14 مايو 2010

مات الملك

سفر صموئيل الأول ، الاصحاح الحادي والثلاثون
مــــات الملـــــك

1
و حارب الفلسطينيون اسرائيل فهرب رجال اسرائيل من امام الفلسطينيين و سقطوا قتلى في جبل جلبوع* 2 فشد الفلسطينيون وراء شاول و بنيه و ضرب الفلسطينيون يوناثان و ابيناداب و ملكيشوع ابناء شاول* 3 و اشتدت الحرب على شاول فاصابه الرماة رجال القسي فانجرح جدا من الرماة* 4 فقال شاول لحامل سلاحه استل سيفك و اطعني به لئلا ياتي هؤلاء الغلف و يطعنوني و يقبحوني فلم يشا حامل سلاحه لانه خاف جدا فاخذ شاول السيف و سقط عليه* 5 و لما راى حامل سلاحه انه قد مات شاول سقط هو ايضا على سيفه و مات معه*

6 فمات شاول و بنوه الثلاثة و حامل سلاحه و جميع رجاله في ذلك اليوم معا* 7 و لما راى رجال اسرائيل الذين في عبر الوادي و الذين في عبر الاردن ان رجال اسرائيل قد هربوا و ان شاول و بنيه قد ماتوا تركوا المدن و هربوا فاتى الفلسطينيون و سكنوا بها* 8 و في الغد لما جاء الفلسطينيون ليعروا القتلى وجدوا شاول و بنيه الثلاثة ساقطين في جبل جلبوع* 9 فقطعوا راسه و نزعوا سلاحه و ارسلوا الى ارض الفلسطينيين في كل جهة لاجل التبشير في بيت اصنامهم و في الشعب*

10 و وضعوا سلاحه في بيت عشتاروث و سمروا جسده على سور بيت شان*
11 و لما سمع سكان يابيش جلعاد بما فعل الفلسطينيون بشاول* 12 قام كل ذي باس و ساروا الليل كله و اخذوا جسد شاول و اجساد بنيه عن سور بيت شان و جاءوا بها الى يابيش و احرقوها هناك* 13 و اخذوا عظامهم و دفنوها تحت الاثلة في يابيش و صاموا سبعة ايام*
+++++++++++++++++++++++

كان شاول طويلا ووسيما وقويا وغنيا وجبارا. ولكن كل هذه الصفات لم تكن كافية لأن تجعل منه شخصا نحتذيه. كان طويلا في جسمه، ولكنه كان صغيرا في عيني الله. كان وسيما، لكن خطيته جعلته قبيحا. كان قويا، ولكن عدم إيمانه جعله ضعيفا. كان غنيا، ولكنه كان مفلسا روحيا. كان يستطيع إصدار الأوامر لكثيرين، ولكنه لم يقدر أن يفوز باحترامهم أو ولائهم. كان شاول يبدو صالحا من الخارج، لكنه كان فاسدا في الداخل. والأخلاق التقية أعظم قيمة من المظهر الخارجي الطيب.

واجه حامل سلاح شاول مشكلة أدبية. هل ينفذ أمرا خاطئا صادرا من شخص له هذا السلطان؟ كان يعرف أن عليه أن يطيع سيده الملك، ولكنه كان يعرف أيضا أن القتل خطية. وهناك فرق بين تنفيذ أمر لا توافق عليه، وتنفيذ أمر تعلم أنه خطأ. فليس من الحق أو من الأخلاق إطلاقا أن تقوم بعمل خطأ مهما كان الذي يصدر الأمر، ومهما كانت عواقب العصيان. فما الذي يحدد اختيارك عندما تواجه مشكلة أدبية؟ لتكن لك الشجاعة في أن تتبع شريعة الله فوق كل الأوامر البشرية.

كان للفلسطينيين شهرة واسعة في تعذيب أسراهم. ولاشك في أن شاول كان يعرف مصير شمشون كيف اذله الفلسطينين وقلعوا عينيه وجعلوه يعمل عمل الحيوانات(قض ١٦: ١٨-٣١)، ولم يشأ أن يعرض نفسه للتشويه الجسماني أو غير ذلك من وجوه التعذيب. فعندما رفض حامل سلاحه أن يقتله، قضى هو على حياته بيده.

تأمل الفرق بين آخر قضاة إسرائيل وأول ملك لهم! كان شاول الملك يتصف بالتقلب والعصيان والإرادة الذاتية. لم يكن قلبه مع الله. بينما كان صموئيل القاضي يتصف بالثبات والطاعة والرغبة العميقة في عمل إرادة الله. كانت رغبته صادقة من نحو الله. وعندما دعا الله صموئيل، قال صموئيل : "تكلم (يارب) لأن عبدك سامع" (٣: ١٠)، ولكن عندما دعا الله شاول، قال شاول : "لماذا تحدثني بمثل هذا الكلام" (٩: ٢١). كان شاول مكرسا لذاته، بينما كان صموئيل مكرسا لله.

كان موت شاول موتا لفكرة، فلم يعد بنو إسرائيل يعتقدون أن وجود ملك لهم، كسائر الأمم، يمكن أن يحل كل مشاكلهم. فلم تكن المشكلة الحقيقية هي مشكلة الحكومة، بل الملك الشرير شاول. حاول شاول أن يرضي الله بلحظات من التدين، لكن الروحانية الحقيقية تستلزم الطاعة المستمرة طيلة الحياة. حياة البطولة الروحية تبنى بوضع أيام الطاعة فوق بعضها، كما توضع قوالب الطوب، فإن كل عمل طاعة هو صغير في ذاته، ولكن بمرور الوقت ترتفع هذه الأعمال وتصبح حائطا ضخما قويا، حصنا منيعا ضد التجربة. فيجب أن نسعى للطاعة الثابتة كل يوم.

++++ هكذا انتهت حياة أول ملوك بني اسرائيل ، فبالرغم من مباركة الله له ومسحه ملكاً وبالرغم أيضاً من أنه بدأ حياته متضعاً ، الا أنه تكبر واعتد بذاته وقتل كهنة الله العلي وخالف أوامر الله ، فكانت نهايته مؤسفة وقاسية ، استحقها لأنه لم يثبت فيما كان عليه أولا ... فلنحذر اذا من النهاية ، فالانسان الحكيم لا يهتم كيف تكون بدايته بل يحرص دائماً علي نهايته كيف تكون ؟!!

++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : الهى الحبيب هل تسمعني ... اننى اصرخ اليك من جوف حوت يونان ... اصرخ اليك من اتون نار الفتية الثلاثة ... اصرخ اليك من جب اسود دانيال ... اصرخ اليك من محنة ايوب البار ،،، وانا اعلم اننى ليس لى عظمة يونان فى نبوته ولاعظمة ايمان الفتية الثلاثة ولاعظمة ايمان وحكمة دانيال ولا بر أيوب البار .... ليس لى يارب سوى نفس كاسفنجة امتلئت بماء العالم واصبحت لاتتقبل اى شىء خروروح دفنت تحت صخور التجارب والالم وقلب يحتضر ونفس تعيش غيبوبة الياس والاستسلام ... اناديك اصرخ اليك ،،، واعلم كم انا خاطى اعلم كم انا مخطىء ،،، ولكنى ارجوك واتوسل اليك ... ان تعزف ياصابعك على اوتار حياتى حتى تتعافى فتعود اليها الحياة وتخرج لحنا يسبح ويشكر اسمك القدوس ... الهى الهى لاتحجب وجهك عنى ولاتتركنى فى هذا الظلام فبدونك كميت فى هذة الحياة ارجوك الهى امل اذنك واسمع صلاتى لك كل المجد . امين

كل سفر وانتم طيبين ... اكملنا سفر صموئيل الأول

لوعندك تأمل أو ملاحظة تحب تضيفها لتأمل النهاردة من هنا

بكرة هنبدأ في سفر جديد ... ادع كل اصحابك علشان يبدأوا معانا السفر الجديد من هنا

صلوا من أجل الجروب وكل من له تعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق