26 ديسمبر 2010

بيع البكورية / تك 25

(تك 25 : 19-34)

بيع البكورية
19 وهذه مواليد اسحق بن ابراهيم.ولد ابراهيم اسحق. 20 وكان اسحق ابن اربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجة رفقة بنت بتوئيل الارامي اخت لابان الارامي من فدان ارام. 21 وصلى اسحق الى الرب لاجل امراته لانها كانت عاقرا.فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امراته. 22 وتزاحم الولدان في بطنها.فقالت ان كان هكذا فلماذا انا.فمضت لتسال الرب.

23 فقال لها الرب في بطنك امتان.ومن احشائك يفترق شعبان.شعب يقوى على شعب.وكبير يستعبد لصغير 24 فلما كملت ايامها لتلد اذا في بطنها توامان. 25 فخرج الاول احمر.كله كفروة شعر.فدعوا اسمه عيسو. 26 وبعد ذلك خرج اخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب.وكان اسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما

27 فكبر الغلامان.وكان عيسو انسانا يعرف الصيد انسان البرية ويعقوب انسانا كاملا يسكن الخيام. 28 فاحب اسحق عيسو لان في فمه صيدا.واما رفقة فكانت تحب يعقوب.

29 وطبخ يعقوب طبيخا فاتى عيسو من الحقل وهو قد اعيا. 30 فقال عيسو ليعقوب اطعمني من هذا الاحمر لاني قد اعييت.لذلك دعي اسمه ادوم. 31 فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك. 32 فقال عيسو ها انا ماض الى الموت.فلماذا لي بكورية. 33 فقال يعقوب احلف لي اليوم.فحلف له.فباع بكوريته ليعقوب. 34 فاعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس.فاكل وشرب وقام ومضى.فاحتقر عيسو البكورية

+++++++++++++++++++++++++++++++++

تزوج إسحق من رفقة بنت بتوئيل وأخت لابان الذين كانوا يسكنون فى فدان أرام وأحضرها أليعازر الدمشقى إلى كنعان.ظلت رفقة عاقراً مدة 20 عاماً ولم يهتز إيمان إسحق بل ظل يصلى واثقاً فى وعد الله حتى حبلت.

+++تمسك بوعود الله الذى يحفظك فى كل طرقك ويبارك حياتك وألح عليه فى الصلاة مهما طال الزمن ليحل مشاكلك ،فهو ينتظر الوقت المناسب ويعطيك فرصة لنمو إيمانك ولكنه لا ينساك أبداً.

إقترب ميعاد الولادة وشعرت رفقة بصراع فى بطنها فتألمت كثيراً و من شدة ضيقها أسرعت إلى الله تطلب أن يخلصها من هذه الآلام ولعلها كانت تخشى أن تموت أو يموت من فى بطنها.

إذ كانت صلاتها حارة طمأنها الله وقال لها ستلدين بسلام وتعيشين أنت ومن فى بطنك بل بشرها بأنها ستلد ابنين يكون كل منهما شعباً كبيراً وأعلمها أيضاً أن نسل الابن الأكبر سيستعبد لنسل الابن الأصغر ، ويقصد هنا بركة الله لنسل يعقوب الذى أتى إلى أرض الميعاد وقتل سكان الأرض الأصليين الأشرار وامتلك أرضهم.

عند الولادة خرج من بطنها طفل أحمر اللون فدعوه عيسو وكان جسمه مملوءاً بالشعر ثم خرج الابن الثانى ممسكاً بقدم أخيه فدعوه يعقوب أى يمسك لأنه أمسك بعقبه ففرحت رفقة وإسحق.

كبر الولدان وصارا شابين فعمل عيسو فى صيد الوحوش وعاش فى خيمة متنقلة فى البرية بحثاً عن الحيوانات البرية ليصطادها أما يعقوب فعمل فى رعى الأغنام وسكن أيضاً فى خيمة وتميز بالوداعة وحياة الإيمان فدعاه الكتاب المقدس كاملاً لإهتمامه بالحياة الروحية.

شعر إسحق بقوة عيسو التى ظهرت فى شجاعته واصطياده للوحوش فأحبه وفضله عن يعقوب أما رفقة فأحبت يعقوب من أجل بره ووداعته وفضلته عن عيسو.

خرج عيسو فى رحلة صيد بذل فيها مجهوداً كبيراً ولما رجع خيمته كان مرهقاً جداً وجد أخاه يعقوب يطبخ عدساً وكانت رائحته جميلة أما عيسو فكان فى تعب وجوع شديد ,وإذ اشتم رائحته إشتاق أن يأكل منه وطلب ذلك من أخيه .فاستغل يعقوب حاجة أخيه إلى الطعام فأظهر له استعداده أن يعطيه من العدس على شرط أن يبيع له بكوريته لأن عيسو هو الذى خرج أولاً من بطن أمه فهو البكر وكانت البكورية تعنى:1-أن ينوب عن أبيه عند غيابه فى رئاسة الأسرة 2-ينال نصيباً أكبر فى الميراث عند موت الأب 3- كان رب الأسرة يقوم بتقديم الذبائح عن أسرته،وعند غياب الأب ينوب البكر عن أبيه فى هذا العمل الكهنوتى.

كان تصرف يعقوب غير سليم إذ استغل حاجة أخيه للطعام ولعله كان يدرك أيضاً استهانته بالمعانى الروحية فطلب منه أن يبيع بكوريته.

إستهان عيسو ببركة البكورية الروحية وقال أنا سأموت من الجوع فما أهمية البكورية ،أعطنى من الطعام فهو أهم من البكورية . وكان هذا السلوك أيضاً خاطئاً جداً.

+++ليتك تهتم بالفرص الروحية التى وهبك الله إياها مثل وجود كنيسة قريبة منك وكاهن يمكن أن تعترف أمامه وقدرتك على قراءة الكتاب المقدس والأجبية لتصلى وتتأمل بل انتهز كل فرصة روحية فى اجتماع أو رحلة لتلتصق بالله وتنمو فى محبته ولا تبيع هذه الفرص بسبب ما تسميه مشاغل الحياة.

طلب يعقوب تأكيداً من عيسو على بيع البكورية فأقسم له وبهذا باع البكورية العظيمة بأرخص شئ وهو مجرد أكلة عدس.
أعطى يعقوب أخاه عدساً وخبزاً فأكل وتلذذ بالطعام ولم يهتم بالبكورية بل بتصرفه هذا إحتقرها فضاعت منه وخسر خلاص نفسه وكل إيمانه وكون شعباً غريباً عن الإيمان وهو شعب أدوم.

+++باع عيسو آخر فوائد بكوريته بلذة الطعام. لقد تصرف باندفاع ليشبع رغبة وقتية دون أن يفكر لحظة ليتأمل العواقب البعيدة المدى التي ستنتج عن قراره هذا. ويمكنك أن تقع في نفس الفخ، فعندما نرى شيئاً نريده، يكون همنا الأول هو الحصول عليه، وعندما نحصل على ما نريد قد نشعر في البداية بالرضى العميق، بل وقد نشعر بالقوة والانتصار لأننا حصلنا على ما سعينا إليه. ولكن اللذة الوقتية كثيراً ما لا تنظر إلى المستقبل. ونستطيع أن نتجنب غلطة عيسو متى قارنا الرضا الوقتي القصير المدى ، بالعواقب البعيدة المدى، قبل أن نأخذ قراراتنا. لقد بالغ عيسو في جوعه، فقال : "إنني جائع جداً"، وسهل هذا التفكير عليه إصدار القرار، لأنه إذا كان سيموت جوعاً فما فائدة الميراث له؟ لقد أعمى ضغط الاحتياج اللحظي بصيرته، وجعل قراره يبدو ملحاً. وكثيراً ما نجد أنفسنا في مثل هذا الموقف، وقد نشعر بضغط شديد في ناحية من النواحي، حتى ليبدو أن لا أهمية لأي شيء آخر. إن ضغط اللحظة يجعلنا نفقد الرؤية السليمة، واجتياز هذه اللحظة العابرة شديدة الضغط، كثيراً ما يكون أصعب جزء في الغلبة على التجربة.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة:
الهى انى اريد ان امجدك ولكنى عاجز لاجل خطاياى فلذة شهواتى تمنعنى من التلذذ بك فعلمنى كيف اتلذذ بك وأجعل الجميع يتلذذون بك كثير ما اعثر الناس فى وكثيراً ما حادوا عن طريق الخير بسبب عثرتى لهم الهى طهرنى واعطينى ألا أنزع من أحد بكوريته و احيا ممجداً دائماً...آمين

شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة واستمرارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق