14 فبراير 2019

رسالة يعقوب 5 : 10 - 20


رسالة يعقوب للدراسة في مجموعات

الاصحاح الخامس : 10 -20 


10 خذوا يا اخوتي مثالا لاحتمال المشقات والاناة: الانبياء الذين تكلموا باسم الرب. 11 ها نحن نطوب الصابرين. قد سمعتم بصبر ايوب ورايتم عاقبة الرب. لان الرب كثير الرحمة ورؤوف.
12 ولكن قبل كل شيء يا اخوتي، لا تحلفوا، لا بالسماء، ولا بالارض، ولا بقسم اخر. بل لتكن نعمكم نعم، ولاكم لا، لئلا تقعوا تحت دينونة.

13 اعلى احد بينكم مشقات؟ فليصل. امسرور احد؟ فليرتل. 14 امريض احد بينكم؟ فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب، 15 وصلاة الايمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وان كان قد فعل خطية تغفر له. 16 اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لاجل بعض، لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها. 17 كان ايليا انسانا تحت الالام مثلنا، وصلى صلاة ان لا تمطر، فلم تمطر على الارض ثلاث سنين وستة اشهر. 18 ثم صلى ايضا، فاعطت السماء مطرا، واخرجت الارض ثمرها.

19 ايها الاخوة، ان ضل احد بينكم عن الحق فرده احد، 20 فليعلم ان من رد خاطئا عن ضلال طريقه، يخلص نفسا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا


---------------------------------------------

·        ماهي شكل المشقات التي قد نواجها لكوننا مسيحين ؟
قد نواجه اضطهادات مباشرة – معاكسات في الشغل – المواصلات – البيع – المعاملات – تجنب الناس لنا

·        ما هو الشئ الملفت في مثابرة أيوب؟
انظروا عاقبة الرب والمكاسب التي حصل عليها أيوب: أولاً: مكاسب روحية. فقد عرف الرب معرفة أعمق وتذلل قدام الرب ورفض بره الذاتي. ثانياً: مكاسب مادية. كل ما خسره من جمال وغنم وبقر وأملاك ردّه له الرب وزاد عليه ضعفاً. وأعطاه سبعة بنين وثلاث بنات آخرين. ليس ذلك فقط، لكنه عاش بعد هذا 140 سنة ورأى بنيه وبني بنيه إلى أربعة أجيال. ربما عندما كان يصلي في الأول قبل مجيء التجارب والآلام كان يقول أشكرك يا رب على كل خيراتك وإحساناتك، لكن في قلبه كان يعتقد أنه يستحق لأنه مستقيم. لكن بعد أن عرف الرب عن قُرب وردَّ الرب سبيه، صار سجوده نقياً، ولسان حاله: الكل من نعمتك يا رب. أنا لا أستحق شيئاً وليس لي بر في ذاتي. "لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف" – المتأمل في حياة أيوب وفيما وقع عليه من تجارب ومصائب قاسية وشديدة ظاهرياً يتعجب كيف يوقع الله على عبده البار الذي يتقيه كل هذه المصائب. لكن عقل الإنسان وتفكيره محدود وقاصر. يقول الوحي الإلهي هنا "لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف". قد لا تظهر رحمة الله ورأفته في وسط المحن والتجارب التي تقع على الإنسان، لكن عندما تأتي عاقبة الرب في النهاية يقول: الرب كثير الرحمة ورؤوف.

·        ماهي أضرار الحلفان ؟
من يشتهر بالمبالغة أو الكذب كثيرا ما لا يقدر على أن يحمل غيره على تصديق كلمته المجردة دون قسم. وينبغي ألا يصبح المسيحيون مثل ذلك. كن أمينا على الدوام حتى يصدق الآخرون منك كلمة "نعم" و "لا". وبتجنب الكذب وأنصاف الحقائق وحذف الحقائق تعرف كإنسان يوثق به.

لكن لتكن نعمكم نعم ولاكم لا أي ليكن كلامكم صادقاً غير مشكوك فيه دون حاجة إلى شيء يؤيده، الناس يقسمون لتأييد صدق كلامهم، وهذا يتضمن أن كلامهم مشكوك فيه، لكن إذا كان كلامنا صادقاً دواماً فليس ما يدعو لتأييد جزء من الكلام بقَسَم.


·        لماذا أشار القديس يعقوب ان الحذر من الحلفان "قبل كل شيء" ؟
لأن ذكر اسم الله وما يختص به يجب أن يكون بكل حرص. يجب أن نقدس اسم الله ولا نستهين بالنُطق به. انتشرت عادة سيئة في هذه الأيام فنسمع الناس يكررون اسم الجلالة بدون وعي قبل أو بعد كل عبارة. يجب أن يكون اسم الله موقراً ولا يُذكر إلا في موضعه اللائق به. في الموعظة على الجبل قال الرب: سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك (أي تحلف إن كنت صادقاً لكن لا تحلف باطلاً) وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسي الله ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء بل ليكن كلامك نعم نعم ولا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير (مت 5: 33 – 37). وهنا يقول يعقوب "لا تحلفوا بالسماء ولا بالأرض ولا بقسم آخر". إذاً الحَلف بالشرف وبالذمة وبحياة الوالدين ... الخ، مرفوض تماماً.

·        متي نتوجه للرب في صلاتنا ؟ع13
الذي في ضيقه أو عليه مشقة، لمن يذهب؟ للرب ويصلي إليه. والذي في رحب أو مسرة، لمن يذهب؟ للرب يحمده ويسبّحه على كل إحساناته. ليجعل كل منا الرب أمامه في كل شيء. في المشقات نجد باب عرش النعمة مفتوحاً لكي نتقدم إليه بثقة لننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه. ولا نلجأ للوسائط البشرية المنظورة الباطلة. وفي أوقات الفرح والسرور لا ننسى المعطي والمُحسن لكي نرجع إليه بالشكر والتهليل. لكن بالأسف كثيرون لا يأتون إلى الرب إلا في الضيق، وينسون فضل الرب في الظروف العادية وينشغلون بعطايا الله المعطي وبالإحسانات دون الاعتراف بفضل المُحسن. يقول داود: باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته.

·        وضح أساس سر الاعتراف ومسحة المرضي من الاصحاح ؟
نري اقتران التوبة والاعتراف مع سر مسحة المرضي في الاعداد ع 14 – 16

·        هل كل المرضي تشفي ؟ هل توجد علاقة بين المرض والخطية ؟
"الصلاة المرفوعة بإيمان" هنا لا تشير إلى إيمان الشخص المريض وحده وانما إيمان الكهنة أو إيمان من حوله. الإيمان لا يشفي, لكن الله يشفي. وكل الصلوات تخضع لإرادة الله, إلا أن صلواتنا جزء من عملية الشفاء التي يهبها الله للمريض. وهذا هو السبب في أن الله كثيرا ما ينتظر منا صلوات الإيمان قبل أن يتدخل ليشفي المريض.

نلاحظ قوله "وإن كان" أي ليس المرض دائماً نتيجة الخطية. من الخطأ أننا عندما نرى شخصاً مريضاً نقول لا بد أن في حياته خطية وهذا المرض نتيجة الخطية ونكون بذلك مثل أصحاب أيوب. "إن كان قد فعل خطية" هذا احتمال من عدة احتمالات، لكن قد يكون منسوب إيمانه عالياً والرب يريد أن يزكي إيمانه ويلمّعه ويقويه ويرفع مستواه الروحي أكثر. وقد يكون وقاية ليحفظه من الارتفاع مثل شوكة الرسول بولس التي لم تكن بسبب خطية فيه. أحياناً ينبّه الرب المؤمن المتغافل عن طريق الضعف أولاً ثم المرض، وإن لم يستفد يعرِّض نفسه لحكم الموت
·        ماهي عوائق استجابة الصلاة ؟
1- الطلب الرديء (يع 4: 3).
تطلبون ولستم تاخذون، لانكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم.

2- عدم الإيمان (يع 1: 6)
ولكن ليطلب بايمان غير مرتاب البتة، لان المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه

3- وجود إثم في القلب (مز 66: 18)
ان راعيت اثما في قلبي لا يستمع لي الرب.

4- عدم الإصغاء لصوت الرب (زكريا 7: 13)
فكان كما نادى هو فلم يسمعوا كذلك ينادون هم فلا اسمع قال رب الجنود.

5- إغلاق الأحشاء عن الفقير والمسكين (أم 21: 13)
من يسد اذنيه عن صراخ المسكين فهو ايضا يصرخ ولا يستجاب.

6- الخلافات العائلية (1 بط 3: 7)
كذلكم ايها الرجال، كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائي كالاضعف، معطين اياهن كرامة، كالوارثات ايضا معكم نعمة الحياة، لكي لا تعاق صلواتكم.

7- عدم الإتفاق مع مشيئة الله (1 يو 5: 14).
وهذه هي الثقة التي لنا عنده: انه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا.

·        ما المميز في حياة إيليا حتي تكون صلاته مثال نحتذي به؟ لماذا ذكر انه تحت الالام ؟
هنا نرى أن صلواتنا يجب أن تكون بإيمان حتى يستجيب الله. فالله استجاب لإيليا وهو إنسان تحت الآلام مثلنا فلماذا لا يستجيب لنا... وإيليا لم يصلى لينقطع المطر انتقامًا لنفسه بل تأديبًا للملك وللشعب بسبب وثنيتهم. القصد أن علينا أن نؤمن أن الصلاة قوة روحية جبارة وهبها الله للإنسان بها يستطيع أن يفعل المعجزات.

لا ينبغي ان نقدم الإباء القديسين وكأنهم سوبرمان .. هما انأس مثلنا مجاهدين ضد الخطية معتمدين علي نعمة الله الحية والفعالة

·        أعط امثلة عملية لطرق نستخدمها لخدمة بعضنا البعض ؟ ع20
يصف العدد 19 أخًا مسيحيًّا قد ضلَّ عن الحق، إمَّا من حيث العقيدة، وإمَّا من حيث الممارسة. فيصلِّي من أجله أخ آخر ويجاهد بالفعل وبكل جديَّة وإيمان، وهكذا يردّه بمحبة إلى الشركة مع الله ومع إخوته وأخواته في المسيح. ما أعظم معاني هذه الخدمة! أولاً، وقبل كل شيء، سيُخلِّص أخاه الضال من موت سابق لأوانه تحت يد الله المؤدِّبة؛ ثانيًا، يستر كثرة من الخطايا. لقد غفر الله الخطايا ونسيَها؛ كذلك غفرها سائر الإخوة المؤمنين، وتمَّت تغطيتها عن عيون العالم الخارجي. إننا نحتاج إلى هذه الخدمة اليوم. ففي غيرتنا على تبشير الهالكين، ربما لا نعطي اهتمامًا كافيًا لخراف المسيح الذين زاغوا عن القطيع. مرة جديدة، ينخس يعقوب ضمائرنا بالنسبة إلى عدَّة جوانب من الحياة المسيحيَّة. لقد سألنا مثلاً: هل تكنز لنفسك كنوزًا على الأرض؟ هل أساليبك في العمل مستقيمة كل الاستقامة؟ وماذا في شأن ضريبة الدخل، مثلا؟ هل تعيش مترفِّهًا، أم تُضحي في حياتك حتى يتسنَّى للآخرين التعرف بالمخلِّص؟ عندما تخطئ إلى شخص آخر، هل أنت مستعد للذهاب إليه والاعتذار منه؟ وعندما تمرض، بمن تتصل أولاً – بالطبيب، أم بالرب؟ وعندما ترى أخًا يسقط في الخطية، هل تنتقده، أم تحاول ردّ نفسه؟


وهكذا نأتي إلى نهاية هذه الرسالة العمليَّة والموجزة. ففيها رأينا أن الإيمان على المحك؛ رأينا الإيمان تمتحنه تجارب الحياة، والتجارب غير المقدّسة، والطاعة لكلمة الله. إن الإنسان المدَّعي الإيمان، قد تحدَّاه يعقوب ليُظهر هذا الإيمان بتجنّبه المحاباة أو التكبّر على الآخرين، وبرهان ذلك بواسطة حياة من الأعمال الصالحة. إن حقيقة الإيمان، تُرى في حديث المرء؛ فالمؤمن يتعلَّم فنَّ إخضاع لسانه لربوبيَّة المسيح. والإيمان الحق؛ كما أن حياة التقوى العملية تُستبدل بحياة الحسد والخصام. الإيمان يتجنَّب الانقسامات، والصراعات، وضروب الحسد الناتجة من الطمع ومن الطموح العالمي إنه يتحاشى الثقة بالنفس التي تترك الله خارج نطاق مخطَّط الحياة. والإيمان يصمد وينجح في الامتحان أمام الأسلوب المعتمد لكسب المال ولإنفاقه. كما أنه، على الرغم من الضيق، يُظهر صبرًا واحتمالاً، لأنه ينتظر رجوع الرب؛ وحديثه مستقيم باستمرار، فلا يحتاج إلى قَسَم لتثبيت صحته. والإيمان يلتجئ إلى الله في مختلف التقلّبات التي تحصل في الحياة. ففي المرض، ينظر الإيمان أولاً إلى الأسباب الروحية؛ ثم ينزع هذه المسببات المحتملة، من طريق الاعتراف لله، وإلى الأشخاص المساء إليهم. أخيرًا، يذهب الإيمان، بمحبة وشفقة، في أثر الذين تهاونوا وسقطوا. إيمانك وإيماني، يوضَعان يوميًّا على المحكّ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق