16 يونيو 2011

الكرامين الأردياء

مت 21 : 23 – 46
الكرامين الأردياء

23 ولما جاء الى الهيكل تقدم اليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلم قائلين باي سلطان تفعل هذا ومن اعطاك هذا السلطان. 24 فاجاب يسوع وقال لهم وانا ايضا اسالكم كلمة واحدة فان قلتم لي عنها اقول لكم انا ايضا باي سلطان افعل هذا. 25 معمودية يوحنا من اين كانت.من السماء ام من الناس.ففكروا في انفسهم قائلين ان قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به. 26 وان قلنا من الناس نخاف من الشعب.لان يوحنا عند الجميع مثل نبي. 27 فاجابوا يسوع وقالوا لا نعلم.فقال لهم هو ايضا ولا انا اقول لكم باي سلطان افعل هذا

28 ماذا تظنون.كان لانسان ابنان فجاء الى الاول وقال يا ابني اذهب اليوم اعمل في كرمي. 29 فاجاب وقال ما اريد.ولكنه ندم اخيرا ومضى. 30 وجاء الى الثاني وقال كذلك.فاجاب وقال ها انا يا سيد.ولم يمض. 31 فاي الاثنين عمل ارادة الاب.قالوا له الاول.قال لهم يسوع الحق اقول لكم ان العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله. 32 لان يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به.واما العشارون والزواني فامنوا به.وانتم اذ رايتم لم تندموا اخيرا لتؤمنوا به

33 اسمعوا مثلا اخر.كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر. 34 ولما قرب وقت الاثمار ارسل عبيده الى الكرامين لياخذ اثماره. 35 فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا. 36 ثم ارسل ايضا عبيدا اخرين اكثر من الاولين.ففعلوا بهم كذلك. 37 فاخيرا ارسل اليهم ابنه قائلا يهابون ابني. 38 واما الكرامون فلما راوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله وناخذ ميراثه. 39 فاخذوه واخرجوه خارج الكرم وقتلوه. 40 فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل باولئك الكرامين. 41 قالوا له.اولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديا ويسلم الكرم الى كرامين اخرين يعطونه الاثمار في اوقاتها. 42 قال لهم يسوع اما قراتم قط في الكتب.الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية.من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا. 43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامة تعمل اثماره. 44 ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه

45 ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون امثاله عرفوا انه تكلم عليهم. 46 واذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا من الجموع لانه كان عندهم مثل نبي
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++=

أراد الفريسيون أن يعرفوا من أين للرب يسوع هذا السلطان، فلو أن يسوع قال إنه من الله، لاتهموه بالتجديف، وإن قال إنه يعمل من ذاته، لاقتنعت الجموع بأن الفريسيين لهم سلطان أعظم، ولكن الرب يسوع أجابهم بسؤال يبدو خارجا عن الموضوع، ولكنه كشف نواياهم، فهم لم يكونوا يريدون جوابا على سؤالهم، ولكنهم أرادوا أن يصطادوه فحسب. وأثبت الرب يسوع أن الفريسيين لا يستخدمون الحق إلا إذا كان يؤيد آراءهم وخططهم.

ففكروا فى أنفسهم، إن اعترفوا أﻧﻬا من الله، سيسألهم لماذا لم تؤمنوا به وتعتمدوا على يديه؟ وإن أعلنوا رفضهم لمعموديته، يخافون من الشعب، لأن الكل يعرف أنه نبى عظيم، فقالوا: "لا نعلم"، أى ظهر عجزهم عن الإجابة، لأﻧﻬم خافوا أعلان رأيهم الحقيقى، وهو رفضهم ليوحنا، لخوفهم على مركزهم وسلطاﻧﻬم، وعدم استعدادهم للتوبة. فقال لهم المسيح: وأنا لن أقول لكم مصدر سلطانى.
وهكذا أفحمهم حتى يتوقفوا عن محاولة إيقاعه فى خطأ، ويلتفتوا إلى ضعفهم، فيصلحوه بقبول دعوة يوحنا المعمدان، أى التوبة عن خطاياهم.

+++ لا تكن مغرضا فى كلامك مع الآخرين، بل ابحث عما يفيدك، وتعلّم من الكل، وقدّم محبة للجميع.

إذ يهدم السيِّد الشرّ يقدّم تبريرًا وتوضيحًا لتصرُّفه، والآن إذ دخل أورشليم وقد هاج الرؤساء الدينيّون عليه قام بتوضيح ضرورة طردهم من الكرم ليقيم غيرهم، قادرين على الرعاية بمفهوم جديد يليق بملكوته.

يَظهر رب المجد في مثل الابنين والكرم كرب بيت يسأل ابنيه أن يعملا في كرْمه لحساب ملكوت السماوات، والأول يمثّل الأمم، الذين بدءوا حياتهم بارفض العمل، لكنهم ندِموا أخيرًا ومضوا يعملون في الكرْم، أمّا الثاني فيُشير لليهود الذين قالوا "ها أنا يا سيّد" لكنهم لم يمضوا. حقًا لقد قبل اليهود العمل في الملكوت لكنهم قبلوه بالكلام دون العمل، لذلك طَردوا أنفسهم بأنفسهم من الكرْم، ليتركوا مكانهم للأمم الذين لم يسمعوا لله أولاً لكنهم عادوا ليُطيعوه. ما أصعب على نفس هؤلاء المؤتمنين على كلمة الله أن يتركوا الكراسي - بسبب عدم إيمانهم بالحق - للعشّارين والزواني الذين سبقوهم إلى ملكوت الله بالإيمان.

+++ إن ناداك الله للتوبة من خلال الكتاب المقدس أو تعاليم الكنيسة، أو بأى تعليق ممن يحيطون بك، أو من خلال أحداث الحياة، فلا تؤجل رجوعك إلى الله، ولا تعده بفمك، ثم تنشغل عنه بظروف الحياة، بل أسرع إلى أب اعترافك، وتناول من الأسرار المقدسة لتنال قوة، وتبدأ فى جهادك الروحى وعشرتك مع الله.

لخّص السيِّد تاريخ الخلاص كلّه في مثل الكرامين الاردياء ، فيه أوضح محبّة الله المترفّقة، إذ غرس كرمًا وأحاطه بسياج، وحفر فيه معصرة، وبنى برجًا، وسلّمه إلى كرّامين، وسافر. لقد ائتمنهم على الكرم بعد أن قدّم لهم كل الإمكانيّات للعمل، لكن إذ أرسل عبيده يطلب ثمرًا، جلَد الكرّامون بعضهم، وقتلوا بعضًا، ورجموا بعضًا. وتكرّر الأمر في دفعة أخرى، وأخيرًا "أرسل إليهم ابنه قائلاً: يهابون ابني. وأما الكرّامون فلما رأوا الابن قالوا بينهم: هذا هو الوراث، هلمّوا نقتله، ونأخذ ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه" [37-39].

فهم رؤساء الكهنة والفرّيسيّون أن المثل كان عليهم، وبدلا من أن يتوبوا، اغتاظوا منه وحاولوا القبض عليه، ولكنهم خافوا من الشعب، لأنه كان فى نظرهم نبى عظيم.

+++ إذا كشف لك الآخرون أخطاءك، لا تقاومهم، بل أسرع للتوبة، فكلامهم رسالة من الله.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة : يارب علمني كيف اقدم لك توبه حقيقيه .. لا احاول الهرب منك كما فعل كثيرون بل اعود الي حضنك لافرح معك واحمني يا يسوع من الذئاب الذي يريدون اكلي فانت ارسلتني حملا وسط ذئاب اجعلني اشهد لك قدامهم لكي يعرفوا ان لي راع يحميني فانت قلت لي انا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف امين




شاركنا بتأملك لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق