13 مايو 2012

بر المسيح للكل


رومية 10 : 1-13 


بر المسيح للكل

 1 ايها الاخوة ان مسرة قلبي وطلبتي الى الله لاجل اسرائيل هي للخلاص. 2 لاني اشهد لهم ان لهم غيرة الله ولكن ليس حسب المعرفة. 3 لانهم اذ كانوا يجهلون بر الله ويطلبون ان يثبتوا بر انفسهم لم يخضعوا لبر الله. 4 لان غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن. 5لان موسى يكتب في البر الذي بالناموس ان الانسان الذي يفعلها سيحيا بها. 6 واما البر الذي بالايمان فيقول هكذا لا تقل في قلبك من يصعد الى السماء اي ليحدر المسيح. 7 او من يهبط الى الهاوية اي ليصعد المسيح من الاموات. 8 لكن ماذا يقول.الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك اي كلمة الايمان التي نكرز بها. 9 لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وامنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات خلصت. 10 لان القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص. 11لان الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى.12 لانه لا فرق بين اليهودي واليوناني لان ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به. 13 لان كل من يدعو باسم الرب يخلص

++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ع1-5
يعلن القديس بولس أن مشتهى قلبه ومسرته وصلواته هى من أجل خلاص إسرائيل، فقلبه يمزقه الألم حزناً وحسرة على بنى إسرائيل الذين رفضوا المسيح فرُفضوا من الله.


ها هو القديس بولس، بعين محبة طاهرة غير ناقدة، ينظر إلى الميزة الوحيدة الحلوة فى اليهود، وهى تمسكهم الشديد بالله وغيرتهم على اسمه ولكن تنقصها المعرفة الروحية، متذكرا نفسه هو شخصياً عندما كان شديد الغيرة على الله، فبجهله اضطهد المسيحيين قبل أن يستنير قلبه برؤية المسيح.


ماذا سيحدث لليهود الذين يؤمنون بالله ولكنهم لا يؤمنون بالمسيح؟ حيث إنهم يؤمنون بنفس الإله ألا يخلصون؟ لو كان الأمر كذلك لما أجهد الرسول بولس نفسه وبذل كل تلك التضحيات ليعلمهم عن المسيح. وحيث إن المسيح هو أكمل إعلان لله، ولا يمكننا معرفة الله تماما إلا في المسيح، وحيث إن الله قد عين المسيح لمصالحة الناس مع الله، فلا يمكننا أن نأتي إلى الله بطريق آخر. فاليهود، كسائر الناس، لا يمكنهم أن ينالوا الخلاص إلا بالمسيح يسوع وحده (يو 14: 6 ؛ أع 4: 12). ونحن نود مثل بولس لو أن جميع الناس يخلصون، ويجب أن نصلي لأجلهم، ونسعى، بكل محبة، أن نوصل إليهم بشارة الخلاص.


في عدد 3  يوضح الرسول لماذا أعطى الله الشريعة وهو يعلم أنه ليس في قدرة الناس حفظها؟ يقول الرسول بولس إن أحد الأسباب التي أعطى الله لأجلها الشريعة، هو أن يكشف للناس عن مدى شرهم وإثمهم (غل 3: 19). كما أن الشريعة كانت ظلا للمسيح، أي أن نظام الذبائح كان ليعلم الناس، حتى متى جاء الذبيح الحقيقي، يمكنهم أن يدركوا عمله. كان نظام الشرائع الطقسية ليستمر إلى أن يأتي المسيح، فالشريعة كانت تشير إلى المسيح، وكان هذا هو السبب في كل تلك الذبائح الحيوانية.  


عوضا عن الحياة بالإيمان في الله، وضع اليهود عادات وتقاليد (بالإضافة إلى شريعة الله) لكي يجعلوا أنفسهم مقبولين في نظر الله، ولكن الجهد البشري، مهما كان مخلصا، لا يمكن أن يكون بديلا عن الصلاح الذي يمنحه لنا الله بالإيمان، فالسبيل الوحيد لنوال الخلاص هو الكمال، وهو أمر مستحيل، فما علينا إلا أن نمد أيدينا الفارغة ونأخذ الخلاص هبة مجانية.


+++ ليتك تنظر إلى فضائل الناس وليس إلى أخطائهم لتدينهم. وأعلم أنه لا يمكن أن يخلو إنسان، مهما كان شريرا، من الفضائل. فإن دربت عينيك على اكتشاف فضائل الناس، أى امتداحها، ستريح قلبك وتستفيد من هذه الفضائل، وفى نفس الوقت تكسب محبة الآخرين، وحينئذ ستنظر إلى أخطائهم بعين الشفقة فتلتمس الأعذار لهم وتصلى لأجلهم.


ع6-8 


هكذا تساءل الناس فى العهد القديم، إذ رأوا البر عالٍ وبعيد عنهم مثل السماء، وقالوا هل يوجد إنسان يستطيع أن يرتفع إلى السماء ويحيا البر؟! أى لا يوجد إنسان بار واحد يقدر أن يتمم الناموس ... تمنى الناس وانتظروا المسيا المخلص وقالوا فى العهد القديم من يرتفع إلى السماء ليأتى إلينا بالمسيح الذى يهبنا البر؟


قدم لنا المسيح الفداء على طبق من فضة، حينما مات ثم نزل إلى الهاوية ليحرر المسبيين فيها، ثم قام من الأموات بلا مجهود منك ودون أن يطلب منك أحد النزول للهاوية لإقامته. وكل ما عليك هو أن تؤمن بقيامته وبقوة تبريره ولا تكن كاليهود الذين استنكروا قيامته قائلين من يستطيع أن يحضر المسيح من الهاوية؟
فاليهود عجزوا عن فهم عمل المسيا كيف سيصعد من الجحيم الذى نزل إليه ليصعد الذين ماتوا على الرجاء، ونسوا أنه الله القادر أن يقيم نفسه ويرفع معه كل الذين ماتوا على الرجاء.


+++ نعم أيها الحبيب فقد أصبح الخلاص ميسوراً بالمسيح يسوع. أفلا نستغل تلك الفرصة مادمنا أحياء على الأرض لئلا يفوتنا الوقت؟ وذلك بالتوبة والتناول من الأسرار المقدسة التى ينتج عنها الاهتمام بالحديث مع الله فى الصلاة وقراءة كلامه فى الكتاب المقدس كل يوم.
ع9-13 


هل سألك أحدهم : كيف أصير مؤمنا؟ هذه الأعداد تقدم لك الجواب الجميل. فالخلاص قريب جدا منك مثل قلبك وفمك. يظن الناس أن الخلاص عملية معقدة، لكنه ليس كذلك. فمتى آمنوا بقلوبهم ونطقوا بأفواههم أن المسيح هو الرب المقام، فإنهم يخلصون.  


ولكن ليس اعترافاً شفهيا فقط. فالمسيحى قديماً كان يعترف بالمسيح والسيف على رقبته، أما نحن فلنعترف بالمسيح على الأقل:
أ‌بسلوكنا الحسن وتصرفاتنا الخارجية فنشهد أننا أولاد الله.
ب‌ بإيماننا القلبى بأن الله الذى أقام المسيح من الأموات، قادر أن يقيمنا من كل سقطاتنا فتتنقى حياتنا الداخلية وهكذا نخلص.


+++ ما أعظم جود ربنا يسوع المسيح الذى لا ينظر إلى الوجوه بل إلى القلب. فالعالم يقسم الناس إلى مراكز ودرجات، وأغنياء وفقراء. وقد تفرق الأم بين أبنائها بمحاباة، أما فى المسيح يسوع فكل البشر لهم فرص متكافئة فى نوال الخلاص. لذا لا تتضايق من ضعفاتك ونقائصك، فالمسيح يحبك ومستعد أن يكمل كل احتياجاتك ويعطيك فرحاً كاملاً.


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : اللهم اعني حتي تكون صلاتي وعبادتي مقبولة امامك وان تكون من قلب مخلص تائب ومحب للجميع ... أعني أن اقول ما أعني وما في باطني لاني ضعيف فامنحني قوتك من اجل حياة مباركة فيك. 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق