20 فبراير 2012

الضمير والناموس

رومية 2: 12 – 16
الضمير والناموس

12 لان كل من اخطا بدون الناموس فبدون الناموس يهلك.وكل من اخطا في الناموس فبالناموس يدان. 13 لان ليس الذين يسمعون الناموس هم ابرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون. 14 لانه الامم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم 15 الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا ايضا ضميرهم وافكارهم فيما بينها مشتكية او محتجة. 16في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

بعد أن تحدث القديس بولس عن عدل الله، أجاب لنا عن تساؤل حير الناس طويلا، وهو كيف سيدين الله الأمم على الرغم من أنهم لم يستلموا الناموس أى شريعة موسى مثل اليهود؟ بل ما ذنب أطفال ولدوا لآباء أمميين، وتربوا بعيدا عن معرفة ناموس موسى؟ والإجابة أن الله قد زود الأمم بناموس طبيعى، الذى هو الضمير.

فكل إنسان يولد بالفطرة مزودًا بهذا الناموس الأخلاقى، وليس ناموس موسى المكتوب فى الواقع إلا إبرازاً لناموس الضمير المكتوب على صفحات القلوب. لذلك فبينما يُحاكم اليهودى المخطئ وفقًا لناموس موسى، يُحاكم الأمم الذين بدون ناموس، أى بلا ناموس موسى، وفقًا لناموس الضمير. وكلمة "فبدون الناموس يهلك" تعنى أن الناموس الموسوى لن يكون شاهدًا عليه.

+++ إذا طوفت حول العالم، فستجد في كل مجتمع وفي كل بيئة، دليلا على وجود شريعة الله الأدبية. فكل الحضارات، مثلا، تنهى عن القتل، ومع ذلك فإن هذا القانون يكسر في كل المجتمعات، فنحن ننتمي إلى جنس عنيد إذ إننا نعرف الصواب، ومع ذلك نصر على فعل الخطأ. فلا يكفي أن نعرف الصواب، بل علينا أن نفعله. اعترف أمام نفسك وأمام الله، أنك لست إلا بشرا، كثيرا ما تفشل في أن تحيا على مستوى معاييرك (فكم بالحري على مستوى معايير الله). هذه هي الخطوة الأولى لنوال الغفران والشفاء.

بديهى أن الذين يعرفون ويفهمون وصايا الناموس ليس هم الأبرار كما كان اليهود يظنون، بل الذين ينفذون وصايا الناموس، سواء ناموس موسى أو ناموس الضمير.

الأمم الذين ليس عندهم ناموس موسى، متى نفذوا الوصايا التى فى ناموس موسى بالطبيعة أى بتلقائية ذاتية من داخل ضمائرهم، وصاروا مطيعين لله، يصير ضميرهم هو ناموسهم، لأن الضمير هو صوت من الله فى الإنسان.

بهذا يكون القديس بولس قد امتدح بعض الأمميين، الذين بأعمالهم الصالحة، قد أظهروا وبرهنوا أن ناموس الله الطبيعى مكتوب على قلوبهم بشكل أعمق من كتابته على لوحين حجريين لليهود.

شاهدا أيضًا ضميرهم: فكما سيكون ناموس موسى هو الشاهد على اليهودى يوم الدينونة،
هكذا سيكون ضمير الأممى شاهدًا على أفكار قلبه، التى إنقسمت إلى فريقين:
فريق مشتكى : أى يؤنب الإنسان على الأعمال الخاطئة
فريق محتج : أى يلتمس العذر للإنسان على أعماله الخاطئة.

ولعل هذا هو الصراع الأزلى فى الإنسان ما بين الخير والشر. والضمير هنا هو الشاهد على الإنسان، من الذى انتصر، أفكار الخير المشتكية، أم أفكار الشر المحتجة؟

هذه المحاكمة ستكون يوم الدينونة عندما يدين الله السرائر، أى أسرار القلوب والخطايا الخفية، ولكن بقانون أعظم الذى هو حسب وصايا إنجيل يسوع المسيح.

+++ إن كنت قد تمتعت بمعرفة المسيح ووصاياه، فاهتم أن تحيا فيه لئلا تدان فى اليوم الأخير، خاصة عندما تجد بعض من غير المسيحيين قد طبقوا هذه الوصايا بإرشاد ضميرهم.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة :
أحـبـــك يــالله ، مـن أجـل طـول أنـاتـك علـي، وصبـرك
وأحسـانـاتـك، علـي الـرغـم مـن كثـرة أسـاءاتـي اليـك … حقـا
أنـك تستـحـق كـل حـب. لأن كثيـريـن مـن البشـر الـذيـن هـم
مثـلـي تـــــراب ورمــــــاد، لـم يحتـمـلــوا منـي ولــو أســاءة
واحــدة بسيـطـة. أمـا أنـت فحـنـون رحــوم ومـحـــب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق