10 مارس 2010

فلنتبعه بكل قلوبنا

النهاردة هنتأمل معاً بعض الآيات من الإصحاح الثامن من إنجيل مرقس
مرقس8: 1-10
+++++++++++++++++++++++++++++++++
فلنتبعــــه بكــــــــل قلوبـــــنا...
إشباع الجموع بالسبعة أرغفة(ع 1: 10)
1 في تلك الايام اذ كان الجمع كثيرا جدا ولم يكن لهم ما يأكلون دعا يسوع تلاميذه وقال لهم 2 اني اشفق على الجمع لان الآن لهم ثلاثة ايام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون. 3 وان صرفتهم الى بيوتهم صائمين يخورون في الطريق.لان قوما منهم جاءوا من بعيد. 4 فاجابه تلاميذه.من اين يستطيع احد ان يشبع هؤلاء خبزا هنا في البرية. 5 فسألهم كم عندكم من الخبز.فقالوا سبعة. 6 فامر الجمع ان يتكئوا على الارض.واخذ السبع خبزات وشكر وكسر واعطى تلاميذه ليقدموا فقدموا الى الجمع. 7 وكان معهم قليل من صغار السمك.فبارك وقال ان يقدموا هذه ايضا. 8 فاكلوا وشبعوا.ثم رفعوا فضلات الكسر سبعة سلال. 9 وكان الآكلون نحو اربعة آلاف.ثم صرفهم. 10 وللوقت دخل السفينة مع تلاميذه وجاء الى نواحي دلمانوثة

++++++++++++++++++++++++++++++++
هذه معجزة أخرى غير إطعام الخمسة الآلاف المذكورة في الإصحاح السادس، ففي المرة السابقة كانت غالبية الذين أطعمهم من اليهود، أما في هذه المرة فكان الرب يسوع يخدم بين جمهور من الأمم في منطقة الجليل، في المدن العشر .
كان عمل يسوع ورسالته قد أصبح لهما تأثيرهما على عدد كبير من الأمم.

فنرى من خلال هذه الأيات القليلة بعض المعانى الروحية:
1-إشفاق و حنان الرب يسوع على الجمع الذى له 3 أيام أنفق فيها كل ما كان معه من طعام و أشفق أيضاً على إنهيار قوتهم فى عودتهم لأن قوماً منهم جاءوا من بعيد.

++فهل تشعر بحنان الله عليك و إهتمامه بك فى كل امور حياتك ؟؟ هل تشعر بأن الله مشغول بأمور هامة حتى إنه لا يستطيع أن يلتفت لظروفك ؟ولكن كما اهتم الرب يسوع بحاجة أولئك الناس للطعام، هكذا يهتم بحاجاتك اليومية.

2-سؤال التلاميذ يذكرنا بسؤالهم فى المعجزة الأولى، و كأنهم نسوا أن المسيح قادر على كل شئ.

++ ألا نفعل نحن أيضاً هكذا و ننسى دائماً أعمال الله معنا و ننسى أيضاً كيف أنه يدبر لحياتنا ما هو صالح لنا؟؟

قد قال يسوع ذات مرة : "لا تحملوا الهم قائلين : ما عسانا نأكل ؟... أو ما عسانا نكتسي ؟... فإن أباكم السماوي يعلم حاجتكم إلى هذه كلها (مت ٦: ٣١، ٣٢). فهل تهتم بشيء تظن أن الله لا يهتم به ؟ليس هناك هم أعظم من أن يعالجه الله، وليست هناك حاجة أتفه من أن يهتم بها.

3-"شكر و كسر ...و بارك" كما فى المعجزة السابقة و هذا ليعلمنا كيف نشكر الله فى كل أمور حياتنا حتى قبل تناول الطعام....
++ليتنا نشكره على ما يصيبنا و الذى نظن أنه نكبة لنا قبل أن نشكره على ما نظن أنه شئ حسن و على الأشياء الصغيرة قبل الكبيرة...فليعطينا الله روح الشكر الدائم....فإنه ليست عطية بلا زيادة إلا التى بلا شكر....

4-السبع خبزات تشير إلى صفات الروح القدس السبعةالمشبعة لنفوسنا كما ذكرها أشعياء (أش11: 2) "روح الرب،روح الحكمة،روح الفهم،روح المشورة ،روح القوة ،روح المعرفة،و مخافة الرب"
++فما أحلى أن نتحلى بهذه الصفات!!!

5-"قليل من صغار السمك " تشير إلى بساطة الكرازة بين الناس و عمق تأثيرها و إشبعها....فليس من الضرورى أن نكون جباهزة و علماء حتى نوصل رسالة المسيح للعالم إنما يكفى أننا نريد ذلك من كل قلوبنا و هو الذى يُكمّل و يعطينا كيف نعطى كل شخص حسب إحتياجه هكذا تكون رسالتنا قوية و فعَّالة فى من حولنا.

6-"أربعة آلاف": رقم 4 يشير إلى الجهات الاربعة للعالم شمال – جنوب – شرق - غرب ..و عدد آلاف يرمز للسماء وهذا يعنى أن بركة المسيح تغطى العالم كله بل تمتد من الأرض للسماء ...فلنسأل أنفسنا إذاً ماذا فعلنا لننال و لو جزء من هذه البركة الفياضة؟؟
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الحنون...كم من عجائب صنعت معى ولكن عندما أطلب طلبة منك ولم تشأ تحقيقها لتدبيرك الصالح لا أعد أذكر مراحمك التى صنعتها بى من قبل متذكراً فقط أنك لم تحقق لى هذه الطلبة؛ كالطفل الصغير الذى يريد من والديه تحقيق مطالبه فى الحال مهما كان نفعها او ضررها وإن لم يفعلا لعلمهما أن مطالبه بها ضرر له.... يقول لهما انكما لا تحبوننى ....
سامحنا يا الله على جهلنا و ضعف عقولنا وقصر نظرنا للأمور ولا تتركنا ندبر نحن أمورنا بل كن دائماً معنا مدبر حياتنا و إن كنا فى وقت الضيق ننسى أعمالك معنا ...فأنت الذى قلت "أنتم أفضل من عصافير كثيرة"(مت 10: 31) هبنا يا الله أن نسلك بالشكر دائماً و لا ننسى فضل أنعامك علينا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق