15 مارس 2010

مفهوم الرئاسة

مرقس10: 32-45

مفهوم الرئاسة(العظمة)

يسوع ينبئ بموته و قيامته(ع32-34)

طلبة يعقوب و يوحنا (ع35-45)

32 وكانوا في الطريق صاعدين الى اورشليم ويتقدمهم يسوع.وكانوا يتحيّرون وفيما هم يتبعون كانوا يخافون.فاخذ الاثني عشر ايضا وابتدأ يقول لهم عما سيحدث له. 33 ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه الى الامم 34 فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم

35
وتقدم اليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين يا معلّم نريد ان تفعل لنا كل ما طلبنا.
36 فقال لهما ماذا تريدان ان افعل لكما. 37 فقالا له اعطنا ان نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك. 38 فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان.أتستطيعان ان تشربا الكاس التي اشربها انا وان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا. 39 فقالا له نستطيع.فقال لهما يسوع اما الكاس التي اشربها انا فتشربانها وبالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان. 40 واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين أعدّ لهم

41
ولما سمع العشرة ابتدأوا يغتاظون من اجل يعقوب ويوحنا.
42 فدعاهم يسوع وقال لهم انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم وان عظماءهم يتسلطون عليهم. 43 فلا يكون هكذا فيكم.بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما. 44 ومن اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا. 45 لان ابن الانسان ايضا لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين

++++++++++++++++++++++++++++++++

بدأ المسيح يتحدث معهم عن بداية المرحلة الأخيرة فى طريق الخلاص لانه كان يجب ألا يكون موت السيد المسيح وقيامته أمراً مفاجئاً للتلاميذ، فها هو هنا يوضح لهم بكل جلاء ما سيحدث له، ولكنهم للأسف، لم يكونوا يصغون لما كان يقوله. لقد قال يسوع إنه المسيح. ولكنهم ظنوا أن المسيح سيكون ملكاً غالباً منتصراً. تحدث لهم أيضاً عن القيامة، ولكنهم تساءلوا كيف يمكن لإنسان أن يعود للحياة بعد موته؟!. ولأن الرب يسوع كان يتكلم أحياناً كثيرة بأمثال، فلربما ظنوا أن أقواله عن الموت والقيامة، مثلا آخر لم يفهموه।


يتحدث الرب يسوع هنا عن أخطر صعوبة تواجه الخدام وهى السقوط فى الغرور و حب الظهور و يتضح من قصة يعقوب و يوحنا الآتى:

عندما سمع التلاميذ عن الملكوت ظنوا انه ملكوت ارضي لكن أوضح لهم الفرق بين خطة الله فى خلاص الإنسان وبين فكر الإنسان القاصر المرتبط بالأرضيات وأمجادها الفانية فلقد كشف طلب إبنى الرعد عن عدم فهمهما لحقيقة السيد المسيح।


ثم سأل الرب يسوع تلميذاه بما يعنى: هل تستطيعان تحمل آلامه على الصليب وشرب كأس الظلم و المذلة حتى آخره؟؟


فأجابا إنهما على استعداد لمواجهة أي تجربة من أجل المسيح، وقد تألم كلاهما، فمات يعقوب شهيدا (أع ١٢: ٢)، وأجبر يوحنا على أن يعيش في المنفى (رؤ ١: ٩)।


+++ من السهل أن نقول إننا سنحتمل أي شيء من أجل المسيح، ومع ذلك يشكو معظمنا يوميا متى واجهنا أقل معاناة. فإذا قلنا إننا على استعداد أن نتألم من أجل المسيح فيجب أن نكون على استعداد أن يحدث هذا مهما كان قدر هذا الألم.


فالله يريد أن يعطينا ما هو أفضل لنا، وليس ما نطلب، فهو ينكر علينا بعض الطلبات لخيرنا।


فأكد لهم على ما سيفهمانه لاحقاً و هو ان شركة الآلام و الموت ،اللذان بدونهما لن ينالا الملكوت، ستمنح لهما... أما الجلوس عن يمينه و يساره فلمن يحب الله ويسعى بالتعب و الجهاد أكثر ؛فالله فى عدله لا يحابى ،يعطى كل واحد "بحسب تعبه"(1كو3: 8)


فقد أوضح السيد المسيح بعد ذلك معنى العظمة الحقيقية فى ملكوت السموات و مدى إختلافهما عن المقاييس العالمية لها॥ ففي دوائر الأعمال والهيئات والتنظيمات في عالمنا الحاضر، تقاس العظمة بالإنجازات الشخصية العظيمة، أما في ملكوت المسيح، فإن الخدمة هي الطريق للرفعة والتقدم। والرغبة في بلوغ الذروة قد لا تكون معاونا بل بالحري عائقا.


فالعظمة تتلخص فى... خدمة الآخرين... فهى ليست تسخير الناس لخدمتك بل تسخير نفسك لخدمة الغير فالعظمة ليست فى المركز المتقدمة।


أتذكر إنى حضرت مؤتمراً مسيحياً كان يخدم فيه أحد القادة المعروفين على مستوى العالم ...أما الشئ الذى لن يمحى من ذاكرتى هو الطريقة المتواضعة الهادئة التى كان يقوم بها بتنظيف مائدة الطعام بعد الوجبات...!


+++هل تستطيع انت كسفير للمسيح على الأرض أن تكون فى مثل هذه الروح المتضعة بالحقيقة؟! أم أنك تحرك من هم حولك كما "بالريموت" قائلاً "هو كل حاجة عليا؟؟" كما يفعل الكثير منا... بينما أنت فى الحقيقة لم تعرف أنك لم تفعل شيئاً وأن كنت قد ظننت نفسك فعلت شيئاً فبهذه الروح تمحو كل ما قد فعلت...


++ يا صديقى لا تظن نفسك قد بنيت قصراً بل أيقن أنك لازلت تراباً ...والتراب يحتاج الكثير من المواد و التعديلات حتى يبنى به "البناء" ...بيتاً صغيراً...


+++++++++++++++++++++++++++

صلاة: إلهى الحبيب..إن ما فعلته بالحقيقة أثناء تجسدك ، كان فوق تخيل و فهم حتى الملائكة، ولكن هذا هو حبك و إتضاعك المتناهيان ...ساعدنى يا إلهى أن اخجل من نفسى التى لازالت تبحث عن مكانتها و مجدها الدنيوى...إجعلنى أرفع عيناى نحو صليبك ، فتكون أنت قدوتى كى انطلق فى خدمة من حولى،باذلاً ذاتى كما فعلت أنت...إلهى حررنى من قيد كبريائى كما حررتنى من قيد إبليس...آمين

+++++++++++++++++++++++++++

ترنيمة

+ ضع في قلبي حباً، وأصنع منه لحناً، يجذب البعيد والقريب

ضع في فمي قولاً، وأصنع منه شعراً، يأسر الألباب والقلوب

ضع في عقلي علماً، وأصنع منه نوراً، يعكس شعاعاً من الرجاء

نورك العجيب، حبك السكيب حينما تجلى بالفداء

+ هبني يا ألهي، رؤية الإيمان، حتى أنظر نحو الحقول

فأرى الحصاد، يملأ البقاع، وكذا الجبال والسهول

النفوس جاعت، النفوس ذابت، النفوس تطلب النجاة

فأعني حتى، أشهد بحب، أنك الطريق والحياة

+ يا رب الحصاد، أرسل للحصاد، جيشاً يعمل في كرمك

يترك الحياة، يحمل الصليب، يعلن اقتراب ملكك

هبه يا الهي، حكمة السماء، وكذا برهان روحك

حتى أين سار، يبدر البذار، يشهد في فضل حبك


اذكروا الخدمة في صلاتكم وكل من له تعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق