16 ديسمبر 2010

أعظم طاعة

(تك22: 1-24)

أعظم طاعة

1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم.فقال هانذا. 2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك. 3 فبكر ابراهيم صباحا وشد على حماره واخذ اثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشقق حطبا لمحرقة وقام وذهب الى الموضع الذي قال له الله. 4 وفي اليوم الثالث رفع ابراهيم عينيه وابصر الموضع من بعيد. 5 فقال ابراهيم لغلاميه اجلسا انتما ههنا مع الحمار.واما انا والغلام فنذهب الى هناك ونسجد ثم نرجع اليكما. 6 فاخذ ابراهيم حطب المحرقة ووضعه على اسحق ابنه واخذ بيده النار والسكين.فذهبا كلاهما معا. 7

وكلم اسحق ابراهيم اباه وقال يا ابي.فقال هانذا يا ابني.فقال هوذا النار والحطب ولكن اين الخروف للمحرقة. 8 فقال ابراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني.فذهبا كلاهما معا 9 فلما اتيا الى الموضع الذي قال له الله بنى هناك ابراهيم المذبح ورتب الحطب وربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب. 10 ثم مد ابراهيم يده واخذ السكين ليذبح ابنه. 11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم.فقال هانذا. 12 فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا.لاني الان علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني. 13 فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه.فذهب ابراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا عن ابنه. 14 فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه.حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى

15 ونادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء 16 وقال بذاتي اقسمت يقول الرب.اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك 17 اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر.ويرث نسلك باب اعدائه. 18 ويتبارك في نسلك جميع امم الارض.من اجل انك سمعت لقولي. 19 ثم رجع ابراهيم الى غلاميه.فقاموا وذهبوا معا الى بئر سبع.وسكن ابراهيم في بئر سبع 20 وحدث بعد هذه الامور ان ابراهيم اخبر وقيل له هوذا ملكة قد ولدت ايضا بنين لناحور اخيك. 21 عوصا بكره وبوزا اخاه وقموئيل ابا ارام 22 وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل. 23 وولد بتوئيل رفقة.هؤلاء الثمانية ولدتهم ملكة لناحور اخي ابراهيم. 24 واما سريته واسمها رؤومة فولدت هي ايضا طابح وجاحم وتاحش ومعكة

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

بعد أن ظهر الله لإبراهيم عدة مرات وأكد وعده بالبركة وبعد أن اعطاه إسحق ابن الموعد وبارك أملاكه وقوته فصارت بينه وبين الله علاقة قوية ظهر له هذه المرة ليمتحنه حتى يظهر فضائله وينميه فى المحبة.

طلب الله من إبراهيم طلباً صعباً للغاية وهو أن يقدم إسحق ابنه وحيده المحبوب جداً له ذبيحة لله. الهدف من هذا الامتحان لم يكن سقوطه، بل بالحري كان غرض الله الحقيقي هو تقوية قدرة إبراهيم على طاعته، وهكذا تتقوى شخصيته وإيمانه.

+++ كما تنقي النار الخام لتستخلص منه المعادن الثمينة، هكذا ينقينا الله بالظروف الصعبة. وعندما نتعرض للامتحان، فإما أن نشكو ونتذمر، أو أن نرى كيف يوسع الله تخومنا لتقوية شخصيتنا... فإن بدت الوصية صعبة عليك فلا تضطرب لأن الله سيعطيك معونة لإتمامها وفى تنفيذك لها تظهر محبتك لله وينمو إيمانك وتنال بركات لا تحصى.

في الصباح التالي قام إبراهيم باكراً وأعد الحطب الذى سيشعله ليحرق المحرقة أى ابنه الذى سيذبحه وهنا تظهر طاعته الفورية لله.ولم يخبر سارة حتى لا تعطله بعواطف أمومتها عن تنفيذ أمر الله... فقد قام إبراهيم بعمل من أعظم أعمال الطاعة التي عرفها الإنسان. لقد تعلم طيلة السنوات العديدة دروساً صعبة عن أهمية الطاعة لله، وفي هذه المرة كانت طاعته حاسمة وكاملة. وكثيراً ما تكون الطاعة لله صراعاً، لأنها قد تعني التضحية بشيء نحن في أشد الحاجة إليه. ويجب ألا نتوقع دائماً أن تكون طاعتنا لله سهلة أو تلقائية.

سار إبراهيم وإسحق آخذاً معه غلامين إلى أورشاليم 3 أيام ولما وصل إلى أرض المريا أرشده الله إلى الجبل الذى سيصعد إسحق ذبيحة عليه فقال لغلاميه أن يجلسا عند سفح الجبل مع الحمار حتى يصعد الجبل هو وابنه إسحق ليقدم ذبيحة ثم يرجعا إليهما وهذا يثبت إيمان إبراهيم بقدرة الله على إقامة ابنه بعد ذبحه حتى أنه سيعود للغلامين هو وابنه.

حمل إسحق حطب المحرقة كما حمل المسيح صليبه أما إبراهيم فأمسك بالنار والسكين وسارا كلاهما معاً صاعدين على الجبل. فتعجب إسحق أنه لا يوجد معهما حيوان ليذبحاه وكان هذا السؤال موجعاً لقلب إبراهيم الأب الحنون لكن إيمانه بالله واتكاله عليه جعله يتماسك ويجيب ابنه بكلمات مطمئنة أن الله الذي أمرنا بتقديم ذبيحة له هو سيعد لنا الذبيحة التى نقدمها فصمت إسحق وسار مع أبيه.

+++ إن كان بعض أسئلة المحيطين بك تجرح مشاعرك أو تثير عواطفك فلا تتشكك فى إيمانك بوصايا الله واحتمل الآلام لأجل اسمه فتنال بركات الله العظيمة.

أخبر إبراهيم ابنه إسحق أنه سيكون ذبيحة التقدمة حسب أمر الله فخضع إسحق وأطاع رغم أنه شاب قادر على مقاومة رجل عجوز مثل أبيه فهو رمز للمسيح الذى أخلى ذاته وأطاع حتى الموت بإرادته...وكم كان هذا مؤلماَ لقلب الأب ولكن من أجل طاعة الله أطاع ورفع السكين ليذبح إسحق.

+++ثق أن الله يطلب خيرك، فأطع وصاياه مهما بدت ثقيلة وهو سيسندك لتتممها وبهذا تظهر حبك له وتختبره وتتمتع براحة وفرح يفوق كل عقل.إذبح مشيئتك لتتمتع بمشيئة الله

فى اللحظة الحاسمة ظهر ملاك الله ونادى إبراهيم و منعه من أن يقترب السكين من إسحق ومدحه بأنه يخاف الله ويحبه لدرجة أن يقدم له أعز شئ عنده.وجه الله نظر إبراهيم لكبش مربوط بقرنيه فى شجرة فأمره أن يقدمه ذبيحة عوضاً عن إسحق.

فرح إبراهيم بنجاة ابنه إسحق من الموت وبرؤيته لله واختباره لأبوته وحنانه. ثم جدد الله العهد مع إبراهيم بشكل واضح من أجل محبته الفائقة بقبوله تقديم إسحق ذبيحة لله.

لاحظ المقارنة بين الكبش الذي قدم على المذبح عوضاً عن إسحق، والمسيح الذي قدم نفسه على الصليب عوضاً عنا. وبينما منع الله إبراهيم من تقديم ابنه ذبيحة، لم يشفق على ابنه يسوع المسيح من الموت على الصليب. فلو لم يمت يسوع، لمات كل الجنس البشري. لقد أرسل الله ابنه الوحيد ليموت عنا حتى ننجو نحن من الموت الأبدي الذي نستحقه، وعوضاً عن الموت ننال حياة أبدية.

+++بركات الله وفيرة لك إن تجاوبت مع حبه ...فقط اتكل عليه ولا تنزعج من ظروف العالم المضطرب وتمسك بوصاياه فيعطيك بركة وقوة تدوم معك إلى الأبد.

إن قيمتك غالية جداً فى نظر الله لأنك ابنه تحيا معه وهو يهتم بكل ما يتصل بك فاطمئن فى كل خطواتك بل تلذذ بالله فى كل لحظة فى حياتك فإنه يحبك ودليل حبه الواضح موته من أجلك على الصليب.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة:
أشكرك با إلهى الحنون على عطاياك الكثيرة...وأشكرك أيضاً على جميع الظروف الصعبة التى جعلتنى أمر بها لأنها كانت جميعها تجعلنى أدنو منك أكثر و أكثر...يا رب إسندنى لكى أتمم كل وصاياك أثناء تحقيق جميع مقاصدك فى حياتى ...لذذنى بك يا الله...آمين








شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة واستمرارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق