21 ديسمبر 2010

تدبير الله

تك 24 : 28 – 67

تدبير الله

28 فركضت الفتاة واخبرت بيت امها بحسب هذه الامور 29 وكان لرفقة اخ اسمه لابان.فركض لابان الى الرجل خارجا الى العين. 30 وحدث انه اذ راى الخزامة والسوارين على يدي اخته واذ سمع كلام رفقة اخته قائلة هكذا كلمني الرجل جاء الى الرجل واذا هو واقف عند الجمال على العين. 31 فقال ادخل يا مبارك الرب.لماذا تقف خارجا وانا قد هيات البيت ومكانا للجمال. 32 فدخل الرجل الى البيت وحل عن الجمال.فاعطى تبنا وعلفا للجمال وماء لغسل رجليه وارجل الرجال الذين معه. 33 ووضع قدامه لياكل.فقال لا اكل حتى اتكلم كلامي.فقال تكلم 34 فقال انا عبد ابراهيم. 35 والرب قد بارك مولاي جدا فصار عظيما.واعطاه غنما وبقرا وفضة وذهبا وعبيدا واماء وجمالا وحميرا. 36 وولدت سارة امراة سيدي ابنا لسيدي بعدما شاخت فقد اعطاه كل ما له. 37 واستحلفني سيدي قائلا لا تاخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين انا ساكن في ارضهم. 38 بل الى بيت ابي تذهب والى عشيرتي وتاخذ زوجة لابني

. 39 فقلت لسيدي ربما لا تتبعني المراة. 40 فقال لي ان الرب الذي سرت امامه يرسل ملاكه معك وينجح طريقك.فتاخذ زوجة لابني من عشيرتي ومن بيت ابي. 41 حينئذ تتبرا من حلفي حينما تجيء الى عشيرتي.وان لم يعطوك فتكون بريئا من حلفي. 42 فجئت اليوم الى العين وقلت ايها الرب اله سيدي ابراهيم ان كنت تنجح طريقي الذي انا سالك فيه 43 فها انا واقف على عين الماء وليكن ان الفتاة التي تخرج لتستقي واقول لها اسقيني قليل ماء من جرتك 44 فتقول لي اشرب انت وانا استقي لجمالك ايضا هي المراة التي عينها الرب لابن سيدي. 45 واذ كنت انا لم افرغ بعد من الكلام في قلبي اذا رفقة خارجة وجرتها على كتفها فنزلت الى العين واستقت.فقلت لها اسقيني. 46 فاسرعت وانزلت جرتها عنها وقالت اشرب وانا اسقي جمالك ايضا.فشربت.وسقت الجمال ايضا. 47 فسالتها وقلت بنت من انت.فقالت بنت بتوئيل بن ناحور الذي ولدته له ملكة.فوضعت الخزامة في انفها والسوارين على يديها. 48 وخررت وسجدت للرب وباركت الرب اله سيدي ابراهيم الذي هداني في طريق امين لاخذ ابنة اخي سيدي لابنه. 49 والان ان كنتم تصنعون معروفا وامانة الى سيدي فاخبروني.والا فاخبروني لانصرف يمينا او شمالا 50 فاجاب لابان وبتوئيل وقالا من عند الرب خرج الامر.لا نقدر ان نكلمك بشر او خير. 51 هوذا رفقة قدامك.خذها واذهب.فلتكن زوجة لابن سيدك كما تكلم الرب

. 52 وكان عندما سمع عبد ابراهيم كلامهم انه سجد للرب الى الارض. 53 واخرج العبد انية فضة وانية ذهب وثيابا واعطاها لرفقة.واعطى تحفا لاخيها ولامها. 54 فاكل وشرب هو والرجال الذين معه وباتوا.ثم قاموا صباحا فقال اصرفوني الى سيدي. 55 فقال اخوها وامها لتمكث الفتاة عندنا اياما او عشرة.بعد ذلك تمضي. 56 فقال لهم لا تعوقوني والرب قد انجح طريقي.اصرفوني لاذهب الى سيدي. 57 فقالوا ندعو الفتاة ونسالها شفاها. 58 فدعوا رفقة وقالوا لها هل تذهبين مع هذا الرجل.فقالت اذهب. 59 فصرفوا رفقة اختهم ومرضعتها وعبد ابراهيم ورجاله. 60 وباركوا رفقة وقالوا لها انت اختنا.صيري الوف ربوات وليرث نسلك باب مبغضيه 61 فقامت رفقة وفتياتها وركبن على الجمال وتبعن الرجل.فاخذ العبد رفقة ومضى. 62 وكان اسحق قد اتى من ورود بئر لحي رئي.اذ كان ساكنا في ارض الجنوب. 63 وخرج اسحق ليتامل في الحقل عند اقبال المساء.فرفع عينيه ونظر واذا جمال مقبلة. 64 ورفعت رفقة عينيها فرات اسحق فنزلت عن الجمل. 65 وقالت للعبد من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا.فقال العبد هو سيدي.فاخذت البرقع وتغطت. 66 ثم حدث العبد اسحق بكل الامور التي صنع. 67 فادخلها اسحق الى خباء سارة امه واخذ رفقة فصارت له زوجة واحبها.فتعزى اسحق بعد موت امه

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

( ع 28 – 49 في بيت رفقة )
إذ رأى لابان أخته رفقة وقد تزينت بالخزامة والسوارين وقد أخبرته بكل ما حدث أسرع إلى الرجل يدعوه للبيت ... وإذ دخل الرجل وحلّ عن الجمال وقدم له طعامًا للجمال وماء لغسل رجليه وأرجل الذين معه ووضع قدامه ليأكل، قال "لا آكل حتى أتكلم كلامي" . وبدأ الرجل يروى لأهل رفقة عن عظمة سيده إبراهيم وعن ابن شيخوخته الذي من سارة والوصية التي قدمها له إبراهيم من جهة زواج ابنه إسحق؛ وعمل الله معه حين جاء عند البئر والتقى برفقة، وختم حديثه بقوله: "والآن إن كنتم تصنعون معروفًا وأمانة إلى سيدي فأخبروني، وإلاَّ فأخبروني لأنصرف يمينًا أو شمالاً " [٤٩].

هنا نقف في دهشة أمام عمل الله العجيب، فانه ليس فقط رفقة قد اتسمت باللطف والكرم في العطاء، وإنما حمل أخوها لابان ذات السمتين! كان لطيفًا كل اللطف، سخيًا كل السخاء! يدعو خادم إبراهيم "مبارك الرب"، ويصر ألا يتركه خارجًا مقدمًا له موضعًا في قلبه بيته! وكأن الله كان يهيئ هذا الجو الروحي العجيب وسط بلد وثني مملوء بالرجاسات والجحود، كان الله يهيئ من أجل إبراهيم أب الآباء ليستريح قلبه من جهة ابنه إسحق؛ أو كان الله يعد رفقة كزوجة روحية لإسحق تتأهل للأمومة لكل شعب الله! وسط ظلام المدينة الحالك بل ظلمة المنطقة كلها كان الله يعد فتاه تقوم بدور على مستوى فائق!

إن كنا ندهش من تصرفات رفقة وعائلاتها فلن نتجاهل دور رئيس بيت إبراهيم، فقد رأى بعينيه كيف أنجح الله طريقة عند البئر، والآن إذ يدخل البيت يخشى لئلا تلهيه المجاملات مهما كان باعثها عن رسالته، لهذا أصر ألا يأكل حتى يعرض عليهم أعمال الله ويأخذ منهم كلمة من جهة رفقة وإلاَّ يصرفوه فيذهب يمينًا أو يسارًا.

انه رمز لكل الخدام الذين لا ينشغلون بالمجاملات البشرية بل يطلبون تحقيق غاية الرب فيهم. لهذا السبب أوصاهم السيد المسيح، قائلاً: "لا تنتقلوا من بيت إلى بيت" (لو 10: 7) "لا تسلموا على أحد في الطريق" (لو 10: 4).

+++ إن الله سيستخدمنا ويقودنا إن كنا نظهر استعدادنا له، لكن يجب أن يكون أول رد فعل لنا هو الحمد والشكر على إرادة الله أن يعمل فينا وبنا.

( ع 50 – 60 نجاح المهمة )
مع كل خطوه يشعر فيها الرجل بنجاح يسجد للرب إلى الأرض مقدمًا ذبيحة شكر لله الذي يرتب الأمر بيديه... فقد أدرك الكل أن الأمر قد صدر من قبل الرب، وقدم العبد آنية فضة وآنية ذهب وثيابًا أعطاها لرفقة، وأعطى تحفًا لأخيها ولأمها... ومع ذلك عندما بدأ الموكب يتحرك قالوا: "ندعو الفتاه ونسألها شفاها، فدعوا رفقة وقالوا لها: هل تذهبين مع هذا الرجل، فقالت أذهب" ، فقد آمنوا بحرية الاختيار، ليس من يلزم فتى أو فتاه على الزواج بشخص معين مهما كانت الظروف! إن كان الله يكرم الإنسان ويقدس حرية إرادته، فيليق بنا أن نؤمن بحرية أولادنا وإخواتنا فلا نلزمهم بشيء إنما نشير عليهم ونسندهم بغير إجبار.

في كمال الحرية قالت: "أذهب"... لقد قبلت العمل الإلهي وخرجت من بين أهلها وبيت أبيها لتسمعهم يباركونها: "أنتِ إختنا، صيري ألوف ربوات، وليرث نسلكِ باب مبغضيه" ( ع٦٠ ) طلبوا من الله النمو والإثمار فيكون نسلها ألوفًا ألوفًا وربوات ربوات، كما طلبوا لنسلها القوة فلا يحطمهم عدو " ليرث نسلكِ باب مبغضيه".


( ع 61 – 67 رفقة زوجة لاسحق )
انطلقت رفقة نحو عريسها إسحق بعد أن تركت عشيرتها وبيت أبيها، وقد خرج إسحق عند إقبال المساء يتأمل في الحقل كمثل عادة بعض اليهود يخرجون عند الغروب ليصلوا لله في مكان طلق يتأملون أعمال الله معهم كل اليوم، وهي عادة لا تزال قائمة بين كثير من رهبان مصر.

+++ أخذ إسحق رفقة وادخلها إلى خباء أمه، والمسيح أخذ الكنيسة وأقامها عوض مجمع اليهود. خلال الجحود انفصل المجمع عن الله ومات، وبالإيمان ارتبطت الكنيسة بالمسيح وقبلت الحياة. وكما يقول الرسول إنه بالكبرياء نزعت أغصان الزيتونة (رو 11: 17) لكي تطعم الزيتونة البرية المتواضعة. لذلك قيل: "أخذ رفقة وأحبها، فتعزى إسحق بعد موت أمه". أخذ المسيح الكنيسة وأحبها جدًا حتى بحبه لها تعزى عن حزنه بسبب موت أمه أي المجمع. جحود المجمع أحزن المسيح وإيمان الكنيسة أبهجه!

++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : يا رب أنت تعر الأشخاص الذين أجد صعوبة في محبتهم لأجلك ؟ امنحني نعمتك وقوة روحك القدوس لكي أحبهم كما تحبهم انت .

شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة واستمرارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق