10 مارس 2010

من هو الأعظم

النهاردة هنتأمل في الإصحاح التاسع من إنجيل مرقس
مرقس 9 : 30- 41

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مـــن هــــو الأعظـــــــم
30 و خرجوا من هناك و اجتازوا الجليل و لم يرد ان يعلم احد* 31 لانه كان يعلم تلاميذه و يقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه و بعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث* 32 و اما هم فلم يفهموا القول و خافوا ان يسالوه* 33 و جاء الى كفرناحوم و اذ كان في البيت سالهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق* 34 فسكتوا لانهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو اعظم* 35 فجلس و نادى الاثني عشر و قال لهم اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون اخر الكل و خادما للكل* 36 فاخذ ولدا و اقامه في وسطهم ثم احتضنه و قال لهم* 37 من قبل واحدا من اولاد مثل هذا باسمي يقبلني و من قبلني فليس يقبلني انا بل الذي ارسلني*

38 فاجابه يوحنا قائلا يا معلم راينا واحدا يخرج شياطين باسمك و هو ليس يتبعنا فمنعناه لانه ليس يتبعنا* 39 فقال يسوع لا تمنعوه لانه ليس احد يصنع قوة باسمي و يستطيع سريعا ان يقول علي شرا* 40 لان من ليس علينا فهو معنا* 41 لان من سقاكم كاس ماء باسمي لانكم للمسيح فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره*
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

في بعض الأحيان حد الرب يسوع من خدمته العامة لكي يدرب تلاميذه تدريبا عميقا. كان يعلم أهمية تأهيلهم لحمل الرسالة بعد أن يعود هو إلى السماء. إن التعليم يحتاج إلى وقت. والنمو الروحي العميق لا يحدث فورا، بغض النظر عن نوع الخبرة أو التعليم. فإذا كان التلاميذ قد لزمهم أن يتخلوا، بين الحين والآخر، عن عملهم ليتعلموا من السيد، فكم يلزمنا نحن لكي نتبادل العمل والتعليم.

كان التلاميذ يظنون أن الرب يسوع يبدو مشغولا، أكثر من اللازم، بالموت، ولكن في الواقع، كان التلاميذ هم المشغولين خطأ، فكانوا يفكرون باستمرار في الملكوت الذي سيؤسسه، ومراكزهم فيه. كانوا قلقين من جهة ما يمكن أن يحدث لهم لو مات يسوع. وبناء على ذلك فضلوا عدم الكلام عن توقعاته.

+++ الله يحاول إعداد قلبك للأحداث المقبلة التي لا تعرفها ولا تستطيع قبولها ، فتجاوب مع صوته بالاقتراب اليه ، والتوبة والازدياد في علاقتك به ، وقبول الأمور المتعاكسة لإرادتك ، حينئذ تزداد قوة وصلابة ، فلا تضطرب من أية أمور أخري تأتي عليك ، كانت أمور محزنة أو محيرة ، وثق أن الله بجوارك يسندك ، فتمر فيها بسلام .

+++ ما يعلمه المسيح هنا يخالف بالتمام مفهوم العالم عن العظمة ، فعظمة العالم هي التسلط والكبرياء والتحكم .... أما عظمة المسيحية ، فهي الاتضاع وإنكار الذات وخدمة اللآخر

في إنجيل لوقا (٩: ٤٨) يقول الرب يسوع إن الاهتمام بالآخرين هو مقياس العظمة، ففي نظر الرب يسوع، إن من يقبل ولدا صغيرا، فكأنه قبل الله نفسه، وإعطاء كأس ماء بارد لمن هو في حاجة إليه، هو تقدمة لله. وفي المقابل، إن أذية الآخرين أو حتى عدم الاهتمام بهم هو خطية. يمكن أن يحوز بعض الناس الأنانيين غير المبالين، شيئا من العظمة في نظر العالم، لكن العظمة الباقية إنما تقاس بمقاييس الله فحسب. فما هو معيارك للعظمة ؟هل هو الإنجاز الشخصي أو الخدمة الخالية من الأنانية؟

+++ هل تبحث عما تقدمه من خدمة للآخرين ، وكيف تخضع لهم ، أم عن مكانتك وكرامتك وسطهم ؟ ليتك من اليوم تخضع للكل ، لترتفع في نظر الله.

وفي اهتمام التلاميذ بوصفهم كجماعة أكثر من اهتمامهم بمد يد المعونة السخية إلى من تعذبهم الأرواح الشريرة، ملكت الغيرة قلوب التلاميذ لأن رجلا كان يشفي باسم الرب يسوع. ونحن نفعل نفس الشيء الآن عندما نرفض المساهمة في جهود نبيلة، لأنها : (١) لا تنتمى لكنيستنا. (٢) لا تخدم الناس الذين نستريح إليهم. (٣) لا يعملون بالأسلوب الذي تعودنا عليه. (٤) لا تحوز جهودنا الاعتراف الكافي بها. إن الفكر اللاهوتي الصحيح أمر هام، ولكنه لا يجب أن يقف مطلقا حائلا دون مساعدة المحتاجين.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : ربي الحبيب انت ذو القلب الشفيق الكلي الجودة و الصلاح انت تراني و تحبني , انت رحوم و غفور , اذ لا يمكنك ان ترى الشقاء دون ان ترغب في مداواته , ها اني اضع كل رجائي فيك و اثق بأنك لن تهملني .و ان نعمك تفوق دائما آمالي .... ربي أطلب منك اليوم أن تضع بداخلي قلبا متضعا أراك به ، وأكون خادماً لأولادك ... نتقدم جميعنا لنوال استخقاق الدخول لملكوتك ... انزع مني كل كبرياء فهو من العالم و علمني اتضاعك العجيب هذا الذي به تركت مجدك السماوى وارتضيت ان تنزل لجنسنا وتولد في مزود حقير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق