10 مارس 2010

فلنصوم بالروح

النهاردة هنتأمل في أخر 10 أيات من الاصحاح الثاني من انجيل مرقس
مرقس 2 : 18 - 28
++++++++++++++++++++++++++++++
فلنصـــــوم بالـــــــــروح

18 وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون.فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين واما تلاميذك فلا يصومون. 19 فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان يصوموا والعريس معهم.ما دام العريس معهم لا يستطيعون ان يصوموا. 20 ولكن ستأتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام. 21 ليس احد يخيط رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق وإلا فالملء الجديد ياخذ من العتيق فيصير الخرق اردأ. 22 وليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فالخمر تنصب والزقاق تتلف.بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة


+++++++++++++++++++++++++
( ع 18 – 28 محاورات المسيح مع الفريسيين) كان أمام يوحنا هدفان : أن يجعل الناس يتوبون عن الخطية، وأن يعدهم لمجيء المسيح. وكان هذا وقت لفحص النفس العميق، لذا استلزم صوما، العلامة الخارجية للاتضاع والندم على الخطية. والصوم يفرغ الجسم من الطعام، والتوبة تفرغ حياتنا من الخطية. ولم يكن تلاميذ الرب يسوع في حاجة إلى الصوم استعدادا لمجيئه لأنه كان معهم أما الفريسيون كانوا يصومون مرتين في الأسبوع ليظهروا مدى قداستهم، ولكن الرب يسوع أوضح أنه إذا صام الناس لمجرد أن يظهروا للآخرين صائمين، فإنهم يخطئون الهدف من الصوم.

( ع22) كانت القربة تصنع من جلود الماعز، التي تخاط أطرافها لتصبح صالحة لحفظ السوائل وكانت الخمر تزداد في الحجم بمضي الوقت، بفعل التخمر، فتتمدد القربة، لذلك لم يكن في الإمكان وضع الخمر الجديدة في قربة قديمة قد تمددت فعلا، فإن الجلد القديم اليابس يتمزق إذ لم يعد قابلا للتمدد أكثر. وكان الفريسيون قد أصبحوا يابسين كالقرب القديمة، فلم يقدروا أن يؤمنوا بيسوع، الذي لم يكن في الإمكان أن تحتويه أو تحده أفكار الإنسان الذاتية أو قوالبه.

وقلبك يشبه القربة، وقد يصبح يابسا يحول بينك وبين قبول الحياة الجديدة التي يهبها المسيح. فأحفظ قلبك منفتحا ومرنا لقبول حقائق رسالة الرب يسوع التي تغير الحياة.

(ع ٢٣ ) لم يكن التقاط الرب يسوع وتلاميذه للسنابل سرقة، فقد جاء في (لا ١٩: ٩، ١٠ ؛ تث ٢٣: ٢٥) بأن على الزارعين اليهود أن لا يحصدوا زوايا وأطراف حقولهم، ليلتقطها المسكين وعابر السبيل. وكما أن السير على الطريق الجانبي ليس تعديا على ملك الغير، كان الأكل من الحبوب على أطراف الحقل لا يعتبر سرقة.

لقد كان قادة اليهود الدينيون مقيدين بشرائع من صنع البشر، حتى فقدوا رؤية ما هو صالح وصائب ولقد أشارالرب يسوع في (مر ٣: ٤) إلى أن السبت هو يوم عمل الخير، فقد رتب الله السبت ليكون يوما للراحة والعبادة، ولكنه لم يقصد أن يكون الاهتمام بالراحة مانعا من تحريك أصبع لمعاونة الآخرين. فلا تسمح أن يصبح يوم الراحة وقتا للاهتمامات الأنانية.

استخدم الرب يسوع مثال الملك داود ليبين مدى سخافة اتهامات الفريسيين. فقال إن الله خلق السبت لفائدتنا وليس لفائدته، فالله لا يستفيد شيئا من راحتنا في يوم السبت، ولكننا نحن نستعيد قوانا الجسدية والروحية عندما نصرف وقتا في الراحة وتركيز أفكارنا على الله. ولكن أصبحت شرائع السبت عند الفريسيين، أهم من الداعي إليها، وقد علم كل من داود والرب يسوع أن القصد الحقيقي من شريعة الله هو تعزيز المحبة لله وللآخرين، فلا تحفظ أي شريعة حفظا أعمى دون النظر بدقة في أسبابها، فروح الشريعة أهم من الحرف.

+++ ليتنا نراجع أنفسنا بسؤال محدد : كيف نصوم ... كيف نصلي ؟ فالله يريد الصلاة والصوم والسجود بالروح وليس بحكم العادة ... فالصوم في العهد القديم كان حرمانا للجسد ... أما في العهد الجديد فهو تحرير الروح .
فهل فحصت نفسك قبلا وأجبت ؟!

+++++++++++++++++++++++++++
صلاة : هبني يا إلهي أن أقبل دائماً جميع ما يحدث لي إذ أنا لا أعرف ما يجب ان أعمله دون ان اجعل نفسي قاضياً مسئولاً عن الأسباب التي أرادت حكمتك أن تخفيها عني.
يا رب إني أعلم شيئاً واحداً هو أنه حسنٌ لي أن أتبعك, وأنه أمر رديء أن أهينك. بعد ذلك لستُ أعلم ما هو الأحسن أو الأسوأ لي, ولا ما هو أكثر نفعاً: هل الصحة أم المرض؟
الثروة أم الفقر؟.. إنه تمييز يفوق كل قوة البشر والملائكة وهو مخفي في أسرار عنايتك التي أثق فيها... يا رب من كل القلب أنا أفخر أنك أبي السماوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق