3 مايو 2010

خطورة الكذب

صموئيل الأول الاصحاح الحادي والعشرون

خطـــورة الكـــذب

1 فجاء داود الى نوب الى اخيمالك الكاهن.فاضطرب اخيمالك عند لقاء داود وقال له لماذا انت وحدك وليس معك احد. 2 فقال داود لاخيمالك الكاهن ان الملك امرني بشيء وقال لي لا يعلم احد شيئا من الأمر الذي ارسلتك فيه وأمرتك به.واما الغلمان فقد عينت لهم الموضع الفلاني والفلاني. 3 والآن فماذا يوجد تحت يدك.اعط خمس خبزات في يدي او الموجود. 4 فاجاب الكاهن داود وقال لا يوجد خبز محلّل تحت يدي ولكن يوجد خبز مقدس اذا كان الغلمان قد حفظوا انفسهم لا سيّما من النساء

. 5 فاجاب داود الكاهن وقال له ان النساء قد منعت عنا منذ امس وما قبله عند خروجي وامتعة الغلمان مقدسة وهو على نوع محلّل واليوم ايضا يتقدس بالآنية. 6 فاعطاه الكاهن المقدس لانه لم يكن هناك خبز الا خبز الوجوه المرفوع من امام الرب لكي يوضع خبز سخن في يوم اخذه. 7 وكان هناك رجل من عبيد شاول في ذلك اليوم محصورا امام الرب اسمه دواغ الادومي رئيس رعاة شاول. 8 وقال داود لاخيمالك أفما يوجد هنا تحت يدك رمح او سيف لاني لم آخذ بيدي سيفي ولا سلاحي لان امر الملك كان معجلا. 9 فقال الكاهن ان سيف جليات الفلسطيني الذي قتلته في وادي البطم ها هو ملفوف في ثوب خلف الافود فان شئت ان تأخذه فخذه لانه ليس آخر سواه هنا.فقال داود لا يوجد مثله اعطني اياه 10

وقام داود وهرب في ذلك اليوم من امام شاول وجاء الى اخيش ملك جتّ. 11 فقال عبيد اخيش له أليس هذا داود ملك الارض.أليس لهذا كنّ يغنين في الرقص قائلات ضرب شاول الوفه وداود ربواته. 12 فوضع داود هذا الكلام في قلبه وخاف جدا من اخيش ملك جتّ. 13 فغيّر عقله في اعينهم وتظاهر بالجنون بين ايديهم واخذ يخربش على مصاريع الباب ويسيل ريقه على لحيته. 14 فقال اخيش لعبيده هوذا ترون الرجل مجنونا فلماذا تأتون به اليّ. 15 ألعلي محتاج الى مجانين حتى أتيتم بهذا ليتجنّن عليّ.أهذا يدخل بيتي

++++++++++++++++++++++++++++++

( ع1-9 هروب داود الي نوب ) تصرف أخيمالك ضد الشريعة في إعطائه خبز الوجوه لداود، إذ كان لا يجب أن يأكله إلا الكهنة . ولكن أخيمالك وضع حاجة داود وحياته قبل الطقوس الدينية، فأعطاه الخبز المقدس. وقد وضع بذلك قانونا أعلى للمحبة (لا ١٩: ١٨). وبعد ذلك بقرون، أشار الرب يسوع إلى هذه الحادثة ليبين أن شريعة الله يجب ألا تطبق ناموسيا فحسب، إذ أن صنع الخير وإنقاذ حياة شخص، أعظم شرائع الله (مت ١٢: ١-٨).

+++ من الأمور الجميلة التي صنعها داود هي ان اول مكان قرر اللجوء اليه هو بيت الرب وأول إنسان تكلم معه هو الكاهن ، لعلنا نفعل هذا نحن أيضاً ، فتكون الكنيسة أول مكان نلجأ إليه ، فبركة الرب في بيته هي التي تسندك في كل خطوات حياتك وتعطيك نعمة في أعين كل من تقابلهم وترشدك الي التصرف الحسن .

هرب داود ليحتمي من شاول . ويبرر البعض هذه الكذبة، بأن حربا كانت ناشبة في ذلك الوقت، ومن واجب الجندي أن يخدع العدو. ولكن لا نجد في الكتاب المقدس تبريرا لهذه الكذبة، بل لقد أدت في الحقيقة، هذه الكذبة، إلى قتل ٨٥ كاهنا (٢٢: ٩-١٩). وقد تبدو كذبة داود الصغيرة غير ضارة كثيرا، ولكنها أدت إلى كارثة. والكتاب المقدس يبين بوضوح أن الكذب خطأ (لا ١٩: ١١). والكذب، مثل سائر الخطايا، خطير في نظر الله، وقد يؤدي إلى جميع أنواع العواقب الأليمة. فلا تقلل من قيمة الخطية، بل يجب تجنب كل الخطايا بغض النظر عما إذا كنا نستطيع رؤية العواقب الكامنة فيها، أو لا نستطيع ذلك.

( ع 10-15 الهروب لجت والتظاهر بالجنون ) لماذا قبل الفلسطينيون عدوهم الأكبر، داود، في معسكرهم؟ لعلهم كانوا مسرورين أساسا باستقبال أحد القادة الكبار ليكشف لهم أسرار جيش إسرائيل، فأي عدو لشاول، هو صديق لهم. فلم يكن في استطاعتهم أن يعرفوا أن داود قد مسح ليكون الملك التالي لإسرائيل (١٦: ١٣). وسرعان ما اغتاظ الفلسطينيون من وجود داود، الذي قتل الآلاف من شعبهم (١٨: ٧)، فحمى داود نفسه بادعائه الجنون، إذ كانت العادة عدم إيذاء المختلين عقليا.

+++ نلاحظ أن داود حتي ينجو بحياته لجأ للأساليب البشرية ولم يلجأ لله القادر علي نجاته من الشر ، فبدأ أولاً بالكذب علي الكاهن ثم الالتجاء بمدن الأعداء دون طلب رأي الله ، وبفكره البشري أيضاً ادعي الجنون لينجو بحياته ناسياً ما قاله لجليات سابقاً أن قوته في اسم رب الجنود ..!! أخي الحبيب لا تلجأ للكذب عند الخطر أو الضغك عليك ، بل إلجأ الي الله واترك له التدبير . اثبت في إيمانك حتي لو حاربك الفكر بأن الأمور ستتعقد ، فالله قادر أن يحل كل مشاكلك إن اتكلت عليه .

+++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : ربي الحبيب أرجوك أن تسامحني على ما أخطأت به إليك.. وأن تسندني لكي لا أعود إلى أخطائي ثانية.. وأن تحميني من أن تتحول أخطائي إلى عادات.. أو أن يتسرب التهاون إلى قلبي.. أو أن يتقسى ضميري ولا يشعر بالخطية والخطأ. حقًا ياربي يسوع.. أنا خايف من نفسي.. أرجوك احميني من نفسي. كنت فيما سبق أخاف من الخطايا الصغيرة.. لكن – للأسف الشديد – صرت الآن لا أشعر بها.. وبدأ ضميري يتسع لخطايا أشنع. أرجوك احميني من نفسي.

لوعندك تأمل أو ملاحظة تحب تضيفها لتأمل النهاردة من هنا

صلوا من أجل الجروب وكل من له تعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق