5 مايو 2010

تأني علي عدوك

صموئيل الأول ، الاصحاح الرابع والعشرون


تأني علي عدوك

1 ولما رجع شاول من وراء الفلسطينيين اخبروه قائلين هوذا داود في برية عين جدي. 2 فاخذ شاول ثلاثة آلاف رجل منتخبين من جميع اسرائيل وذهب يطلب داود ورجاله على صخور الوعول. 3 وجاء الى صير الغنم التي في الطريق وكان هناك كهف فدخل شاول لكي يغطي رجليه وداود ورجاله كانوا جلوسا في مغابن الكهف. 4 فقال رجال داود له هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هانذا ادفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك.فقام داود وقطع طرف جبّة شاول سرّا. 5 وكان بعد ذلك ان قلب داود ضربه على قطعه طرف جبة شاول. 6 فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب ان اعمل هذا الامر بسيدي بمسيح الرب فامدّ يدي اليه لانه مسيح الرب هو

. 7 فوبّخ داود رجاله بالكلام ولم يدعهم يقومون على شاول.واما شاول فقام من الكهف وذهب في طريقه. 8 ثم قام داود بعد ذلك وخرج من الكهف ونادى وراء شاول قائلا يا سيدي الملك.ولما التفت شاول الى ورائه خرّ داود على وجهه الى الارض وسجد. 9 وقال داود لشاول لماذا تسمع كلام الناس القائلين هوذا داود يطلب اذيتك. 10 هوذا قد رأت عيناك اليوم هذا كيف دفعك الرب اليوم ليدي في الكهف وقيل لي ان اقتلك ولكنني اشفقت عليك وقلت لا امد يدي الى سيدي لانه مسيح الرب هو

. 11 فانظر يا ابي انظر ايضا طرف جبّتك بيدي.فمن قطعي طرف جبّتك وعدم قتلي اياك اعلم وانظر انه ليس في يدي شر ولا جرم ولم اخطئ اليك وانت تصيد نفسي لتاخذها. 12 يقضي الرب بيني وبينك وينتقم لي الرب منك ولكن يدي لا تكون عليك. 13 كما يقول مثل القدماء من الاشرار يخرج شر ولكن يدي لا تكون عليك. 14 وراء من خرج ملك اسرائيل.وراء من انت مطارد.وراء كلب ميت.وراء برغوث واحد. 15 فيكون الرب الديان ويقضي بيني وبينك ويرى ويحاكم محاكمتي وينقذني من يدك 16 فلما فرغ داود من التكلم بهذا الكلام الى شاول قال شاول أهذا صوتك يا ابني داود.ورفع شاول صوته وبكى

. 17 ثم قال لداود انت ابرّ مني لانك جازيتني خيرا وانا جازيتك شرا. 18 وقد اظهرت اليوم انك عملت بي خيرا لان الرب قد دفعني بيدك ولم تقتلني. 19 فاذا وجد رجل عدّوه فهل يطلقه في طريق خير.فالرب يجازيك خيرا عما فعلته لي اليوم هذا. 20 والآن فاني علمت انك تكون ملكا وتثبت بيدك مملكة اسرائيل. 21 فاحلف لي الآن بالرب انك لا تقطع نسلي من بعدي ولا تبيد اسمي من بيت ابي. 22 فحلف داود لشاول.ثم ذهب شاول الى بيته واما داود ورجاله فصعدوا الى الحصن
+++++++++++++++++++++++++++++++

( ع 1-7 شاول يطارد داود )
كان داود يحترم شاول احتراما عظيما، رغم أن شاول كان يحاول قتله. ومع أن شاول كان في حالة خطية وتمرد على الله، إلا أن داود لم يزل يحترم الموقع الذي كان يشغله شاول بصفته ملكا ممسوحا من الله. كان داود يعلم أنه سيصبح، يوما ما، ملكا، كما كان يعلم أنه ليس من الحق أن يضرب الرجل الذي وضعه الله على العرش. ولو أنه سمع لزملائه واغتال شاول، لوضع سابقة لمعارضيه لكي يخلعوه يوما من الأيام.

+++ تريث ولا تندفع وراء نصائح الأخرين حتي لو كانوا يحبونك ، ربما تكون نصائحهم شريرة وليس فيها خيرلك وعواقبها سيئة ... إهأ واطلب الله ومشورته في صلاتك قبل الإقدام علي أي شئ

بالرغم من أن داود لم يؤذي شاول بأي مكروه ،،، الا ان ضميره الحساس بكته كما يقول الكتاب " قلبه ضربه " وندم علي هذا الفعل البسيط ، إذ شعر أنه من الاحترام ألا يقطع شيئاً من ثياب الملك الممسوح ، ووبخ رجاله لدفعهم له لقتل شاول الملك

+++ إن كانت لك فرصة لتؤذي من أساء إليك كثيراًُ ، فلا تتجاوب مع أفكار الشر وتؤذيه ، لأن المسيح يسامحك عن كل خطاياك ، فلماذا لا تسامح أنت أيضاً ؟ ... إلتمس العذر للآخرين وصلي لأجلهم واثقاً أن تسامحك ومحبتك ستؤثر فيهم ولو بعد حين ولكنها علي كل حال غالية جداً عند الله .

( ع 8-15 داود يعاتب شاول )
أنقذ داود شاول من أيدي رجاله الذين طلبوا قتله وفي اتضاع نادى وراءه قائلاً: "يا سيدي الملك!". ولما التفت إليه "خرّ داود على وجهه إلى الأرض وسجد". يا للعجب! كان شاول شريرًا ترك كل أعمال المملكة ليكرس طاقاته لقتل داود، أما داود فينقذ حياته، ويكرمه ويسجد له وهو غير مستحق للإكرام... داود النبي في اتضاع يسجد أمام ملك مرفوض حتى الأرض ليكسر كبرياءه بينما يخجل الكثيرون من السجود أمام قديسين علامة توقير، أما سجود العبادة فلا يليق تقديمه إلا لله وحده.

+++ كانت مرافعة داود غاية في الحكمة والجرأة والاتضاع ، فهو يسجد للملك ويناديه ثانية بأبي ومرة يواجه الملك بخطئه في جرأة عجيبة ... ليتنا نطلب من الله روح الحكمة حتي نتعلم متي نصمت ومتي نتكلم بجرأة لا تخلو من اتضاع ، وفي جميع الأحوال نطلب مجد الله ونكون في سلام داخلي فلا نريد شراً لأحد بل نطلب الله فيدافع عنا ويحمينا .

( ع 16-22 شاول يندم )
لم يحتمل شاول المملوء حسدًا وبغضة، قاتل الكهنة بلا سبب، أن يسمع صوت داود المملوء اتضاعًا، وأن يواجه سماحته العجيبة، لذا تصاغر شاول جدًا في عيني نفسه و اعترف بذنبه وخطئه وقال له أنت أكثر براً مني وانت لم تجازي عن شري بشر بل قدمت الخير ،،، واعترف شاول ان قد تيقن انه داود هو الملك القادم فطلب منه عهدا بحفظ نسله من بعده فحلف داود له

+++ اذا شعرت بخطأك فلا تحاول أن تبرر نفسك ، بل اعتذر عن خطأك وحاول أن تعوض بأفعال حسنة تفعلها في المستقبل وتلتصق بالله وتكون لك التوبة الحقيقية .

+++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : ربي أنت ملجأي وبرجي الحصين وترسي في وقت الضيق ،اتكل عليك واضعاً ثقتي بك لأنك لن تتركني ،،، أسبحك يا معيني . يا سيدي أنت ترفع المتضعين ، لذلك أتقوي ويتشجع قلبي مؤسسا نفسي علي البر والتوافق مع إرادتك ونظامك ، حاشا لي أن أفكر في الضيقات والمتاعب لأنني لن أخاف لأنك معي ، حاشا لي أن ارتعب لأنك قريب مني ... أطلب منك يا أبي أن تعطيني روح القوة والحب والهدوء والاتزان ، وأنا أتمتع بالانضباط وأحكم نفسى . أمين

لوعندك تأمل أو ملاحظة تحب تضيفها لتأمل النهاردة من هنا

صلوا من أجل الجروب وكل من له تعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق