13 يوليو 2011

سر الشكر


مت26 : 20-35
سر الشكر

20 ولما كان المساء اتكا مع الاثني عشر. 21 وفيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني. 22 فحزنوا جدا وابتدا كل واحد منهم يقول له هل انا هو يا رب. 23 فاجاب وقال.الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني. 24 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه.ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان.كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد. 25 فاجاب يهوذا مسلمه وقال هل انا هو يا سيدي.قال له انت قلت

    26
وفيما هم ياكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر واعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا.هذا هو جسدي
. 27 واخذ الكاس وشكر واعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. 28 لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا. 29 واقول لكم اني من الان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي. 30 ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون

    31
حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية
. 32 ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل. 33 فاجاب بطرس وقال له وان شك فيك الجميع فانا لا اشك ابدا. 34 قال له يسوع الحق اقول لك انك في هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات. 35 قال له بطرس ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك.هكذا قال ايضا جميع التلاميذ

+++++++++++++++++++++++++++++

فيما كان المسيح يأكل الفصح مع تلاميذه، وبينهم يهوذا الإسخريوطى الخائن الذى سيسلمه
لليهود، كان يسوع يحمل قلب الأب نحوه، مهتما بخلاصه، وبرفق قال لتلاميذه أن أحدهم
سيسلمه لليهود، ولم يذكر اسمه لعل قلبه ينخسه ويتوب.
+++إن الله يرسل لك تنبيهات ورسائل كثيرة برفق، لعلك تتوب. فلا ﺗﻬمل محبته الرقيقة، فتخسر
حياتك بعيدا عنه مثل يهوذا.

تأثر التلاميذ بخبر أن أحدهم سيخونه، وحتى لا يتركهم المسيح يتشككون فى
أنفسهم، أعطى علامة لمن سيسلمه، وحتى ينبّه يهوذا مرة ثانية لعله يتوب. وكانت العلامة أن يمد
الخائن يده فى الصَّحْفةِ التى يأكل فيها المسيح ويأكل منها. ولكن، للأسف، لم ينتبه يهوذا وأكل
من الطبق. ومن حزن التلاميذ، لم ينتبهوا لهذه العلامة، فلم يكلموا يهوذا.

وكان من عادة اليهود أن رئيس المتكأ يقدم اللقمة للشخص العظيم الجالس على المائدة،
فهكذا كانت العلامة إكراما ومحبة ليهوذا مقدمة من المسيح، لعلها تخجله وتنخس قلبه فيتوب عن
شره، فقد مد يهوذا يده فى طبق المسيح، فمد المسيح يده وأعطاه اللقمة.
وواضح أن اللقمة من طعام الفصح، وبعدها خرج يهوذا ولم يأكل من العشاء الربانى.
نبّه المسيح يهوذا للمرة الثالثة، معلنا الويل لهذا الخائن، فعذابه الأبدى سيكون
شديدا، بل يا ليته لم يولد، حتى لا يصنع هذه الخيانة العظيمة. وقد أوضح المسيح أنه ينبغى أن
يسَّلم لليهود ويموت بإرادته بواسطة أحد أحبائه الذى يخونه
حتى يطمئن تلاميذه أنه يفعل هذا لخلاصهم وخلاص البشرية كلها، ولكنه هنا فقط ينبّه يهوذا ويعطيه فرصة
للتوبة ومراجعة نفسه.
لم ينتبه يهوذا، لأن محبة المال كانت قد أعمت عينيه، وكذا لم ينتبه ويفهم
التلاميذ، لدهشتهم أن يكون أحدهم هو مسّلمه، ولانغماسهم فى الحزن على ما سيتم لمعلمهم.
+++أسرع اليوم للتوبة والاعتراف ما دام لك فرصة، قبل أن يأتى يوم تفقد فيه إحساسك بالتوبة
مهما كانت التحذيرات الإلهية لك.

بعد أن انتهى المسيح من أكل الفصح مع تلاميذه، أسس سر الشكر، أى أعطاهم جسده ودمه الأقدسين،
فأخذ خبزا وباركه وحوّله إلى جسده، وأعطاهم ليأكلوا، معلنا أن
هذا هو جسده الحقيقى. وكذلك الكأس أيضا، حوّل الخمر التى فيها إلى دمه، معلنا أنه سيُسَفك
من أجل البشرية كلها على الصليب.
وهكذا أعطى كنيسته أعظم الأسرار، وهو سر التناول، لنتحد به على مر الأزمنة، فلا نرى
فقط المسيح كما رآه أهل زمانه، بل نلمسه ويدخل فينا، ويتحد بنا فيحيا فينا ونحن فيه،
ونتحد أيضا مع بعضنا البعض بتناول كل واحد من جسده ودمه، فنصير كلنا أعضاء فى جسده
الذى هو الكنيسة.
*"الخبز": وهو خبز مختمر، لأننا قبل الفصح بيوم. ولذا فالكنيسة تقدم على المذبح خبزا مختمرا
وليس فطيرا، لأن المسيح حمل خطايانا التى يشير إليها الخمير، ومات على الصليب،
فمحا عنا كل عقاب.
*"التلاميذ": يمثلون كنيسة العهد الجديد كلها، ولذا ففى طقس القداس، يقسم الكاهن جسد
المسيح إلى 12 جزءا يمثلون الاثنى عشر تلميذا حول الجزء الأوسط المسمى الجزء السيدى، أى
الأسباديكون، أى المسيح وسط شعبه، أو المسيح رأس الكنيسة.
*"مغفرة الخطايا": تأكيد أن سر الشكر يغفر الخطايا، مشتركا ﺑﻬذا مع سر التوبة والاعتراف.

يعلن المسيح حقيقة جديدة لتلاميذه ولكل المؤمنين به، وهو أنه لن يعمل سر الشكر
ثانية على الأرض، أى لن يحوّل نتاج الكرمة، وهو الخمر، إلى دمه، حتى يشربه مع أولاده فى
الملكوت الأبدى، ولكن بشكل جديد يناسب وجودهم فى الروح، أى يمتد حبنا واتحادنا ونمونا فى
معرفة المسيح بالملكوت الأبدى، ليس بتناول خبز وخمر يتحولان إلى جسده ودمه، ولكن نتحد به
بطريقة روحية تناسب حالتنا الروحية فى السماء.
قدموا صلوات وتسابيح تليق بسر الشكر، كما يحدث فى القداس الإلهى أثناء توزيع الأسرار
المقدسة
+++ لم يكتف المسيح بعظات وتوصيات لك، بل يعطيك القوة لتنفيذها، وهى جسده ودمه اللذان
تتناولهما ويتحدان بك، فيعملا فيك لتنفيذ كلامه، فتصير أصعب الوصايا سهلة بقوته.
فاحرص على التناول بمداومة من الأسرار المقدسة، لأﻧﻬا أكبر قوة فى العالم تحفظك من حروب
إبليس وتنميك فى معرفة الله كل يوم.

فيما كان المسيح سائرا مع تلاميذه إلى جبل الزيتون، أخبرهم بحقيقة مُرّة، وهى
شكهم فيه أنه هو المسيح المخّلص، إذ كانوا ما زالوا يفكرون فيه كملك أرضى، فعندما يروه
يُقبَض عليه، يشكون فيه. وهذا إتمام لنبوات العهد القديم، أن يضرب الشيطان الراعى بالقبض عليه
وصلبه، فتتبدد رعيته
ولكن، إذ ضرب الشيطان المسيح بصلبه، حوّل المسيح هذه الضربة على الشيطان فقيده
بصليبه، وجمع كل أولاده ليخلّصهم ويفديهم.

رغم الحقيقة اُلمرّة، وهى شك تلاميذ المسيح المقرّبين إليه فيه، فهو سيتمم خلاصهم
على الصليب، ويموت، ويقوم من الأموات، ويظهر لهم فى الجليل حيث تعوّد أن يسير معهم فى
الحقول من مدينة إلى أخرى. فهو يشجعهم مرة أخرى بأنه سيقوم، ولكنهم للأسف لم يستوعبوا
كلامه؛ وكرر المسيح أنه سيظهر لهم فى الجليل
+++ الله الحنون يحبك رغم ضعف إيمانك، ويشجعك بكلامه وعطاياه. فاثبت أثناء الضيقة، واثقا
أنه سيسندك ويظهر فى حياتك واضحا.

اندفع بطرس بعاطفة بشرية، يعلن إيمانه بالمسيح وثباته فيه مهما كانت الظروف، وحتى لو شك فيه الجميع.
فأوضح له المسيح أنه، لضعفه، لن يحتمل مواجهة الموقف الصعب، وهو القبض عليه لقتله.
وحينئذ، أى فى هذه الليلة، قبل أن يصيح ديك، سينكره، ليس
فقط مرة واحدة، بل ثلاث مرات، تأكيدا لضعفه البشرى.
فكلام بطرس يُظهر محبته للمسيح، ولكن، فى نفس الوقت، يُظهر خطأه فى الاندفاع والكبرياء
بشعوره أنه أفضل من غيره فى ثبات إيمانه.
أكد بطرس تمسكه بالمسيح ولو إلى الموت، وكذلك أيضا جميع التلاميذ. ولم يجيبهم
المسيح، حتى يتبيّنوا بأنفسهم مدى ضعفهم، إذ ساعة الضيقة، عند القبض عليه، هرب الكل
. وتركوه
+++ اطلب معونة الروح القدس فتسندك وقت الضيقة حتى تتمسك بإيمانك، فصعب عليك أن
تواجه الضيقة وحدك.

+++++++++++++++++++++++++++++

صلاة:
ربي الحبيب انت الذي وعدتنا أن تعطينا سلامك وتتركه لنا،
نعم يارب نريد أن نشعر بهذا السلام الدائم الذي يفوق كل عقل ،
ولكننا نبتعد عنك فيبتعد عنا الفرح والسلام
لذا نريد أن تجذبنا لحضنك لننعم بك وبالفرح معك...
آمين
 +++


+++

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق