14 فبراير 2019

رسالة يعقوب 4 : 1 - 10

رسالة يعقوب للدراسة في مجموعات

الاصحاح الرابع: 1 -10 


1 من اين الحروب والخصومات بينكم؟ اليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في اعضائكم؟ 2 تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون ان تنالوا. تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون، لانكم لا تطلبون. 3 تطلبون ولستم تاخذون، لانكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم.

4 ايها الزناة والزواني، اما تعلمون ان محبة العالم عداوة لله؟ فمن اراد ان يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله. 5 ام تظنون ان الكتاب يقول باطلا: الروح الذي حل فينا يشتاق الى الحسد؟ 6 ولكنه يعطي نعمة اعظم. لذلك يقول:«يقاوم الله المستكبرين، واما المتواضعون فيعطيهم نعمة». 7 فاخضعوا لله. قاوموا ابليس فيهرب منكم. 8اقتربوا الى الله فيقترب اليكم. نقوا ايديكم ايها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرايين.9 اكتئبوا ونوحوا وابكوا. ليتحول ضحككم الى نوح، وفرحكم الى غم. 10 اتضعوا قدام الرب فيرفعكم.


--------------------------------------------------------
·        ما هي شكل الشهوات التي تسبب انشقاقات بين المؤمنين ؟
السبب هو أننا نجتهد، بلا انقطاع، لإشباع نهمنا إلى الملذات وإلى المقتنيات، وللتفوّق على الآخرين.الواقع المحزن هو أن ثمة حروبًا وخصومات بين المسيحيِّين.
إنها تصدر عن لذَّاتنا العنيفة في دواخلنا، والتي نسعى جاهدين باستمرار لأجل إشباعها. فثمة لذَّة ادِّخار المقتنيات المادية. ثمة أيضًا الميل إلى الحصول على المقام وعلى النفوذ. هذا بالإضافة إلى الرغبة القوية في إشباع الاشتهاءات الجسديَّة. إن هذه القوى الجبارة تتفاعل في دواخلنا؛ وعليه، لا نشعر البتة بالاكتفاء، بل نطلب دائمًا المزيد. ومع هذا، يبدو أنه تلازمنا باستمرار خيبة أمل من جهة الحصول على ما نريد. وهذا الشوق غير المُتَمَّم يُصبح جارفًا، الأمر الذي يدفعنا إلى الدوس على الذين يبدون لنا أنهم يعيقون أمر تقدّمنا.

·        ما دلالة استخدام القديس يعقوب ل"تقتلون" في ع2 ؟
يقول يعقوب: «تقتلون». إنه، إلى حد كبير، يستخدم هذه الكلمة بالمعنى المجازي. فنحن لا نقتل فعلاً، لكن ما يتولد عندنا من مشاعر الغضب والحسد والشراسة تشكِّل قتلاً في حالته الجنينيَّة.تشتهون ولستم تمتلكون. نريد أن يكون لدينا أشياء أكثر من غيرنا وأفضل منهم. وفي محاولتنا هذه، نجد أننا نخاصم بعضنا بعضًا، ويبتلع أحدنا الآخر.

آخاب ملك إسرائيل اشتهى كرم نابوت اليزرعيلي ورفض نابوت أن يعطيه ميراث آبائه، وزوجته الشريرة إيزابل عندما سمعت دبرت مؤامرة لقتل نابوت، فتم القتل. وعندما سمع، أظهر آخاب الرضى والموافقة وذهب إلى الكرم ليمتلكه. فجاء إليه إيليا النبي وقال له هل قتلت وورثت؟ وأنبأه بقضاء الله عليه (1 مل 21) وانظر أيضاً (2 مل 9: 25، 26). الرب يسوع المسيح له المجد أسلموه حسداً وقتلوه وقال أخوة يوسف: هوذا صاحب الأحلام هلم نقتله. يقتلون ويحسدون ويعودون فيقتلون ويحسدون ثانية ولا نهاية لرغبات الإنسان الشريرة.

قصة حنا وحنة J
حنا وحنة تزوّجا لتوهما. فالزوج موظف في شركة حسنة وبمرتب معتدل. والزوجة تريد بيتًا يوازي في قيمته بيوت سائر الأزواج الشباب في الكنيسة. وبالمقابل، يرغب الزوج في اقتناء سيارة من الطراز الحديث، فيما الزوجة تطلب أن يتم تزويد البيت بأثاث أنيق وبمعدات رفيعة الشأن. إن بعضًا من هذه الأشياء يجب شراؤها بالتقسيط، ومرتب حنا لا يكاد يكفي لتحّمل هذا الضغط. ثم يولد طفل في هذه العائلة، وتولد معه تكاليف إضافية، وميزانية مضطربة، وسوء في الحالة المادية. وإذ تزداد متطلبات الزوجة، يتصلب الزوج ويصبح سريع الغضب. فترد عليه الزوجة بأسلوب البكاء، وأحيانًا بالكلام الجارح. وهكذا، سرعان ما ترتج حيطان البيت بفعل النيران التي تُطلَق من مختلف الجهات. إذًا، فالأحوال المادية هي في معرض هدم هذا البيت. ومن جهة أخرى، قد يكون لدى الزوجة غيرة وحسد. فهي تشعر بأن لنبيل وسناء مركزًا في الكنيسة أكثر بروزًا من ذلك الذي لها ولزوجها. وهكذا، سرعان ما تتفوَّه أمام سناء بملاحظات تثير الشكوك. وفيما المعركة بينهما تعنف وتستعر، يتورَّط كل من حنا ونبيل فيها أيضًا؛ ثم يختار كل واحد في الكنيسة إلى جانب من يقف، فتنشق بذلك الجماعة. لقد حصل هذا كله بسبب شهوة شخص واحد، وميله إلى التفوق على الآخرين. هنا إذًا يكمن أصل التشاحن والنزاع بين المؤمنين. كل هذا مردَّه إلى الرغبة في الحصول على المزيد، والغيرة من الآخرين، مُدَّعين أننا ”نحن نحافظ على المستوى اللائق“، لكن حري بنا، في الواقع، أن ندعو ذلك طمعًا واشتهاء وغيرة. فالرغبة تعنف وتصبح جامحة، الأمر الذي يدفع الناس إلى القيام بأي شيء بغية إشباع شهواتهم.

·        لماذا لا يستجيب الله لطلباتنا ؟ع2
هنا يذكر يعقوب أهم المشاكل في الصلاة وأكثرها شيوعا. فنحن لا نطلب من الله شيئا أو ربما نطلب أمورا رديئة شريرة, أو ربما نطلب ما نطلب لأسباب رديئة. هل تخاطب الله على الإطلاق؟ وعندما يحدث ذلك, فعن أي شيء تحدثه? هل تطلب منه أن يسدد احتياجاتك ويشبع رغباتك؟ وهل تسعى لموافقة الله على ما قد خططته فعلا؟ إن صلواتنا, في الحقيقة, تصبح أقوى حين نسمح لله أن يغير رغباتنا حتى تتفق تماما مع إرادته لنا

لأنهم لا يطلبون حسب مشيئة الله. يطلبون حسب مشتهيات قلوبهم الخداعة النجيسة لا يقدرون أن ينالوا. يقول الرسول يوحنا "وهذه هي الثقة التي لنا عنده أنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا" (1 يو 5: 14).

اننا بطيئون من جهة تعلم أن اللذة الحقيقية لا تكون بهذا الأسلوب، بل بالحري بالاكتفاء بما عند المرء من مأكل ومن ملبس (1تي6: 8). أمَّا الصلاة، فهي الأسلوب الصحيح لمعالجة هذه المعضلة. ”لا تحاجج، لا تحارب، بل صلّ“. يقول يعقوب: «لستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون». إننا نحاول نوال ما نرغب بمجهوداتنا الشخصية عوضًا عن طلب هذه الأمور من الرب بالصلاة. فإن كنا نبغي شيئًا غير متوافر لدينا، ينبغي لنا أن نسأل الله بشأنه. وإن كنا نطلب ولا نحصل على استجابة، فهذا يعني ببساطة أن دوافعنا لم تكن نقية، إذ إن رغبتنا في الامتلاك لم تكن بقصد تمجيد الله، أو لأجل خير الآخرين، بل أردناها في سبيل استمتاعنا الأناني بها. لقد أردناها لإشباع ميولنا الطبيعية، والله لا يعِد باستجابة صلوات كهذه. يا لعمق الدرس الذي نتعلَّمه في علم النفس من هذه الأعداد الثلاثة الأولى! فلو كان الناس يكتفون بما أجزله عليهم الله، لجنَّبوا أنفسهم كل صراع واضطراب مربكين! ولو أحببنا قريبنا كأنفسنا واهتممنا بالعطاء، أكثر من اهتمامنا بالأخذ، فما أروع السلام الذي ينتج إذ ذاك. ولو عملنا بأمر المخلِّص من جهة ترك الكل والتخلِّي عنه عوضًا عن الادِّخار، وتكديس كنوز في السماء، لا على الأرض، فكم من نزاعات سَتبطل!

·        لماذا احتد القديس يعقوب وأشار للزني وللزناة في سياق كلامه عن محبة العالم ؟
تتقد في يعقوب غيرة مقدسة لله، فيتكلم بشدة قائلاً "أيها الزناة والزواني" لأن الانحراف عن الله خيانة. يقول الرسول بولس "فإني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). الزوجة الأمينة لزوجها لا تصاحب غيره، فكم بالحري عدوه. العالم عدو الله، فإن جارينا العالم وصادقناه نكون خائنين وغير أمناء للرب. يقول الرسول يوحنا "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب" (1 يو 2: 15). نحن لنا ثلاثة أعداء: العالم وهو ضد الآب والجسد وهو ضد الروح والشيطان وهو ضد المسيح، وشكراً لله لأن لدينا الأسلحة الكافية للتغلب على هذه الأعداء الثلاثة.

يعقوب يَحكم على المحبة غير السليمة للأمور المادية، معتبرًا أنها زنى روحي. فالله يريد لنا أن نحبَّه أولاً، وقبل أي شخص أو شيء آخر. وعندما نحب الأمور الزائلة في هذا العالم، فإننا نكون بذلك غير أمناء له. إن الطمع هو شكل من أشكال عبادة الأوثان. وهذا يعني أننا نطلب بشدة ما لا يريد لنا الله أن نحصل عليه. كما يعني أننا نصبنا أصنامًا داخل قلوبنا. وهكذا نُقدِّر الأشياء المادية فوق إرادة الله.

·        ما هي النواحي التي نحبها في العالم وبسببها تتكون عدواة لله ؟
العالم المقصود هنا ليس هو الكوكب حيث نعيش، ولا عالم الطبيعة المحيط بنا. إنه النظام الذي أوجده الإنسان لنفسه، ساعيًا في أثر إشباع شهوة العيون، وشهوة الجسد، وتعظم المعيشة. ففي هذا النظام، لا مكان لله ولا لابنه. قد يكون هذا عالم الفن، أو الثقافة، أو التربية، أو العلوم، أو حتى الدين؛ وبالإجمال فهو دائرة حيث اسم المسيح غير مُرحَّب به أو ربما ممنوع، إلا طبعًا كمجرَّد مظهر خارجي فارغ. إنه، باختصار، عالم الناس خارج نطاق الكنيسة الحق. فإذا أحب أحدنا هذا النظام، أو إذا صادقه، كما أوردت بعض الترجمات، فإنه يُصبح بذلك عدوًا لله، لأن هذا العالم هو الذي صلب رب الحياة والمجد

·        هل هناك خطأ في أن نطلب من الله حياة سعيدة. وإن يهبنا عطايا صالحة ويريدنا أن نتمتع بها ؟
إن الله يهبنا عطايا صالحة ويريدنا أن نتمتع بها (يع 1: 17). لكن من الخطأ أن نبحث عن السعادة والمتعة على حساب الآخرين أو على حساب طاعة الله. فالمتعة التي تمنعنا من إرضاء الله متعة خاطئة. أما المتعة في سخاء غنى الله فهي صالحة.

·        الي ماذا يدفعنا روح الله الساكن فينا ؟ ع5-6
رأينا في الأعداد الخمسة الأولى حدود الشر الذي قد تبلغ إليه الطبيعة القديمة عند المؤمن. والآن نتعلم أننا غير متروكين للتعامل مع شهوات الجسد بقوتنا الذاتية. فشكرًا لله، لأنه يعطي نعمة أعظم أو قوة كلَّما برزت الحاجة إليها (عب4: 16).

الروح القدس لا يشتاق إلى الحسد ولكنه يعمل في المؤمنين شيئاً آخر وهو أنه "يعطي نعمة أعظم" وبهذه النعمة نستطيع أن نُميت أعمال الجسد. وهذه النعمة يحصل عليها المتواضعون الذين يشعرون بضعفهم وحاجتهم ويقودهم ذلك أن يتقدموا إلى عرش النعمة لكي ينالوا رحمة ويجدوا "نعمة عوناً في حينه". ونستطيع أن نضم كلام يعقوب إلى بعضه هكذا: الكتاب لا يقول باطلاً، لكنه يقول "يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة"

·        ست خطوات ينبغي لنا اتِّباعها حيث توجد توبة حقيقية ؟ ع7-10
السؤال المطروح الآن هو: ”ماذا نفعل؟“
أولاً : ينبغي لنا أن نخضع لله. وهذا يعني أنه يجب أن نكون تحت إمرته، ومستعدين للإصغاء إليه ولإطاعته. ينبغي لنا أن نكون طيِّعين ومنسحقين، لا متكبرين وعنيدين.
ثانيا : نحتاج إلى أن نقاوم إبليس. وهذا يتم عندما نُغلق آذاننا وقلوبنا عن إيحاءاته وتجاربه، عندما نستعين بالكتاب المقدس كسيف الروح لصدّ الشرير. إن كنا نقاومه، فسيهرب منَّا.
ثالثاً: علينا أن نقترب إلى الله. وهذا يحصل من طريق الصلاة. نحتاج إلى أن نأتي أمامه مضطرِّين ورافعين صلاة الإيمان التي فيها نخبره بكل ما في قلوبنا. وإذ نقترب إليه بهذا الشكل، نكتشف أنه هو سيقترب إلينا. لقد كنا نظن أنه سيكون بعيدًا عنا، وذلك من جرَّاء حياتنا الجسدية الميالة إلى العالم، لكن عندما نقترب إليه، يسامحنا ويردّ نفوسنا.
رابعاً : «نقّوا أيديكم أيها الخطاة، وطهِّروا قلوبكم يا ذوي الرأيين». إن الأيدي تتحدّث عن أعمالنا، فيما القلوب تمثِّل دوافعنا مع رغباتنا. إننا ننقي أيدينا ونطهِّر قلوبنا من خلال اعترافنا بالخطايا وتركها، سواء كانت علنية أو سرية. ينبغي لنا كخطاة أن نُقرّ بأفعالنا الشريرة، وكأشخاص ذوي رأيين، نحتاج إلى أن نُقرّ بدوافعنا المجزَّأة.
خامساً : عندما يفتقدنا الله بتبكيت على خطية، فلا مجال للخفَّة والطيش. بل ينبغي لنا كسر ذواتنا أمامه، فننوح على خطيَّتنا، وضعفنا، وبرودتنا، وعمقنا. نحتاج إلى التذلّل لكي نبكي على ماديتنا وعصريتنا وممارستنا الشكلية. وينبغي لنا أن نُظهر في الداخل كما في الخارج، ثمر التوبة بحسب التقوى.
سادسا: نحتاج إلى أن نتَّضع قدَّام الرب. فإن كنا، بكل إخلاص، ننسحق عند قدميه، فإنَّه سيرفعنا في حينه. إذًا، هكذا علينا أن نتصرَّف بعدما يكشف لنا الرب دواخلنا.

·        لماذا يهرب ابليس منا ؟
لأننا لا نقاومه بقوتنا لكن باسم الرب ... إذا كان المسيح فينا، نقاوم إبليس فيهرب، لكن إذا كانت الذات هي المحرك فينا، نقاوم إبليس فلا يهرب، لكنه يطمع فينا أكثر وهذا يتم عندما نُغلق آذاننا وقلوبنا عن إيحاءاته وتجاربه.

·        كيف نقترب من الله ؟
قديماً قال الله لموسى: تقيم للشعب حدوداً من كل ناحية قائلاً احترزوا من أن تصعدوا إلى الجبل (سيناء) أو تمسوا طرفه" (خر 19: 12). أما الآن فلنا امتيازنا بالنعمة أن نقترب إلى الله. "فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة .. " (عب 4: 16) "فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع ... لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان ... " (عب 10: 19، 20)

وهذا يحصل من طريق الصلاة. نحتاج إلى أن نأتي أمامه مضطرِّين ورافعين صلاة الإيمان التي فيها نخبره بكل ما في قلوبنا. وإذ نقترب إليه بهذا الشكل، نكتشف أنه هو سيقترب إلينا. لقد كنا نظن أنه سيكون بعيدًا عنا، وذلك من جرَّاء حياتنا الجسدية الميالة إلى العالم، لكن عندما نقترب إليه، يسامحنا ويردّ نفوسنا.

·        ماهما الرأيين الذان عادة ما نتارجح بينهم؟
الذين يريدون الله والمال، أو الله والعالم. رأيان متناقضان "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين. لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" (مت 6: 24). وكما رأينا في الأصحاح الأول "رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه" (ص 1: 8). الشاب الغني الذي أتى للمسيح يطلب الحياة الأبدية، قال له الرب اذهب بع كل مالك واعطِ الفقراء، فلم يقبل لأنه كان يريد الله والمال. له رأيان. ولكن داود يقول "وحِّد قلبي لخوف اسمك" (مز 86: 11).



·        النوح والاكتئاب أم الفرح .... ما الذي تدعوا المسيحية اليه ؟
إن الذي يضحك إنما يضحك على نفسه. يغش نفسه فعندما يجد نفسه مهموماً يحاول أن يخرج من دائرة همومه فيذهب إلى أماكن اللهو ويضحك مع الضاحكين لكن قلبه من الداخل مكتئب وحزين. قال سليمان الحكيم "أيضاً في الضحك يكتئب القلب وعاقبة الفرح حزن" (أم 14: 13). قيل عن شارلي شابلن الممثل الهزلي المعروف الذي كان يُضحك الجماهير وكانت له شهرة عظيمة، إنه ذهب لطبيب نفسي يشكو من ضيق داخلي واكتئاب ولم يكن الطبيب يعرفه، فوصف له العلاج ونصحه بأن يُدخل السرور إلى نفسه بالذهاب إلى المسرح الذي يمثل فيه شارلي شابلن فينسى همومه ويضحك من قلبه ويزول عنه الاكتئاب، فقال له: أنا شارلي شابلن. فكل الملاهي ووسائل الترفيه هي خدعة من الشيطان، فحتى إذا ضحكوا في وقتها. لكن في القلب حزناً، والضمير مشتكٍ، وضحكهم يتحول إلى غم.


أما القديس يعقوب فانه يحدثنا عن الخطية .. عندما يفتقدنا الله بتبكيت على خطية، فلا مجال للخفَّة والطيش. بل ينبغي لنا كسر ذواتنا أمامه، فننوح على خطيَّتنا، وضعفنا، وبرودتنا، وعمقنا. نحتاج إلى التذلّل لكي نبكي على ماديتنا وعصريتنا وممارستنا الشكلية. وينبغي لنا أن نُظهر في الداخل كما في الخارج، ثمر التوبة بحسب التقوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق