20 يوليو 2010

سلمنا فصرنا نحمل ( الجزء الأول )


أع 27 : 1-20



سلمنا فصرنا نحمل ( الجزء الأول )



١فلما استقر الرأي أن نسافر في البحر إلى إيطاليا، سلموا بولس وأسرى آخرين إلى قائد مئة من كتيبة أوغسطس اسمه يوليوس.‏٢فصعدنا إلى سفينة أدراميتينية، وأقلعنا مزمعين أن نسافر مارين بالمواضع التي في أسيا. وكان معنا أرسترخس، رجل مكدوني من تسالونيكي.‏٣وفي اليوم الآخر أقبلنا إلى صيداء، فعامل يوليوس بولس بالرفق، وأذن أن يذهب إلى أصدقائه ليحصل على عناية منهم.‏٤ثم أقلعنا من هناك وسافرنا في البحر من تحت قبرس، لأن الرياح كانت مضادة.‏٥وبعد ما عبرنا البحر الذي بجانب كيليكية وبمفيلية، نزلنا إلى ميرا ليكية.‏٦فإذ وجد قائد المئة هناك سفينة إسكندرية مسافرة إلى إيطاليا أدخلنا فيها



‏٧ولما كنا نسافر رويدا أياما كثيرة، وبالجهد صرنا بقرب كنيدس، ولم تمكنا الريح أكثر، سافرنا من تحت كريت بقرب سلموني.‏٨ولما تجاوزناها بالجهد جئنا إلى مكان يقال له "المواني الحسنة" التي بقربها مدينة لسائية.‏٩ولما مضى زمان طويل، وصار السفر في البحر خطرا، إذ كان الصوم أيضا قد مضى، جعل بولس ينذرهم‏١٠قائلا:"أيها الرجال، أنا أرى أن هذا السفر عتيد أن يكون بضرر وخسارة كثيرة، ليس للشحن والسفينة فقط، بل لأنفسنا أيضا".‏١١ولكن كان قائد المئة ينقاد إلى ربان السفينة وإلى صاحبها أكثر مما إلى قول بولس.‏١٢ولأن المينا لم يكن موقعها صالحا للمشتى، استقر رأي أكثرهم أن يقلعوا من هناك أيضا، عسى أن يمكنهم الإقبال إلى فينكس ليشتوا فيها. وهي مينا في كريت تنظر نحو الجنوب والشمال الغربيين.‏١٣فلما نسمت ريح جنوب، ظنوا أنهم قد ملكوا مقصدهم، فرفعوا المرساة وطفقوا يتجاوزون كريت على أكثر قرب.



‏١٤ولكن بعد قليل هاجت عليها ريح زوبعية يقال لها "أوروكليدون".‏١٥فلما خطفت السفينة ولم يمكنها أن تقابل الريح، سلمنا، فصرنا نحمل.‏١٦فجرينا تحت جزيرة يقال لها "كلودي" وبالجهد قدرنا أن نملك القارب.‏١٧ولما رفعوه طفقوا يستعملون معونات، حازمين السفينة، وإذ كانوا خائفين أن يقعوا في السيرتس، أنزلوا القلوع، وهكذا كانوا يحملون.‏١٨وإذ كنا في نوء عنيف، جعلوا يفرغون في الغد.‏١٩وفي اليوم الثالث رمينا بأيدينا أثاث السفينة.‏٢٠وإذ لم تكن الشمس ولا النجوم تظهر أياما كثيرة، واشتد علينا نوء ليس بقليل، انتزع أخيرا كل رجاء في نجاتنا.‏


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


(ع 1-13 تحذير بولس )
يستعرض الإنجيلي لوقا رحلة السجين بولس، لا ليكشف عن مدى المخاطر التي تعرض لها فحسب, وإنما بالحري يكشف عن شخصية الرسول بولس الأسير القائد. فقد حُمل مع الأسرى تحت حراسة مشددة من الجنود وقائد المئة. لكن الرسول لم يشعر إنه سجين في مذلةٍ, بل سفير المسيح يشهد له أمام جميع الذين في السفينة.


( ع 9 ) "وقت الصوم قد مضى" هو اصطلاح يفيد بأن هذا الميعاد من السنة لا يُبحر فيه، ولا يُستحب فيه السفر مهما كان السبب. فقد كان بدء شهر أكتوبر، وكل الرحالة يؤكدون أن الإبحار في ذلك الوقت مجازفة خطيرة.ولكن واضح أنهم إذ بدأوا الرحلة كان الكل يترجى وصولهم إلى روما قبل موسم الإبحار الخطر في البحر المتوسط، لكن لم يتحقق ذلك.

كان القديس بولس صاحب خبرة في الرحلات البحرية، وقد ذكر من بين آلامه أنه انكسرت به السفينة ثلاث مرات (2 كو 11: 25). هذا ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الرسول وهو تحت قيادة الروح القدس أدرك ما سيحل بالسفينة بإعلان الروح له... لهذا اخذ بولس يحذرهم من السفر في هذا الوقت لأن في ذلك خطر علي الجميع وعلي البضائع المحملة لروما أيضاً .

حسب قائد المائة إن ربان السفينة ومالكها، وكلاهما صاحبا خبرة في البحار، ويهمهما سلامة السفينة والشحن، أكثر خبرة من بولس، فمال إلى رأيهما. كان القائد مترفقًا بالرسول بولس، وربما كان معجبًا به لكنه لم يأخذ بمشورته.

+ يرسل الله لنا رايه كثيرا , ولكننا ناخذ براى العالم ونرفض راى الله ونستخف به, وتكون النتائج خطيرة برهانا على خطا تصرفنا. فلا نعتد صوت الله الذى نسمعه فى الكنيسه ومن اب اعترافك والمرشديين الروحيين ,ولا تندفع فى قراراتك واطلب ارشاد الله حتى لا تتعرض للمخاطر.

( ع 14-20 وسط البحر الهائج)
فجأة تحولت نسمات الريح الهادئة القادمة من الجنوب إلى ريح عاصفة مضادة للرحلة تدعى أوروكليدون. وهي تشبه الأعاصير حيث تهب الريح من كل جانب، فتصير السفينة كما في دوامة في مهب رياح من كل اتجاه


اختطفت الريح السفينة، ولم تعد تحت سيطرة الملاحين. صارت السفينة أشبه بكرة في يد النوء العنيف تتخبط، فقدت توازنها وأصبح لا يمكن توجيهها. توقف البحارة تمامًا عن أية محاولة للسيطرة على الموقف، وسلم كل الحاضرين حياتهم كما في يد ريح لا ترحم، أما بولس الرسول فباسم كل الذين في السفينة سلم الأمر بين يدي الله، فأدرك أن الكل محمولون على الأذرع الأبدية.

في الغد صاروا يلقون بكل البضائع، خاصة القمح، في البحر، فقد أدركوا أن المال لن ينقذهم، وأنه يمثل ثقلاً في سفينة الحياة تبلغ بها إلى الغرق في مياه هذا العالم. وكما يقول الحكيم: "ثروة مصونة لصاحبها لضرره" (جا 5: 13).

يا للعجب! ما أسهل على أهل العالم أن يلقوا في البحر كل ما لديهم لكي ينجوا بحياتهم الزمنية، بينما يستصعبوا جدًا أن يقدم نصيبًا بسيطًا مما لديهم لإخوتهن الفقراء والمحتاجين لأجل حياتهم الأبدية. أما من يتطلع إلى بلوغ الأبدية بأمجادها، فلا ينشغلون بما للعالم، بل كما كتب القديس بولس: "قبلتم سلب أموالكم بفرح، عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً أفضل في السماوات وباقيًا" (عب 10: 34).

أي إنسان عاقل يحطم السفينة بما عليها لينجو بحياته، لكن كثيرين يفضلون تحطيم سفينة إيمانهم وضميرهم الصالح من أجل أمور زمنية.
في وسط النوء الشديد قام النوتية بتخفيف أحمال السفينة بإلقاء الشحن في المياه حتى ينجو هم ومن معهم. وهكذا في وسط نوء هذا العالم يلزمنا أن نخفف أثقالنا وارتباكاتنا حتى يصير الإنسان خفيفًا كطائرٍ يسبح في الجو، ولا يُقال عنهم ما قيل عن فرعون وجنوده "غاصوا كالرصاص في مياه غامرة" (خر 15: 10)


مما زاد الحال سوء أنه قد خيم عليهم الظلام، فلم يعرفوا نهارهم من ليلهم إلى أيام كثيرة، حيث لم تظهر الشمس نهارًا ولا النجوم ليلاً، بهذا فقد البحارة إدراكهم لحقيقة موقعهم، والتعرف على الاتجاهات، ليسلكوا الطريق الآمن.

هذا هو حال النفس التي تفقد رؤيتها للسيد المسيح، شمس البرّ، فلا تتمتع بنوره، ولا يحل بها نهار لتصير ابنة النهار. وأيضًا حين فقد رؤيتها لأولاد الله الحقيقيين كنجوم متلألئة، فلا تجد أمامها أمثلة حية في الإيمان تقتدي بها. هنا يصير الموقف في غاية الخطورة، حيث لا يدرك الإنسان بنور الروح القدس حقيقة نفسه، ولا موقعه، ولا يرى نور مخلصه، ولا جمال الكنيسة وبهاء قديسيها.

هذا الموقف الخطير حطم نفسية البحارة، فقد عكست الظلمة الخارجية عليهم ظلمة داخلية مهلكة، إذ حلت بهم ظلمة اليأس وانقطع عنهم نور الرجاء "انتزع أخيرًا كل رجاء في نجاتنا". تسلل إليهم أخطر عدو يحطم حياة الإنسان في هذا العالم ويفقده أبديته ألا وهو اليأس، فإنه حين يدخل تدخل معه بقية الخطايا وتجد الشياطين لها عرشًا في القلب تتربع فيه.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


صلاة : ربي الحبيب ... كم من أزمات اجتزت بها منذ مولدي وانت معي تعبر بي من خلالها ... إلا ان ضعف ايماني يجعلني أفكر مع بداية ضيقة جديدة انك لست معي ... لكنك يا رب تظل مع ذلك معي ولا تتركني وتحتمل تذمري ... اعن ربي ضعف ايماني وقلة ثقتي فيك ... لكني أدعوك بأن تمنحني حياة الاختبار في شخصك لكيما تتقوي ثقتي فيك ,, فلا اعود انساك مرة اخري



شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا


صلوا من اجل الجروب وكل من له تعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق