10 مارس 2010

المُشرق شمسه على الأبرار و الأشرار

النهاردة هنتأمل بعض الآيات من الإصحاح الثامن من إنجيل مرقس
مرقس8: 22-26
*************************************
المُشرق شمسه على الأبرار و الأشرار
شفاء أعمى فى بيت صيدا (ع22-26)

22 وجاء الى بيت صيدا.فقدموا اليه اعمى وطلبوا اليه ان يلمسه. 23 فاخذ بيد الاعمى واخرجه الى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وسأله هل ابصر شيئا. 24 فتطلع وقال ابصر الناس كاشجار يمشون. 25 ثم وضع يديه ايضا على عينيه وجعله يتطلع فعاد صحيحا وابصر كل انسان جليّا. 26 فارسله الى بيته قائلا لا تدخل القرية ولا تقل لاحد في القرية
**************************************

كان طلب المؤمنين الذين قدموا الأعمى للمسيح هو أن يلمسه فقط واثقين كل الثقة أنه سيُشفى بلمسة ... هيا بنا نرى كيف كان شفاؤه و هل كان شفاءاً عادياً أم أنه يقدم لنا معانى نحياها؟؟؟(علماً بأنها ليست معجزة شفاء المولود اعمى(يو9: 1-34))

(ع23)--->> كما أخذ السيد المسيح بيد الأعمى هكذا يأخذ بأيدينا نحن المؤمنون كل يوم حتى لا نسقط فى الخطية فهو دائماً يمد لنا يد العون ،و نحن نرفضها مُصرين على السقوط فى الخطية و مع هذا لا يتركنا و يرجع فيمد يده مرة أخرى.....و نعود فنرفضها أيضاً مستعينين بأناس مثلنا تحت الخطية....فيا لغباءنا!!! هل نترك معطى البصيرة و نتجه نحو فاقديها "إن كان أعمى يقود أعمى ، يسقطان كلاهما فى حفرة"(مت15: 14)

++"أخرجه إلى خارج القرية"....فإن أردت من كل قلبك أن تنفرد بالله و تتأمل فى أعماله ..... عليك أولاً أن تُخرج نفسك من دوامة مشاغلك اليومية وملاهى الدنيا فيشفيك الله من كل أمراضك الروحية و النفسية و الجسدية....ثانياً عليك أن تؤمن و يكون لك رجاء فى أن الله يقودك إلى التمام....سلم له دفة حياتك حتى لا تغرق بك...

"تفل" هذه الصورة إستخدمها المسيح أكثر من مرة فى معجزات الشفاء، دلالة على أنه يمنح الشفاء من داخله أى من سلطان لاهوته
"وضع يده عليه" ونرى هنا فيض حنان السيد المسيح ليشعره بالأمان....فليتنا نشعر أننا نستحق هذا الحنان الفياض.....

هل يحتاج المسيح إلى أن يسأل أحد و هو عالم كل خبايا الأمور؟؟؟ إنما نراه هنا يسأله هل أبصر؟ فقد فعل هذا ليعلمنا أن من يسأل يعلم ، فما أكثر الأمور التى يخفيها الله عن الحكماء و الفهماء و يعلنها للأطفال (لو 10: 21)

(ع24)عندما سأله المسيح عن قدرته فى الإبصار أجاب بأنه يبصر جزئياً (الناس أشجار)...
++وهذا شفاء مرحلى، يبث لدينا الأمل فى النمو التدريجى فى حياتنا الروحية بينما نحن لا نستطيع رؤية بهاء الله لأننا بعد أرضيين ونحتاج إلى لمسة أخيرة من السيد المسيح ليعطينا التوبة التى بعدها نستطيع أن نبصره جيداً....

++وهذا يعلمنا إن كنا خدام أن نترفق بالتائبين العائدين لأحضان الكنيسة كما أن المسيح رأس الكنيسة ترفق بنا و جعلنا خدام لإسمه، فربما تكون كل الحقائق الإيمانية ليست واضحة بعد لديهم ولكنهم محبوبون لقلب الله وقد يسبقوننا إلى الملكوت "ما طهره الله لا تدنسه أنت"(أع 10: 15) فدورى كخادم أن أوصل لهم كلمة الله (بالوعظ والقدوة) فهى التى تعمل و تحيى و تنمى ....

(ع25-26)ثم بعد ذلك لمس المسيح عينيه مرة أخرى لإستكمال شفائه...وكأنه يقول لنا جميعاً ولكل من بدأ مسيرة الشفاء الروحى : إن يدى معك تعضدك و تكمل شفائك وتعطيك البصيرة الروحية الكاملة لتميز كل الأشياء...و عادة ما نرفض تدخل الله فى حياتنا ، ليتنا نسمع نداءه حتى نستطيع به أن نبصره!!!

أمر الرب يسوع الأعمى المبصر ألا يخبر أحد ليؤكد هربه من مدح الناس و يعلمنا أن نخفى أعمال الخير التى أعطانا الله أن نصنعها...
++++++++++++++++++++++++++
صلاة: طبيبنا الحنون معطى البصيرة...نحن آسفون على رفضنا ليدك لتعمل بداخلنا و تنير بصيرتنا حتى نبصر مجد بهاءك، فأنت تعلم ما مدى ضعفنا و جهالتنا ...نسألك يا الله ألا تيأس من أن تظل يدك ممدودة بلا جدوى ....أدم رحمتك علينا ،نحن بقرب يدك منا نشعر بالأمان راغبين فى مد أيادينا لكننا لا نبصر ...فإلمس إيدينا أنت و حول ظلمة حياتنا إلى نور حقيقى نحيا فيه حياة أبدية، وأنر عقولنا و قلوبنا و أفهامنا يا سيد الكل آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق