً تصم أذنيك متحججاً بحججٍ ليست فى نفس قيمة كلمة الله التى تحييك؟؟!

++لقد كان أخرس (أعقد) أما أنت فقد ميَّزك الله بالنطق عن سائر المخلوقات معطياً إياك لساناً فصيحاً تتحدث به فى كثير من الأمور و غالباً ما تكون بعيدة عن التحدث عن الله ...فلتسأل نفسك ايضاً إذا تعرضت يوماً لموقفٍ ما إستدعى منك أن تشهد شهادة حق فى/بــ المسيح يسوع فهل تكون مكتوف اللسان أعقد أم أنك تتكلم و تنطق بأعمال الله معك؟؟!


إننا غالباً يا إخواتى ...ما نسئ لإسم الله؛ نظهر للآخرين أننا غير راضيين عما نحن فيه غير شاكرين فهذا ما قال عنه الرب انه بسببنا يجدف على الإسم الحسن...

+++ لاحظ رقة الرب يسوع في تعامله مع الأصم الأعقد " فأخذه من بين الجمع على ناحية " ع33 ... فهو لم يرد ان يجرح كرامته ويجعل عمليه شفائه مشهد درامي أمام الجمع الواقف ... بل أخذه علي ناحية بعيدة عن الجمع حتي يهدأ ويشعر بمدي اهتمام الرب يسوع به ومدي خصوصيته عنده ... ما أجملك يا يسوعي اذ تخاف علي مشاعري ... ما أعظمك أب حنون

لهذا جاء السيد ليضع إصبعه فى أذني ذلك الأصم أى ليرسل روحه القدوس الذى يسمى إصبع الله (خر 8: 19) ليفتح الأذن الداخلية فتسمع الصوت الإلهى عاملاً فيها اما كونه تفل ولمس لسانه إنما إشارة إلى عطية الحكمة الإلهية التى وهبها السيد للبشرية لكى ينطق باعمال الله و حكمته وهذا ايضاً يذكرنا بموضعٍ آخر تفل فيه يسوع حينما خلق أعين للمولود أعمى (يو 9: 6) بينما هنا ليس للخلق إنما ليجدد الخليقة و يرد للإنسان بهجته وسلامه

+++ في ع 34 نجد أن الرب يسوع " آن " أي تنهد... تري لماذا يتنهد السيد علي الرغم من أنه ليس هو صاحب المرض ؟؟؟ لقد تنهد السيد إذ هو يشارك الأصم الأعقد تعبه ومشقاته بسبب مرضه فهو يشعر به ويتألم ويتأوه معه ... عجيب أنت يا ربي الي هذا الحد تحبني فتشاركني آلامي وأحزاني .

فهذه المعجزة هى معجزة متعددة:...
1-شفاء الصمم.... + فليتك يا الله تعطينى أن أكون مستمعاً جيداً لك
2-شفاء الخرس... + هبنى يا إلهى الحبيب أن اسبحك طوال أيام حياتى
3-تدريب على الكلام"تكلم مستقيماً"... + فلتعطنى لساناً عذباً لا يجرح أحداً ولا يسئ إختيار الألفاظ و يكون مدرباً على تمجيد إسمك القدوس شاكراً
4-تخزين كلمات فى عقل المريض...+إجعلنى يا ربى أحفظ وصاياك وأسلك بها حتى أُشفى من امراضى (خطاياى)
فمن يدخل إلى عمق الله تكتمل كل نقائصه....
++++++++++++++++++++++++
صلاة: +إلهى الحبيب...إطلق لسانى لكى أسبحك فى حياتى و أرتل لك ما دمت موجوداً ...فليس فى الموتى من يذكرك ولا فى الجحيم من يعترف لك...إجعلنى اتكلم معك دائماً عن كل شئ كصديق حميم وأن أتكلم عنك بلسانى و بأفعالى ايضاً ...إفتح يا رب آذانى لتسمع و تستجيب لنداءاتك المتكررة فما أحلى سماع صوتك و ما اطيب التحدث معك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق