14 فبراير 2019

رسالة يعقوب 2 : 14-26

رسالة يعقوب للدراسة في مجموعات
الاصحاح الثاني : 14 -26 


14 ما المنفعة يا اخوتي ان قال احد ان له ايمانا ولكن ليس له اعمال، هل يقدر الايمان ان يخلصه؟ 15 ان كان اخ واخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي، 16 فقال لهما احدكم:«امضيا بسلام، استدفئا واشبعا» ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟ 17 هكذا الايمان ايضا، ان لم يكن له اعمال، ميت في ذاته. 18 لكن يقول قائل:«انت لك ايمان، وانا لي اعمال» ارني ايمانك بدون اعمالك، وانا اريك باعمالي ايماني. 19 انت تؤمن ان الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون! 20ولكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت؟ 21 الم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال، اذ قدم اسحاق ابنه على المذبح؟ 22 فترى ان الايمان عمل مع اعماله، وبالاعمال اكمل الايمان، 23 وتم الكتاب القائل:«فامن ابراهيم بالله فحسب له برا» ودعي خليل الله. 24 ترون اذا انه بالاعمال يتبرر الانسان، لابالايمان وحده. 25كذلك راحاب الزانية ايضا، اما تبررت بالاعمال، اذ قبلت الرسل واخرجتهم في طريق اخر؟ 26 لانه كما ان الجسد بدون روح ميت، هكذا الايمان ايضا بدون اعمال ميت.

-----------------------------------------------------------

·        عدة أنواع من التبرير نقرا عنها في الكتاب المقدس ... التبرير بالنعمة (رو3: 24) – التبرير بالايمان (رو5: 1) – التبرير بالدم (رو5: 9) – التبرير بالاعمال ( يع 2: 14 ) ... ما الفرق بينهم ؟
التبرير بالنعمة (رو3: 24) : " متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح”  
هذا يعني ببساطة أننا لا نستحق التبرير؛ بل ما نستحقه في الواقع هو عكس ذلك ... الله من فض محبته ونعمته الغنية بررنا مجاناً

التبرير بالايمان (رو5: 1) : " فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح"
فالإيمان هو التجاوب البشري مع نعمة الله. بالإيمان، نحصل على العطية المجَّانية، والإيمان هو الذي يأخذ ما عمله الله لأجلنا.

التبرير بالدم (رو5: 9) : " فبالاولى كثيرا ونحن متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب"
وهو الثمن الذي كان واجبًا دفعه لتأمين تبريرنا. إن دين الخطية سدَّه عنا دم المسيح الثمين، والآن بات باستطاعة الله تبرير الخطاة الفجار على أساس الإيفاء العادل الذي تم.

التبرير بالأعمال (يع2: 24) :"  فالأعمال هي البرهان الخارجي على حقيقة إيماننا؛ إنها تعبير خارجي عما هو غير منظور.

هكذا نرى أن الإنسان يتبرَّر بالنعمة، وبالإيمان، وبالدم، ومن قِبَل الله، وبالأعمال. لكن لا ينطوي كل هذا على أي تناقض على الإطلاق. فهذه التصريحات تعرض ببساطة أوجها مختلفة من الحق نفسه. ولكن النعمة هي المبدأ الذي على أساسه يبرِّر الله؛ فالنعمة هي الأداة لنوال الإنسان التبرير، كما أن الدم هو الثمن الذي كان يلزم المخلِّص أن يدفعه؛ والله هو العامل الفعَّال في التبرير؛ والأعمال هي النتائج .... يعقوب يُصرّ على أن إيمانًا لا يُنتج أعمالاً صالحة، لا يمكنه أن يخلِّص.


·        ما هو نوع الايمان الذي لا يخلص الانسان ؟
إيمانًا لا يُنتج أعمالاً صالحة، لا يمكنه أن يخلِّص الانسان.


·        الي ماذا يقصد القديس يعقوب في التشبيه المذكور في ع 15-16 ؟
يوضَّح القديس يعقوب مدى سخافة الكلام الذي لا ترافقه الأعمال، إذ يعرض علينا يعقوب شخصين: أحدهما لا يملك ما يكفي من القوت اليومي، ولا من اللباس؛ أما الآخر، فالأمران متوافران لديه، لكنه لا يرغب في مشاركة الآخرين فيهما. هذا الأخير، في ادعائه الكرم الجزيل، يقول لأخيه الفقير: ”اذهب واكتس ببعض الألبسة، وتناول وجبة شهية“. لكنه لا يرفع، ولا حتى إصبعه الصغرى لجعل هذا الأمر ممكنًا. ما الفائدة من هذه الكلمات؟ إنها غير مجدية على الإطلاق. فلا هي تشبع القابلية إلى الطعام، ولا تؤمِّن بالمقابل أي دفء للجسد.


·        هل نخلص بالإيمان بالإضافة إلى الأعمال ... فنحتاج وجود مخلِّصين: يسوع، ونحن ؟
لا ... ما يشدِّد عليه يعقوب هو أننا لا نخلص بمجرد إيمان كلامي، بل بالحري بذلك الصنف من الإيمان الذي ينتج حياة من الأعمال الصالحة. بكلمة أخرى ليست الأعمال هي جذر الخلاص بل ثمره؛ ليس هي السبب بل النتيجة.

العمل الحقيقي المرضي أما الله هو الذي يأتي كرد فعل تجاه عمل نعمته الغنية وامتنان لصلاحه ومحبته الفائقة ... هذا النوع من الاعمال هو نتاج ايمان حقيقي في القلب ومسيرة صادقة خلف المسيح كمسيح ورب .. "لاننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة، قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها." أف 2: 10


·        يقول يعقوب إن إبراهيم تبرر بسبب أعماله, بينما يقول بولس إن إبراهيم تبرر بسبب إيمانه (رو 4: 1-5) ... هل يوجد خلاف ؟

إبراهيم آمن بالرب فحسبه له براً في تك 15 عندما قال له الله أن نسله يكون مثل نجوم السماء التي لا تُعد مع أنه لم يكن قد أنجب اسحق بعد. فالإيمان الذي حُسب له براً المكتوب عنه في تك 15 كان في قلب إبراهيم يعرفه الله لكن لا يراه أحد. وبعد أربعين سنة طلب الله منه أن يقدم ابنه اسحق ويُصعده محرقة على أحد الجبال "الذي أقول لك" (تك 22) وأطاع وقدَّم ابنه وكأن إبراهيم يقول للناس: ها أنا أريكم بأعمالي إيماني. أنا آمنت يوم أن قال الله لي: سأعطيك ابناً، والآن عندما جاء الوقت للامتحان وطلب الله تقديم ابني ها أنا أُظهر بطاعتي الإيمان الذي كان في قلبي. ها أنا أعلن إيماني ، فيقول الله "الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسك ابنك وحيدك عني". ومن هذا نفهم أن رسالة رومية تتكلم عن تبرير الخاطئ أمام الله وهذا لا يتم إلا بالإيمان وحده (رو 5: 1) وأن رسالة يعقوب تتكلم عن تبرير المؤمن بالأعمال والتي لابد وان تظهر  أمام الناس وهذا لا يصير إلا بالأعمال التي هي ثمر الإيمان الحقيقي.

بدون الايمان الأول لن يكون ثمة إمكانية لتفعيل الايمان وبدون العمل اللاحق لن يكون الايمان سوي نية طيبة تجاه كلمات الله ودعوة الله له ... لذا حينما نقرأ حياة إبراهيم علينا ان نضع تك 15 بجوار تك 22 لتكتمل الصورة امامنا


·        كيف تبررت راحاب بالأعمال؟ ما هذه الأعمال؟ ما هي أعمالها، واسمها "راحاب الزانية"؟
المقصود بأعمال راحاب وإبراهيم، ليس الأعمال الصالحة كما هو متداول بين الناس لكن عمل الإيمان. هل يتبرر الإنسان بالأعمال الصالحة؟ كلا. لولا عنصر الإيمان لكانت أعمال راحاب هذه أعمالاً شريرة. راحاب قبلت الجاسوسين وهذه خيانة عُظمى – خيانة للوطن، فهذه جريمة. لكن لماذا تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل؟ لأنها آمنت بالله. من أين تعرفه وهي وثنية وزانية؟ تقول للجاسوسين: "سمعنا خبركم" سمعنا أن الرب شق البحر الأحمر أمامكم وقتل ملكي الأموريين، سمعنا فذابت قلوبنا. لقد سمعت وآمنت بالله إيماناً حقيقياً. لأن الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله. عندما جاء إليها الجاسوسان هل كان شعب إسرائيل قد عبر نهر الأردن؟ لا. لم يكن قد عبر، ولا دخل في الأرض، ولا أظهر أية علامة من علامات القوة. كانت أريحا مدينة محصنة لكن الإيمان فصل راحاب من شعبها وربطها بإله إسرائيل واعتبرت نفسها من شعب إسرائيل ولأجل ذلك لا يعتبر عملها هذا خيانة لأنها اعتبرت أن شعبها هو شعب الرب، ومن أجل ذلك قالت للجاسوسين: احلفا لي بالرب أنكم لا تؤذوني أنا وأهلي وأعطياني علامة لأني قد آمنت بالرب وآمنت أنكم ستأخذون المدينة، فأعطياها علامة ما هي العلامة؟ حبل قرمزي. علامة دقيقة لدم المسيح الذي يطهّر من كل خطية ويخلص إلى الأبد. وآمنت، وكلما نظرت إلى الحبل القرمزي ملأ السلام قلبها وأصبحت لا تشك في وعد الله.


·        بالنسبة إلى إبراهيم، كان الأمر يتعلَّق باستعداده لقتل ابنه؛ أما راحاب؛ فرضيت أن تُحسب خائنة... مثل هذه الأفعال نراها في يومنا هذا علي انها أفعال مشينة .... كيف يراها القديس يعقوب علي انها اعمال الايمان ؟
بالنسبة لابراهيم
الأعمال التي عملها إبراهيم كانت عمل الإيمان "الإيمان عمل" ولو لم تكن عمل الإيمان لكانت جريمة شنعاء. إذا أخذ واحد ابنه وذبحه فهذه جريمة. ولكن الإيمان هو الذي عمل مع أعماله. الوثني كان في طريق عبادته للوثن يقدم ابنه وهذه جريمة. لكن ما الذي جعل تقديم إبراهيم لابنه اسحق فضلاً؟ لأنه كان طاعة لله وقد قدَّمه بالإيمان – "بالإيمان قدَّم إبراهيم اسحق ... قدَّم الذي قبل المواعيد وحيده الذي قيل له إنه باسحق يُدعى لك نسل" (عب 11: 17، 18). ما هو هذا الإيمان؟ نجده في رو 4: 17، 24، عب 11: 19 حيث نرى أن إبراهيم قدّم ابنه اسحق وهو عارف أن الله قال له "باسحق يُدعى لك نسل". ولم يكن اسحق قد تزوج ولا جاء بنسل، فمي أين يأتي إبراهيم بالنسل؟ لم يسأل إبراهيم عن ذلك لكنه أطاع. ما السبب؟ "إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات" (عب 11: 19). آمن أنه عندما يقدمه، الله قادر أن يُقيمه. كيف عرف ذلك؟ الجواب: من أين أتى اسحق نفسه؟ من مُمات كما نقرأ "وإذ لم يكن ضعيفاً في الإيمان لم يعتبر جسده وهو قد صار مُماتاً؟ إذ كان نحو ابن مائة سنة ولا مماتية مستودع سارة ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله ... وتيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضاً" (رو 4: 19 – 21). ونقرأ في عب 11: 12 "لذلك ولد أيضاً من واحد وذلك من مُمات مثل نجوم السماء في الكثرة وكالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يُعد". وكأن إبراهيم يقول: أنا كنت ميتاً وجاء اسحق هذا من واحد مُمات، فالله الذي أقامني وأحيا مستودع سارة وجاء منا اسحق، فإذا مات اسحق فالله سيقيمه لأنه هو إله القيامة. هذا هو السبب. الإيمان عمل مع أعماله. فعمل إبراهيم كان عمل الإيمان وإلا كان شراً مستطيراً أن يقدم ابنه، كما قُلنا آنفاً. "وبالأعمال أكمل الإيمان" – أي ظهر الثمر الكامل للإيمان. ظهر الثمر الكامل في تقديم ابنه.

بالنسبة لرحاب
إنها، ولاشك، لم تخلُص على أساس الخُلق الحسن (لقد كانت زانية!) بل تبرَّرت بالأعمال، إذ قَبِلَت الرسل (أو الجواسيس) وأخرجتهم في طريق آخر. كانت راحاب كنعانية تعيش في مدينة أريحا. لقد سمعت التقارير المختصّة بجيش ظافر كان يتقدم باتجاه المدينة، لم تنجح أية مقاومة في صده. فاستخلصت أن الله، إله العبرانيين، هو الإله الحقيقي، وهكذا قرّرت أن تنتمي إلى هذا الإله، مهما كلَّف الأمر. وعندما دخل الجاسوسان المدينة، صادقتهما، وبفعلها هذا، برهنت صدق إيمانها بالله الحي الحقيقي. لم تخلص بإيوائها الجاسوسين، لكن عمل الضيافة هذا أكد أنها مؤمنة حقيقية.


++ يسيء بعضهم استخدام هذا النص، فيعلِّمون أن الخلاص يحصل جزئيًّا، على أساس الأعمال الصالحة. لكن، ما يقصدونه بالأعمال الصالحة هو مساعدة الفقراء، ودفع الديون، وقول الحق، والذهاب إلى الكنيسة. فهل هذه كانت الأعمال الصالحة التي قام بها إبراهيم وراحاب؟ بالطبع، لا. فبالنسبة إلى إبراهيم، كان الأمر يتعلَّق باستعداده لقتل ابنه؛ أما راحاب؛ فرضيت أن تُحسب خائنة. فإذا نزعت الإيمان عن هذه الأعمال فستظهر أنها شريرة، لا صالحة؛ جرِّدها من عنصر الإيمان، تجدها عندئذ تتعدَّى كونها لا أخلاقية وفظة، حتى تصبح خاطئة.


·        كيف نري اعمال صالحة تصدر عن أناس غير مؤمنين ليس لهم ايمان .. كالملحدين ؟
أعمال غير المؤمنين هي بالحق اعمال صالحة ونافعة جدا وقد يتفوقوا علي كثير من المؤنين فيها ... الا انها تخلو من الايمان والثقة في الله الذي يؤهلنا لقبول غير الممكن وغير المستحيل ... تظل أفعال الغير المؤمنين الصالحة كلها في دائرة الممكن الذي يخضع لحسابات عقلية ... اما نحن فلنا ثقة في الله ضابط الكل الذي له من الموت مخارج


·        ماهي النواحي العملية التي من المفترض ان تظهر فيها ايماننا العملي ؟
للمناقشة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق