19 يونيو 2011

المستحقون للملكوت

مت 22 : 1 – 21

المستحقون للملكوت

1 وجعل يسوع يكلمهم ايضا بامثال قائلا. 2 يشبه ملكوت السموات انسانا ملكا صنع عرسا لابنه. 3 وارسل عبيده ليدعوا المدعوين الى العرس فلم يريدوا ان ياتوا. 4 فارسل ايضا عبيدا اخرين قائلا قولوا للمدعوين هوذا غذائي اعددته.ثيراني ومسمناتي قد ذبحت وكل شيء معد.تعالوا الى العرس. 5 ولكنهم تهاونوا ومضوا واحد الى حقله واخر الى تجارته. 6 والباقون امسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم. 7 فلما سمع الملك غضب وارسل جنوده واهلك اولئك القاتلين واحرق مدينتهم. 8 ثم قال لعبيده اما العرس فمستعد واما المدعوون فلم يكونوا مستحقين. 9 فاذهبوا الى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه الى العرس. 10 فخرج اولئك العبيد الى الطرق وجمعوا كل الذين وجدوهم اشرارا وصالحين.فامتلا العرس من المتكئين. 11 فلما دخل الملك لينظر المتكئين راى هناك انسانا لم يكن لابسا لباس العرس. 12 فقال له يا صاحب كيف دخلت الى هنا وليس عليك لباس العرس.فسكت. 13 حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية.هناك يكون البكاء وصرير الاسنان. 14 لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون

15 حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة. 16 فارسلوا اليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلم نعلم انك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس. 17 فقل لنا ماذا تظن.ايجوز ان تعطى جزية لقيصر ام لا. 18 فعلم يسوع خبثهم وقال لماذا تجربونني يا مراؤون. 19 اروني معاملة الجزية.فقدموا له دينارا. 20 فقال لهم لمن هذه الصورة والكتابة. 21 قالوا له لقيصر.فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. 22 فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

الغرض من مثل العرس هو أن الله أعد وليمة عظيمة تليق للمَلِك وابنه ثم إرسال الدعوة إلى الجميع ليتمتعوا بما في الوليمة مجانًا، وقبول الدعوة أو رفضها ومُحاكمة الذين تهاونوا بها، وكل هذا مما يجرى على الأرض لا في السماء.

كانت تقتضي التقاليد عند إقامة الولائم، صدور دعوتين : الأولى دعوة الضيوف للحضور. والدعوة الثانية لإعلان أن كل شيء قد أعد. ولكننا نجد هنا أن الملك، وهو الله، دعا ضيوفه ثلاث مرات، وفي كل مرة رفضوا دعوته. فالله يريدنا أن نشترك معه في وليمته التي ستستمر إلى الأبد، ولهذا فهو يرسل لنا الدعوة تلو الدعوة. فهل لبيت دعوته؟

إن كان لا يمكن لعريسٍ أن يغتصب قلب من يطلبها كعروسٍ له بغير إرادتها؛ حتى إن أمكنه ذلك، فإنه لن يستريح ما لم ينبع حبّها له من قلبها بكامل حريَّتها، هكذا لا يريد السيِّد الرب أن يغتصب قلوب شعبه بغير إرادتهم، إنّما يكتفي بتكرار الدعوة وإعلان فيض محبّته العمليّة نحوهم، مقدّمًا لهم وعوده الأبديّة، تاركًا لهم كامل الحرّية أن يقبلوه أو يرفضوه!

+++ ما فعله السيِّد مع المدعوون فعله معنا جميعًا، فإنه لا يمل من إرسال عبيد لدعوتنا لهذا العرس بكل طريقة لكي نقبَّله عاملاً فينا. يدعونا خلال خدّامه وإنجيله والأحداث المحيطة بنا، ويتّكلم بروحه فينا. إنه "واقف على الباب يقرع" ينتظر أن ندخل به إلى قلبنا كما إلى جنّته، نجلس فيها سويًا، وننعم بالاتّحاد معه!


كان من المعتاد أن يعطي المدعوون للعرس ثيابا يرتدونها عند الدخول للوليمة، ولم يكن من المعقول أن يرفض أحد ارتداء الثوب، إذ كان في ذلك إهانة للمضيف الذي كان له كل الحق في أن يعتبر أن الضيف لا يريد أن يشترك في حفل العرس. ويتكلم الرب يسوع هنا عن ثوب البر اللازم للدخول إلى وليمة الله في الملكوت، وهذا الثوب صورة للقبول الكامل في عيني الله، يمنحه المسيح لكل مؤمن، فقد أعد المسيح هذا الثوب لكل إنسان، ولكن على كل إنسان أن يختار ارتداءه ليدخل إلى وليمة الملك (الحياة الأبدية).

+++ فرصة العمر تتيح لك الاشتراك فى العشاء الربانى، أى التناول من الأسرار المقدسة. فلا تنشغل عنه بارتباطات الحياة، ولا تعتذر عنه لكثرة خطاياك، فسر الاعتراف يغفر لك كل شىء مهما كان صعبا أو مسيطرا عليك لسنوات طويلة. فلا تتهاون متناسيا خطاياك، بل اهتم أن تلبس ثياب العرس، لتأكل من عشاء الملك. وداوم على ذلك، فتفرح بعشرة المسيح وتحيا معه إلى الأبد.

كان الفريسيون جماعة دينية تقاوم الاحتلال الروماني لفلسطين، وكان الهيرودسيون حزبا يهوديا سياسيا يؤيد هيرودس أنتيباس والحكم الروماني. ومنطقيا كان الحزبان عدوين لدودين ولكننا نراهما هنا يتحدان ضد يسوع. فسأله رجال من الحزبين سؤالا عن دفع الجزية للرومان، واثقين أنهم بذلك يضعونه في مأزق. فلو قال الرب يسوع إنه يجوز إعطاء الجزية لقيصر، لقال الفريسيون إنه يقاوم الله الملك الوحيد الذي به يعترفون، ولو قال أن لا تدفع الجزية، لسلمه الهيرودسيون لهيرودس بتهمة العصيان. ولم يكن ما يحرك الفريسيين هو محبتهم لشرائع الله، كما لم يكن ما يحرك الهيرودسيين محبتهم للعدالة الرومانية. وهكذا كشفت إجابة الرب يسوع دوافعهم الشريرة وأربكتهم.

كان مطلوبا من اليهود أن يؤدوا الضرائب لمعاونة الحكومة الرومانية، وكان اليهود يكرهون ذلك لأن الأموال كانت تذهب مباشرة إلى خزانة قيصر، حيث يذهب جزء منها للصرف على المعابد الوثنية والحياة المنحطة للارستقراطية الرومانية. كما كانت صورة قيصر على العملة تذكرة دائمة لبني إسرائيل بخضوعهم لروما.

تحاشى الرب يسوع هذا الفخ، بإظهار أن لنا انتماء مزدوجا (1بط 2: 17)، فانتماؤنا للدولة يقتضينا دفع الأموال للخدمات والمنافع التي نتمتع بها. وانتماؤنا لملكوت السموات يقتضينا أن نقدم لله ولاء نفوسنا وطاعتها.

+++ أنت صورة الله فَأعْطِهِ قلبك وحياتك، ولا تكن صورة لإبليس بمحبة الشهوات الرديّة والكبرياء. تُبْ والتصق بالله، لتستعيد صورته فيك.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
يا رب فى يدك كل شئ.انت تفتح ولا احد يقدر أن يغلق.
وان أغلقت من يستطيع ان يفتح.ان بنيت لايقدر أحد ان يهدم.
انت خالق كل شئ والمتسلط على كل شئ وفى يدك كل شئ
فمن نحن التراب والدود والعدم حتى نقدر ان نعترض على ارادتك.
من أنا الا ورقة جافة تحركها الرياح.
لا استطيع ان أفعل شيئا ان لم ترشدنى حكمتك،وتؤيدنى يدك.
وتضبطنى يمينك فقربنى اليك وعرفنى ذاتك لاسلك امامك بالحق
والاستقامة حسب ارادتك من الان والى الابد آمين.




شاركنا بتأملك لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق