16 يوليو 2010

حكمة أولاد الله





أعمال الرسل 23


حكمة اولاد الله


١فتفرس بولس في المجمع وقال:"أيها الرجال الإخوة، إني بكل ضمير صالح قد عشت لله إلى هذا اليوم".٢فأمر حنانيا رئيس الكهنة، الواقفين عنده أن يضربوه على فمه.٣حينئذ قال له بولس :"سيضربك الله أيها الحائط المبيض! أفأنت جالس تحكم علي حسب الناموس، وأنت تأمر بضربي مخالفا للناموس؟"٤فقال الواقفون: "أتشتم رئيس كهنة الله؟"٥فقال بولس:"لم أكن أعرف أيها الإخوة أنه رئيس كهنة، لأنه مكتوب: رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا".٦ولما علم بولس أن قسما منهم صدوقيون والآخر فريسيون، صرخ في المجمع:"أيها الرجال الإخوة، أنا فريسي ابن فريسي.


على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم".٧ولما قال هذا حدثت منازعة بين الفريسيين والصدوقيين، وانشقت الجماعة،٨لأن الصدوقيين يقولون إنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح، وأما الفريسيون فيقرون بكل ذلك.٩فحدث صياح عظيم، ونهض كتبة قسم الفريسيين وطفقوا يخاصمون قائلين:"لسنا نجد شيئا رديا في هذا الإنسان! وإن كان روح أو ملاك قد كلمه فلا نحاربن الله".١٠ولما حدثت منازعة كثيرة اختشى الأمير أن يفسخوا بولس، فأمر العسكر أن ينزلوا ويختطفوه من وسطهم ويأتوا به إلى المعسكر.١١وفي الليلة التالية وقف به الرب وقال:"ثق يا بولس! لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضا


.١٢ولما صار النهار صنع بعض اليهود اتفاقا، وحرموا أنفسهم قائلين: إنهم لا يأكلون ولا يشربون حتى يقتلوا بولس.١٣وكان الذين صنعوا هذا التحالف أكثر من أربعين.١٤فتقدموا إلى رؤساء الكهنة والشيوخ وقالوا:"قد حرمنا أنفسنا حرما أن لا نذوق شيئا حتى نقتل بولس.١٥والآن أعلموا الأمير أنتم مع المجمع لكي ينزله إليكم غدا، كأنكم مزمعون أن تفحصوا بأكثر تدقيق عما له. ونحن، قبل أن يقترب، مستعدون لقتله".١٦ولكن ابن أخت بولس سمع بالكمين، فجاء ودخل المعسكر وأخبر بولس.١٧فاستدعى بولس واحدا من قواد المئات وقال:"اذهب بهذا الشاب إلى الأمير، لأن عنده شيئا يخبره به".١٨فأخذه وأحضره إلى الأمير وقال: "استدعاني الأسير بولس، وطلب أن أحضر هذا الشاب إليك، وهو عنده شيء ليقوله لك".١٩فأخذ الأمير بيده وتنحى به منفردا، واستخبره:"ما هو الذي عندك لتخبرني به؟"٢٠فقال:"إن اليهود تعاهدوا أن يطلبوا منك أن تنزل بولس غدا إلى المجمع، كأنهم مزمعون أن يستخبروا عنه بأكثر تدقيق.٢١فلا تنقد إليهم، لأن أكثر من أربعين رجلا منهم كامنون له، قد حرموا أنفسهم أن لا يأكلوا ولا يشربوا حتى يقتلوه. وهم الآن مستعدون منتظرون الوعد منك".٢٢فأطلق الأمير الشاب موصيا إياه أن:"لا تقل لأحد إنك أعلمتني بهذا


".٢٣ثم دعا اثنين من قواد المئات وقال:"أعدا مئتي عسكري ليذهبوا إلى قيصرية، وسبعين فارسا ومئتي رامح، من الساعة الثالثة من الليل.٢٤وأن يقدما دواب ليركبا بولس ويوصلاه سالما إلى فيلكس الوالي".٢٥وكتب رسالة حاوية هذه الصورة:٢٦"كلوديوس ليسياس، يهدي سلاما إلى العزيز فيلكس الوالي:٢٧هذا الرجل لما أمسكه اليهود وكانوا مزمعين أن يقتلوه، أقبلت مع العسكر وأنقذته، إذ أخبرت أنه روماني.٢٨وكنت أريد أن أعلم العلة التي لأجلها كانوا يشتكون عليه، فأنزلته إلى مجمعهم،٢٩فوجدته مشكوا عليه من جهة مسائل ناموسهم. ولكن شكوى تستحق الموت أو القيود لم تكن عليه.٣٠ثم لما أعلمت بمكيدة عتيدة أن تصير على الرجل من اليهود، أرسلته للوقت إليك، آمرا المشتكين أيضا أن يقولوا لديك ما عليه. كن معافى".٣١فالعسكر أخذوا بولس كما أمروا، وذهبوا به ليلا إلى أنتيباتريس.٣٢وفي الغد تركوا الفرسان يذهبون معه ورجعوا إلى المعسكر.٣٣وأولئك لما دخلوا قيصرية ودفعوا الرسالة إلى الوالي، أحضروا بولس أيضا إليه.٣٤فلما قرأ الوالي الرسالة، وسأل من أية ولاية هو، ووجد أنه من كيليكية،٣٥قال:"سأسمعك متى حضر المشتكون عليك أيضا". وأمر أن يحرس في قصر هيرودس.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


( ع 1 -11 امام مجمع السنهدريم )
احتج القديس بولس أمام المجمع مدافعًا عن استقامة قلبه وسلوكه. يعلن لهم أن قد عاش بضميرٍ صالحٍ. لقد كرس قلبه وحياته لله، فلم يطلب كرامة ولا غنى، بل ما يرضي الله. بحسب الناموس الموسوي، فهو بار بلا لوم. وحين اضطهد كنيسة الله، كان يظن أنه يقدم خدمة لله، فكان يعمل حسبما يمليه عليه ضميره. وحين ظهرت له الرؤيا في الطريق إلى دمشق ترك ارتباطه بمجمع السنهدرين خدمة لله. ما كان يشغله شيء سوي إرضاء الله دون أية اعتبارات بشرية، وقد ثابر على ذلك منذ صباه إلى آخر نسمة من نسمات حياته.


وقف بولس الرسول أمام نفس رئيس الكهنة الذي وقف أمامه سيده، وربما الذى ضرب الرب على وجهه (يو 18: 22) هو نفسه الذي ضرب بولس على فمه... كان رئيس الكهنة يرى في كليهما مجدفين على الله. كان يطلب صلب السيد المسيح لأنه قال الحق أنه ابن الله، وها هو يطلب قتل بولس لأنه يفتح باب الإيمان أمام الأمم. لم يحتمل رئيس الكهنة أن يعلن السيد المسيح عن نفسه بنوته لله الآب ومساواته له، وها هو لا يحتمل بولس وهو يمتدح نفسه كفريسي بحسب الناموس.


صرخ الرسول بصوتٍ عالٍ ليسمعه الكل، معلنًا أنه فريسي ابن فريسي، تربى على رجاء القيامة من الأموات... فحدث حوار عنيف بين الفريقين، وكما توقع القديس بولس صار الفريسيون في صفه، مدافعين عنه، ضد الصدوقيين المقاومين له... وما إن بدأ الرسول خطابه حتى تغير الموقف تمامًا, فعوض الصرخات المشتركة تطالب بقتل الرسول, إذا بضجيج وخلافات وانشقاقات. ووقف الأمير ورجاله مع العسكر لا يدرون ما قد حدث, وصاروا يتساءلون فيما بينهم لعلهم يجدون تفسيرًا لتغير الموقف تمامًا! أما بولس الرسول فوحده كان يتطلع إلى تلك العاصفة التي أثارها وهو في هدوءٍ تام.


+++ إن سرعة بديهة بولس مثال للقوة التي وعد بها يسوع المؤمنين فإن الله يعيننا عندما نتعرض للنار لأجل إيماننا. وينبغي علينا دائما أن نكون، كبولس مستعدين لتقديم شهادتنا. وسيعطينا الروح القدس القوة لنتكلم بجرأة وشجاعة.


كلما اشتد الضيق وحلت التجارب قدم الله تعزيات سماوية، فإذ كاد الصدوقيون أن يمزقوا بولس، ظهر له الرب نفسه في المعسكر يطمئنه بأن له رسالة أن يشهد له في روما؛ وأنه لن يُقتل في أورشليم. لم يرسل له ملاكًا ولا رئيس ملائكة ولا شاروبًا بل ظهر له الرب نفسه, لأن بولس الرسول كان في موقف يبدو خطيرًا للغاية, وكأن رسالته ستنتهي في لحظات. ظهر له ليعلن له أنه لم يكمل رسالته بعد. لم يكن وعد السيد له ألا تلحق به تجارب، ولا أن يمد في أيامه على الأرض، إنما الوعد المفرح أنه يقدم شهادة له في روما، وهذه كانت شهوة قلب الرسول بولس، وقد تحققت، فدخلها كسجين منتصر وكارز (أع 28: 30)



( ع 12 - 35 مؤامرة لقتل بولس)
إذ فشلت خطة هياج الشعب وإثارتهم ، لجأت جماعة إلى خطة لاغتياله بطريقة بربرية. لقد قدست جماعة من اليهود صومًا وصنعوا قسمًا كمن يشركون الله في خطتهم لقتل بولس الرسول، فيقدمونه ذبيحة لله. وكما سبق فأعلن السيد المسيح نفسه: "سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو 16: 1-2). اتفقت هذه الجماعة التى بلغت أكثر من أربعين شخصًا مع رؤساء الكهنة والشيوخ للتحالف معًا لتحقيق المؤامرة (أع 33: 14)


(ع16) كثيرا ما لا نهتم بالصغار باعتبار أن صغر سنهم لا يتيح لهم تقديم الكثير لأجل الرب. إلا أن شابا صغيرا قد لعب دورا هاما في إنقاذ حياة بولس وحمايته. إن الله قادر على استخدام أي إنسان في أي عمر، إن كان مستعدا للخضوع له. وقد أوضح الرب يسوع أهمية الصغار ،فهل تعطي الصغار نفس الأهمية التي ينالونها من الله؟


نقف بحق في دهشة أمام تواضع قائد المائة وحبه لخدمة المساجين بروح تقوي، وأيضًا أمام لطف قائد المعسكر الذي لم يستهن بالشاب، بل أخذه بيده كصديق له أو كأب مع ابنه، وتنحى به منفردًا يسأله عما عنده ليخبره به ... هذا ولا يمكننا تجاهل شخصية هذا الشاب, فحتمًا حمل على وجهه علامات السلام الداخلي وملامح جذابة, مع فيض عناية اللَّه الفائقة, إذ استطاع أن يدخل المعسكر ويختلي بخاله ليروي له الأمر في سرية, وأن يقتاده قائد المئة, ويمسك الأمير بيده ليتحدث معه على إنفراد، هذه الأمور يصعب حدوثها في مثل هذه الظروف.


+ تدبيرات الله لنجاة اولاده عجيبة جدا فقد حافظ على بولس من الشر , وساعده على اكمال رسالته حتى يشهد للمسيح فى روما . وهكذا يعمل معنا عندما نسلم امورنا له . فلا تنزعج من مكائد الاشرار , فالله يعطيك نعمة فى اعين المسئولين عنك , وينجيك بطرق عجيبة حتى تتمم مشيئته


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة
ربي الحبيب ... اشكرك من كل القلب من اجل إظهارك لعنايتك بي ... فإذ نطق رسولك بالحق,استحق قبلات فمك الإلهي,وتلقف ضربات الأشرار!!! قبلات فمك اليومية تمتص كل كياني .... فلا أبالي بضربات الأشرار!
ليهج العالم علينا, وتبقى رعايتك تلازمنا... فأنت المعزي والمدافع عن خدامك!!! ليصمم العالم على الخلاص منا, وأنت بنعمتك تحول شرهم لبنياننا.... أنت تبدد مشورة الأشرار!... أنت تكشف أسرارهم الخفية... ليخططوا كيفما شاءوا,فحياتنا في يديك لا في أيديهم... إننا محمولين على الأذرع الأبدية! حتما تحقق رسالتك بنا يا مخلص العالم!




شاركنا بتاملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من اجل الجروب وكل من له تعب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق