24 مارس 2010

ساكبة الطيب

مرقس 14 : 1- 31
ســـاكبة الطيــــب
1 وكان الفصح وايام الفطير بعد يومين.وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه. 2 ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب

3 وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص وهو متكئ جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن.فكسرت القارورة وسكبته على راسه.
4 وكان قوم مغتاظين في انفسهم فقالوا لماذا كان تلف الطيب هذا. 5 لانه كان يمكن ان يباع هذا باكثر من ثلاث مئة دينار ويعطى للفقراء.وكانوا يؤنبونها. 6 اما يسوع فقال اتركوها.لماذا تزعجونها.قد عملت بي عملا حسنا. 7 لان الفقراء معكم في كل حين ومتى اردتم تقدرون ان تعملوا بهم خيرا.واما انا فلست معكم في كل حين. 8 عملت ما عندها.قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين. 9 الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها

10 ثم ان يهوذا الاسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضى الى رؤساء الكهنة ليسلمه اليهم.
11 ولما سمعوا فرحوا ووعدوه ان يعطوه فضة.وكان يطلب كيف يسلمه في فرصة موافقة

12 وفي اليوم الاول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه اين تريد ان نمضي ونعد لتأكل الفصح.
13 فارسل اثنين من تلاميذه وقال لهما اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء.اتبعاه. 14 وحيثما يدخل فقولا لرب البيت ان المعلّم يقول اين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي. 15 فهو يريكما علّية كبيرة مفروشة معدة.هناك اعدا لنا. 16 فخرج تلميذاه وأتيا الى المدينة ووجدا كما قال لهما.فأعدا الفصح

17 ولما كان المساء جاء مع الاثني عشر.
18 وفيما هم متكئون يأكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني.الآكل معي. 19 فابتدأوا يحزنون ويقولون له واحدا فواحدا هل انا.وآخر هل انا. 20 فاجاب وقال لهم.هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة. 21 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه.ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان.كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد

22 وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر واعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي.
23 ثم اخذ الكاس وشكر واعطاهم فشربوا منها كلهم. 24 وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين. 25 الحق اقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله. 26 ثم سبّحوا وخرجوا الى جبل الزيتون

27 وقال لهم يسوع ان كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة.لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد الخراف.
28 ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل. 29 فقال له بطرس وان شك الجميع فانا لا اشك. 30 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات. 31 فقال باكثر تشديد ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك.وهكذا قال ايضا الجميع

كان السيد في بيت عنيا، أي في بيت العناء أو الألم، عيناه تنظران إلى الصليب بسرور، كقول الرسول بولس: "الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب 12: 2). وكان يرى التحركات الضخمة والسريعة بين جميع القيادات اليهودية المتضاربة، تعمل معًا لأول مرة بهدف واحد، هو الخلاص منه! وسط هذا الجو المّر وُجدت امرأة استطاعت أن تلتقي به في بيت سمعان الأبرص لتقدم حبها الخالص وإيمانها الحيّ العملي، لتتقبل من السيد مديحًا ومجدًا أبديًا!

نتعلم من مريم ساكبة الطيب
+ أن مريم قدمت أغلي ما عندها للمسيح الرب ... فماذا نقدم نحن ؟
+ كانت هذه تقدمة شكر للمسيح الذي أقام أخيها ... فهل نشكر الله علي أعمالنا معنا ... وكيف نشكره

+ ليتنا لا ندين أحداً علي تصرفه ... فمن ندينه نحن قد يكون ممدوحاً من الله نفسه.

+ الله لا ينسي تعب المحبة ويمدح ويشجع أولاده ويطوبهم ... فما أطيب قلبه.


( ع 10-11 خيانة يهوذا )
لماذا أراد يهوذا أن يسلم الرب يسوع ؟لقد كان يهوذا، مثله مثل سائر التلاميذ، يتوقع أن يشرع الرب يسوع في ثورة سياسية للتخلص من روما. وكان يهوذا بكل تأكيد يفترض (مثل باقي التلاميذ،) أن يشغل مركزا مرموقا في حكومة يسوع الجديدة. ولكن عندما امتدح الرب يسوع سكب مريم للطيب الذي كان ثمنه يساوي مرتب سنة كاملة، أيقن يهوذا أن مملكة يسوع ليست أرضية أو سياسية بل روحية، وهكذا لا يمكن أن تتحقق أطماع يهوذا في المال أو في المركز إذا ظل يتبع يسوع، لذلك أسلمه ليفوز بالثمن والحظوة لدى القادة الدينيين.

( ع 12 – 21 الفصح الأخير)
إذ سبق فأعلن السيد المسيح أكثر من مرة عن تسليمه وموته وقيامته ليسند تلاميذه عندما يواجهون الأحداث نراه الآن يعلن عن "الخيانة" ليعطي مسلمه فرصة التوبة والرجوع إن أراد। حقًا لقد سبق الكتاب فأنبأ عن الخائن، لكن لم يلزم الله يهوذا أن يخون، ولا يمكن له أن يحتج بأن فيه تحققت النبوة عن الخيانة، فإن سابق معرفة الله للأمر لا تلزمه بالتنفيذ ولا تعفيه من المسئولية. ولو أن قلب يهوذا تحرك بالتوبة لتمت أحداث الصليب بطريقة أو أخرى يخططها الرب دون هلاك يهوذا.

كان يهوذا، جالسا على المائدة مع الآخرين، وكان قد عزم فعلا على تسليم الرب يسوع، ولكنه في رياء واضح اشترك في هذه المائدة। من السهل أن نغضب ونذهل لما فعله يهوذا، ومع ذلك فإننا عندما نسلم حياتنا للرب يسوع ثم ننكره، فإننا أيضا نسلمه، إذ ننكر حق المسيح لأنه علمنا كيف نحيا، ولكننا نحيا على غير ما علمنا إياه। نحن ننكر سلطان المسيح بعدم طاعته، وننكر إلوهيته برفض سلطته. فهل تتوافق أفعالك مع أقوالك ؟إن لم يكن الأمر كذلك، فاعمل على تغيير فكرك وقلبك تغييرا يحميك من الوقوع في خطأ جسيم شنيع.


+++ فليعطنا الرب قلباً يقظاً حساساً سريع الاستجابة والعودة من طريق الشر ( ع 22 – 26 تأسيس الإفخارستيا) بعد عشاء الخروف أخذ الرب خبزاً وباركه فتحول الي جسده الحقيقي بصورة سرية فائقة وأعلن بكل وضوح أن هذا الخبز قد صار جسده " هذا هو جسدي "وقدم هذا الجسد لهم ليأكلوه وكذلك فعل بالخمر ليتحول الي دمه الأقدس ... ولهذا احتفظت الكنيسة في قداسها الإلهي بنفس الكلمات التي نطق بها السيد المسيح।

+++ لك يكتف المسيح بعظات وتوصيات لك بل يعطيك القوة لتنفيذها ، وهي جسده ودمه اللذان تتناولهما ويتحدان بك ، فيعملا فيك لتنفيذ كلامه ، فتصير أصعب الوصايا سهلة بقوته. فاحرص علي التناول بمداومة من الأسرار المقدسة ، لأنها أكبر قوة في العالم تحفظط من حروب إبليس وتنميك في معرفة الله كل يوم।

( ع 27- 31 إعلانه عن شك التلاميذ فيه )
يصعب جدًا أن نسجل ما آلت إليه نفسية تلاميذه بعد هذا الإعلان الإلهي، فإنه خبر كفيل بتحطيمهم تمامًا، لكن السيد المسيح لم يتركهم يسترسلون في أفكارهم حتى لا ينهاروا تحت ثقل اليأس، لكنه قدم لهم عونًا، فمن جانب أبرز لهم شدة الموقف حيث تنبأ عنهم زكريا النبي (13: 7) "لأنه مكتوب إني أضرب الراعي فتتبدد الرعية"، كما كشف لهم عن رجوعهم إليه وعن لقائهم مرة أخرى بعد قيامته: "لكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل" [28]। لقد أعلن لهم أن ما يحدث هو بتدبيرٍ إلهيٍ، فمن جهة يضرب الآب الابن الذي حمل خطايانا وقبل الموت في جسده عوضًا عنا، يضربه بسقوطه تحت الحكم الذي كان ضدنا، فلا يحتمل التلاميذ هذا المنظر، لكنه يقوم فيجتذب مؤمنيه في الجليل.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة: ربي الحبيب ... ليس لي شئ ثمين أقدمه لك مثلما فعلت ساكبة الطيب فأنا شخص فقير لكن ها أنا اتي إليك بكل ما في من شرور وشهوات ،،، لست أستطيع بعد أن اقدم لك كل قلبي فمازالت شهوات كثيرة تسكنه ولا استطيع أن أطردها ، اذ احب انا هذه الشهوات وقد يكون حبي لبعضها أكثر من حبي لك ... لكن ربي أعن ضعف ثقتي فيك ... ربي لست أدري ما أفعل ولكني اتي اليك واضعاً نفسي بين يديك فتشكلني من جديد وتخلق فيا قلب جديد وأصير انسان جديد لكيما أستحق ان أحتمي بجسدك ودمك الأقدسين ،،، ويصير تناولي من أسرارك المقدسة بداية نور بداخلي ليقضى علي الظلمة التي عشت فيها أياما كثيرة بعيدة عنك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق