28 مايو 2012

واجبات المسيحى نحو المجتمع


رومية 13: 1-7 


واجبات المسيحى نحو المجتمع

    1 لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة.لانه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. 2 حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سياخذون لانفسهم دينونة. 3 فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة.افتريد ان لا تخاف السلطان.افعل الصلاح فيكون لك مدح منه. 4 لانه خادم الله للصلاح.ولكن ان فعلت الشر فخف.لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر. 5 لذلك يلزم ان يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل ايضا بسبب الضمير. 6 فانكم لاجل هذا توفون الجزية ايضا.اذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه. 7 فاعطوا الجميع حقوقهم.الجزية لمن له الجزية.الجباية لمن له الجباية.والخوف لمن له الخوف والاكرام لمن له الاكرام

+++++++++++++++++++++++++++++++++++

عاشت المسيحية فى أغلب عصورها تحت حكم أناس غير مسيحيين، وهنا يشير القديس بولس إلى أن السلطة جيدة بصفة عامة، لأنها نظام اجتماعى لتنظيم الحياة والعلاقات بين الناس، وهذا أفضل من المجتمعات البدائية التى تسودها الفوضى وحكم العصابات. والله يفرح بالسلطة لأنه إله نظام وليس إله تشويش، فالسلطة ترتيب يوافق عليه الله لتنظيم المجتمع، ويوصينا الرسول بالخضوع له والتجاوب معه. 


من يقاوم السلطة أى يرفضها أو يعارضها ويحاربها، كأنه يقاوم الله نفسه، ويعرض نفسه أيضا للدينونة الأرضية أى عقاب الحكام. وحتى فى العصور التى كان السلاطين يقاومون ويضطهدون المسيحيين، كان المطلوب هو الخضوع الذى وصل إلى حد الاستشهاد، ذاك الذى كان بسماح من الله إذ أنه كان سبب بركة وانتشار للمسيحية. ولذلك لم تسمح المسيحية طوال عصورها بقيام ثورات أو شغب ضد الدول أو السلطات المضطهدة لها، بل احتملت الاضطهادات ببسالة وشجاعة وفرح.


  أما نُظُم الحكم العادية أى الغير مضطهدة للمسيحية، حيث يقول القديس أن الحكم والحكام ليسوا مخيفين أو معاقبين للذين يعملون الصلاح، ولكن سبب خوف وتأديب لصانعى الشر مثل اللصوص – القتلة – المرتشين – المزورين... إلخ؛ لذلك من يريد أن يعيش مطمئناً تحت نظام أى حكم، فليفعل الصلاح أى ما هو مطلوب منه أو مصرح به من قبل قوانين الدولة، فيصير مواطناً صالحاً.


المسئول هو خادم الله، أقامه ليحكم بالعدل بين الناس، فيسود الأمن والعدل والطمأنينة فى المجتمع، وبذلك يتطهر المجتمع. ومن أجل هذا يوجه القديس بولس نصيحة لكل إنسان، يصنع الشر حتى: 


أولا: لا يدخل فى دائرة الخوف والقلق والعقاب من الحكام.
ثانياً: لأن ضميرنا المسيحى المحب للتواضع والطاعة وبذل الذات، لا يرضى إلا بتنفيذ وصية المسيح بالخضوع للرياسات. فالمسيحية ديانة مسالمة ليست معترضة أو مقاومة أو مشاغبة. وليس معنى ذلك ألا يطالب الإنسان بحقه أو يدافع عنه، ولكن فليطالب بحقه بطرق سليمة منطقية وليس بأساليب ملتوية أو جدال غير منطقى. فقد ظهر فى عصور الاضطهاد مدافعون عظماء دافعوا عن الديانة المسيحية بكل قوة.


+++ إن كنا مطالَبين بالخضوع لرؤسائنا الغير مؤمنين فى العالم، فكم وكم بالحرى يجب علينا الخضوع لرعاتنا الروحيين كالكهنة والمرشدين ولآبائنا وأمهاتنا.


إن كان الإنسان المسيحى يخضع للرئاسات فى كل شئ بما لا يتعارض مع وصايا الله، فبديهى أن هذا يعنى الخضوع فى الأمور البسيطة مثل دفع الجزية أى الضرائب لأنها تؤدى خدمات عامة للمجتمع كله. وإن كانت الكنيسة قد طوبت العطاء للمحتاجين (احتياجات القديسين)، فإنها تحسب جامعى الضرائب مثل خدام الله الذين يجمعون التبرعات لخدمة الآخرين، وكذلك الخدمات العامة التى يتمتع بها جميع المواطنين.


الجزية: هى ضريبة على النفوس أو العقارات تُعطَى لجامعى الجزية ... اما الجباية: هى ضريبة على السلع التجارية تعطى لجامعى الجباية.


أعطانا السيد المسيح نفسه مثلا عندما دفع الجزية وقال "أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (لو20: 25). كل لابد أن يأخذ حقه، ويجب أن نقدم الاحترام لكل ذى مركز بتقدير ومخافة وليس عن رياء أو وصولية، فنخاف من الشر ولا نفعله خوفا من عقوبته، وكذلك نكرم ذوى المراكز فى الدولة بالإكرام المعتاد لهذه الرتب، فنؤكد موافقتنا وخضوعنا لنظام المجتمع المفيد فى ضبط كل شئ.


 +++ أنت أيها الحبيب فلتراجع موقفك من جهة رؤسائك، وتسأل نفسك.
1- هل أنا أمين فى ما هو مطلوب منى، أم أنا متكاسل ومخالف فى أعمالى؟
2- هل أطالب بحقى بطرق مستقيمة إذا ظُلمت، أم تُرى ألجأ لطرق ملتوية أو عنيفة لأخذ حقى؟




نورد هنا راي اخر بخصوص رومية 13 وفتوي عدم الخروج عن الحاكم .. مقتبسة من مدونة (قلم رصاص) من هنا 


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : الهي الحبيب .. نحن لا نعلم ماذا نفعل ولكن نحوك اعيننا 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق