27 مايو 2012

الفضائل المسيحية


رومية 12 : 9-21 


الفضائل المسيحية

9 المحبة فلتكن بلا رياء.كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير. 10 وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية.مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة. 11 غير متكاسلين في الاجتهاد.حارين في الروح.عابدين الرب. 12 فرحين في الرجاء.صابرين في الضيق.مواظبين على الصلاة. 13 مشتركين في احتياجات القديسين.عاكفين على اضافة الغرباء. 14 باركوا على الذين يضطهدونكم.باركوا ولا تلعنوا. 15 فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين. 16 مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا غير مهتمين بالامور العالية بل منقادين الى المتضعين.لا تكونوا حكماء عند انفسكم. 17 لا تجازوا احدا عن شر بشر.معتنين بامور حسنة قدام جميع الناس 18 ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس 19 لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب.لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.20 فان جاع عدوك فاطعمه.وان عطش فاسقه.لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه.21 لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

يعرف الاغلبية منا كيف يظهرون المحبة من نحو الآخرين، وكيف يتحدثون بلطف، ويتحاشون جرح مشاعر الآخرين، ويبدون الاهتمام بهم. بل قد نبرع في خداع أنفسنا، فقد تجيش عواطفنا عندما نسمع باحتياجات الآخرين، أو قد نثور عندما نسمع عن ظلم، ولكن الله يطالبنا بالمحبة الصادقة التي تتأصل في الأعماق تحت السطح، وتسمو على مجرد التصرفات والمشاعر. فالمحبة الحقيقية تعني العمل، عمل شيء من أجل من نحبهم ليكونوا أناسا أفضل.


 إنها تقتضينا بذل وقتنا ومالنا واهتماماتنا. وليس في قدرة إنسان أن يحب جماعة بأكملها، ولكن الكنيسة المحلية، جسد المسيح، تستطيع ذلك. فابحث عن أناس في حاجة إلى محبتك العاملة، وابحث عن طرق تستطيع بها أنت ورفقاؤك من المؤمنين أن تتحدوا معا في محبة كل جماعتكم في تحت اسم المسيح.


نستطيع إكرام الآخرين بطريقين : فطريق العالم لها دوافع وأهداف تسعى إليها. ففي العالم، نكرم رؤساءنا لكي يكافئونا، ونكرم مرؤوسينا ليعملوا بجد، ونكرم الأغنياء ليساهموا في مشروعاتنا، ونكرم الأقوياء ليستخدموا نفوذهم لخيرنا وليس ضدنا. أما طريق الله في إكرام الآخرين، فتختلف عن ذلك تماما، فنحن، كمسيحيين، نكرم الناس لأنهم قد خلقوا على صورة الله، إخوتنا وأخواتنا في المسيح، ولأننا نشكر الله من أجل مايبذلونه لبنيان جسد المسيح.


فى مسيرتنا نحو الأبدية تعترضنا ضيقات كثيرة هدفها تعطيلنا وتجريحنا واسقاطنا، لذلك يقدم القديس بولس الحل وهو الفرح بالرجاء، أى النظر إلى المجد العتيد أن يستعلن فينا. فالضيقة هى مجالنا للربح وكسب المكافأة السمائية، إذا نجحنا وواظبنا على الصلاة، وكأننا نقول لا شئ يفصلنا عن محبة المسيح، فنجد معونة وقوة كبيرة من الله تسندنا.


ويا لجمال اللقب الذى أطلقه القديس بولس على الفقراء(ع13 )، فهم القديسون لما يحتملونه من صعوبة العيش وظلم الأغنياء وقسوه المتكبرين عليهم، ويعنى أيضاً بالقديسين المؤمنين المقدسين فى المسيح. وكلمة مشتركين معناها أن كل عضو فى الجسد لابد أن يشارك فى هذه الخدمة لأخوه المحتاج. ولذلك عاشت الكنيسة الأولى حياة تسمى "حياة الشركة"، حيث لم تكن هناك أى فروق طبيعية، فالكل شبعان.


ثم يوجهنا القديس بولس(ع15) إلى مشاركة الآخر فى فرحه، أى أفرح له من قلبى بلا غيرة وبلا حسد، ويجب أن تكون مشاركتى فى مظاهر فرحه فى حدود لا تحزن روح المسيح الساكن فىًّ. وإن كان الإنسان فى العالم اليوم يرفض مشاركة الآخر فى حزنه لأنه ببساطة لا يستطيع أن يحتمل الآخر أو حتى يستمع إلى أحزانه وهمومه، فالإنسان الروحى هو دائماً صدر حنون، وأذن مصغية ولسان لطيف معزى.


شركتنا بعضنا البعض فى الفرح والحزن تصيرنا جسداً واحداً ولنا اهتمام واحد وهو الحياة الأبدية، غير مهتمين بأمور العالم المادية وتعظم المعيشة (الأمور العالية)، بل تجعلنا ننقاد إلى المتضعين أى نتمثل بالقديسين المتضعين ونقتدى بهم.


ومن فضائل المتواضع أنه يسمع ويتعلم ويطيع ويخضع، أما المتكبر الحكيم فهو الذى يسير بحسب أهوائه الشخصية وآرائه، غير خاضع للمرشدين أو الكهنة أو الكنيسة ولا حتى الله نفسه. فالحكمة الحقيقية هى فى الخضوع لله والمرشدين، أما الحكيم فى عينى نفسه فهو المتكبر، فتكون حكمته زائفة ومجرد ذكاء أو معلومات ولكن لا يستطع أن يتصرف حسنا لأن الحكمة هى التصرف الحسن.


(ع17-21)
تلخص هذه الأعداد لب الحياة المسيحية، فلو أحببنا أحدا، كما يحبنا المسيح، فلابد أن يكون لدينا الاستعداد لأن نغفر. وإذا كنا قد اختبرنا نعمة الله، فلابد أننا نود توصيلها للآخرين. واذكر أن النعمة هي الإحسان لمن لا يستحق، فإعطاء العدو جرعة ماء ليس تبريرا لأفعاله الرديئة فنحن نعيها تماما بل ونغفرها، ونحبه رغم ذلك مثلما فعل معنا الرب تماما.  
في زماننا هذا، زمان الدعاوى القضائية المتواصلة والمطالبة المستمرة بالحقوق القانونية، يبدو طلب بولس في ع19 وكأنه أمر مستحيل. فعندما يؤذيك أحدهم بشدة، فبدلا من معاملته بما يستحق، يقول لك الرسول بولس أن تحسن إليه، وتجعل منه صديقا لك. 


لماذا يطلب منا الرسول بولس أن نغفر لأعدائنا؟ (1) لأن الغفران قد يكسر حلقة الانتقام ويؤدي إلى المصالحة المتبادلة. (2) قد يخجل العدو فيغير من أساليبه. (3) إن مقابلة الشر بالشر ستسبب لك من الضرر مثلما تسببه لعدوك، ولكن الصفح عنه، ولو لم يتب هو مطلقا، سيحررك من عبء ثقيل من المرارة.   


+++ أنت أيها الحبيب مدعو لاقتناء كل هذه الفضائل لتصير بالحقيقة إبناً لله، وخلاصتها أن تحب كل إنسان وتشعر باحتياجه وتسعى لمساعدته. وعلى قدر محبتك العملية تنال سلاماً داخلياً وبركة من الله فى كل خطواتك.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

يا رب اعني اذا ما ابتعدت عن طاعتك ، انقذني من عنادي وضعفي ، عرفني طريقك وابعد عني روح الارتداد والكبرياء .. انتي معيني ومخلصي الي الابد أمين . 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق