27 أبريل 2010

من يقتل جليات

صموئيل الأول الاصحاح السابع عشر
من يقتل جليات
1 وجمع الفلسطينيون جيوشهم للحرب فاجتمعوا في سوكوه التي ليهوذا ونزلوا بين سوكوه وعزيقة في أفس دمّيم. 2 واجتمع شاول ورجال اسرائيل ونزلوا في وادي البطم واصطفوا للحرب للقاء الفلسطينيين. 3 وكان الفلسطينيون وقوفا على جبل من هنا واسرائيل وقوفا على جبل من هناك والوادي بينهم. 4 فخرج رجل مبارز من جيوش الفلسطينيين اسمه جليات من جتّ طوله ست اذرع وشبر. 5 وعلى راسه خوذة من نحاس وكان لابسا درعا حرشفيا ووزن الدرع خمسة آلاف شاقل نحاس. 6 وجرموقا نحاس على رجليه ومزراق نحاس بين كتفيه. 7 وقناة رمحه كنول النساجين وسنان رمحه ست مئة شاقل حديد وحامل الترس كان يمشي قدامه. 8 فوقف ونادى صفوف اسرائيل وقال لهم لماذا تخرجون لتصطفوا للحرب.اما انا الفلسطيني وانتم عبيد لشاول.اختاروا لانفسكم رجلا ولينزل اليّ. 9 فان قدر ان يحاربني ويقتلني نصير لكم عبيدا.وان قدرت انا عليه وقتلته تصيرون انتم لنا عبيدا وتخدموننا. 10 وقال الفلسطيني انا عيّرت صفوف اسرائيل هذا اليوم.اعطوني رجلا فنتحارب معا. 11 ولما سمع شاول وجميع اسرائيل كلام الفلسطيني هذا ارتاعوا وخافوا جدا 12 وداود هو ابن ذلك الرجل الافراتي من بيت لحم يهوذا الذي اسمه يسّى وله ثمانية بنين.وكان الرجل في ايام شاول قد شاخ وكبر بين الناس. 13 وذهب بنو يسّى الثلاثة الكبار وتبعوا شاول الى الحرب.واسماء بنيه الثلاثة الذين ذهبوا الى الحرب اليآب البكر وابيناداب ثانيه وشمّة ثالثهما. 14 وداود هو الصغير والثلاثة الكبار ذهبوا وراء شاول. 15 واما داود فكان يذهب ويرجع من عند شاول ليرعى غنم ابيه في بيت لحم 16 وكان الفلسطيني يتقدم ويقف صباحا ومساء اربعين يوما. 17 فقال يسّى لداود ابنه خذ لاخوتك ايفة من هذا الفريك وهذه العشر الخبزات واركض الى المحلّة الى اخوتك. 18 وهذه العشر القطعات من الجبن قدمها لرئيس الالف وافتقد سلامة اخوتك وخذ منهم عربونا. 19 وكان شاول وهم وجميع رجال اسرائيل في وادي البطم يحاربون الفلسطينيين 20 فبكر داود صباحا وترك الغنم مع حارس وحمل وذهب كما امره يسّى واتى الى المتراس والجيش خارج الى الاصطفاف وهتفوا للحرب. 21 واصطف اسرائيل والفلسطينيون صفا مقابل صف. 22 فترك داود الامتعة التي معه بيد حافظ الامتعة وركض الى الصف وأتى وسأل عن سلامة اخوته . 23 وفيما هو يكلمهم اذا برجل مبارز اسمه جليات الفلسطيني من جتّ صاعد من صفوف الفلسطينيين وتكلم بمثل هذا الكلام فسمع داود. 24 وجميع رجال اسرائيل لما رأوا الرجل هربوا منه وخافوا جدا. 25 فقال رجال اسرائيل.أرأيتم هذا الرجل الصاعد.ليعيّر اسرائيل هو صاعد.فيكون ان الرجل الذي يقتله يغنيه الملك غنى جزيلا ويعطيه بنته ويجعل بيت ابيه حرا في اسرائيل 26 فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلا ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني ويزيل العار عن اسرائيل.لانه من هو هذا الفلسطيني الاغلف حتى يعيّر صفوف الله الحي. 27 فكلمه الشعب بمثل هذا الكلام قائلين كذا يفعل للرجل الذي يقتله. 28 وسمع اخوه الاكبر اليآب كلامه مع الرجال فحمي غضب اليآب على داود وقال لماذا نزلت وعلى من تركت تلك الغنيمات القليلة في البرية.انا علمت كبرياءك وشر قلبك لانك انما نزلت لكي ترى الحرب. 29 فقال داود ماذا عملت الآن.أما هو كلام. 30 وتحول من عنده نحو آخر وتكلم بمثل هذا الكلام فرد له الشعب جوابا كالجواب الاول. 31 وسمع الكلام الذي تكلم به داود واخبروا به امام شاول.فاستحضره . 32 فقال داود لشاول لا يسقط قلب احد بسببه.عبدك يذهب ويحارب هذا الفلسطيني. 33 فقال شاول لداود لا تستطيع ان تذهب لهذا الفلسطيني لتحاربه لانك غلام وهو رجل حرب منذ صباه. 34 فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لابيه غنما فجاء اسد مع دب واخذ شاة من القطيع. 35 فخرجت وراءه وقتلته وانقذتها من فيه ولما قام عليّ امسكته من ذقنه وضربته فقتلته. 36 قتل عبدك الاسد والدب جميعا.وهذا الفلسطيني الاغلف يكون كواحد منهما لانه قد عيّر صفوف الله الحي. 37 وقال داود الرب الذي انقذني من يد الاسد ومن يد الدب هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني.فقال شاول لداود اذهب وليكن الرب معك. 38 وألبس شاول داود ثيابه وجعل خوذة من نحاس على راسه وألبسه درعا. 39 فتقلد داود بسيفه فوق ثيابه وعزم ان يمشي لانه لم يكن قد جرب.فقال داود لشاول لا اقدر ان امشي بهذه لاني لم اجربها.ونزعها داود عنه. 40 واخذ عصاه بيده وانتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي وجعلها في كنف الرعاة الذي له اي في الجراب ومقلاعه بيده وتقدم نحو الفلسطيني. 41 وذهب الفلسطيني ذاهبا واقترب الى داود والرجل حامل الترس امامه.
42 ولما نظر الفلسطيني ورأى داود استحقره لانه كان غلاما واشقر جميل المنظر. 43 فقال الفلسطيني لداود ألعلي انا كلب حتى انك تأتي اليّ بعصيّ.ولعن الفلسطيني داود بآلهته. 44 وقال الفلسطيني لداود تعال اليّ فاعطي لحمك لطيور السماء ووحوش البرية. 45 فقال داود للفلسطيني انت تاتي اليّ بسيف وبرمح وبترس.وانا آتي اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيّرتهم. 46 هذا اليوم يحبسك الرب في يدي فاقتلك واقطع راسك.واعطي جثث جيش الفلسطينيين هذا اليوم لطيور السماء وحيوانات الارض فتعلم كل الارض انه يوجد اله لاسرائيل. 47 وتعلم هذه الجماعة كلها انه ليس بسيف ولا برمح يخلّص الرب لان الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا. 48 وكان لما قام الفلسطيني وذهب وتقدم للقاء داود ان داود اسرع وركض نحو الصف للقاء الفلسطيني. 49 ومد داود يده الى الكنف واخذ منه حجرا ورماه بالمقلاع وضرب الفلسطيني في جبهته فارتزّ الحجر في جبهته وسقط على وجهه الى الارض. 50 فتمكن داود من الفلسطيني بالمقلاع والحجر وضرب الفلسطيني وقتله.ولم يكن سيف بيد داود.

51 فركض داود ووقف على الفلسطيني واخذ سيفه واخترطه من غمده وقتله وقطع به راسه.فلما رأى الفلسطينيون ان جبارهم قد مات هربوا. 52 فقام رجال اسرائيل ويهوذا وهتفوا ولحقوا الفلسطينيين حتى مجيئك الى الوادي وحتى ابواب عقرون.فسقطت قتلى الفلسطينيين في طريق شعرايم الى جتّ والى عقرون. 53 ثم رجع بنو اسرائيل من الاحتماء وراء الفلسطينيين ونهبوا محلّتهم. 54 واخذ داود راس الفلسطيني.وأتى به الى اورشليم.ووضع ادواته في خيمته 55 ولما رأى شاول داود خارجا للقاء الفلسطيني قال لابنير رئيس الجيش ابن من هذا الغلام يا ابنير.فقال ابنير وحياتك ايها الملك لست اعلم. 56 فقال الملك اسأل ابن من هذا الغلام. 57 ولما رجع داود من قتل الفلسطيني اخذه ابنير واحضره امام شاول وراس الفلسطيني بيده. 58 فقال له شاول ابن من انت يا غلام.فقال داود ابن عبدك يسّى البيتلحمي
++++++++++++++++++++++++++++
اشتاق الشعب إلى ملك طويل القامة قوي البنية جميل المظهر كسائر ملوك الأمم، والآن يقف هذا الملك مع رجاله في خوف ورعدة أمام جُليات الجبار، ليتمجد الله بداود القصير القامة الذي لا يعرف كيف يستخدم العدة الحربية بل مقلاع الكلاب... لقد غلب لا بسيف ورمح وإنما باسم رب الجنود.

+++ لا تخف من الشيطان الذي يستخدم الأشرار ليهددوك ويرعبوك ، فهم بلا قيمة أمام الله مهما بدت قوتهم . أطلب معونة الله وثق أنه قادر أن ينقذك من أيديهم ويحارب عنك ويمجدك.

طلب الأب يسي ابنه الأصغر داود بمهمة الذهاب الي مكان القتال للاطمئنان علي اخوته وإمدادهم بالطعام ولم ينس الرجل الكريم أن يقدم لرئيس الألف القائد علي اخوته اكل هو الأخر ....

+++ ما أجمل أن تهتم بالسؤال عن أحبائك وافتقاد من يتغيبون عن الكنيسة للاطمئنان عليهم وتشجيعهم للحضور فسؤال المحبة يؤثر كثيراً في القلوب ... بعد قرائتك لتأمل اليوم تذكر أصدقائك الذين لهم وقت طويل لم يأتوا للكنيسة وأسأل عنهم واطمئن عليهم وشجعهم للحضور مرة اخري

استنكر داود خوف الاسرائليين من هذا الجليات الأغلف الذي يعير شعب الله فلما سمع اخوه ألياب كلام داود مع الرجال غضب عليه ووبخه واتهمه بالكبرياء الذي دفعه لمعرفة أخبار الحرب ليتباهي بها بين زملائه الصغار .... أما داود فبحكمة امتص غضب اخيه قائلاً " أتراني فعلت شيئاً " أم هو مجرد كلام وحوار وسؤال وجواب ...

لم يستطع النقد أن يوقف داود، بينما وقف كل الجيش حوله ساكنا. وأدرك هو أهمية التحرك، فمع الله والقتال لأجله، لم يكن ثمة داع للانتظار. قد يحاول الناس دفعك للتقاعس بتعليقات سلبية، أو بالسخرية منك، ولكن عليك بالاستمرار في عمل ما تعلم أنه صواب، فبعمل الصواب سترضي الله الذي رأيه أهم من كل رأي.


+++ كن متضعاً اذا وبخك أحداً حتي إذا كان علي غير حق ، فبطول أناتك ومحبتك تمتص غضب الأخرين فتكسبهم وتحتفظ بسلامك . تناقل الكلام من رجل لأخر حتي أخبر الرجال شاول بكلام داود الجرئ والمملوء ثقة ، فأرسل شاول واستحضر داود أمامه ... وعلي الرغم من احتياج شاول لأي متطوع يذهب لمقاتلة جليات الا نظرته الواقعية لمنظر داود جعلته ينصحه بالعدول عن طلبه ،،، فقد ظن شاول أن كلام داود هو مجرد اندفاع شباب منه .

لم تفتر حماسة داود أمام كلام شاول ، وفي محاولة لإقناعه بأنه ليس هو الغلام الرقيق بل له قلب رجل قتال ، بدأ يحكي لشاول قصة قتله للأسد والدب وهما من أشد الحيوانات شراسة ، فكذلك سيكون مصير جليات الفلسطيني الأغلف الذي استباح لنفسه أن يعير شعب الله الحي .

تقدم داود الي جليات ومعه خمسة حجارة ومقلاع مما جعل جليات يحتقره ويسخر منه ... فبدأ يشتم داود ويسب إله اسرائيل ... أما داود فأعلن ايمانه عاليا بأنه يحتمي في اسم اله القوات السمائية ثم قال أن اليوم يعلم جميع الشعوب أن اله اسرائيل هو الاله القادر علي كل شئ ولا يعصي عليه أمر . فيكون درساً لكل المشاهدين الحاضرين أن ليس بالسلاح البشري وأدوات الحرب تكون النصرة .

تغلب داود علي جليات وقتله ... ومن هنا يظهر أن الأنسان مهما كانت قوته ففيه نقطة ضعف ولو واحدة ، وكانت نقطة ضعف جليات هي أن جبينه ليست محمية ، فاستطاع داود أن يصطاده بحصوة صغيرة بمقلاع الكلاب الذي كان يستخدمه لطرد الكلاب عن غنمه ... فلا تنزعج من قوة الأعداء فأنت يحميك اله جبار قادر أن يغلبهم بسهولة... فقط تمسك به .

+++ لم ينزعج داود من ضخامة وقوة جليات ولا أسلحته ، بل في إيمان تقدم نحوه وبقوة الله استطاع ان يقتله . فآمن بالله الذي يحميك ويعمل بك فتتقدم الي أصعب الظروف واثقاً من نجاحك بقوته ،و حتي لو اعترضك الكثيرون فلا يستطيعون أن يعطلوك او يغلبوا الله الذي فيك .
++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : ربي الحبيب أشكرك لأنك كنت معي خلال الأوقات الصعبة التي مررت بها ،،، من حادث سير، أوأمراض، أو عمليات جراحية. أشكرك لأنك كنت معي في أوقات الحزن أيضا.... ولأنك سرت معي يداً بيد عـبـر وادي الـظـلام ... أشـكـرك لأنك تـخـفـف حـمـلـي وتـبـعـد أحزاني ومآســيَّ،،، أشـكـرك لأنك تعـطيـنـي فـرحـك وســلامـك. وأشكرك لأنك معي الآن.
كم من جليات قابلته في حياتي وقد انقذتني من يديه فأنت دائماً تسير معي، عبر كل لحظة من حياتي الماضية وحتى هذه الثانية بالذات ... أشكرك لأنك تملأني بمحبتك وتساعدني كي أحب نفسي وتساعدني كي أحب الآخرين والاهم من ذلك لأنك تساعدني لأحبك – هذه هي رغبتي ... أشكرك بكل صدق وإدراك ومن أعماق قلبي - أنا أقصد ما أقول. أشكرك لأنك تملأني فرحاً وسلاماً - شكراً لك ربي يسوع. .. أشكرك لأنك تدخل الى أعماق أعماق عقلي وتنقيه تماماً ... أشكرك يا يسوع لأنك تجعلني كاملاً كما تريد أنت.
لوعندك تأمل أو ملاحظة تحب تضيفها لتأمل النهاردة من هنا

صلوا من أجل الجروب وكل من له تعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق