10 ديسمبر 2010

حوار مع الله


(تك18: 16-33)

حوار مع الله

16 ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سدوم.وكان ابراهيم ماشيا معهم ليشيعهم. 17 فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله. 18 وابراهيم يكون امة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع امم الارض. 19 لاني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا وعدلا لكي ياتي الرب لابراهيم بما تكلم به. 20 وقال الرب ان صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا. 21 انزل وارى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الاتي الي.والا فاعلم. 22 وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم.واما ابراهيم فكان لم يزل قائما امام الرب 23 فتقدم ابراهيم وقال افتهلك البار مع الاثيم

. 24 عسى ان يكون خمسون بارا في المدينة.افتهلك المكان ولا تصفح عنه من اجل الخمسين بارا الذين فيه. 25 حاشا لك ان تفعل مثل هذا الامر ان تميت البار مع الاثيم فيكون البار كالاثيم.حاشا لك.اديان كل الارض لا يصنع عدلا. 26 فقال الرب ان وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فاني اصفح عن المكان كله من اجلهم. 27 فاجاب ابراهيم وقال اني قد شرعت اكلم المولى وانا تراب ورماد. 28 ربما نقص الخمسون بارا خمسة.اتهلك كل المدينة بالخمسة.فقال لا اهلك ان وجدت هناك خمسة واربعين. 29 فعاد يكلمه ايضا وقال عسى ان يوجد هناك اربعون.فقال لا افعل من اجل الاربعين

. 30 فقال لا يسخط المولى فاتكلم.عسى ان يوجد هناك ثلاثون.فقال لا افعل ان وجدت هناك ثلاثين. 31 فقال اني قد شرعت اكلم المولى.عسى ان يوجد هناك عشرون.فقال لا اهلك من اجل العشرين. 32 فقال لا يسخط المولى فاتكلم هذه المرة فقط.عسى ان يوجد هناك عشرة.فقال لا اهلك من اجل العشرة. 33 وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع ابراهيم ورجع ابراهيم الى مكانه

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

إذ قابل إبراهيم حب الله بالحب، تحدث الله معه كصديق، إذ يقول: "هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله، وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع أمم الأرض...؟!".

الله في صداقته مع الإنسان يود إلا يخفي عنه أسراره... "سرّ الله لخائفيه" (مز ١٥: ١٠)، وكما قيل في عاموس: "إن السيد الرب لا يصنع أمرًا إلاَّ وهو يعلن سره لعبيده الأنبياء" (عا ٣: ٧). إن كان الله يقيم إبراهيم كأمة كبيرة ويتمتع بمجيء السيد المسيح من نسله، هذا الذي به يتبارك جميع أمم الأرض، لذلك يتحدث معه في صراحة وانفتاح قلب، حتى يتعلم أولاده حياة الشركة مع الله وانفتاح قلبهم له.

أعلن الرب آثام سدوم وعمورة لإبراهيم، ويظهر بشاعة ما بلغه الإنسان في شره، إذ صارت الخطايا تصرخ لتطلب القصاص من فاعليها، أو أن الأرض – الخليقة الجامدة – لم تعد تحتمل هذا الفساد فصارت تئن إلى الله ليقتص من الإنسان، ذلك كما فعل دم هابيل الصارخ إلى الله بسبب قسوة قايين (تك ٤: ١٠).

بعد هذا الحديث انصرف الملاكان إلى سدوم وعمورة وبقي إبراهيم أمام الرب... وفي دالة الحب "تقدم إبراهيم وقال: افتهلك البار مع الأثيم؟ عسى أن يكون خمسون بارًا في المدينة..." [ع٢٣-٢٤]. لم يتحدث مع الرب فيما يخصه هو أو زوجته في إنجابهما إسحق حسب وعد الله لهما، لكن كل مشاعر إبراهيم قد اُمتصت في هؤلاء الذين يتعرضون للهلاك، فيقف شفيعًا فيهم! إنها صورة حية للحب الناضج الذي فيه ينشغل الإنسان بخلاص أخوته، ويطلب عنهم أكثر مما لنفسه!، حتى وإن كان هذا الغير شريرًا ومستحقًا للموت.

+++ ظهر إبراهيم بحق كمن يطلب من أجل أبرار مع أنه كان يطلب عن الجميع. إن نفوس القديسين رقيقة جدًا ومحبة للغير، محبة لخلاص نفسها كما لخلاص الغرباء.

هل غيَّر إبراهيم فكر الله؟ كلا بل غيَّر الله فكر إبراهيم! لقد عرف إبراهيم أن الله عادل وأنه يعاقب الخطية. ولكن لعله تساءل عن رحمة الله. ويبدو أن إبراهيم كان يحاول أن يفهم فكر الله ليعلم إلى أي مدى هو رحيم حقيقة! لقد اقتنع من حديثه مع الله، بأن الله رحيم وعادل معاً. فصلواتنا لا تغير فكر الله، ولكنها قد تغير أفكارنا كما غيرت صلاة إبراهيم فكره هو.

الصلاة هي الوسيلة التي بها نستطيع أن ندرك فكر الله بصورة أفضل. كان الله يعلم أنه لا يوجد عشرة أبرار في المدينة، ولكنه كان رحيماً حتى إنه سمح لإبراهيم أن يشفع، كما كان رحيماً حتى إنه ساعد لوطاً على الخروج من سدوم قبل تدميرها. فالله لا يسر بإهلاك الشرير، ولكنه لابد أن يعاقب الخطية، ويجب علينا أن نكون شاكرين لأن رحمة الله تمتد إلينا.

لقد قدم الله امتحاناً عادلاً لرجال سدوم، فهو لم يكن يجهل كل الشرور التي يرتكبونها، ولكنه في عدله وطول أناته، أعطى أهل سدوم فرصة أخيرة للرجوع إليه. ومازال الله يتأنى ليرجع الناس إليه (٢بط ٣: ٩). والعاقل من يرجع إليه قبل أن يفرغ صبره. لقد تجلت عدالة الله في : (١) موافقته على أن يعفو عن المدينة لو وجد فيها عشرة أبرار. (٢) إبدائه رحمة عظيمة من نحو لوط، الذي يبدو أنه كان الرجل الوحيد في المدينة، الذي كانت له علاقة مع الله . بل إن الله وصل إلى حد أنه كاد يجبر لوطاً على ترك سدوم قبل تدميرها. فاذكر صبر الله عليك وأنت تتعرض لتجربة الشك في عدله. إن أعظم الناس تقوى يستحقون دينونة الله، فيجب أن نبتهج لأن الله لا ينزل علينا دينونته كما أنزلها على سدوم.

لقد بين الله لإبراهيم أنه من المسموح للإنسان طلب أي شيء، لكن مع إدراك أن الله يستجيب طلباتنا من وجهة نظره هو. وقد لا يتفق ذلك على الدوام مع توقعاتنا، لأن الله وحده يحيط بحكمته بكل جوانب الأمور. فهل لم تفهم استجابة الله لصلاتك لأنك لم تفكر في إجابة محتملة غير التي تنتظرها؟

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة:
بيك يارب انا عايش فلا تسمح ان ادير وجهى عنك من جديد ... بيك اتنفس فاجعل كل نفس لي يعظم مجد اسمك ... بيك أحيا فاجعل حياتى التى ملكك منك وإليك ... بيك أفرح مهما كان موج الحياه يتلاطم بى لأني اجدك تحملنى وتُسَخر الوقت لى ... بيك افكر فيرشدنى روحك القدوس ... فكم انت عظيم ووعدك دوماً صادق . أمين

شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة واستمرارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق