12 ديسمبر 2010

شر عظيم وانغماس فيه

تك19: 1-22

شر عظيم وانغماس فيه

1 فجاء الملاكان الى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما راهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض. 2 وقال يا سيدي ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما.ثم تبكران وتذهبان في طريقكما.فقالا لا بل في الساحة نبيت. 3 فالح عليهما جدا.فمالا اليه ودخلا بيته.فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فاكلا 4 وقبلما اضطجعا احاط بالبيت رجال المدينة رجال سدوم من الحدث الى الشيخ كل الشعب من اقصاها. 5 فنادوا لوطا وقالوا له اين الرجلان اللذان دخلا اليك الليلة.اخرجهما الينا لنعرفهما. 6 فخرج اليهم لوط الى الباب واغلق الباب وراءه. 7 وقال لا تفعلوا شرا يا اخوتي. 8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا.اخرجهما اليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم.واما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا لانهما قد دخلا تحت ظل سقفي

. 9 فقالوا ابعد الى هناك.ثم قالوا جاء هذا الانسان ليتغرب وهو يحكم حكما.الان نفعل بك شرا اكثر منهما.فالحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب. 10 فمد الرجلان ايديهما وادخلا لوطا اليهما الى البيت واغلقا الباب. 11 واما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى من الصغير الى الكبير.فعجزوا عن ان يجدوا الباب 12 وقال الرجلان للوط من لك ايضا ههنا.اصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة اخرج من المكان. 13 لاننا مهلكان هذا المكان.اذ قد عظم صراخهم امام الرب فارسلنا الرب لنهلكه. 14 فخرج لوط وكلم اصهاره الاخذين بناته وقال قوموا اخرجوا من هذا المكان.لان الرب مهلك المدينة.فكان كمازح في اعين اصهاره. 15 ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين قم خذ امراتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك باثم المدينة. 16 ولما توانى امسك الرجلان بيده وبيد امراته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه واخرجاه ووضعاه خارج المدينة

. 17 وكان لما اخرجاهم الى خارج انه قال اهرب لحياتك.لا تنظر الى ورائك ولا تقف في كل الدائرة.اهرب الى الجبل لئلا تهلك. 18 فقال لهما لوط لا يا سيد. 19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك وعظمت لطفك الذي صنعت الي باستبقاء نفسي.وانا لا اقدر ان اهرب الى الجبل.لعل الشر يدركني فاموت. 20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب اليها وهي صغيرة.اهرب الى هناك.اليست هي صغيرة.فتحيا نفسي. 21 فقال له اني قد رفعت وجهك في هذا الامر ايضا ان لا اقلب المدينة التي تكلمت عنها. 22 اسرع اهرب الى هناك.لاني لا استطيع ان افعل شيئا حتى تجيء الى هناك.لذلك دعي اسم المدينة صوغر

++++++++++++++++++++++++++++++++

ذهب الملاكان للوط ليخرجاه من المدينة أما لوط فقدم للملاكين محبته فى استضافتهما لكنهما رفضا إعلاناً لرفضهما لشرور المدينة وعدم الاختلاط بهم وتوبيخاً ضمنياً للوط على قبوله السكن وسط الاشرار... تمسك لوط بهما وكرر دعوته عدة مرات حتى قبلا الدعوة وذهبا إلى بيته حيث قدم لهم خبز فطير أى غير مختمر فيمكن عمله بسرعة على عكس ما فعل إبراهيم...

عندئذ اجتمع رجال سدوم على بيت لوط طالبين الرجلين (الملاكين) ليخطئوا معهما،لأن المدينة قد سقطت فى خطية الشذوذ الجنسى حتى دعيت هذه الخطية بالخطية السدومية...فخرج لوط إليهم وترجاهم ألا يفعلوا شراً نحو هذين الضيفين.

فعرض عليهم لوط ابنتيه العذراويتين ليخطئوا معهما بدلاً من الضيفين...كيف يستطيع أب أن يسلم بناته ليغتصبهن مثل هذا الجمع الثائر من الغوغاء الفاسدين، لمجرد حماية اثنين من الغرباء؟ لعل لوطاً كان يخطط لحماية البنات والضيوف مؤملاً أن أصهاره (١٩: ١٤) سينقذونهن، أو أن هؤلاء الرجال الشواذ لا يبالون بالبنات وينصرفون. ومع أن العادة في تلك الأيام كانت حماية الضيوف بأي ثمن، إلا أن هذا العرض الفظيع، يكشف لنا عن المدى العميق الذي امتزجت فيه الخطية بحياة لوط، فقد أصبح متحجراً أمام الشر في مدينة شريرة.

ومهما كانت دوافع لوط، فإننا نرى أمامنا صورة لشر سدوم المريع، الشر العظيم الذي رأى الله معه أن يهلك كل المدينة حيث انهم تعلقوا بالشذوذ الجنسى لدرجة أكبر من الزنا مع النساء،فتحركوا نحو بيت لوط ليغتصبوا الرجلين...فأسرع الرجلان (الملاكان)وجذبا لوطاً للداخل...وضربا رجال سدوم بالعمى والعجيب أنهم لم يتوبوا عن شرهم واستمروا يبحثون عن الباب ليقتحموا البيت ولكنهم عجزوا فابتعدوا بعماهم عنه.

+++لا تتساهل مع الخطية لئلا تعتادها وتتمسك بها بل تبررها فتعمى قلبك عن الله والحق.إسرع إلى التوبة لتكتشف خطيتك وبقوة الله ثق أنك تستطيع أ، تتغلب عليها وتتناول من الأسرار المقدسة فتتذوق حلاوة الله وتحتمى بقوته من شرورك.

أعلن الملاكان للوط أن الله سيهلك سدوم وعمورة وكل مدن الدائرة لأجل إنغماسهم فى الشر وقالا له أن يخرج كل من له فى المدينة ...فأسرع لوط ينبه أصهاره حتى يستعدوا للرحيل عن سدوم ولكنهم لم يصدقوا كلامه وإعتبروه كلام هزل وللأسف فقدت بنات لوط المتزوجات إيمانهم بالله فهلكن مع أزواجهن وباقى أهل سدوم.

+++ فهل الذين يعرفونك يرون فيك شاهداً لله، أم أنك واحد وسط الجمع تمتزج بهم، ولم تعد متميزاً عنهم في شيء؟ لقد تساهل لوط حتى كاد أن يصبح غير نافع لله. وعندما أراد أخيراً أن يتخذ موقفاً، لم يصغ إليه أحد. فهل أصبحت أنت أيضاً غير نافع لله لأنك صرت شديد الشبه ببيئتك؟ لكي تكون متميزاً، يجب أن تعزم أولاً أن تحيا حياة مختلفة.

تلكأ لوط فأمسك الملاك بيده وأسرع به إلى الأمان. لم يشأ لوط أن يتخلى عن الثروة والرفاهية اللتين تمتع بهما في سدوم. ومن السهل أن ننتقد لوطاً لأنه كان منوماً بانجذابه لسدوم، بينما يبدو لنا أن الخيار كان واضحاً. ولكي نكون أحكم من لوط، يجب أن ندرك أن ترددنا في الطاعة ينبع من انجذابنا الباطل لملذات حضارتنا المعاصرة.

لما اخرج الملاكان لوط ومن معه أمره أحدهما ألا ينظروا إلى الوراء أى يقطعوا كل تعلقهم بالماديات التى تركوها فى سدوم إذ تدنست كلها بالشر فيهرب مبتعداً عن المدينة ويذهب إلى الجبل فإستأذنه لوط أن يصفح عن المدينة الصغيرة التى فى طرف سهل الاردن حتى يهرب إليها ولا يسكن فى جبل لئلا تهاجمه الوحوش أو يصاب بضرر فى الخلاء.

+++إنه ضعف إيمان من لوط أن يخاف السكنى فى الجبل مع أن الله أمره بذلك...فمن أنقذك من كل هذه الشرور ألا يستطيع أن ينقذك من وحوش البرية؟!!فليتك تطيع الله مهما بدت أوامره صعبة فى نظرك ولا تعتمد على عقلك ضد وصايا الله فهو يعلم خيرك أفضل منك ...آمن به فقط تجد خلاصك وراحتك ولا تكن دائم التذمر.

وافق الله على شفاعة لوط فلم يهلك المدينة الصغيرة وهذا إثبات واضح للمرة الثانية لأهمية الشفاعة. وتظهر هنا عناية الله الشديدة بأولاده أنه لا يستطيع أن يفعل أى ضرر بالأشرار يمكن أن يصيب أولاده ولو قليلاً.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة:ربى يسوع جبينى المملوء بالافكار هو الذى يستحق اكليل الشوك، فاربط فكرى بأشواكك المقدسة ، واعطني فكرك
دعنى أحدثك عن اشواكى، فكل يوم اسير على هذه الأرض الملعونة تصطدم رجلى بأشواكها فتجرحني وترميني وقد مزق شوك النجاسة ثوب طهارتي وشوك الأماكن الشريرة وشوك الاغانى البذيئة ثقب طبلة اذنى واضاع قدرتى على سماع صوت الله وشوك شهوة الاكل جرح فمى واعجزه عن التسبيح وشوك حب الظهور جرح تواضعى وشوكة الشهوة افسدت جسدى…الهى اصرخ اليك الجسم كله سقيم وليس فيه صحة لذلك ربى يسوع نجنى من هذه الاشواك ...آمين
شاركنا بتأملك الشخصي لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة واستمرارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق