22 مايو 2012

سمو حكمة الله


رومية 11: 25-35

سمو حكمة الله

  25 فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا هذا السر.لئلا تكونوا عند انفسكم حكماء.ان القساوة قد حصلت جزئيا لاسرائيل الى ان يدخل ملؤ الامم 26 وهكذا سيخلص جميع اسرائيل.كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب. 27 وهذا هو العهد من قبلي لهم متى نزعت خطاياهم. 28 من جهة الانجيل هم اعداء من اجلكم.واما من جهة الاختيار فهم احباء من اجل الاباء. 29 لان هبات الله ودعوته هي بلا ندامة. 30 فانه كما كنتم انتم مرة لا تطيعون الله ولكن الان رحمتم بعصيان هؤلاء 31 هكذا هؤلاء ايضا الان لم يطيعوا لكي يرحموا هم ايضا برحمتكم. 32 لان الله اغلق على الجميع معا في العصيان لكي يرحم الجميع

    33 يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه.ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. 34 لان من عرف فكر الرب او من صار له مشيرا. 35 او من سبق فاعطاه فيكافا. 36 لان منه وبه وله كل الاشياء.له المجد الى الابد.امين

+++++++++++++++++++++++++++++++++
يلخص القديس بولس الحقيقة التى لا يجب أن ينساها كل أممى، وهى أن إسرائيل قد تقسى جزئياً، أى أن بعض اليهود رفضوا الإيمان حتى تتاح فرصة للأمم للدخول إليه. ولا يظن الأممى أن القصة انتهت عند هذا الحد لئلا يكون جاهلاً لحكمة الله الذى سيقبل اليهود فى الإيمان قبل نهاية الايام. وهذه نبوة واضحة عن إيمان اليهود فى نهاية الأيام.

وقد سمى القديس بولس هذا الحدث بالسر، لأنه من الصعب على العقل البشرى إدراك أن اليهود الصالبين للمسيح، سيعودوا للإيمان به بعد كل هذه السنين الطويلة من النكران.

+++ كيف سيخلص إسرائيل؟ بالمنقذ يسوع المسيح، الذى يعمل فى القلوب فيغيرها متى أبدت استعدادها لذلك، فيردهم عن شرورهم. وما هو أعظم الفجور؟ أليس هو نكران المسيح؟!.

الخلاصة، أن الله يعد برجوع إسرائيل للإيمان فى نهاية الأيام، حينما يتركون خطاياهم أى قساوة قلوبهم ورفضهم للمسيح وكل شهواتهم الشريرة.

يعتبر اليهود الآن هم أعداء الإنجيل والبشارة به، إلى أن تصل البشارة إلى العالم كله. فالأميريكتان مثلاً لم تصلهما البشارة إلا فى القرن السادس عشر، وأفريقيا فى القرن العشرين، وإلى أن يصل الإيمان إلى كل الأمم أى ملؤ الأمم (ع25) سيظل اليهود أعداء للإنجيل. ثم يعود اليهود إلى الإيمان لأنهم فى الأصل شعب الله المختار، وأحباء الله أولاد آبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب.

وأنتم يا أمم قد دعاكم الله منذ بدء البشرية، ولكنكم رفضتم دعوة الله بينما قبلها إبراهيم وشعبه. ولكن الآن بعد توبتكم، صرتم من المستحقين الرحمة، فى حين عصى اليهود ولكن عندما يتوب اليهود ويعودون إلى الله فى نهاية الأيام، سيُرحمون بنفس نوع الرحمة التى رُحمتم بها.

 +++ لعل هذه الآيات درس لكل إنسان، أن لا يحتقر أحداً مهما كانت خطيته. فمن يدرى فربما ذاك الخاطئ اليوم هو قديس عظيم غداً.

لأن الله أغلق على الأمم أولاً باب الرحمة بسبب عصيانهم من قبل للمسيح، ثم أغلق على اليهود باب الرحمة بسبب عصيانهم بعد تجسد المسيح. ثم ها الأمم فتح لهم باب الرحمة بعد قبولهم المسيح منذ القرن الأول، وسيفتح باب الرحمة لليهود قبل مجئ المسيح الثانى. إذًا فالجميع، أمم ويهود، متساوون من حيث أنهم رُفضوا مرة ورُحموا مرة. وبهذا ستحل رحمة المسيح على الجميع، وإن كانت فى أوقات مختلفة. .

ع33-36
حقاً يا لهذه التركيبة العجيبة والحكمة الفائقة الإدراك التى لله! فهو يوجه كل الأحداث لكى تحقق أهدافها النبيلة فى النهاية. ويا لسابق علمه العظيم!.

ومن ذا الذى يستطيع أن يدَّعى المعرفة فيقول أنا أستطيع أن أفحص أحكام الله، وكأنه أعظم من الله، أو من يقدر أن يحقق ويفحص طرق الله وأساليبه؟ وكأن خطط الله تنقصها الدقة أو الحكمة ... من يستطيع أن يقول أنا أعرف كيف يفكر الله أو أنا مستشار الله؟!

 من أعطى الله شيئاً من عنده كإنسان، فاستحق مكافأة على عطائه لله؟ بمعنى ماذا وهب إسرائيل لله حتى يتجاسر فيطالب بحقه كما لو كان الله مديونا له؟

+++ أخيراً أيها الحبيب قد تحدث أشياء فى حياتك تبدو صعبة الفهم ولا يدركها العقل البشرى الآن، ولكن حكمة الله العظيمة التى تحفظك وترعاك سَتُعَلن لك يوماً، وعندئذ ستدرك كم أحبك الله، وأن كل خططه وتدبيراته آلت عليك بالخير فى النهاية لأنه هو وحده صانع الخيرات الرحوم الرؤوف. فاقبل كل ما يمر بك وأشكر الله عليه واثقاً من محبته وأبوته لك.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : اغفر لي يا ربي يسوع خطاياي وتقصيري وفشلي . أعطني الفرح الذي يولده خلاصك ، واجعلني مستعدا لطاعتك 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق