29 مايو 2011

خبز البنين

مت 15 : 21- 39

خبز البنين

21 ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا. 22 واذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا. 23 فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا. 24 فاجاب وقال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. 25 فاتت وسجدت له قائلة يا سيد اعني. 26 فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. 27 فقالت نعم يا سيد.والكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها. 28 حينئذ اجاب يسوع وقال لها يا امراة عظيم ايمانك.ليكن لك كما تريدين.فشفيت ابنتها من تلك الساعة 29 ثم انتقل يسوع من هناك وجاء الى جانب بحر الجليل.وصعد الى الجبل وجلس هناك.

30 فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل واخرون كثيرون.وطرحوهم عند قدمي يسوع.فشفاهم 31 حتى تعجب الجموع اذ راوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمشون والعمي يبصرون.ومجدوا اله اسرائيل
32 واما يسوع فدعا تلاميذه وقال اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي وليس لهم ما ياكلون.ولست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق. 33 فقال له تلاميذه من اين لنا في البرية خبز بهذا المقدار حتى يشبع جمعا هذا عدده.
34 فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز.فقالوا سبعة وقليل من صغار السمك. 35 فامر الجموع ان يتكئوا على الارض. 36 واخذ السبع خبزات والسمك وشكر وكسر واعطى تلاميذه والتلاميذ اعطوا الجمع 37 فاكل الجميع وشبعوا.ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة. 38 والاكلون كانوا اربعة الاف رجل ما عدا النساء والاولاد. 39 ثم صرف الجموع وصعد الى السفينة وجاء الى تخوم مجدل


++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

إذ اجتاز المسيح بجوار صور وصيدا، خرجت إليه امرأة أممية من نسل كنعان ابن حام ابن نوح. والكنعانيون هم السكان الأصليون لأرض الميعاد، قبل أن يأتى اليهود مع يشوع.

لم يهتم المسيح، ومضى فى طريقه. أما هى، فظلت تصرخ متوسلة إليه أن يشفى ابنتها، حتى أن تلاميذه حنّت قلوﺑﻬم عليها، فطلبوا منه أن يستجيب لصراخها. وهذا ما أراده المسيح، أن يحرّك قلوب التلاميذ، ويُشعرهم بمسئوليتهم عن خلاص العالم كله، وليس اليهود فقط.

أجاب المسيح بعكس طِلبَتهم، معلنا ما ظنه اليهود، وما بدأ به أولا، وهو أنه أتى لأجل خلاص اليهود المؤمنين بالله. ولكنه فى الحقيقة قد أتى لليهود أولا، ثم امتد بعد ذلك ليطلب كل الأمم، بدليل مجيئه إلى هذه البلاد وإتمام المعجزة.

وقد كان هذا الأسلوب، أى تبشير اليهود أولا، مناسبا، لأﻧﻬم كانوا يظنون أن الخلاص لهم فقط، فكانوا سيرفضونه إن أعلن أن خلاصه للعالم كله من بداية تبشيره. ولكن، بعد أن أقنعهم أن خلاصه روحيا وليس ماديا من الرومان، أظهر أنه خلاص لكل من يؤمن به من العالم كله.

تظاهر المسيح بعدم قبول طلبتها، ليُظهر إيماﻧﻬا واتضاعها، فقال لها أنه قد أتى لخلاص اليهود، وهم أبناء الله لإيماﻧﻬم، ولا يصح أن تُعطَى نعمة الله التى تخص البنين، وتُطرَح للأمم الذين يعتبرهم اليهود مثل الكلاب.

ظهر اتضاع المرأة العجيب، إذ قالت له: يكفينى الفتات (الكسر الصغيرة جدا) الساقط من مائدة البنين، فأقرت أﻧﻬا من الكلاب، ولكنها محتاجة لنعمته؛ وهذا أظهر أيضا مدى إيماﻧﻬا ولجاجتها فى الصلاة.

أخيرا، ظهر قصد المسيح وحبه واهتمامه بالأمم فى شخص هذه المرأة، فكل ما سبق كان لإظهار مدى إيماﻧﻬا وتمسكها به وصلواﺗﻬا واتضاعها. فأعلن أمام الجموع عظمة إيماﻧﻬا، ثم وهبها الشفاء لابنتها، فعادت سليمة فى الحال.

+++ تمسك بصلواتك مهما تأخرت استجابة الله، لتقتنى فضائل جديدة، مثل الاتضاع، ثم تنال ما تريده، بل يعظمك الله فى ملكوته أمام كل السمائيين +++ بعدها جيء بجموع غفيرة للرب يسوع ليشفيهم، فشفاهم جميعا. ومازال الرب يسوع قادرا على شفاء الحياة المحطمة، ونستطيع نحن أن نأتي بالآخرين إليه. فهل تعرف البعض ممن هم في حاجة إلى لمسة شافية؟ تستطيع أن تأتي بهم إلى الرب يسوع عن طريق الصلاة، أو توضيح سر إيمانك، ودع المسيح يقوم بالشفاء.

مر الوقت دون أن يشعروا، حتى أﻧﻬم قضوا معه ثلاثة أيام، ولم يطلبوا طعاما لانشغالهم بكلامه ومعجزاته. ولعلهم قد أكلوا ما خرجوا به من بيوﺗﻬم فى اليومين الأول والثانى، وفى اليوم الثالث لم يعد معهم أى طعام، إذ كانوا لا يتوقعون أن يستمروا ثلاثة أيام خارج بيوﺗﻬم، ولكن كلام المسيح جذﺑﻬم.

+++ كان الرب يسوع قد سبق أن أطعم أكثر من خمسة آلاف بخمسة أرغفة وسمكتين، وهنا نرى التلاميذ في موقف مماثل، يرتبكون. وما أسهل ما نلوح بأيدينا يأسا عندما نواجه ظروفا صعبة، وننسى، مثل التلاميذ، أن الله قد اهتم بنا في الماضي، وأنه سيفعل نفس الشيء الآن. فإن كنت تواجه ظرفا قاسيا، فاذكر ظرفا فيه اهتم الله بك، واتكل عليه، ليظهر أمانته لك مرة أخرى.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : يارب اننا نتعبك كثيرا لكننا نشكرك لانك تصبر علينا من فضلك استمر في تعليمنا الطريق الصحيحه للسير معك



شاركنا بتأملك لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق