1 ديسمبر 2010

اطلوا أولاملكوت الله وبره

تكوين 13
اطلوا أولاملكوت الله وبره



1 فصعد ابرام من مصر هو وامراته وكل ما كان له ولوط معه الى الجنوب. 2 وكان ابرام غنيا جدا في المواشي والفضة والذهب. 3 وسار في رحلاته من الجنوب الى بيت ايل.الى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداءة بين بيت ايل وعاي. 4 الى مكان المذبح الذي عمله هناك اولا.ودعا هناك ابرام باسم الرب 5 ولوط السائر مع ابرام كان له ايضا غنم وبقر وخيام. 6 ولم تحتملهما الارض ان يسكنا معا.اذ كانت املاكهما كثيرة.فلم يقدرا ان يسكنا معا

. 7 فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي ابرام ورعاة مواشي لوط.وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الارض. 8 فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك.لاننا نحن اخوان. 9 اليست كل الارض امامك.اعتزل عني.ان ذهبت شمالا فانا يمينا وان يمينا فانا شمالا 10 فرفع لوط عينيه وراى كل دائرة الاردن ان جميعها سقي قبلما اخرب الرب سدوم وعمورة كجنة الرب كارض مصر.حينما تجيء الى صوغر. 11 فاختار لوط لنفسه كل دائرة الاردن وارتحل لوط شرقا.فاعتزل الواحد عن الاخر. 12 ابرام سكن في ارض كنعان ولوط سكن في مدن الدائرة ونقل خيامه الى سدوم

. 13 وكان اهل سدوم اشرارا وخطاة لدى الرب جدا 14 وقال الرب لابرام بعد اعتزال لوط عنه.ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي انت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. 15 لان جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها ولنسلك الى الابد. 16 واجعل نسلك كتراب الارض.حتى اذا استطاع احد ان يعد تراب الارض فنسلك ايضا يعد. 17 قم امش في الارض طولها وعرضها.لاني لك اعطيها. 18 فنقل ابرام خيامه واتى واقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون.بنى هناك مذبحا للرب

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
( ع 1 – 4 رجوع ابرام الي كنعان )
إن كان إبرام قد نزل إلي مصر من اجل المجاعة وكاد أن يفقد زوجته ساراى، لكن من أجل نقاوة قلبه لم يتركه الله في مصر بل حفظ له زوجته وأعطاه نعمة في عيني فرعون الذي حثه علي الصعود من مصر،في هذه المرة لم يظهر له الرب لكي يدعوه للخروج. وإنما حدثه خلال فرعون الذي التجأ إبرام إلي أرضه، وكأنه يحدثه باللغة التي تناسبه في ذلك الحين. هذه هي معاملات الله مع الإنسان،

إنه يحدث كل إنسان حسب ما يرتضي الإنسان لنفسه، فإذ كان إبرام بسيطًا للغاية في إيمانه ظهر له وكلمه مباشرة، وإذ لجأ لفرعون حدثه بفرعون، وعندما صار بلعام جاهلاً كالآتان حدثه خلال آتانه ، وعندما كان شاول الطرسوسي عنيفًا للغاية حدثه خلال لغة فقدان بصيرته المؤقتة، وإذ كان المجوس منهمكين بالدراسات الفلكية حدثهم بالنجم... هكذا يخاطب الله الإنسان بلغته.

خرج إبرام من التجربة التي كشفت عن ضعفه ببركات كثيرة فقد أدرك رعاية الله الفائقة له، إذ لم يستطع فرعون أن يمس امرأته، بل وصار إبرام "غنيًا جدًا في المواشي والفضة والذهب" ما هو سر الغني؟ إن كان عن ضعف سقط إبرام، لكنه بقوة الروح لم يستسلم للسقوط، وكأنه يقول: "لا تشمتي بي يا عدوتي، إذا سقطت أقوم، إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي"

+++ علي قدر إيمانك واتكالك علي الله وطاعتك لوصاياه مهما بدت صعبة ، سيباركك ببركات روحية ومادية حتي تخجل من كثرة محبته ويثبت إيمانك وتزداد طاعتك له .

ان كان إبرام قد أضاع زمانًا بنزوله إلي مصر ورجوعه منها إلي أرض الجنوب ثم إلي بيت إيل "إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البدء بين بيت إيل وعاي" ، أي رجع إلي حيث كان أولاً...رجع الي حياته التي لا تستقر الا في البرية أي بالتجرد وامام مذبح الله حيث يرفع الصلوات والذبائح فيجد راحته .

+++ لا تبتعد عن المذبح والتناول من الأسرار المقدسة فهي حياتك ، وعلي المذبح تضع كل طلباتك فتنال قوتك من خطاياك وتتمتع بعشرة الله وتحتفظ بسلامك وسط اضطرابات العالم .

( ع 5 – 9 اعتزال لوط عن ابرام )
وإذ واجه أبرام نزاعا خطيرا مع ابن أخيه، أخذ هو المبادرة في تسوية النزاع، فأعطى الخيار الأول للوط، رغم أن أبرام كان هو الأكبر وله الحق في أن يختار أولا.. فكان في ذلك قدوة لنا في كيفية معالجة المواقف العائلية الصعبة : (١) أخذ المبادرة في تسوية النزاعات. (٢) إعطاء الآخرين الخيار الأول، حتى وإن كان ذلك يؤدي إلى عدم حصولنا على ما نريد. (٣) وضع السلام العائلي فوق رغباتنا الشخصية.

+++ إهتم بسلامك فوق كل اهتمام مهما كان ثمن ذلك واتضع أمام الكل وتنازل عن أي شئ مادي واحتمل إساءات من حولك لأنك بسلامك هذا تستطيع أن تواصل حياتك الروحية وتعيش في فرح وتكسب محبة الكثيرين وبالتالي تستطيع التأثير فيهم وجذبهم الي الله .

( ع 10 – 13 ذهاب لوط الي سدوم )
تظهر أخلاقيات لوط في طبيعة اختياره، فقد أخذ أفضل قسم من الأرض، رغم أن ذلك كان معناه أن يعيش بالقرب من سدوم المدينة المشهورة بشرها .... رفع لوط عينيه ليري الأرض "كجنة الرب كأرض مصر"... تذكر "عدن" لكن لا في سلامها الداخلي ولقاء الإنسان مع الرب وإنما في زراعاتها وخصوبتها كأرض مصر... هكذا امتزجت الروحيات بالزمنيات بغير تمييز أو إفراز... إنه يمثل الإنسان المتدين، صاحب المعرفة النظرية والممارسات الشكلية، أما قلبه ففي محبة العالم غارقًا، وفي الأرض زاحفًا.

+++ احترس من محبة المال فهي أصل لكل الشرور واستخدم كل ما في العالم بمقدار ، ولا تنغمس في شهواته حتي تعطي فرصة لإيمانك أن ينمو وتزداد محبتك نحو الله فتجد خلاص نفسك .

( ع 14 – 18 الرب يبارك إبرام )
إن كان لوط بنظرته المادية انجذبت عيناه إلي الأرض السقي التي حسبها كجنة الرب كأرض مصر [١٠]، فباعتزاله إبرام تمتع إبرام بمواعيد الله الفائقة ... لم يرد الله أن يحصر إبرام في اتجاه واحد وإنما طالبه بالتطلع نحو الاتجاهات الأربع، لكي يري محبة المسيح الفائقة في طولها وعرضها وعمقها وارتفاعها، تحصره (2 كو 5: 14؛ 3: 18). ولعله بالنظر إلي الاتجاهات الأربع يكون قد رأي الصليب بالإيمان الذي به يملك السيد المسيح الخارج من نسل إبرام علي الشعوب والأمم التي صارت خلال العبادة الوثنية أرضًا.

رحل لوط إلى سدوم وعمورة ليعيش في الأرض السقي بين الأشرار، فيفقد كل شيء، ورحل إبرام إلى بلوطات ممرا التي في حبرون ليستضيف الله وملاكيه وينعم بحياة شركة مع الله على مستوى أعمق. حياتنا رحيل مستمر بلا توقف، إما نحو سدوم حيث الهلاك أو نحو بلوطات ممرا حيث اللقاء مع واهب الحياة!

++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة :
انزع يا رب من قلبي كل محبة أخرى تتعارض مع محبتك حتي يصير القلب كله لك وحدك ... لا تسمح أن أحب أي شئ أو أي أحد أكثر منك ولا أن أحب أي أحد أو اي شئ أو شهوة أو أي رغبة لا تتفق مع محبتك أنت

لا تسمح يارب ان يوجد في قلبي من ينافسك أو ما ينافسك أو يسئ الي محبتك اجعل محبتك هي التي تشغلني وتملك قلبي وهي التي تقود كل تصرفاتي وتمتزج تماما بكل تصرفاتي وبكل أقوالي وبكل مشاعري

أعطني يارب أنه اشتهي الجلوس معك والحديث اليك وأن أجد لذة في الصلاة والمداومة عليها وان فترت محبتك اطلب منه ان يعيدها بحرارتها قل له أنت يارب تقول عندي عليك انك تركت محبتك الأولي فكيف أعود يارب الي محبتي الأولي الا بك أنت الذي تعيدني الي محبتك

أنت يارب الذي تتوبني فأتوب أنت الذي تمنحني حرارة الروح لأنك انت يارب نار آكلة لذلك ارجعني يارب الي محبتي الأولي
بل والي أكثر منها أمين


شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة واستمرارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق