8 مايو 2012

اختيار الله وحرية الإنسان


رومية 9: 14 – 21 


اختيار الله وحرية الإنسان

 14 فماذا نقول.العل عند الله ظلما.حاشا. 15 لانه يقول لموسى اني ارحم من ارحم واتراءف على من اتراءف. 16 فاذا ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم. 17 لانه يقول الكتاب لفرعون اني لهذا بعينه اقمتك لكي اظهر فيك قوتي ولكي ينادى باسمي في كل الارض. 18 فاذا هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء. 19 فستقول لي لماذا يلوم بعد.لان من يقاوم مشيئته. 20 بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله.العل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا. 21 ام ليس للخزاف سلطان على الطين ان يصنع من كتلة واحدة اناء للكرامة واخر للهوان.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


بالقطع ليس الله ظالمًا، فاختيار الله لإنسان دون الآخر ليس معناه أبدًا أن الله قد حدد للبعض النعيم الأبدى وللبعض الهلاك الأبدى، وإلا لكان الإنسان غير مسئول عن حياته، ولكن الحقيقة أن اختيار الله مبنى على سابق علمه بقلب الإنسان وسلوكه وأعماله وكل تفاصيل حياته. إذًا الخلاصة أن الله يختار الإنسان الذى يريد أن يختار الله.


لذلك قال الله لموسى مع كل تقديرى للإنسان فى جهاده وأعماله، فإن هذا لا يعنى أن ما يناله الإنسان من عطايا سماوية هى ثمن هذا الجهاد، بل هى نعمة لا تقدر بثمن تُمنح بالقطع للمجاهدين وتُمنع عن المتراخين. لذلك قال الله، إنى أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف، لأن الفضل كله فى النعمة يرجع إلى رحمتى ورأفتى وبالتالى ليس من حق إسرائيل أن يغضب بسبب اختيارى للأمم، لأن رحمتى ورأفتى المبنية على سابق علمى تخصنى أنا وحدى كإله.


في ع 16 يذكر الرسول " ليس لمن يشا" وهي لا تعني أن الله لا يقيم وزناً للمشيئة الإنسانية والسعى الإنسانى بالأعمال الصالحة، بل معناها أن الإنسان بمشيئته وسعيه غير قادر على الوصول إلى مستوى جيد يستحق عليه الرأفة والرحمة، وإن فعل الصلاح هو من مراحم مساندة نعمة الله للعجز الإنسانى كما قال السيد المسيح "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو15: 5)، لذلك جاءت النتيجة ليس لمن يشاء بل لله الذى يرحم.


+++ لا تصر على شر فى قلبك مهما كان لك أعمال صالحة، فهى لن تنفعك. يلزم أن تنقى قلبك بالتوبة والتسامح حتى تخلص.


عندما أراد الله أن يخلص شعبه إسرائيل من أرض مصر، اختار فرعون القاسى القلب المقاوم لله ليظهر طول أناة الله فى احتماله معاطلة فرعون وعناده طوال فترة الضربات العشر. واختار موسى الحليم ورحمه ومجده ليخلص الشعب من يد فرعون. وكلمة يقسى من يشاء تعنى أن الله سمح لفرعون أن يظهر قساوته الموجودة أصلاً فيه ويتحدى الله، لكن لو شاء الله لأهلك فرعون من أول ضربة، ولكنه تركه فى قساوته مرة بعد مرة ليتمجد الله فى النهاية. 


يعود القديس بولس للحديث إلى اليهود، الذين أنكروا على الله حقه بأن يضم الأمم إلى حظيرة الإيمان. فيرد القديس بولس عليهم بشدة "من أنت أيها اليهودى حتى تحاكم الله"، فمشيئة الله وإرادته ورحمته أمور تخصه وحده ومن صميم عمله كإله له كل القدرة وعمق الفكر وكمال العدل فى اختياراته، ولا يحق لأى إنسان أن يحاسب الله لأن المخلوق لا يحق أن يحاكم الخالق إذ أن فهمه يعد لا شئ أمام حكمة الله الغير محدودة.


+++ من حقك أن تتكلم مع الله بكل ما فى قلبك ببراءة الابن، وثق أنه يحبك ويريد أن يسمع صوتك. فقط اتضع أمامه وتكلم كما تريد حتى لو أخطأت التعبير، فهو سيرشدك لأنه أبوك الحنون.


استشهد بولس بمثل الخزاف الذى له سلطة مطلقة على العجينة الواحدة من الطين، أن يصنع منها إناء للكرامة كتحفة فنية جميلة، أو إناء للهوان كإصيص زرع.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : اعني يا الله حتي أظهر بأعمالي ايماني 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق