10 مايو 2012

تبرر الأمم وعثرة اليهود


رومية 9: 22 – 33 


تبرر الأمم وعثرة اليهود

22 فماذا ان كان الله وهو يريد ان يظهر غضبه ويبين قوته احتمل باناة كثيرة انية غضب مهياة للهلاك. 23 ولكي يبين غنى مجده على انية رحمة قد سبق فاعدها للمجد.24 التي ايضا دعانا نحن اياها ليس من اليهود فقط بل من الامم ايضا 25 كما يقول في هوشع ايضا سادعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة. 26 ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي انه هناك يدعون ابناء الله الحي. 27 واشعياء يصرخ من جهة اسرائيل وان كان عدد بني اسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص. 28 لانه متمم امر وقاض بالبر.لان الرب يصنع امرا مقضيا به على الارض. 29 وكما سبق اشعياء فقال لولا ان رب الجنود ابقى لنا نسلا لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة

    30 فماذا نقول.ان الامم الذين لم يسعوا في اثر البر ادركوا البر.البر الذي بالايمان. 31ولكن اسرائيل وهو يسعى في اثر ناموس البر لم يدرك ناموس البر. 32 لماذا.لانه فعل ذلك ليس بالايمان بل كانه باعمال الناموس.فانهم اصطدموا بحجر الصدمة 33 كما هو مكتوب ها انا اضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل من يؤمن به لا يخزى

+++++++++++++++++++++++++++++++++

ع 22- 29 
آنية الغضب هو فرعون القاسى القلب أصلا، الهالك فى جميع الأحوال، هذا قد استغله الله كوسيلة إيضاح ليبين غضبه على الأشرار وقوة انتقامه منهم، بأن أغرق فرعون والمصريين فى البحر الأحمر، بعدما احتمله طوال فترة الضربات العشر. ونلاحظ أن القديس بولس لم يقل أن الله هو الذى صنع آنية الغضب، بل فقط احتملها لأن الإنسان بشره يصير آنية تغضب الله.

آنية الرحمة هى إسرائيل المتذلل من العبودية فى أرض مصر، فأخذهم إلى أرض الموعد، وأصبحوا شعبا ذا شأن وجعل لهم اسمًا عظيمًا ممجدًا بين الشعوب، وهنا ظهرت عظم رحمة الله بهم. وكذلك الله يفعل مع كثيرين يظهرون مضطهدين ومذلين فى العالم من أجل اسمه، ولكنه يسندهم ثم يمجدهم فى السماء. 

كما اختار الله اليهود البؤساء ليرحمهم، هكذا أيضاً امتدت رحمته لتشمل الأمم البؤساء، ليصنع منهم شعبه أى كنيسة العهد الجديد جنباً إلى جنب مع المسيحيين من أصل يهودى.

موضوع اختيار الله للأمم ليس موضوعاً جديداً على اليهود، لأن نبوات كثيرة من العهد القديم تحدثت عن دخول الأمم إلى الكنيسة مثل هوشع (2: 23)، الذى قال إن الأمم الذين لم يكونوا من شعب الله أصبحوا شعبه والذين كانوا مبغضين أصبحوا محبوبين.

 +++ تعلمنا الكنيسة ألا نحكم على أحد بأنه هالك أبداً، مهما كان خاطئا، إلى أن يموت. فخاطئ اليوم قد يكون قديس الغد، والعكس صحيح. ولا نتسرع أيضا بإعلان قداسة إنسان إلا بعد نياحته واطمئنان الكنيسة على صدق سيرته. فارفع صلوات من أجل كل إنسان يخطئ، وقدم محبتك له أكثر من المؤمنين الصالحين.


سيظل الله يدعو اليهود للإيمان حتى نهاية الأيام، وسيؤمن به عدد يسميهم نسل قليل، ومن أجل هؤلاء يتأنى على شعب إسرائيل إلى هذا اليوم، ولم يهلكهم كأهل سدوم وعمورة (إش1: 9). فهذا يعلن أن هناك عددا من اليهود سيؤمنون بالمسيح رغم أن كثيرين منهم قد رفضوا الإيمان.


 +++ ألا تلاحظ معى أيها الحبيب طول أناة الله ورأفته. فهو الذى احتمل فرعون مرات كثيرة، وصبر على شعب إسرائيل طوال حوالى 2000 عام، وهكذا يصبر علينا ليعطينا كل الفرص للتوبة، حتى إن كنا قساه القلوب نخجل من محبته ونسرع إليه بالتوبة.


ع 30-33 
الأمم الذين عاشوا فى ظلمات الجهل الروحى، ولم يسيروا فى طريق أعمال الناموس، وصلوا الآن إلى التبرير بالإيمان؛ بينما شعب إسرائيل الذى قضى طوال حياته يسعى فى طريق تنفيذ الناموس بكل حرف فيه، لم يدرك عمق ناموس البر وإنه المؤدى للوصول للمسيح، وكانت النتيجة أنه لم يحصل على البر الحقيقى.

يقدم القديس بولس سبب عدم إدراك إسرائيل للبر، وهو أنه لم يسعَ للبر عن طريق الإيمان بالمسيح، بل سعى إليه كثمن يستحقه كنتيجة طبيعته لسلوكه بأعمال الناموس، فاصطدم الإسرائيليون بحجر، وهو السيد المسيح، الذى فضح رياءهم ورفض برهم الذاتى وكبرياءهم، فما كان منهم إلا أن صلبوه وقتلوه وأنكروا قيامته.

استشهد القديس بولس على كلامه بسفر إشعياء (إش8: 14)، بأن اليهود الذين رفضوا المسيح اصطدموا به، فسقطوا وخرجوا من حظيرة الإيمان. أما المتكل على السيد المسيح، صخر الدهور وحجر الزاوية وأساس الكنيسة، فهذا لن يخجل ولن يتعرض للخزى الأبدى فى الدينونة.


 +++ لذا فلنسجد شكرًا لإلهنا، ذاك الذى سعى إلينا ببره، وحسبنا كآنية رحمة، فاختارنا وتراءف علينا، وجعلنا آنية للكرامة والمجد كحسب مشيئته. ولكن علينا أيها الحبيب أن نثبت نحن فى هذا الاختيار وإلا رفضنا نحن أيضاً، كما رفض إسرائيل بسبب قساوة قلبه.


 وكل هذا لا يبطل ولا يلغى مكانه وأهمية الناموس فى العهد القديم، بل الناموس كقائد عظيم يتقاعد الآن ويسلم القيادة للقائد الجديد ربنا يسوع المسيح له كل المجد والكرامة.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الهي الحبيب أرجو أن تساعدني حتي تزداد ثقتي فيك وأن يكون ايماني بك كاملا . أعني يا رب حتي اتمم وصاياك واسلك حسب مشوراتك كل ايام حياتي . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق