18 يوليو 2011

محاكمة السيد المسيح


+
مت26: 57-75
محاكمة السيد المسيح


57والذين امسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ. 58 واما بطرس فتبعه من بعيد الى دار رئيس الكهنة فدخل الى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية. 59 وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه. 60 فلم يجدوا.ومع انه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا.ولكن اخيرا تقدم شاهدا زور 61 وقالا.هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه. 62 فقام رئيس الكهنة وقال له اما تجيب بشيء.ماذا يشهد به هذان عليك. 63 واما يسوع فكان ساكتا.فاجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي ان تقول لنا هل انت المسيح ابن الله. 64 قال له يسوع انت قلت.وايضا اقول لكم من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء. 65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا قد جدف.ما حاجتنا بعد الى شهود.ها قد سمعتم تجديفه. 66 ماذا ترون.فاجابوا وقالوا انه مستوجب الموت. 67 حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه.واخرون لطموه 68 قائلين تنبا لنا ايها المسيح من ضربك

69 اما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار.فجاءت اليه جارية قائلة وانت كنت مع يسوع الجليلي. 70 فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين. 71 ثم اذ خرج الى الدهليز راته اخرى فقالت للذين هناك وهذا كان مع يسوع الناصري. 72 فانكر ايضا بقسم اني لست اعرف الرجل. 73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك. 74 فابتدا حينئذ يلعن ويحلف اني لا اعرف الرجل.وللوقت صاح الديك. 75 فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات.فخرج الى خارج وبكى بكاء مرا


+++++++++++++++++++++++++++++++++

تم اقتياد يسوع إلى دار قيافا رئيس الكهنة، حيث اجتمع الكتبة والشيوخ تمهيدا لمحاكمته رغم ضعف التلاميذ وهروﺑﻬم، فإن محبة بطرس قد دفعته لأن يتبع الجمع الذى قبض على المسيح، ويدخل ويجلس فى الساحة الخارجية لبيت رئيس الكهنة، ليعلم ماذا يصنعون بمعلمه. وكذلك تبعه يوحنا تلميذه الذى استطاع أن يدخل داخل البيت، إذ كانت له علاقة برئيس الكهنة ولكنهما، رغم محبتهما، لم يستطيعا أن يدافعا عنه لضعفهما البشرى

عجز اليهود طوال حياة المسيح أن يجدوا خطأ واحدا فيه. فجمعوا كثيرين ليلفقوا له التهم الباطلة، ولكنهم لم يتفقوا، وظهر كذﺑﻬم أمام الحاضرين، فلم يستطيعوا الاستناد على كل الشهادات الزور. ثم قام فى النهاية رجلان، يشهدان على المسيح شهادة زور، وهى قوله أنه يستطيع هدم هيكل سليمان ثم يبنيه فى ثلاثة أيام. وهذا لم يحدث، بل إنه قال لتلاميذه: "انقضوا هذا الهيكل، وفى ثلاثة أيام أقيمه"
وكان المسيح يقصد هيكل جسده، أى أﻧﻬم يصلبونه، ويقوم فى اليوم الثالث. ولم يستطيعا إثبات شهادﺗﻬما، فصار اﻟﻤﺠمع كله فى حيرة،وعجز عن اﺗﻬام المسيح.

وقد فهم الكهنة كلام المسيح أنه قاله عن جسده وليس عن الهيكل، بدليل كلامهم مع
بيلاطس بعد موت المسيح، عندما قالوا: "تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي، إنى بعد ثلاثة أيام أقوم".
احتار رئيس الكهنة، إذ لم يجد أية ﺗﻬمة على المسيح، فسأله لماذا لا يجيب على الشهادة التى قدمها الشاهدان، لعله يجد فى إجابته أى خطأ يدينه عليه.

كان المسيح صامتا، ولم يرد على كل الاﺗﻬامات الباطلة، لأنه يعرف كراهيتهم ومقاومتهم له، وأﻧﻬم لا يريدون أن يعرفوا الحق.
وفى حيرة وضيق، سأله رئيس الكهنة هل هو المسيا المنتظر، أى المسيح ابن الله؟ وللأسف، لم يكن يقصد أن يفهم، لأن النبوات التى يعرفها فى الكتب المقدسة تؤكد أنه هو، ولكنه كان يريد أن يمسك أى خطأ عليه، مثل الادعاء أنه المسيح وهو مجرد رجل عادى.
رد عليه المسيح قائلا: "أنت قلت"، أى الموافقة. وقد أجاب ﺑﻬذا ليُنهى حيرﺗﻬم، ويعطيهم فرصة ودليلا ليصلبوه ويقتلوه، فهو يسّلم نفسه بإرادته لأجل خلاصنا.

بل أعلن بوضوح لاهوته قائلا أنه سيجلس عن يمين العظمة الإلهية، أى فى كمال القوة واﻟﻤﺠد الإلهى، ويظل فى مجده حتى مجيئه الثانى على سحاب السماء ليدين العالم حسبما ذكرت النبوات وكما أعلن بنفسه فى حديثه عن الدينونة

أخيرا وجد رئيس الكهنة سببا للحكم عليه بالموت، فمزق ثيابه تعبيرا عن ضيقه لهذا التجديف. وكان هذا التمزيق معناه ﻧﻬاية الكهنوت اليهودى، ليبدأ الكهنوت المسيحى بالمسيح رئيس الكهنة الذى قدّم نفسه ذبيحة على الصليب، مخّلصا لكل المؤمنين به. وهذا يُظهر مدى شر رئيس الكهنة، الذى لم يفحص هل هو المسيح ابن الله أم لا، بل اعتبر كلامه تجديفا، واتخذها فرصة للحكم عليه، وهيَّج اﻟﻤﺠمع لإصدار حكم الموت على المسيح.

طلب رئيس الكهنة من اﻟﻤﺠمع أن يحكموا على المسيح، فأصدروا حكمهم عليه بالموت باعتباره مجدفا، والشريعة تقضى برجم اﻟﻤﺠدف، ولكنهم لم يرجموه خوفا من الشعب، بل طلبوا تأييد السلطة المدنية لحكم الموت، ونالوا ذلك عن طريق بيلاطس الذى أمر بصلبه، لأن الرومان يحكمون بالصلب على اﻟﻤﺠرمين.

وجدير بالذكر أنه قد تمت محاكمة المسيح ست مرات:
الأولى: فى بيت حَنَّان حما قيَاَفا ورئيس الكهنة السابق
الثانية: فى بيت قيَاَفا رئيس الكهنة الحالى، حيث اجتمع الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب، ليحاكموه ويمسكوا أخطاء عليه بحسب ناموسهم، فتكون لهم حجة فى قتله.
وحوكم المحاكمة الثالثة فى صباح يوم الجمعة أمام مجمع السنهدريم، لأنه لا يصح بحسب الشريعة إصدار الحكم ليلا، فاعتمدوا حكم قيَاَفا فى صباح الجمعة
ثم تمت محاكمته مدنيا ثلاث مرات أخرى، اثنتين أمام بيلاطس وواحدة أمام هيرودس

بدأ الاستهزاء بالمسيح وتعذيبه، فبصق جنود رؤساء الكهنة عليه ولكموه، وغطوا وجهه ثم لطموه، قائلين: "تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك." أى أنه يدّعى النبوة وهو رجل ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه.

+++احتمل المسيح كل العذاب الجسدى والنفسى فى صمت من أجل محبته لنا. فتذكّر أن خطاياك هى التى سببت لفاديك كل هذه الإهانات، حتى ترفضها فى خزى وخجل، فتتوب، ويغفر لك الله.

هذه هي مراحل إنكار بطرس : أولا اضطرب وحاول إبعاد الشبهات عنه بتغيير الموضوع. ثانيا أنكر الرب يسوع بشدة. ثالثا أنكره بقسم.
والمسيحيون الذين ينكرون المسيح، كثيرا ما يبدأون بالادعاء، بمكر، أنهم لا يعرفونه، وعندما تأتي الفرص لمناقشة المسائل الدينية، يبتعدون أو يدعون أنهم لا يعرفون الإجابة. وإذا زاد الضغط قليلا، فيمكن أن ينكروا تماما علاقتهم بالمسيح.


+++فإذا وجدت نفسك تحاول، بمهارة، أن تتحاشى أي فرصة للحديث عن المسيح، فانتبه لئلا تكون في طريقك إلى إنكاره.
فإن الخوف يُفقد الإنسان اتزانه، فيسقط بسهولة فى خطايا كثيرة... تمسّك بالله واطلب معونته، فتهرب من الخوف وكل الخطايا التابعة له.


عندما صاح الديك، تذكر بطرس تنبيه المسيح له، أنه سينكره، فأفاق لنفسه، وخرج من دار رئيس الكهنة، وقد شعر بخيانته للمسيح حبيبه ومعلمه، وقدم توبة من القلب فى دموع كثيرة. فرغم أن المسيح لم يكن قد قام من الأموات وأظهر قوته، ولكن الحب حرك بطرس، فندم لأنه جحد محبة سيده.

+++ إن أخطأت، فالحب هو المحرك الأول لحياة التوبة. تذكر محبة الله لك وعنايته بك، وموته على الصليب عنك، وجسده المقسوم ودمه المسفوك الذى تناولته من المذبح، حتى تعود بالتوبة، ولا تتمادى فى خطاياك مهما كانت الإغراءات والدوافع المحيطة بك، فليس شىء أغلى من الحب فى العالم كله

+++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة :
يا رب توجد الكثير من المعطلات التي يحاول العدو عن طريقها أن أكف عن خدمتك... امنحني القوة والشجاعة وساعدني حتى أكون أمينا إلى النهاية فلا أخور أو أضعف... ولا أتحجج بكثرة المشاغل والمعطلات فأتوقف عن النمو في علاقتي معك... آمين
+++

+++

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق