7 مايو 2010

الجواب اللين يصرف الغضب

صموئيل الأول ، الاصحاح الخامس والعشرون

الجواب اللين يصرف الغضب

1 ومات صموئيل فاجتمع جميع اسرائيل وندبوه ودفنوه في بيته في الرامة.وقام داود ونزل الى برية فاران 2 وكان رجل في معون واملاكه في الكرمل وكان الرجل عظيما جدا وله ثلاثة آلاف من الغنم والف من المعز وكان يجزّ غنمه في الكرمل. 3 واسم الرجل نابال واسم امرأته ابيجايل.وكانت المرأة جيدة الفهم وجميلة الصورة.واما الرجل فكان قاسيا وردي الاعمال.وهو كالبي. 4 فسمع داود في البرية ان نابال يجزّ غنمه. 5 فارسل داود عشرة غلمان وقال داود للغلمان اصعدوا الى الكرمل وادخلوا الى نابال واسألوا باسمي عن سلامته 6 وقولوا هكذا.حييت وانت سالم وبيتك سالم وكل ما لك سالم. 7 والآن قد سمعت ان عندك جزّازين.حين كان رعاتك معنا لم نؤذهم ولم يفقد لهم شيء كل الايام التي كانوا فيها في الكرمل. 8 اسأل غلمانك فيخبروك.فليجد الغلمان نعمة في عينيك لاننا قد جئنا في يوم طيب.فاعط ما وجدته يدك لعبيدك ولابنك داود. 9 فجاء الغلمان وكلموا نابال حسب كل هذا الكلام باسم داود وكفّوا

. 10 فاجاب نابال عبيد داود وقال من هو داود ومن هو ابن يسّى.قد كثر اليوم العبيد الذين يقحصون كل واحد من امام سيده. 11 أآخذ خبزي ومائي وذبيحي الذي ذبحت لجازّي واعطيه لقوم لا اعلم من اين هم. 12 فتحول غلمان داود الى طريقهم ورجعوا وجاءوا واخبروه حسب كل هذا الكلام. 13 فقال داود لرجاله ليتقلد كل واحد منكم سيفه.فتقلد كل واحد سيفه.وتقلد داود ايضا سيفه.وصعد وراء داود نحو اربع مئة رجل ومكث مئتان مع الامتعة. 14 فاخبر ابيجايل امرأة نابال غلام من الغلمان قائلا هوذا داود ارسل رسلا من البرية ليباركوا سيدنا فثار عليهم. 15 والرجال محسنون الينا جدا فلم نؤذ ولا فقد منا شيء كل ايام ترددنا معهم ونحن في الحقل. 16 كانوا سورا لنا ليلا ونهارا كل الايام التي كنا فيها معهم نرعى الغنم. 17 والآن اعلمي وانظري ماذا تعملين لان الشر قد اعد على سيدنا وعلى بيته وهو ابن لئيم لا يمكن الكلام معه
18 فبادرت ابيجايل واخذت مئتي رغيف خبز وزقّي خمر وخمسة خرفان مهيّأة وخمس كيلات من الفريك ومئتي عنقود من الزبيب ومئتي قرص من التين ووضعتها على الحمير

19 وقالت لغلمانها اعبروا قدامي هانذا جائية وراءكم.ولم تخبر رجلها نابال. 20 وفيما هي راكبة على الحمار ونازلة في سترة الجبل اذا بداود ورجاله منحدرون لاستقبالها فصادفتهم. 21 وقال داود انما باطلا حفظت كل ما لهذا في البرية فلم يفقد من كل ما له شيء فكافاني شرا بدل خير. 22 هكذا يصنع الله لاعداء داود وهكذا يزيد ان ابقيت من كل ما له الى ضوء الصباح بائلا بحائط. 23 ولما رأت ابيجايل داود اسرعت ونزلت عن الحمار وسقطت امام داود على وجهها وسجدت الى الارض 24 وسقطت على رجليه وقالت عليّ انا يا سيدي هذا الذنب ودع امتك تتكلم في اذنيك واسمع كلام امتك. 25 لا يضعنّ سيدي قلبه على الرجل اللئيم هذا على نابال لان كاسمه هكذا هو.نابال اسمه والحماقة عنده.وانا امتك لم أر غلمان سيدي الذين ارسلتهم. 26

والآن يا سيدي حيّ هو الرب وحية هي نفسك ان الرب قد منعك عن أتيان الدماء وانتقام يدك لنفسك.والآن فليكن كنابال اعداؤك والذين يطلبون الشر لسيدي. 27 والآن هذه البركة التي أتت بها جاريتك الى سيدي فلتعط للغلمان السائرين وراء سيدي. 28 واصفح عن ذنب امتك لان الرب يصنع لسيدي بيتا امينا لان سيدي يحارب حروب الرب ولم يوجد فيك شر كل ايامك. 29 وقد قام رجل ليطاردك ويطلب نفسك ولكن نفس سيدي لتكن محزومة في حزمة الحياة مع الرب الهك واما انفس اعدائك فليرم بها كما من وسط كفّة المقلاع. 30 ويكون عندما يصنع الرب لسيدي حسب كل ما تكلم به من الخير من اجلك ويقيمك رئيسا على اسرائيل

31 انه لا تكون لك هذه مصدمة ومعثرة قلب لسيدي انك قد سفكت دما عفوا او ان سيدي قد انتقم لنفسه.واذا احسن الرب الى سيدي فاذكر امتك 32 فقال داود لابيجايل.مبارك الرب اله اسرائيل الذي ارسلك هذا اليوم لاستقبالي 33 ومبارك عقلك ومباركة انت لانك منعتني اليوم من أتيان الدماء وانتقام يدي لنفسي. 34 ولكن حيّ هو الرب اله اسرائيل الذي منعني عن اذيتك انك لو لم تبادري وتأتي لاستقبالي لما ابقي لنابال الى ضوء الصباح بائل بحائط. 35 فاخذ داود من يدها ما اتت به اليه وقال لها اصعدي بسلام الى بيتك.انظري.قد سمعت لصوتك ورفعت وجهك 36 فجاءت ابيجايل الى نابال واذا وليمة عنده في بيته كوليمة ملك.وكان نابال قد طاب قلبه وكان سكران جدا.فلم تخبره بشيء صغير او كبير الى ضوء الصباح. 37 وفي الصباح عند خروج الخمر من نابال اخبرته امرأته بهذا الكلام فمات قلبه داخله وصار كحجر

. 38 وبعد نحو عشرة ايام ضرب الرب نابال فمات. 39 فلما سمع داود ان نابال قد مات قال.مبارك الرب الذي انتقم نقمة تعييري من يد نابال وامسك عبده عن الشر ورد الرب شر نابال على راسه.وارسل داود وتكلم مع ابيجايل ليتخذها له امرأة. 40 فجاء عبيد داود الى ابيجايل الى الكرمل وكلموها قائلين ان داود قد ارسلنا اليك لكي نتخذك له امرأة. 41 فقامت وسجدت على وجهها الى الارض وقالت هوذا امتك جارية لغسل ارجل عبيد سيدي. 42 ثم بادرت وقامت ابيجايل وركبت الحمار مع خمس فتيات لها ذاهبات وراءها وسارت وراء رسل داود وصارت له امرأة. 43 ثم اخذ داود اخينوعم من يزرعيل فكانتا له كلتاهما امرأتين. 44 فاعطى شاول ميكال ابنته امرأة داود لفلطي بن لايش الذي من جلّيم

+++++++++++++++++++++++++++++++

( ع 1 موت صموئيل )
بعد فترة جهاد طويلة - إذ دُعي صموئيل وهو في الثانية عشرة من عمره، وبقى يخدم الرب وشعبه بكل أمانة حتى بلغ التسعين من عمره - مات فاجتمع جميع إسرائيل وندبوه كما ندبوا موسى النبي وكان شاول هو الملك، لكن صموئيل كان القائد الروحي للأمة. وسواء عندما كان صبيا، أو وهو شيخ، كان صموئيل يحرص على أن يسمع الرب، ويطيع أوامره. وبموت صموئيل، ظل بنو إسرائيل بلا قيادة روحية إلى أن أصبح داود ملكا .

( ع 2- 11 رفض نابال مساعدة داود )
رفض نابال بجفاء طلب داود إطعام رجاله الست مئة. وقد كان واجب الضيافة يقتضي إطعام المسافرين مهما كان عددهم. وكان نابال غنيا جدا، وكان في إمكانه إجابة طلب داود بسهولة. وثانيا، لم يكن داود يطلب حسنة، فقد حرس هو ورجاله رجال نابال وممتلكاته، وكان جزء من ثراء نابال يعود إلى يقظة داود. ويجب علينا مكافأة من يحموننا ويساعدوننا على النجاح، حتى وإن نكن غير ملزمين بعمل هذا قانونا أو عرفا.

+++ لاحظ أسلوب داود اللطيف الذي بدأ بالدعاء ثم الاشارة الي اليوم الطيب ، وبإتضاع دعا نفسه ابناً لنابال قبل أن يسأل طلبه ،،، ليتنا نتعلم أن نبدأ حديثنا دائماً بكلمات رقيقة وتنمي الخير لمن نخاطبه . فبهذا الأسلوب تستطيع أن تكسب الكثيرين وتلين القلوب .

( ع 12- 17 قرار داود بمعاقبة نابال )
رجع رجال داود إليه وأخبروه بما فال نابال ،، مما أغضب داود جداً فعزم علي قتله واذا كان نابال بحماقته قد جلب علي نفسه كل هذا ، فداود أيضاً بغضبه الذي سيطر عليه كاد أن يرتكب حماقة أكبر ولو كان قد فعل ذلك لكان اتهم طول عمره بأنه قاطع طريق وقاتل دموي ... فاحذر من أن تكون نابال القاسي المتسرع أو تكون داود في لحظة غيظه وغضبه اللذين أعمياه.

( ع 18- 38 حديث أبيجايل وداود )
علمت أبيجايل بما حدث مع عبيد داود فأسرعت بهدايا لتقابل داود قبل أن يقتل زوجها وكان إسم أبيجايل يعنى (أب = أب أو مصدر + جايل = الفرحة) وكأنها بحكمتها صارت مصدر فرح. وغلمان نابال عرفوا أن سيدتهم هى الحكيمة أمّا سيدهم أحمق لذلك أتوا لأبيجايل ولم يذهبوا لنابال ،،، من الوسائل الهامة التي تعبر بها عن محبتك للآخرين تقديم الهدايا ، فتكسب محبتهم خاصة إن كانوا في ضيق أو غضب أو عداوة ، فالمحبة تكسر الكراهية وتعيد السلام .

لم يكن داود في حالة تسمح له بالإصغاء، وهو في طريقه إلى مزرعة نابال ، ومع ذلك توقف ليسمع ما تقوله أبيجايل، فلو أنه تجاهلها، لأصبح مذنبا في قيامه بالانتقام بنفسه. ومهما كنا نظن أننا على صواب، فيجب علينا دائما أن نحرص على التوقف للاستماع لما يقوله الآخرون. فما نبذله من جهد ووقت في هذا، يوفر علينا الكثير من الألم والتعب، على المدى البعيد

قدمت أبيجايل لداود جواباً ليناً يصرف الغضب. سيدى يحارب حروب الرب: أى يا سيدى أنت مشغول بحروب مقدسة للرب فلا تنتبه للأشياء الصغيرة بل إترك الإنتقام للرب. ولم يوجد فيك شر كل أيامك: فلا تلوث أسمك وتاريخك بعمل كهذا ولا تجعل شاول الرجل الذى يطاردك ويطلب نفسك، يتصيد عليك خطأ بدون داعٍ.

+++ تعطينا أبيجايل جميعاً مثلا للحكمة واللسان الحلو العذب الذي يصرف الغضب ويمنع الشر . ليتنا نأخذ درساً في التعامل مع الغضوب المنفعل ، وننظر إليه كأنسان مسكن لا يعلم ماذا يفعل ، فنذكره بفضائله ونقدم له المحبة والاهتمام والاعتذار باتضاع ، فتلين قلبه ونعيه لهدوئه .

قبل داود المتضع عظة أبيجايل وأعتبرها رسالة إلهية يشكر الله عليها بأنه منعهُ عن إتيان دماء والقتل. ومن تواضع داود كان يقبل مشورة الأخرين مادامت سليمة. هنا برزت حكمة كلا من داود وأبيجايل. ولقد فضل داود أن يكسر كلمته فى الإنتقام من نابال عن أن يحفظ وعداً مرتبطاً بالقسوة والإنتقام.

( ع 39- 44 زواج داود )
+++ اختار داود أبيجايل زوجة من أجل حكمتها واتضاعها ومحبتها ولطفها ، لذا يا أخوتي فالاستعداد للزواج هو التحلي بالفضائل المسيحية التي تؤهل لتكوين علاقة زوجية علس مستوي روحي في التفاهم والود وليس بالاستعدادات المادية الزائلة والتي قد تخدع البعض ولكنها تؤدي الي علاقات زوجية فاشلة .
++++++++++++++++++++++++

صلاة : ربي الحبيب ان اكون ضعيفا وانت معى خير لى من ان اكون قويا وانت مفارقنى ،،، داود النبى هزم جليات بقوتك يا رب المجد فساعدنى يارب انا الضعيف كى اترك الخطيه والتصق بك لانى كلما اتركها ارجع واعود اليها ،،، اعطنى ان اتضع كما فعل الانبا انطونيوس واتضاعى هو ان اتذكر اننى رماد ،،، هبنى القوه التى بها اواجه ضعفى حتى تتفاضل نعمتك معى وتاتى معونتك ... اذ أن الخطيه ناعمه كالحية فهى تبدا بخيوط من حرير وتضعنى فى قيود من حديد ... اعطنى يارب قلب يعرف أن يحبك ، واعطنى قلب يلتهب بحبك فانا فى حاجه شديده اليك والى معونتك. آمين

لوعندك تأمل أو ملاحظة تحب تضيفها لتأمل النهاردة من هنا

صلوا من أجل الجروب وكل من له تعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق