18 فبراير 2012

دينونة الله

رومية2: 1-11 


دينونة الله

1 لذلك انت بلا عذر ايها الانسان كل من يدين.لانك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك.لانك انت الذي تدين تفعل تلك الامور بعينها. 2 ونحن نعلم ان دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه. 3 افتظن هذا ايها الانسان الذي تدين الذين يفعلون مثل هذه وانت تفعلها انك تنجو من دينونة الله. 4 ام تستهين بغنى لطفه وامهاله وطول اناته غير عالم ان لطف الله انما يقتادك الى التوبة. 5 ولكنك من اجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة 6 الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله

. 7 اما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء فبالحياة الابدية. 8 واما الذين هم من اهل التحزب ولا يطاوعون للحق بل يطاوعون للاثم فسخط وغضب 9 شدة وضيق على كل نفس انسان يفعل الشر اليهودي اولا ثم اليوناني. 10 ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح اليهودي اولا ثم اليوناني. 11 لان ليس عند الله محاباة

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

ع1-3
عندما قرئت رسالة الرسول بولس في الكنيسة في روما، لابد أن الكثيرين هزوا رؤوسهم موافقين على إدانة عبدة الأوثان، والممارسات الجنسية الشاذة، والناس القساة العنفاء، ولكن لابد أنهم اندهشوا عندما رجع إليهم بالقول : "أنت .... تفعل تلك الأمور عينها".

يبدأ القديس بولس بتوجيه كلامه لكل إنسان يظن أن معرفته وفهمه لشريعة الله تضعه فى مرتبة أعلى من الناس، فيدينهم ويظن ان معرفته لا تبرره من الدينونة بل بالحري تجعله بلا عذر امام الله لذلك جاءت الآية صريحة "أنت بلا عذر"، وستتعرض للدينونة يا من تدين غيرك.

يذكرنا القديس بولس في العدد الثاني "أن دينونة الله هى بالحق" ، فهي ليست دينونة بشرية يمكن ان تشفع فيها خدمة او مجاملة لكنها فحص القلب بالكامل، مدركًا مقدار المعرفة الروحية لكل شخص وهل صنع الخطية بإرادة وقصد أم نتيجة ضعف. وبذلك يكون مقدار عقاب الله للخطية الواحدة مختلف من شخص لآخر.

+++ لذا أيها الحبيب لا تظن أنك بلا خطية فتدين الآخرين. فهل تعلم أن عدم دفع العشور هو خطية سرقة، أو من نظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه، وأن الإجهاض هو قتل. بل أن النميمة نفسها تعتبر قتل معنوى لمن تدينه لأنك تشوه صورته أمام الناس.

+++ لذلك أيها الحبيب، فبد ً لا من أن تقضى ساعات فى نميمة على الآخرين، حاسب نفسك بالأولى لمدة دقائق يوميًا على ما فعلته طوال النهار، وبهذا تنجو من دينونة الله. وإن رأيت أخاك ساقطًا، قل لنفسك لعله هو يتوب عنها وأنا أسقط فيها غدًا.

ع4-6
هل من كثرة لطف وطول أناة الله على خطاياك، تستهين بمراحمه أى يختفى خوفه من قلبك !!!؟
قد نسيء فهم صبر الله ونعتبره موافقة على الطريق الخاطئ الذي نعيشه؟ ولكن علينا أن نصلي على الدوام للرب ليكشف لنا خطايانا لكي يشفيها. ولكن يا للأسف! فإننا كثيرا ما نعجب لصبر الله على الآخرين، أكثر من اتضاعنا أمام صبره علينا.

هل يزداد قلبك قسوًة واستمرارًا فى الخطية يومًا بعد يوم، وبذلك تضيف إلى رصيد خطاياك كل يوم خطايا جديدة؟
لذا انتبه أيها الحبيب، لأن الله سيعلن غضبه على هؤلاء الذين لم يستغلوا فترة رحمته وزمن مغفرته طوال حياتهم على الأرض. فعندما تنتهى حياتهم، حينئذ سينالون عقابًا عادلاً من الله

+++ لعلك علمت الآن أيضًا أيها الحبيب لماذا يصبر الله على الأشرار الذين يضايقونك، ولا يعاقبهم الآن لتزول أذيتهم عنك؟ فالسبب هو أن طول أناة الله تشمل البشرية كلها، بما فيهم أنت أيضًا، حتى يعطى الجميع فرصة متكافئة للتوبة.

ع7-9
يقصد في العدد السابع ان الحياة الأبدية ستكون للذين يسعون الي المجد والكرامة والخلود مثابرين علي العمل الصالح ... هنا يؤكد القديس بولس على أهمية الأعمال مرة أخرى، موضحًا مكافأة هؤلاء الذين يداومون على العمل الصالح بكل صبر بلا فتور أو ملل، راغبين ليس فى مجد وكرامة ومراكز العالم الزائلة الزائفة، بل المجد الحقيقى فى الحياة الأبدية، عندما يمسح الله كل دمعة من عيونهم ويكللهم بأكليل المجد والكرامة، ويشبعهم بما لم تره عين ولم تسمع به أذن.

يعود بنا القديس بولس مرة أخرى إلى أهل التحزب، وهم من الحزب اليهودى المتعصب، الذين لا يسيرون وراء الحق بل يميلون بقلوبهم وسلوكهم وراء الخطية... هنا يقدم الأشرار من اليهود عن الأشرار من الأمم فى نوال العقاب، لأن اليهود
أخذوا امتيازات أكثر من الأمم فى المعرفة الروحية.

ويقدم بولس الرسول الصالحين من اليهود عن الصالحين التائبين من الأمم فى المجد والكرامة، لأنهم عرفوا الله من قبلهم، فتعبوا ونموا روحيا أكثر من الأمم الراجعين إلى الله.

الله لا يحابى أحدا. فمن أخذ من الله معرفة روحية أكثر، يُعاَقب أكثر إن كان شريرا، ويُكافأ أكثر إن كان بارا، من أجل سعيه وراء المعرفة وتنفيذ الحق.

+++ تشبه بالله فى عدم المحاباة. فإن احتكم إليك أحد فى مشكلة ما، فاحكم حسب الحق، ولا تحابى لأقاربك أو أصدقائك. فكم تهدمت زيجات كثيرة لأن كل طرف وأهله لم يحكم بالعدل، ولم يعترف بأخطائه، ملقيا بكل اللوم والإدانة على الطرف الآخر.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة:
ارشدنا يا لله بروحك القدوس كي نكتشف ضعفاتنا وسقطاتنا فنضعها امامك يا رب من اجل عظم رحمتك وغفرانك آمين







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق