16 يوليو 2010

سجين ذو سلطان







أعمال الرسل 24



سجين ذو سلطان



١وبعد خمسة أيام انحدر حنانيا رئيس الكهنة مع الشيوخ وخطيب اسمه ترتلس. فعرضوا للوالي ضد بولس.٢فلما دعي، ابتدأ ترتلس في الشكاية قائلا:٣"إننا حاصلون بواسطتك على سلام جزيل، وقد صارت لهذه الأمة مصالح بتدبيرك. فنقبل ذلك أيها العزيز فيلكس بكل شكر في كل زمان وكل مكان.٤ولكن لئلا أعوقك أكثر، ألتمس أن تسمعنا بالاختصار بحلمك:٥فإننا إذ وجدنا هذا الرجل مفسدا ومهيج فتنة بين جميع اليهود الذين في المسكونة، ومقدام شيعة الناصريين،٦وقد شرع أن ينجس الهيكل أيضا، أمسكناه وأردنا أن نحكم عليه حسب ناموسنا.٧فأقبل ليسياس الأمير بعنف شديد وأخذه من بين أيدينا،٨وأمر المشتكين عليه أن يأتوا إليك. ومنه يمكنك إذا فحصت أن تعلم جميع هذه الأمور التي نشتكي بها عليه".٩ثم وافقه اليهود أيضا قائلين:"إن هذه الأمور هكذا"



.١٠فأجاب بولس، إذ أومأ إليه الوالي أن يتكلم:"إني إذ قد علمت أنك منذ سنين كثيرة قاض لهذه الأمة، أحتج عما في أمري بأكثر سرور.١١وأنت قادر أن تعرف أنه ليس لي أكثر من اثني عشر يوما منذ صعدت لأسجد في أورشليم.١٢ولم يجدوني في الهيكل أحاج أحدا أو أصنع تجمعا من الشعب، ولا في المجامع ولا في المدينة.١٣ولا يستطيعون أن يثبتوا ما يشتكون به الآن علي.١٤ولكنني أقر لك بهذا: أنني حسب الطريق الذي يقولون له "شيعة"، هكذا أعبد إله آبائي، مؤمنا بكل ما هو مكتوب في الناموس والأنبياء.١٥ولي رجاء بالله في ما هم أيضا ينتظرونه: أنه سوف تكون قيامة للأموات، الأبرار والأثمة.١٦لذلك أنا أيضا أدرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس.١٧وبعد سنين كثيرة جئت أصنع صدقات لأمتي وقرابين.١٨وفي ذلك وجدني متطهرا في الهيكل، ليس مع جمع ولا مع شغب، قوم هم يهود من أسيا،١٩كان ينبغي أن يحضروا لديك ويشتكوا، إن كان لهم علي شيء.٢٠أو ليقل هؤلاء أنفسهم ماذا وجدوا في من الذنب وأنا قائم أمام المجمع



،٢١إلا من جهة هذا القول الواحد الذي صرخت به واقفا بينهم: أني من أجل قيامة الأموات أحاكم منكم اليوم".٢٢فلما سمع هذا فيلكس أمهلهم، إذ كان يعلم بأكثر تحقيق أمور هذا الطريق، قائلا:"متى انحدر ليسياس الأمير أفحص عن أموركم".٢٣وأمر قائد المئة أن يحرس بولس، وتكون له رخصة، وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أن يخدمه أو يأتي إليه.٢٤ثم بعد أيام جاء فيلكس مع دروسلا امرأته، وهي يهودية. فاستحضر بولس وسمع منه عن الإيمان بالمسيح.٢٥وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعب فيلكس، وأجاب:"أما الآن فاذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك".٢٦وكان أيضا يرجو أن يعطيه بولس دراهم ليطلقه، ولذلك كان يستحضره مرارا أكثر ويتكلم معه.٢٧ولكن لما كملت سنتان، قبل فيلكس بوركيوس فستوس خليفة له. وإذ كان فيلكس يريد أن يودع اليهود منة، ترك بولس مقيدا.



++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


كانت المفاجأة مرة للمتآمرين كما لرئيس الكهنة وأعضاء مجمع السنهدرين حين طلب رئيس الكهنة من الأمير ليسياس أن يحاكم أمام مجمع السنهدرين, فإذا بالأمير يهز كتفيه قائلاً: "لقد تحولت القضية لفيلكس الوالي بقيصرية، بولس الآن أمام الوالي!" لقد فشلت خطتهم ومؤامرتهم لقتله في الطريق.


تقدم ترتلس وقد كان خطيبا خاصا يدعى لتقديم وعرض قضايا رؤساء اليهود الدينية أمام الحاكم الروماني. وقد وجه ترتلس ثلاثة اتهامات لبولس هي:
(١) أن بولس يهودي مرتد يحرض اليهود في كل العالم
(٢) أن بولس قائد شغب واضطراب وتمرد لطائفة دينية غير معترف بها، وضد القانون الروماني
(٣) أن بولس قد دنس الهيكل.


وكان رؤساء اليهود يرجون لو أقنعت هذه الاتهامات فيلكس الحاكم حتى يقضي على بولس ليحفظ السلام في فلسطين.
لم يكن أحد يجهل مدى كراهية رئيس الكهنة والشيوخ للوالي الروماني، حيث يتطلعون إليه كحمل موضوعٍ على عنقهم. كانت قلوبهم مشحونة بالعداوة ضد فيلكس، لكن في كراهيتهم لاسم يسوع قالوا لبيلاطس أنه ليس لهم ملك إلا قيصر، والآن يحسبون فيلكس حليمًا (ع4 ) ومهتمًا بمصالحهم من أجل تحقيق هدفهم من جهة القديس بولس.


(ع 10-21 رد بولس )
لم يهتز الرسول بولس من كلمات الخطيب الأجير، ولا أعطى لكلماته اهتمامًا، إنما وجه الحديث بكل توقير للوالي، وقد ظهرت عليه علامات السرور والبهجة لا الاضطراب والخوف.


كان أول اتهام قدمه ترتلس ضده أنه مفسد ، فكان رد بولس انه كيف يكون هذا صدقً، وهو لم يدخل في حوارٍ مع أحد، ولا على مستوي التجمعات، ولا في داخل الهيكل، بل كان في الهيكل ينفذ نذرًا، ويحتفظ بشركته في العبادة مع شعبه، ولم يتحد أحدًا منهم
أما عن الاتهام الثاني الذي قدمه ترتلس بأنه زعيم لفئة الناصريين فرد بولس إن كان قد لقبهم ترتلس بالناصريين استخفافًا بهم وتحقيرًا لشأنهم، فإن الرسول بولس لم يشغله اللقب، ولا يدخل في حوار غير هادف. فلم ينكر الرسول بولس عضويته في ما يدعونه هم بالشيعة، فهو يعتز بانتسابه للمسيحيين....


أما ما يدعونه هم شيعة أو بدعة هو في الحقيقة "الطريق"، به يعبر البشر إلى الله ويتمتعون بالشركة معه... و أوضح الرسول ما هو الإيمان المسيحي بقوله: "هكذا أعبد إله آبائي مؤمنًا"، حيث يربط العبادة بالإيمان معًا.


اما عن اتهامه بإثارة الفتن ... فكيف يُتهم بمثير فتن وهو إلى سنوات طويلة لم يصعد إلى أورشليم، والآن إذ يصعد يأتي إلى أورشليم بصدقاتٍ وتقدماتٍ بسبب ما حل بالمدينة من مجاعة وحين ألقوا القبض عليه كان معه يهود قادمون من آسيا وكان هو متطهرًا منشغلاً بخدمة مقدسة حيث يوفي بنذره، ولم يدخل الهيكل ومعه جمهور أو شغب.


+ انتهز بولس بذلك الفرصة ليكرز لمن يحاكمونه ولفيلكس نفسه بايمانه بالمسيح المخلص القائم من الاموات , وذلك لان رسالة بولس كخادم كانت اهم هدف له فى حياته , فكان يحول كل موقف الى فرصة للخدمة . فليتك تنتهز كل فرصة لاظهار المسيح من خلال محبتك وتصرفاتك الحسنة وكلامك الطيب , ولا تخف من احد لان الله يسندك فى كل مواقف حياتك


(ع 22 – 27 تأجيل القضية )
كان فيلكس على علم بالإيمان بالسيد المسيح، ربما من زوجته دروسيلا... ولكن واضح أن فيلكس قد أعجب بالرسول بولس، حتى وهب له حرية اللقاء مع أصدقائه وكل زائريه. هذا يظهر من لقائه هو وزوجته مع بولس على مستوى عائلي. لقد استدعاه ليسمع منه عن يسوع المسيح، وعن الإيمان المسيحي الذي لديه بعض المعرفة عن هذا الأمر. ولعله استدعاه بناء على طلب زوجته التي كان لديها حب استطلاع للتعرف على هذا الطريق من الرسول نفسه.


لم يجامل الرسول بولس الوالي وزوجته غير الشرعية دروسيلا، بل شهد لإنجيل المسيح بكل قوة، وتحدث عن البرّ والعفة والدينونة العتيدة فارتعب الوالي، ولم يحتمل أن يسمع، لأن ضميره صار يبكته، ولعله خشي من تأثير الرسول بولس على دروسلا فتفكر في التوبة وتترك فيلكس.

شتان ما بين سجان فيلبي الذي سأل: "ماذا ينبغي لي أن أفعل لكي أخلص؟" (أع16: 13-31)، وبين فيلكس المرتعب، لكنه عوض طلب الخلاص، قال: "أما الآن فاذهب ومتى حصلت على وقت أستدعيك". فإنه كان مبتلعًا بملذاته وشهواته، وليس لديه وقت للاهتمام بخلاص نفسه.

والعجيب أن دروسلا لم ترتعب لحديث الرسول بولس، ويعلل البعض إنها كيهودية ظنت أنها قادرة بتقديم تقدمات وممارسة بعض الطقوس أن تتمتع بالصفح عما تعيش فيه، لهذا تبلد فكرها وقلبها وضميرها مهما سمعت عن البرّ والعفة وعن الدينونة.

أم فليكس فقد ختم ولايته بأن ترك الرسول أسيرًا ليس اعتقادًا بأنه مخطئ، وإنما ليكسب اليهود حتى بعد تركه الولاية. فضل بولس أن يبقى في السجن سنتين عن أن يدفع رشوة ويُطلق سراحه. أما فيلكس فحتى عند تركه الولاية ترك بولس سجينًا ليكسب ود اليهود.

+ ان الله يحول كل شئ للخير لاولاده فلم يكن فيلكس يعلم ان هذا التصرف سيكون سببا فى سفر بولس على حساب الدولة الى روما العاصمة ليحاكم هناك , ويكرز فى روما باسم المسيح كما تمنى مرار .فاقبل تدابير الله حتى لو كانت عكس مشيئتك لان الله يحبك ويدبر الخير لك

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : ربي الحبيب ليتني مثل القديس بولس الذي اقتناك بداخله, فصار بالحقيقة ملكاً صاحب سلطان, إذ حملك فيه, يا ملك الملوك .... قدم رئيس الكهنة ورجاله كل الإمكانية ليحركوا ساكنًا لرسولك بولس! استخدموا على لسان الخطيب كلمات التملق للوالي الظالم,
لعلهم يسحبون من فم فيلكس كلمة إدانة لبولس.... كيَّلوا اتهامات وجرائم خطيرة...أما بولس الرسول، فلم يهتز سلامه الداخلي. ... ربي الحبيب اعطني من سلامك السمائي فاتقوي مثل بولس الرسول بك وفيك .



شاركنا بتاملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من اجل الجروب وكل من له تعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق