21 مايو 2011

نوع قلبك


مت 13 : 1 - 23
نوع قلبك

1 في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر. 2 فاجتمع اليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة وجلس.والجمع كله وقف على الشاطئ. 3 فكلهم كثيرا بامثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع. 4 وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق.فجائت الطيور واكلته. 5 وسقط اخر على الاماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة.فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض. 6 ولكن لما اشرقت الشمس احترق.واذ لم يكن له اصل جف. 7 وسقط اخر على الشوك فطلع الشوك وخنقه. 8 وسقط اخر على الارض الجيدة.فاعطى ثمرا.بعض مئة واخر ستين واخر ثلاثين. 9 من له اذنان للسمع فليسمع

10 فتقدم التلاميذ وقالوا له لماذا تكلمهم بامثال. 11 فاجاب وقال لهم لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السموات.واما لاولئك فلم يعط. 12 فان من له سيعطى ويزاد.واما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه. 13 من اجل هذا اكلمهم بامثال.لانهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. 14 فقد تمت فيهم نبوة اشعياء القائلة تسمعون سمعا ولا تفهمون.ومبصرين تبصرون ولا تنظرون. 15 لان قلب هذا الشعب قد غلظ.واذانهم قد ثقل سماعها.وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا باذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم. 16 ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر.ولاذانكم لانها تسمع. 17 فاني الحق اقول لكم ان انبياء وابرارا كثيرين اشتهوا ان يروا ما انتم ترون ولم يروا.وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا

18 فاسمعوا انتم مثل الزارع. 19 كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فياتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه.هذا هو المزوع على الطريق. 20 والمزروع على الاماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة وحالا يقبلها بفرح. 21 ولكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين.فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر. 22 والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة.وهم هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر. 23 واما المزروع على الارض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهم.وهو الذي ياتي بثمر فيصنع بعض مئة واخر ستين واخر ثلاثين

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

+++ يجب أن يشجع هذا المثل "الزارعين الروحيين" الذين يعملون ويكرزون ويرشدون الآخرين. لقد زرع الزارع بذورا جيدة، ولكنها لم تنتج جميعها محصولا وافرا. فبعض البذار لم تنبت إطلاقا، وحتى النباتات التي نمت أتت بنتائج مختلفة. فلا تفشل إذا بدا أن أحدا لا يستمع لك وأنت تعلم بالكلمة بكل أمانة، فالإيمان لا يمكن أن يجري على قواعد حسابية، بل بالحري أنها معجزة من روح الله القدوس، أن يستخدم كلماتك للإتيان بآخرين إليه.

كلم المسيح الجموع بأمثال قريبة من حياﺗﻬم، ليفهموا فكرﺗﻬا وتؤثر فيهم، لأﻧﻬم بقساوة قلوﺑﻬم سيرفضون الكلام المباشر، ولكن الأمثال التى من حياﺗﻬم قد يقبلوﻧﻬا، فيخضعون لكلمة الله. أما التلاميذ، فلأجل استعدادهم لطاعة المسيح، فسّر لهم الأمثال بكلام روحى مباشر، فمن له استعداد روحى يُعطى معرفة بالله أكثر وأكثر. أما من ليس له استعداد ويظل يرفض، فحتى المثل لا يفهمه وسيرفضه، والفهم الروحى القليل الذى عنده، سيفقده بكبريائه وتعلقه بالعالم المادى.

مدح المسيح تلاميذه لأجل فهمهم لكلامه، وتمتعهم برؤيته، وإيماﻧﻬم أنه هو المسيا المنتظر، بل يعلن لهم أن ما نالوه من شرف رؤيته تمناه أنبياء وأتقياء كثيرون فى العهد القديم ولم يروه، بل نالوا فقط شرف التنبؤ عنه، وانتظروا الوعد بإتمامه ونفوسهم مربوطة فى الجحيم، حتى يأتى ويتمم الفداء عنهم ويخّلصهم.

+++ هذا ما تعاينه يا أخى اليوم فى الكنيسة، بل تناله جسدا ودما حقيقيا، وتتمتع بسماع كلمة الله فى الكتاب المقدس، الذى اشتهى كل رجال الله فى العهد القديم أن يعاينوه، فتمتع به، لتحيا به وفيه، واحرص على حضور القداسات من بدايتها، ونوال بركة الاعتراف والتناول دائما.

أنواع الأراضي :
النوع الاول: هو الطريق الزراعى الذى يمر بجوار الحقول، وهو مرتفع عنها وصلب وغير معد للزراعة، ويداس دائما بأقدام المارة.
إنه يشير للنفس البشرية المتكبرة والغير معدة بالحرث لقبول كلمة الله، أى فحص النفس والتوبة. والطيور تشير إلى الشياطين التى تسرق الكلمة، لأن القلب يتأثر مؤقتا، وسرعان ما يفقد هذا التأثر، لأجل كبريائه وعدم توبته عن شهواته المختلفة.

النوع الثاني : هو الأرض المحجرة، ولكن لها طبقة سطحية رقيقة من التربة، فمنظرها كأﻧﻬا أرض زراعية جيدة، وحقيقتها أﻧﻬا حجارة ترفض كل زراعة فيها.
وهى تشير إلى قساوة القلب كالحجر، وإلى عبادة الأوثان الحجرية، أى عبادة أموال ومراكز هذا العالم، التى هى بمثابة أصنام يتعلق ﺑﻬا الإنسان، فمع أن له تربة سطحية تنمو فيها البذور قليلا، لكن عندما تحاول الجذور أن تمتد، لا تستطيع بسبب الحجارة، وحينما تشرق الشمس تجف هذه النباتات الصغيرة وتموت.

النوع الثالث من الأراضى هو تربة جيدة صالحة للزراعة، ولكنها ممتلئة أشواكا، أى اهتمامات القلب بالعالم وشهواته.
وهى تشير إلى خطورة الاحتفاظ بشهوات الخطية فى القلب، لأﻧﻬا تعطل عمل كلمة الله، فلا يستفيد منها الإنسان. والعلاج طبعا هو التوبة ونزع أشواك الخطية، فتستطيع الكلمة أن تؤثر فى هذه النفوس.

النوع الرابع من الأراضى هو الأرض الجيدة الصالحة للزراعة، فإن أُلْقِيَتْ إليها كلمة الله، تنمو وتأتى بثمار. وتختلف كمية الثمر بحسب خصوبة الأرض وتجاوﺑﻬا مع الكلمة، فكلهم أبناء الملكوت، ولكن نجم يمتاز عن نجم بكيفية استفادته وتطبيقه لكلمة الله.

+++ الله يقدم محبته ونعمته لكل الناس، ولكن المهم أن تتجاوب معها، فلا ترفض كلام الله الذى يرسله لك سواء فى الكتاب المقدس أو تعاليم الكنيسة وإرشادات أب اعترافك، أو على ألسنة المحيطين بك.
اقبل الكلمة لك وليس لتعليم الآخرين، وحاول تطبيقها فى حياتك، وثق أن كل جهاد فى تنفيذ كلمة الله غا ٍ ل جدا عنده ويساندك لتكميله، ويكافئك عليه.

+++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : ربي الحبيب .. قد تعريت امامك بعد قراءة مثل الزارع .. فقد وجدت نفسي بعيدا جدا عن الارض الجيدة .. وانما انا خليط من انواع الترب الثلاث ... ربي الحبيب ليس لدي ما اقوله لك سوي اني اثق في قدرتك علي تغيير تربة نفسي لتكون كالارض الجيدة


صلوا من الخدمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق