4 ديسمبر 2010

الله امين في وعوده

تكوين 15

الله امين في وعوده


1 بعد هذه الامور صار كلام الرب الى ابرام في الرؤيا قائلا.لا تخف يا ابرام.انا ترس لك.اجرك كثير جدا. 2 فقال ابرام ايها السيد الرب ماذا تعطيني وانا ماض عقيما ومالك بيتي هو اليعازر الدمشقي. 3 وقال ابرام ايضا انك لم تعطني نسلا وهوذا ابن بيتي وارث لي. 4 فاذا كلام الرب اليه قائلا.لا يرثك هذا.بل الذي يخرج من احشائك هو يرثك. 5 ثم اخرجه الى خارج وقال انظر الى السماء وعد النجوم ان استطعت ان تعدها.وقال له هكذا يكون نسلك. 6 فامن بالرب فحسبه له برا. 7 وقال له انا الرب الذي اخرجك من اور الكلدانيين ليعطيك هذه الارض لترثها

. 8 فقال ايها السيد الرب بماذا اعلم اني ارثها. 9 فقال له خذ لي عجلة ثلثية وعنزة ثلثية وكبشا ثلثيا ويمامة وحمامة. 10 فاخذ هذه كلها وشقها من الوسط وجعل شق كل واحد مقابل صاحبه.واما الطير فلم يشقه. 11 فنزلت الجوارح على الجثث وكان ابرام يزجرها 12 ولما صارت الشمس الى المغيب وقع على ابرام سبات.واذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه. 13 فقال لابرام اعلم يقينا ان نسلك سيكون غريبا في ارض ليست لهم ويستعبدون لهم.فيذلونهم اربع مئة سنة. 14 ثم الامة التي يستعبدون لها انا ادينها.وبعد ذلك يخرجون باملاك جزيلة. 15 واما انت فتمضي الى ابائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة. 16 وفي الجيل الرابع يرجعون الى ههنا.لان ذنب الاموريين ليس الى الان كاملا

. 17 ثم غابت الشمس فصارت العتمة.واذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا.لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات. 19 القينيين والقنزيين والقدمونيين 20 والحثيين والفرزيين والرفائيين 21 والاموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين

+++++++++++++++++++++++++++++

(ع 1 – 7 الوعد بالبركة )
لم نسمع عن إبرام أنه خائف بل خرج من المعركة غالبًا، فلماذا يؤكد له الرب: "لا تخف يا إبرام، أنا ترس لك"؟! بلا شك هذا التأكيد الإلهي إنما يمثل اقترابًا إلهيًا نحو إبرام. لقد اقترب إبرام إلى الله لا بالصلاة وتقديم الذبائح فحسب وإنما اقترب إليه بالعمل، خلال الجهاد من أجل نفع الآخرين، لذا يقترب إليه الرب حسب وعده: "اقتربوا إليّ يقول رب الجنود فأقترب إليكم" (زك ١). أقترب إبرام إلى الله خلال ترفقه العملي بأخوته فاقترب إليه الرب بإعلان أنه ترسل له يسنده. أقترب إبرام أيضًا إلى الله برفضه للمكافأة البشرية فاقترب إليه الرب بوعده إياه "أجرك كثير جدًا".

أقتراب الله منه زاد إبرام اقتراب إليه، إذ تقدم إليه يتحدث لا في شكليات أو رسميات وإنما في جرأة ودالة، يقول له: "أيها السيد الرب ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا ومالك بيتي أليعازر الدمشقي؟" لم يطلب منه صراحة ابنًا لينزع العار عنه ويتمتع بالميراث، لكنه في دالة يسأله معاتبًا ما نفع العطايا الكثيرة لإنسان عقيم يرثه آخر؟... على أي الأحوال، معاملات الله مع إبرام أعطت الأخير الدالة ليتحدث معه بصراحة بقلب مفتوح حتى دُعى "خليل الله".

+++ تذكر دائما إلهك المحب الذي يحميك ويحفظك في كل خطواتك فلا تضطرب من تقلبات العالم أو تهديدات الأشرار أو المستقبل وتذكر دائماً وردد كل يوم قول الله لك مع أبرآم " أنا ترس لك "

في الحقيقة حياة إبرام هي سلسلة غير منقطعة من اللقاءات مع الله والتمتع بالوعود، ولم يكن هذا عن محاباة وإنما تأهل إبرام لهذه العطايا الإلهية غير المنقطعة بسبب أيمانه الحيّ العملي وطاعته للرب في كل شيء.

في عتاب تحدث إبرام مع الرب من أجل العطايا التي تُمنح له وليس له ابن يرثه... فصار كلام الرب لإبرام... ووعده بأن يكون كمثل رمل البحر وبحسب الطبيعة يبدو الوعد مستحيلاً، لكن إبرام "آمن بالرب فحسب له برًا"؛ هذه هي المرة الأولى التي فيها نسمع كلمة "آمن". يقول معلمنا بولس: "ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطيًا مجدًا لله" (عب ٤: ٢٠)، وقد اقتبس رجال الله العبارة: "آمن بالرب" في أكثر من موضع (رو ٤: ٣؛ غل ٣: ٦؛ يع ٢: ٢٣)، وكأن إبرام أب الآباء قد فتح لنا نحن أولاده طريق البر خلال الإيمان

( ع 8- 11 الذبائح المشقوقة )
في دالة الصداقة الفائقة القائمة بين الله وإبرام، إذ نال الأخير وعدًا آمن فحسب له برًا، لكنه طلب علامة، قائلاً: "أيها السيد الرب بماذا أعلم أني أرثها؟ ع ٨. لم يكن طلب العلامة يحمل شيئًا من التشكك في مواعيد الله، إنما يحمل علامة انفتاح قلب لإبرام ووجود دالة بينه وبين الله.

في اختصار طالبه الرب أن يشق عجلة سنها ثلاث سنوات وعنزة وكبشًا في ذات السن، ويضع كل شق مقابل الآخر، ويذبح يمامة وحمامة دون أن يشقهما... وإذ جاءت الجوارح على الجثث كان إبرام يزجرها. وعند الغروب وقع إبرام في سبات، وصار في رعبة مظلمة، وقيل أن نسله يُستعبد في أرض غريبة لمدة أربعمائة سنة... ثم غابت الشمس فصارت العتمة، وإذا تنور ومصباح نار يجوز بين تلك القطع.

فلنتطلع إلى إبرام ونتخيل فنجد منظره أمام زوجته وعبيده غريبًا، إذ يقف الشيخ الوقور بجوار هذه الحيوانات والطيور المذبوحة بطريقة معينة وقد رتبها ترتيبًا خاصًا، دون أن يقدمها على مذبح أو يطلب طهيها، إنما يقف ليرى الطيور الجارحة تحوم حولها لتقتنص منها شيئًا، وهو يزجرها طول النهار. تُرى ماذا كانت مشاعر إبرام طوال اليوم؟ وما هي مشاعر المرافقين له؟

إن كانت هذه الذبائح تشير إلى الكنيسة الجامعة بنقاوتها كما بحملها للضعفاء فيها، كما تشير إلى حياة كل عضو فيها، فإن إبرام يشير إلى النفس الروحية اليقظة التي لا تستطيع أن تمنع الطيور الجارحة النجسة من أن تحوم حوله، لكنه يقدر أن يمنعها من أن تستقر عنده أو تخطف شيئًا من عندياته. هذا ما أكده كثير من آباء الكنيسة، أن المؤمن الحيُ لا يقدر أن يمنع حرب الخطايا من مهاجمته، لكنها إذ تجد إنسانًا يقظًا لا تقدر أن تدخل إليه أو تتسلل إلى فكره أو قلبه، إنما تبقى الحرب خارجه، تحوم حوله دون أن تنال منه شيئًا.

(ع 12 – 21 العهد مع ابرآم )
إذ كشف الله لإبرام علامة الخلاص لكل الأمم، خلال سُبات الرب قبيل الغروب عند ملء الزمان، وحوّل له الظلمة إلى تنور دخان (إشارة إلى حرق الذبيحة) ومصباح نور يجوز وسط شعبه، أكد له الوعد أنه يهب نسله الأرض. وكأنه يؤكد له أن كل ما يتمتع به إبرام من لقاءات مع الله ورؤى وإعلانات إنما من أجل تمتع أولاده بالميراث الروحي في المسيح يسوع مخلص العالم.

+++ بركة الله عظيمة لأولاده ولكن إن احتاج الأمر فهو يسمح لهم بضيقات لمدة محدودة من أجل خلاصهم . فاقبل الضيقة بشكر حتي تقربك الي الله وثق أنه من أجل خضوعك له سيباركك ويعوضك ببركات عظيمة .

+++++++++++++++++++++++++++
صلاة : كم اشكرك لاجل المحبه العظيمه التي احببتني بها... اشتريتني بالدم الثمين .. لاصير لك .. بجملتي ... سيدي كم اشكرك لانك نقشتني على كفيك .. لقد اشتريتني انا لتحمني من كل شر وشبه شر ... انا انتظرك يا رب كل يوم .. انتظر احساناتك العظيمه ومعجزاتك المنقذه نعم سيدي , احفظني لك , مجددا بكلمتك .. ممسوحا بروحك القدوس ومحروسا بدمك... احفظ ذهني من التشويش والتفكير بامور لا تمجد اسمك... اعطيني ان افكر بك فقط .. ان يكون اتجاه قلبي وفكري نحوك احفظ ذهني ليفكر دائما كما تريد انت ... يرجو دائما خلاصك ... ويتوقع يوميا خيرك ورحمتك اشكرك لانه لك , وسيظل لك الى الابد... نعم اشكرك سيدي الغالي يسوع


شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة واستمرارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق