20 يوليو 2011

صمت لاجل حب عظيم

+
)مت27: 1-33)
صمت
لاجل
حب عظيم




1 ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة و شيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه. 2 فاوثقوه ومضوا به ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي

    3
حينئذ لما راى يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ 4 قائلا قد اخطات اذ سلمت دما بريئا.فقالوا ماذا علينا.انت ابصر. 5 فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه. 6 فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم. 7 فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. 8 لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم. 9 حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل واخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني اسرائيل 10 واعطوها عن حقل الفخاري كما امرني الرب

    11
فوقفيسوعامام الوالي فساله الوالي قائلا اانت ملك اليهود.فقال له يسوع انت تقول. 12 وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء. 13 فقال له بيلاطس اما تسمع كم يشهدون عليك. 14 فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا

    15
وكان الوالي معتادا في العيد ان يطلق للجمع اسيرا واحدا من ارادوه. 16 وكان لهم حينئذ اسير مشهور يسمى باراباس. 17 ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس من تريدون ان اطلق لكم.باراباس ام يسوع الذي يدعى المسيح. 18 لانه علم انهم اسلموه حسدا. 19 واذ كان جالسا على كرسي الولاية ارسلت اليه امراته قائلة اياك وذلك البار.لاني تالمت اليوم كثيرا في حلم من اجله. 20 ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع. 21 فاجاب الوالي وقال لهم من من الاثنين تريدون ان اطلق لكم.فقالوا باراباس.

 22 قال لهم بيلاطس فماذا افعل بيسوع الذي يدعى المسيح.قال له الجميع ليصلب. 23 فقال الوالي واي شر عمل.فكانوا يزدادون صراخا قائلين ليصلب. 24 فلما راى بيلاطس انه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب اخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا اني بريء من دم هذا البار.ابصروا انتم. 25 فاجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى اولادنا. 26 حينئذ اطلق لهم باراباس.واما يسوع فجلده واسلمه ليصلب

    27
فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة.
28 فعروه والبسوه رداء قرمزيا. 29 وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه وقصبة في يمينه.وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود. 30 وبصقوا عليه واخذوا القصبة وضربوه على راسه. 31 وبعدما استهزئوا به نزعوا عنه الرداء والبسوه ثيابه ومضوا به للصلب

    32
وفيما هم خارجون وجدوا انسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه.
33 ولما اتوا الى موضع يقال له جلجثة وهو المسمى موضع الجمجمة
++++++++++++++++++++++++++++++++++

كان على القادة الدينيين أن يقنعوا الحكومة الرومانية بالحكم على الرب يسوع بالموت، إذ لم تكن لهم هذه السلطة. كانوا يريدون أن يبدو أمر قتله أمرا رومانيا، حتى لا تجد الجماهير مجالا لتوجيه اللوم إليهم. لقد قبضوا على يسوع بتهمة دينية هي التجديف، ولكن حيث إن هذه تهمة ترفضها أي محكمة رومانية، كان عليهم أن يقدموا تهمة سياسية لقتل المسيح، فكانت خطتهم أن يثبتوا أن يسوع ثائر يدعي أنه الله، ومن ثم فهو أعظم من قيصر.
+++لا تحاول البحث عن اﺗﻬامات لمن تتضايق منهم حتى تثير الآخرين ضدهم، مستخدما عقلك
بطريقة شريرة، فإنك بذلك تجلب غضب الله عليك، ويضطرب قلبك، وتخسر محبة المحيطين بك
حتى لو أيدوك فيما تقول أو تفعل، لأﻧﻬم يشعرون بأفكارك العدوانية.

عندما علم يهوذا أن اليهود حكموا على المسيح بالموت، نخسه ضميره وشعر بفظاعة خيانته،
بل صارت الفضة ثقلا يوجع قلبه ويُذكّره بخطيته، أراد أن يسقط اتهامه، لكن القادة الدينيين أبوا أن يوقفوا المحاكمة. ومهما كان دافع يهوذا، فإنه غير فكره، ولكن بعد فوات الأوان. فألقى لهم الفضة ليتخلص
مما ينخس ضميره، واعترف أن المسيح برىء، وأنه خائن إذ أسلمه إليهم. ولكن للأسف، كان
ندما بدون رجاء، فهو ليس توبة، لأن التوبة هى إيمان بالله ورجاء فى الحياة معه، وليس مجرد ندم.
أما الكهنة والشيوخ، فحاولوا التنصل من خطيتهم برفض الفضة، وقالوا ليهوذا أن يتحمل ذنبه، فهم غير مسئولين.
كيف هذا وهم سيتممون قتله بعد قليل؟! إنه الخداع الذى يخدع به الإنسان نفسه حتى لا يتوب. . لكن ضميره استمر ينخسه ويوبخه، فلم يحتمل، وذهب وشنق نفسه.
+++ كثير من الخطط التي بدأنا في تنفيذها، لا يمكن تغييرها، فمن الأفضل أن نفكر في النتائج المحتملة قبل الشروع في عمل قد نندم عليه فيما بعد.

ولا تُقَسِّ قلبك وترفض توبيخ الآخرين وكلمات الكتاب المقدس والعظات الروحية، بل
اعتبرها رسائل من الله تنبهك وتعيدك إلى محبته، فتتوب عن خطاياك

بدأت محاكمة المسيح أمام السلطة الرومانية ممثَّلة فى الوالى بيلاطس، وهى المحاكمة
الرابعة للمسيح. وقد سأله بيلاطس: هل أنت ملك اليهود؟ فأجاب بالإيجاب، لعله يراجع نفسه
ولا يسقط فى خطية تسليمه لليهود، ليس لأنه متراجع عن إتمام الفداء، ولكن حتى يكون بيلاطس
بلا عذر، وينتبه أنه أمام ملك، فلا يندفع فى الحكم عليه بأى شر.
وقد أوضح المسيح فى حديثه مع بيلاطس أن ملكوته روحى وليس أرضيا،
فخاب ادعاء اليهود على المسيح، الذى حاولوا به ﺗﻬييج بيلاطس
ليحكم عليه. وإذ علم أنه يقصد مُلْكٌ روحى، حكم ببراءته عندما قال أنه لم يجد فيه علة

حاول رؤساء الكهنة وشيوخ اليهود أن يقدموا اﺗﻬامات على المسيح للوالى
بيلاطس، وهى بخصوص ﺗﻬييجه للشعب ولم يدافع يسوع عن
نفسه، لأنه يعرف إصرار اليهود على لصق التهم الباطلة به، ويعلم أيضا ضعف بيلاطس، الذى،
رغم علمه ببراءته، يحاول إرضاء اليهود خوفا منهم، ويحاول اصطياد كلمة من المسيح ليحكم ﺑﻬا
عليه.
تعجب الوالى لصمته، وسأله لماذا لا يرد على ادعاءاﺗﻬم حتى يثبت براءته. أما هو، فظل
صامتا. فزاد بذلك تعجب الوالى، لأن المتهمين فى مثل هذه الأحوال يدافعون عن أنفسهم حتى لا
يُحكم عليهم بالموت؛ فالمسيح لم يكن محتاجا أن يدافع عن نفسه، بل يريد أن يتمم خلاصنا بموته
على الصليب.
ظهرت براءة المسيح ثلاث مرات، مرتين أمام بيلاطس، ومرة أمام هيرودس. ولكن،
لضعف بيلاطس، لم يستطع أن يطلقه
+++إذا صمت الآخرون أمام أخطائك، فلا تتمادى فيها، بل راجع نفسك لتتوب.

ففكر بيلاطس فى وسيلة ليخّلصه من الموت، ولكن دون أن يعادى اليهود، لأنه يبحث عن مركزه ورضا الشعب عنه. فكان معتادا أن يطلق لليهود أحد المسجونين فى عيد الفصح،فسألهم هل
يطلق لهم يسوع، أم مجرما مسجونا يسمى باراباس كان مشهورا بالإجرام ومعروفا عند
الشعب؟ وكان يعلم أن يسوع برىء، ورؤساء الكهنة والشيوخ يحسدونه، لأنه اجتذب الجموع
بمحبته وتعاليمه ومعجزاته.

بحقد وحسد هيّج الكهنة وشيوخ اليهود كل الشعب اﻟﻤﺠتمع أمام بيلاطس، ليطلبوا
إطلاق باراباس المعروف بإجرامه وقتل يسوع، فحاولوا مدح باراباس والتماس العذر له فى جريمته.
أما المسيح، فحاولوا إلصاق التهم به ليقنعوا الشعب بطلب إطلاق باراباس.
بعد أن ترك بيلاطس اليهود يفكرون، سألهم عمن يريدون أن يُطَلق لهم، يسوع أم باراباس، فقالوا جميعا: باراباس. فسألهم ماذا يصنع بيسوع، فقالوا: اصلبه؛ ولعل الرؤساء هم الذين بدأوا المطالبة بصلبه، وتبعتهم الجموع.
والصلب هو وسيلة قتل اﻟﻤﺠرمين عند الرومان، والذى كان سيقع على باراباس، فطلب اليهود
أن يتم فى المسيح.

ونلاحظ هنا ان الله يحذرهم: التحذير الأول من المسيح نفسه أنه يأتى ليدين العالم كله ويدينهم على شرهم بقتله ،
والتحذير الثانى كان على لسان يهوذا
الإسخريوطى مسلمه عندما أعلن براءته. والتحذير الثالث عندما غسل بيلاطس يديه أمامهم
معلنا براءة المسيح
+++ إن الله ينبهك مرات كثيرة لترجع عن خطاياك، فلا تسد أذنيك وتتمادى فى شرك.
فغسل يديك من موقف عسير لا يمحو ذنبك، ولكنه يمنحك إحساسا كاذبا بالسلام فحسب، فلا تبرر نفسك، بل تحمل مسئوليات القرارات التي تتخذها
وتمسك بالحق مهما كلفك، لأن الحق هو الله، وتخاذلك عن إعلانه هو رفض لله. فلا تترك بريئا
يُظلم وفى يدك أن تدافع عنه، ولا تبحث عن مصلحتك وتنسى مصلحة غيرك المظلوم.

+++ لقد حمل البار خطايانا، واحتمل ما كان يجب أن نحتمله. فالخاطئ يضرب نفسه بجلدات
الشهوة التى تمزقه، فيظن بإتمامها أنه ملك، ويلبس الملابس الملوكية فى كبرياء، وأكاليل الكرامة
التى يفتخر ﺑﻬا هى الماديات الفانية والأرض الملعونة التى تنبت شوكا وحسكا، فلا يغطى
رأسه إلا القلق والألم. وإذ قد فقد سلطانه على نفسه، يصير مثل قصبة نبات ضعيف مثل
البوص تحركها الريح، أى ينساق مع تيار العالم الشرير. وإمعانا فى خداع نفسه، يفرح
بكلمات النفاق والاحترام المزيّف الذى يُقدّم له من المنتفعين منه.

+++ إن تعرضت لاستهزاء أو احتقار فلا تنزعج، لأن إلهك قد احتمل لأجلك كل إهانة، وهو البار
القدّوس. فاحتمل لأجله، وثق أنه سيسندك، بل ويُظهر برك ويكافئك فى السماء، ويمنحك
السلام الداخلى على الأرض فى هذه الضيقات.
فمازال الناس يهزئون بالمسيحيين لإيمانهم، ولكن مما يشجع المؤمنين، أن الرب يسوع نفسه تعرض للهزأ الفظيع مثل أي إنسان. قد يجرح الهزأ مشاعرنا، ولكن يجب ألا نسمح له مطلقا أن يغير إيماننا

إن سِمعان يرمز لكنيسة العهد الجديد، أى المؤمنين الذين يحملون الصليب خلف المسيح،
كعلامة حب له فى ترك كل خطية واحتمال الآلام لأجله.
وصلوا إلى مكان خارج أورشليم يسمى جلجثة، وهى كلمة عبرانية معناها
الجمجمة. وهناك تقليد قديم بأن آدم قد دُفن هناك، لذا سُمى المكان ﺑﻬذا الاسم. وها آدم الثانى،
المسيح، يُصلب فيه ليفدى آدم وكل بنيه.

وقد صُلب خارج أورشليم، كما كانوا يُخرجون بعض الذبائح ويذبحوﻧﻬا خارج المحلة التى
يسكنون فيها؛ فالمسيح حمل كل العار والخزى، ورُفض من الجميع.


+++ إذا رفضك الناس، فتذكر ما فعلوه بسيدك يسوع المسيح، وتحمّل من أجله كما تحمّل من
أجلك.

++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة:
هب لى يارب قلباً محباً, يجول يصنع خيراً.
هب لى أن أرد حبك لى بحبى لأخوتى.
هب لى أن أقدم كأس ماء بارد بأسمك.
هب لى ان أتعلم منك
يا أيها الحب الأبدى!
آمين.

+++
+++

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق