7 يوليو 2011

الفصح

+
مت26 : 1-19

الفصح


1 ولما اكمل يسوع هذه الاقوال كلها قال لتلاميذه 2 تعلمون انه بعد يومين يكون الفصح وابن الانسان يسلم ليصلب

    3
حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب الى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا. 4 وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. 5 ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب

    6
وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص 7 تقدمت اليه امراة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على راسه وهو متكئ. 8 فلما راى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا الاتلاف. 9 لانه كان يمكن ان يباع هذا الطيب بكثير ويعطى للفقراء. 10 فعلم يسوع وقال لهم لماذا تزعجون المراة فانها قد عملت بي عملا حسنا. 11 لان الفقراء معكم في كل حين.واما انا فلست معكم في كل حين. 12 فانها اذ سكبت هذا الطيب على جسدي انما فعلت ذلك لاجل تكفيني. 13 الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها

    14
حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة 15 وقال ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم.فجعلوا له ثلاثين من الفضة. 16 ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه

    17
وفي اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح. 18 فقال اذهبوا الى المدينة الى فلان وقولوا له.المعلم يقول ان وقتي قريب.عندك اصنع الفصح مع تلاميذي. 19 ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع واعدوا الفصح

++++++++++++++++++++++++++++++++

بعد أن أعد المسيح قلوب تلاميذه لقبول آلامه وموته من أجلهم، ثم قيامته ليقيمهم من
خطاياهم، وبعد أن دخل أورشليم وتحدث عن الاستعداد للأبدية، ينبههم إلى اقتراب الفصح بعد
يومين بالتحديد. وذبْح هذا الخروف كان مرتبطا بتحررهم من عبودية مصر، ولكنه فى الحقيقة
كان رمزا لموت المسيح على الصليب ليحرر العالم من عبودية الخطية، لذا قال لهم أنه قد جاء
الوقت ليُصلَب ويموت من أجلهم.
ويبدو أن الأمر كان صعبا على استيعاﺑﻬم، فلم يدركوا أنه سيتم فعلا بعد يومين، وكان هذا
بنعمة الله، حتى يحتملوا الساعات الصعبة المقبلة.
+++الله يريد أن يحميك من الشر إن تمسكت به وآمنت بقوته، فلا يستطيع إبليس أن يؤذيك، بل
يحوّل الله كل الضيقات لمنفعتك ونموّك الروحى.

ازداد حقد قادة اليهود الدينيين المتمثلين فى رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ المعتبَرين عندهم،
لأن الجموع تبعته وتركتهم، منجذبين إلى كلامه ومعجزاته، فاجتمعوا فى دار رئيس الكهنة َقيَاَفا،
حتى يُعِدُّوا مؤامرة للتخلّص منه، واتفقت مشورﺗﻬم الشريرة على التحايل للقبض عليه بطريقة
ماكرة، حتى لا يثيروا الشعب الذى يحبه، وقرروا أيضا ألا يكون هذا فى يوم عظيم مثل عيد
الفصح، لأن تجمع الشعب قد يعطلهم عن إتمام مقاصدهم الشريرة. ولكنهم عدلوا عن فكرﺗﻬم هذه
عندما أظهر لهم يهوذا الإسخريوطى استعداده لتسليمه لهم خفية، وكان هذا بسماح من الله حتى
يتمَّم الفداء يوم عيد الفصح، لأنه كان رمزا له، ولكيما يشاهد ذلك الجموع الكثيرة المحتشدة من
اليهود فى هذا العيد، والتى كانت تصل إلى ثلاثة ملايين، ليُنشَر خبر موت المسيح وقيامته، أى
بشرى الخلاص.
+++إنك بخطاياك تسىء إلى المسيح وتسبب القبض عليه وصلبه، والكنيسة تذكرك ﺑﻬذا فى
صوم يوم الأربعاء من كل أسبوع، حتى تتوب وترفض الاشتراك مع هؤلاء الأشرار فى القبض
على يسوع.

للمرة الأخيرة فى حياته على الأرض، جاء المسيح إلى بيت عَنْيَا
ودخل بيت رجل يسمى سِمعان، كان مشهورا ب"الأبرص"، لعل المسيح كان قد شفاه من
بَرَصِهِ، فاهتم بطلب زيارته له فى بيته.
وجاءت امرأة تحب المسيح، وتريد التعبير عن حبها له، فاشترت زجاجة عطر غالى الثمن،
وسكبته على رأسه، وهذه المرأة هى مريم أخت لعازر، لأﻧﻬا
عُرفت بمحبتها للمسيح، وتسكن فى نفس القرية، وكانت حريصة على سماع كلامه
أرادت هذه المرأة أن تعبّر عن حبها للمسيح، فهى تمّثل الكنيسة الشاكرة لمسيحها على
عطاياه ومعجزاته ورعايته لها. وهى تعلن عن وجود مؤمنين قليلين امتلأت قلوﺑﻬم بالحب وسط
أشرار كثيرين سينادون بعد أيام بصلبه.

***وهذه الحادثة مختلفة عن حادثة سكب المرأة الخاطئة للطيب أثناء كرازة المسيح فى الجليل،
والتى تمت فى بيت شخص فرّيسىّ يدعى سِمعان أيضا
+++انتهز اليوم فرصة لتقدم محبتك للمسيح فى صلوات وتسابيح فقد تكون هذه آخر
فرصة فى حياتك.

رأى التلاميذ وكل اﻟﻤﺠتمعين فى بيت سِمعان هذا الحب العظيم المقدم
للمسيح، وبدلا من أن يشعروا بتقصيرهم فى تقديم المحبة له مثل مريم، أخذوا يلوموﻧﻬا. والحقيقة أن
الذى أعلن هذا اللوم هو يهوذا الإسخريوطى وليس التلاميذ، لأن الصندوق كان معه وكان  سارقا له
وأثار بكلامه باقى التلاميذ وكذا اﻟﻤﺠتمعين فى البيت، فاعتبروا محبتها
عدم حكمة، بل إتلاف، إذ الأجدر فى نظرهم أنه كان يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير، وَيُعْطَى
ثمنه للفقراء، وليس سكبه على المسيح.
وهكذا يغطون تقصيرهم فى تقديم المحبة بحجج تبدو منطقية، وهى الاهتمام بالفقراء، مع أن
الغرض شرير، لأن يهوذا كان يريد أن يوضع المال فى الصندوق ليسرق منه جزءا كبيرا.
+++لا تلم من يقضون وقتا طويلا فى الصلاة، أو زيارة الأماكن المقدسة، أو فى قضاء خلوات
روحية، بل على العكس، اقتدِ ﺑﻬم، فهى رسالة لك حتى تقدم محبة مثلهم لله.

صمتت مريم، ولكن المسيح دافع عنها مؤكدا عظمة محبتها، ولم يرفض تقديم
المحبة للفقراء كما عّلمهم فى الأصحاح السابق، ولكن الفقراء موجودون دائما، أما هو، فقد
أوشكت أيامه على الأرض أن تنتهى.
ونلاحظ رقة مشاعر المسيح، أنه، رغم علمه بشر يهوذا، وأن الدافع لكلامه هو محبة المال
وليس محبة الفقراء، لم يلمه أو يعاتب الحاضرين، بل مدح مريم، وأيدهم فى تقديم المحبة للفقراء
طوال عمرهم. وترك فرصة ليهوذا حتى يتوب ويخجل من شره الدفين، ولكنه، للأسف، لم يبال،
وصمم على خيانة المسيح وبيعه لليهود.
ومدح المرأة ثانيا، فى أن حبها هذا طيب مسكوب على جسده الذى
سيموت على الصليب، فهو بمثابة عطور لتكفين الجسد، مؤكدا أهمية تقديم المحبة. وكانت
العادة عند اليهود وضع الأطياب على أجساد المنتقلين، تكريما لهم، وما زالت هذه العادة عند
شعوب كثيرة.
يضيف المسيح أن هذا الحب العظيم سيُكتب فى الإنجيل الذى يُبَشَّرُ به العالم كله،
تعليما لكل أولاده عن أهمية تقديم الحب الخالص له كشكر وتجاوب مع محبته؛ وهذا يُظهر ألوهية
المسيح الذى علم أن الإنجيل سينتشر فى العالم كله، وستُكتب فيه هذه الحادثة.
+++ثق أن محبتك التى تقدمها للمسيح ستٌعَلن أمام كل البشرية فى يوم الدينونة، وتظل معلنة إلى
الأبد. فليكن هذا مشجعا على تقديم العبادة المستمرة لله، وصنع الرحمة مع كل محتاج مهما
كلفك هذا من جهد ومال.

لماذا أراد يهوذا أن يسلم الرب يسوع؟ لقد كان يهوذا، كسائر التلاميذ، ينتظر أن يشرع المسيح في ثورة سياسية، يخلع بها عنهم نير روما. ولاشك في أن يهوذا توقع (كباقي التلاميذ، انظر مر ١٠: ٣٥-٣٧)، أن يعطى مركزا هاما في حكومة المسيح الجديدة. ولكن عندما امتدح الرب يسوع مريم لسكبها الطيب الذي كان يساوي أجر سنة، لعله أدرك أن مملكة المسيح ليست أرضية أو سياسية، بل روحية. فوجد أن جشعه للمال والمركز لا يمكن أن يتحقق باتباعه الرب يسوع، لذلك أسلمه طمعا في المال واسترضاء للقادة الدينيين.
+++عجيب أن المرأة تحب المسيح وتسكب الطيب عليه، أما التلميذ فيتذمر، بل يتطاول ويبيعه بثمن
عبد!! فلا تنزعج إذا خانك إنسان، فقد فعلوا هكذا بسيدك يسوع المسيح. فاحتمل من أجله،
وهو يسندك ويعوضك، وصَلِّ لأجل الخائن لعله يتوب.

اقترب عيد الفصح، وكان كل يهودى يعمل الفصح داخل بيته مع أسرته. ولكن، واضح من
سؤال التلاميذ للمسيح عن المكان الذى يختاره ليعمل الفصح فيه، أنه لم يكن له بيت خاص.
وقدم المسيح مفهوما جديدا للأسرة، ليس فقط المرتبطة جسديا، ولكن المرتبطة روحيا.
فاجتمع الاثنا عشر ومعهم المسيح، رب الأسرة، أو رأس الجسد الذى هو الكنيسة.

++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة:
أعطني يا رب قلباً محباً مثل قلبك فأحب كل أخواتي ولا أميز بينهم ...
ويكون عندي القوة لمساعدة كل محتاج فلا أرد أي سؤال ...
ويكون عندي القوة لأقف أمام كل ما هو ظالم ولا أقول أن ذلك ليس من شأني...
بل ارفض آى استغلال لأحد من أخوتي.
آمين
+++


اشترك معنا في صفحة " أفكار لصلاة يومية " علي الفيسبوك من هنا

شاركنا بتأملك لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة
+++


+++

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق