26 فبراير 2012

إبراھيم تبرر بإيمانه


رومية 1:4-8 


إبراھيم تبرر بإيمانه

 1 فماذا نقول ان ابانا ابراهيم قد وجد حسب الجسد. 2 لانه ان كان ابراهيم قد تبرر بالاعمال فله فخر.ولكن ليس لدى الله. 3 لانه ماذا يقول الكتاب.فامن ابراهيم بالله فحسب له برا. 4 اما الذي يعمل فلا تحسب له الاجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين. 5 واما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فايمانه يحسب له برا. 6 كما يقول داود ايضا في تطويب الانسان الذي يحسب له الله برا بدون اعمال. 7 طوبى للذين غفرت اثامهم وسترت خطاياهم. 8 طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

مقدمة: فى هذا الأصحاح يعرض القديس بولس دليلا آخر على فكرة التبرير بالإيمان من خلال حياة إبراهيم نفسه، مؤكدًا أن التبرير بالإيمان ليس فكرة حديثة ظهرت مع المسيحية، ولكنها عقيدة قديمة بل وأقدم من الناموس نفسه، وأيضا أقدم من واقعة ختان إبراهيم. وذلك فى محاولة من القديس بولس لعلاج فكرة اليهود الخاطئة، بأنهم أبرار لمجرد انتسابهم لإبراهيم بالجسد، وسيرهم بكبرياء وعجرفة عوض الحياة بفكر وإيمان إبراهيم الحى الذى عاشه وهو فى الغرلة.


ع1-3 
يتسائل بولس الرسول عن موقف ابونا ابراهيم فهل (وجد) اي حصل علي بر وخلاص بحسب أعماله بالجسد ؟ 
لو كانت أعمال إبراهيم الصالحة هى التى بررته، لكان من حقه أن يفتخر بها أمام الناس. ولكنه فى الحقيقة لم يتبرر فى نظر الله بالإعمال، والله عندما برره لم يذكر أنه برره بسبب أعماله، بل يقول الكتاب أنه عندما آمن إبراهيم بالله، هنا فقط حسبه الله بارًا.


وهذه بالقطع نعمة، أن يحسب الله لإنسان أنه بار. ولم يكن إبراهيم محتاجا إلى أعمال الناموس، لأنه لم يكن قد ظهر بعد. فهو يعلن عدم الحاجة لأعمال الناموس حتى يتبرر الإنسان. وهذا بالطبع غير الأعمال الصالحة الناتجة عن الإيمان التى نحيا فيها الآن.


يجب ألا ينسينا حديثنا عن إيمان إبراهيم أهمية أعماله؛ فقد قال القديس يعقوب فى رسالته "ألم يتبرر أبونا إبراهيم بالأعمال، إذ قدم إسحق ابنه على المذبح، فنرى أن الإيمان عمل مع أعماله وبالأعمال أكمل الإيمان 


ع4-5 
يكمل القديس بولس إجابة السؤال فى ع1 ، بقوله أن الذى (يعمل) اعمال الناموس ويتعامل مع الله من منطلق أعماله بالجسد فقط، فلا ياخذ نعمة التبرير كأجرة له بل يأخذ أجرته من البركات المادية كأنه عامل أجير عند سيده الذى يدين له بأجره نظير أعماله ، فالله مديون أن يقدم مقابل لتعب الإنسان كأجره له.


          - الهندوسيون الذين يعملون بالجسد أعمالا نسكيه عظيمة جدا، يكافئهم الله بأجرة كحسب أعمالهم، ولكنهم لم ينالوا التبرير أو الخلاص، إذ ليس لهم إيمان.
          - الفريسى، الذى عمل كل الأعمال الصالحة مفتخرا بذاته، خرج من أمام الله غير مبرر، بل بالأكثر ساقطا فى خطية البر الذاتى والكبرياء.
            فالأعمال وحدها لا تبرر وانما هي مكملة للايمان.


أما الفاجر الذى غاص فى أعماق الشر وعجزت كل الطرق عن تغييره، هذا إذا ما انسحق أمام الله، معترفا بأخطائه غير ملتمس لنفسه الأعذار، ومعلنا استعداده التام لتغيير طرقه وطاعة سيده، والبدء فى الطريق القويم الجاد مع الله، واثقا من قوته القادرة أن تنزع خطاياه، هذا الإنسان يحسب بارا عند الله.


ع6-8
الانسان الذي بحسب له الله برا بدون أعمال: لم تكن له فرصة ليعمل، بل مات سريعا بعد إيمانه. أو المقصود أعمال الناموس التى لم يعملها الأمميون، ولكن لما آمنوا بالمسيح نالوا التبرير.


كما يقول داود، طوبى للإنسان الذى يحسب بارًا بدون أعمال. وكلمة بدون أعمال لا تعنى عدم أهمية الأعمال فقد سبق الإشارة إلى أهميتها البالغة في (ص2: 6) ولكن يقصد هنا الذى لم تتح له الفرصة للأعمال، كاللص اليمين، الذى عمل كل ما هو مستطاع من إيمان وشهادة للمسيح فى ظل ظروفه، كمقيد معلق على الصليب بلا حيلة، 


ولكن لم يمتد به العمر أكثر ليصنع أعمالا خيرة. ذلك وصل للفردوس وغيره كثيرون من الشهداء من أصل وثنى، الذين كانوا عندما يشاهدون معجزات وأكاليل الشهداء المسيحيين، يؤمنون بل ويستشهدون على اسم المسيح، فيموتون قبل أن يمهلهم الزمن لفعل أعمال صالحة، هؤلاء نالوا التبرير بالإيمان ومعمودية الدم بدون أعمال.


طوبى لمن لا يحسب له الله خطاياه (مز32: 2) فهو ينساها كأنها لم تكن، بينما المجرم فى العالم تظل جرائمه تلاحقه، مكتوبة دائمًا فى سجله، محسوبة عليه حتى بعدما ينال عقوبته كاملة. 


+++ كم هى عظيمة نعمة الله، التى تغفر خطايانا فى سر الاعتراف، وتفتح لنا أبواب الصلاة والحديث معه كل حين، وتهبنا كلمته بين أيدينا فى الكتاب المقدس وتعتنى بنا فى كل خطواتنا. لنرفع قلوبنا بالشكر الدائم له، ونتأمل كل حين فى عطاياه الكثيرة.


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة: أشكرك يا رب لأنك لا تشاء موت الخاطئ بل تحب رجوعه اليك ، أعني يا رب حتي أحفظ وصاياك وأسير في خوفك كل الأيام أمين 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق