26 يوليو 2010

سلطان المحبة



رسالة القديس بولس الرسول الي فليمون ( ع 8 – 25 )

سلطان المحبة

8 لذلك وان كان لي بالمسيح ثقة كثيرة ان امرك بما يليق 9 من اجل المحبة اطلب بالحري اذ انا انسان هكذا نظير بولس الشيخ والان اسير يسوع المسيح ايضا 10 اطلب اليك لاجل ابني انسيمس الذي ولدته في قيودي 11 الذي كان قبلا غير نافع لك ولكنه الان نافع لك ولي 12 الذي رددته.فاقبله الذي هو احشائي. 13 الذي كنت اشاء ان امسكه عندي لكي يخدمني عوضا عنك في قيود الانجيل 14 ولكن بدون رايك لم ارد ان افعل شيئا لكي لا يكون خيرك كانه على سبيل الاضطرار بل على سبيل الاختيار.

15 لانه ربما لاجل هذا افترق عنك الى ساعة لكي يكون لك الى الابد
16 لا كعبد في ما بعد بل افضل من عبد اخا محبوبا ولا سيما الي فكم بالحري اليك في الجسد والرب جميعا 17 فان كنت تحسبني شريكا فاقبله نظيري. 18 ثم ان كان قد ظلمك بشيء او لك عليه دين فاحسب ذلك علي. 19 انا بولس كتبت بيدي.انا اوفي.حتى لا اقول لك انك مديون لي بنفسك ايضا. 20 نعم ايها الاخ ليكن لي فرح بك في الرب.ارح احشائي في الرب. 21 اذ انا واثق باطاعتك كتبت اليك عالما انك تفعل ايضا اكثر مما اقول 22 ومع هذا اعدد لي ايضا منزلا لاني ارجو انني بصلواتكم ساوهب لكم

23 يسلم عليك ابفراس الماسور معي في المسيح يسوع 24 ومرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون معي. 25 نعمة ربنا يسوع المسيح مع روحكم.امين.الى فليمون كتبت من رومية على يد انسيمس الخادم


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

لما كان الرسول بولس شيخا ورسولا، كان في إمكانه أن يستخدم سلطانه على فليمون ويأمره بأن يترفق بعبده الهارب. ولكن الرسول بولس بني التماسه، لا على سلطانه هو، بل على ولاء فليمون كمسيحي، فقد كان الرسول بولس يريد طاعة فليمون القلبية لا الطاعة المتململة. فعندما تعرف ما هو صائب، ولك السلطان أن تأمر، فهل تلجأ إلى سلطانك أو إلى ولاء الآخر؟ يقدم لنا الرسول بولس مثالا طيبا لكيفية معالجة أي نزاع محتمل بين أصدقاء مسيحيين.

كان للسيد الحق شرعا في قتل العبد الهارب، وكان أنسيموس يخشى على حياته، لذلك كتب الرسول بولس هذه الرسالة إلى فليمون ليدرك علاقته الجديدة بأونسيموس، فقد أصبح أنسيموس الآن أخا مسيحيا، وليس مجرد عبد يمتلكه فليمون.

طلب الرسول بولس من فليمون أن يعفو عن عبده الهارب الذي أصبح مسيحيا، وليس أن يعفو عنه فحسب، بل أن يقبله كأخ. ونحن كمسيحيين أولاد لله علينا أن نغفر كما غفر لنا والمغفرة الحقيقية هي أن نعامل من غفرنا له كما نحب أن نعامل، فهل هناك من تقول إنك صفحت عنه، ولكنه مازال في حاجة إلى لطفك وحنانك؟ تري من هم أصدقائك الذين حتي الان ترفض ان تقبلهم وتغفر لهم ؟؟؟

+++ حاول أن تظهر فضائل الأخرين لعلك تلين الغضوبين إذ يروا في هؤلاء المخطئين صفات حسنة فيقبلونهم ، ولكن لا تنس أولا أن تتعاطف مع الغضوبين وتمتدحهم فيقبلوا كلامك ونظرتك الحسنة نحو المخطئين وهكذا بالحب تؤلف بين القلوب

يا له من تغيير كبير حدث في مكانة أونسيموس كمسيحي في علاقته بفليمون! " الذي كنت اشاء ان امسكه عندي لكي يخدمني عوضا عنك في قيود الانجيل ع13 " فلم يعد مجرد خادم بل أخا أيضا. لقد أصبح أنسيموس وفليمون كلاهما عضوين في أسرة واحدة، متساويين في المسيح. ومركز المسيحي، كعضو في عائلة الله، يسمو جدا فوق كل الفوارق بين المؤمنين. فهل تنظر بعين الاحتقار لأحد رفقائك ؟ اذكر أنهم إخوتك ومتساوون معك أمام المسيح وكيفية معاملتك لإخوتك وأخواتك في عائلة المسيح تعكس مدى التزامك كمسيحي حقيقي.

كان الرق منتشرا في كل الإمبراطورية الرومانية في تلك العصور القديمة، ولم يكن للمسيحيين قوة سياسية لتغيير نظام الرق، فلم يدن الرسول بولس هذا النظام ولم يتجاهله، ولكنه عمل على تغيير العلاقات. فالإنجيل يعمل على تغيير النظم الاجتماعية بتغيير الناس في داخل تلك النظم

كان الرسول بولس يحب أنسيموس محبة صادقة، وقد أظهر هذه المحبة في تعهده بدفع ما على أونسيموس من أشياء مسروقة، أو أي مضار سببها له. ولاشك في أن ما فعله الرسول بولس لهذا المؤمن الحديث، كان له أثر كبير في تشجيع إيمان أنسيموس وتقويته. فهل هناك مؤمنون أحداث في حاجة إلى أن تظهر لهم مثل هذه التضحية بالذات؟ اشكر الله عندما تستطيع أن تثمر في حياة الآخرين.

عندما قال الرسول : "إنك مديون لي بنفسك"، كان يذكر فليمون بأنه هو الذي قاده إلى المسيح. ولأن الرسول بولس كان الأب الروحي لفليمون، فإنه كان يثق أن فليمون يشعر بأنه مدين له بشكر يعبر عنه بقبول أونسيموس بروح الغفران.

حث الرسول بولس فليمون على أن يصطلح مع عبده وأن يقبله كأخ وعضو معه في عائلة الله. والمصالحة معناها إعادة العلاقات، فقد صالحنا المسيح مع الله ومع الآخرين. وما أكثر الحواجز التي تقوم بين الناس؟ فهناك اختلافات عرقية واجتماعية، واختلافات في المكانة والجنس والشخصية. ولكن المسيح يستطيع أن يحطم هذه الحواجز، وقد غير الرب يسوع المسيح علاقة أونسيموس بفليمون، من عبد إلى أخ. ففي المسيح وحده يمكن أن تتغير علاقاتنا من أسوأ الصور إلى أروعها.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
من تأملات القديس أغسطينوس

إلهى ان كل من يعرفك يحبك ينسى نفسه ويحبك اكثر من ذاته
يترك نفسه وينجذب اليك
وان كنت لم
احبك كما ينبغى فذلك لانى لم اعرفك بعد جيدا
ولكن كل ماحولى ياربى يدعونى لمحبتك
السموات والارض كلها من صنعك انا نفسى من صنعك
فماذا حاولت انا
لقد صلبتك واهانتك وانت بمحبتك تسامحنى

الهى اعطينى قلبا ينبض بحبك ونفسا تشتهيك وروحا تتعلق بك وعقلا يفكر فيك دائما
الهى انت قوتى لانك تعطينى القوة انت رحمتى لان كل ما انا عليه هو من رحمتك
ربى كل صعب
وشاق يتحقق بسهوله ان انت مددت يد مساعدتك الهى
لقد صنعتنا لاجلك لذلك قلبنا لا يستريح إلا فيك

انت الذى ترفرف بعنايتك حول كل البشر من يوم ولادتهم الى يوم وفاتهم
مراحمك ياالهى وحنوك
يشملان خليقتك كلها ولا ترفض عمل يديك ربي
انت تحتضن وجودى برعايتك إياي رعايه كامله دفعه
واحده وتحتضنى على الدوام
كأنك لا تطلع الى اخر سواى
تسهر على
وكأنك قد نسيت الخليقه كلها تهبنى عطاياك وكأنى وحدى موضوع حبك
لن يكف شمس البر عن مصاحبتنا فهو لن يتركنا انه ليس معنا فى يوم الشده فحسب بل كل الايام الى انقضاء الدهر


شاركنا بتأملك لنص النهاردة من هنا
صلوا من اجل الخدمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق