26 مارس 2010

قبضوا علي من جاء ليحررهم

مرقس 14 : 32- 72


قبضوا علي من جاء ليحررهم

32 وجاءوا الى ضيعة اسمها جثسيماني فقال لتلاميذه اجلسوا ههنا حتى اصلّي. 33 ثم اخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يدهش ويكتئب. 34 فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت.امكثوا هنا واسهروا. 35 ثم تقدم قليلا وخرّ على الارض وكان يصلّي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن. 36 وقال يا ابا الآب كل شيء مستطاع لك.فاجز عني هذه الكاس.ولكن ليكن لا ما اريد انا بل ما تريد انت. 37 ثم جاء ووجدهم نياما فقال لبطرس يا سمعان انت نائم.أما قدرت ان تسهر ساعة واحدة. 38 اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة.اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف. 39 ومضى ايضا وصلّى قائلا ذلك الكلام بعينه. 40 ثم رجع ووجدهم ايضا نياما اذ كانت اعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه. 41 ثم جاء ثالثة وقال لهم ناموا الآن واستريحوا.يكفي.قد أتت الساعة.هوذا ابن الانسان يسلم الى ايدي الخطاة. 42 قوموا لنذهب.هوذا الذي يسلمني قد اقترب

43 وللوقت فيما هو يتكلم اقبل يهوذا واحد من الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ.
44 وكان مسلمه قد اعطاهم علامة قائلا الذي اقبّله هو هو.امسكوه وامضوا به بحرص. 45 فجاء للوقت وتقدم اليه قائلا يا سيدي يا سيدي.وقبله. 46 فألقوا ايديهم عليه وامسكوه. 47 فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه

48 فاجاب يسوع وقال لهم كانه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني.
49 كل يوم كنت معكم في الهيكل اعلّم ولم تمسكوني.ولكن لكي تكمل الكتب. 50 فتركه الجميع وهربوا. 51 وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فامسكه الشبان. 52 فترك الازار وهرب منهم عريانا

53 فمضوا بيسوع الى رئيس الكهنة فاجتمع معه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة.
54 وكان بطرس قد تبعه من بعيد الى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالسا بين الخدام يستدفئ عند النار. 55 وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا. 56 لان كثيرين شهدوا عليه زورا ولم تتفق شهاداتهم. 57 ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا قائلين. 58 نحن سمعناه يقول اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام ابني آخر غير مصنوع باياد. 59 ولا بهذا كانت شهادتهم تتفق. 60 فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلا أما تجيب بشيء.ماذا يشهد به هؤلاء عليك. 61 اما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء.فسأله رئيس الكهنة ايضا وقال له أانت المسيح ابن المبارك. 62 فقال يسوع انا هو.وسوف تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة وآتيا في سحاب السماء. 63 فمزّق رئيس الكهنة ثيابه وقال ما حاجتنا بعد الى شهود. 64 قد سمعتم التجاديف.ما رايكم.فالجميع حكموا عليه انه مستوجب الموت. 65 فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له تنبأ.وكان الخدام يلطمونه

66 وبينما كان بطرس في الدار اسفل جاءت احدى جواري رئيس الكهنة.
67 فلما رأت بطرس يستدفئ نظرت اليه وقالت وانت كنت مع يسوع الناصري. 68 فانكر قائلا لست ادري ولا افهم ما تقولين.وخرج خارجا الى الدهليز.فصاح الديك. 69 فرأته الجارية ايضا وابتدأت تقول للحاضرين ان هذا منهم. 70 فانكر ايضا.وبعد قليل ايضا قال الحاضرون لبطرس حقا انت منهم لانك جليلي ايضا ولغتك تشبه لغتهم. 71 فابتدأ يلعن ويحلف اني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه. 72 وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع انك قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات।فلما تفكر به بكى


في بستان جثسيماني ( ع32 – 52 )
هل كان الرب يسوع يحاول أن يتخلص من مهمته ؟ لقد عبر الرب يسوع عن مشاعره الحقيقية، ولكنه لم يتنكر لله أو يتمرد على إرادته، فقد أكد مرارا رغبته في القيام بكل ما يريده الله. ولكن صلاته تكشف لنا بقوة عن الآلام الرهيبة التي كان عليه أن يتحملها، آلام أشد هولا من الموت، إذ كان عليه أن يحمل خطايا كل العالم.

كان الرب يسوع وهو يصلي، يعلم كم سيكلفه عمل مشيئة الآب. كان يدرك الآلام التي سيعانيها، ولم يكن يود أن يجوز في هذا الاختبار الرهيب، ولكنه صلى : "ولكن، ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت". وكم يكلفك التزامك لله ؟فكل شيء له قيمة لابد أن يكلف، فكن على استعداد لدفع الثمن لتفوز في النهاية بما هو ثمين.

+++ ليتنا نتعلم من هذا المشهد قبول مشيئة الله في حياتنا ، ونتعلم من مخلصنا لجاجة الصلاة كما فعل ، ولا نخفي عن الله مشاعرنا مهما كانت حزينة أو مرة ، ولنثق أنه طالما سمح بها ، فإنه سوف يعيننا فيها وعليها ....

نام التلاميذ ولم يقدروا علي أن يسهروا ولكن المسيح الرقيق عاتبهم وقد التمس لهم العذر بأن ارادتهم الروحي تريد أن تسهر ولكن الجسد يثقله وإرادته الضعيفة كثيراً ما يكون ثقلا علي الروح ويعطل اشتياقها .

+++ نعم يا الهي ، فنحن كثيراً ما ندعي أن أرواحنا نشيطة ونعطي وعوداً كبيرة ، لكن عدم الجهاد يجعلنا لا ننفذ شيئاً منها ... فلنغصب أنفسنا إذن ولو بجهاد قليل ، ولا نستسلم لضعف الجسد لئلا ندخل في تجربة .

استخدم يهوذا الخائن التقبيل الذي هو علامة للمحبة والصداقة البالغة ، في تسليم السيد ... وبعدها هحم الجمع علي الرب المسالم . وفي تعجب حزين يصف القديس أغسطينوس المشهد فيقول " قبضوا علي من جاء ليحررهم "

( المحاكمة اليهودية ع 53- 65 )
حاول الجميع أن يلفقوا للمسيح التهم ولكن لم تكن شهادتهم تتفق ... وطوال ذلك كان المسيح صامتاً لم يدافع عن نفسه ، عندما كانت الأسئلة والشهادات زوراً ، ليحتمل ظلم الأشرار ولكن عندما تعلق السؤال بشخصه وبذاته لم ينكر نفسه ، بل أعلن بوضوح وقوة أنه هو المسيح ابن الله الحي ، بل أعلن عن مجده العتيد ان يستعلن في قيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب .

+++ احتمل المسيح كل هذا العذاب الجسدي والنفسي في صمت من أجل محبيته لنا . فتذكر أن خطاياك هي التي سببت لفاديك كل هذه الاهانات ، حتي ترفضها في خزي وخجل فتتوب ويغفر لك الله .

( انكار بطرس ع 66 – 72 )
من السهل أن نغضب على المحكمة اليهودية لما بدا منها من ظلم في محاكمة الرب يسوع، ولكن بطرس وسائر التلاميذ أسهموا في آلام يسوع بتركهم له (عد ٥٠). ومعظمنا لا نشبه قادة اليهود، ولكننا جميعا نشبه التلاميذ، لأننا جميعا ارتكبنا جريمة إنكار المسيح ربا لنا في مجالات حيوية من حياتنا. قد نفتخر بأننا لم نرتكب خطايا معينة، ولكننا جميعا خطاة، فلا تبرر نفسك بتوجيه الاتهام للآخرين الذين تبدو خطاياهم أشنع من خطاياك.

+++ أخشى يا الهي أن اعتب علي بطرس تصرفه ، لأنني أجد نفسي أحياناً أكرر ما أفعله ، فلا أظهرك في افعالي بل أخفيك وأكاد أن أنكرك في ظلمة أقوالي وتصرفاتي

+++ أيها الحبيب ... مما لا شك فيه أن بطرس أخطأ بإنكاره السيد خطأ كبيراً ... ولكن أيضاً عند العلامة تذكر فقدم توبة صادقة من قلب نادم ... ونحن في كثير من الأحيان قد نخطئ مثله ، بسبب تسرعنا . ولكن هل لنا هذا الفلب السريع الاستجابة لنداءات الله لنا بالتوبة وهو المنتظر دائما عودة أبنائه ... أعطنا يا رب دموع توبة كالتي أتي بها بطرس نادما .

+++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : ربي الحبيب ... أهكذا كلفتك خطيئتي كل هذه الألام والاهانات ؟! كان يحدر بي أن أكون مكانك ... ولكنك أخذت صورة العبد ومن اجلي يا سيدي ، لم ترد وجهك عن خزي البصاق ... فتوبي يا نفسي ولا تهيني من تحمل كل هذه الآلام حبا فيك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق