28 مايو 2011

القلب الطاهر

مت 15 : 1 – 20

القلب الطاهر

1 حينئذ جاء الى يسوع كتبة وفريسيون الذين من اورشليم قائلين. 2 لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ.فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا. 3 فاجاب وقال لهم وانتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم. 4 فان الله اوصى قائلا اكرم اباك وامك.ومن يشتم ابا او اما فليمت موتا. 5 واما انتم فتقولون من قال لابيه او امه قربان هو الذي تنتفع به مني.فلا يكرم اباه او امه. 6 فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم. 7 يا مراؤون حسنا تنبا عنكم اشعياء قائلا. 8 يقترب الي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا. 9 وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس

10 ثم دعا الجمع وقال لهم اسمعوا وافهموا. 11 ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان.بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان. 12 حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا. 13 فاجاب وقال كل غرس لم يغرسه ابي السماوي يقلع. 14 اتركوهم.هم عميان قادة عميان.وان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة. 15 فاجاب بطرس وقال له فسر لنا هذا المثل. 16 فقال يسوع هل انتم ايضا حتى الان غير فاهمين. 17 الا تفهمون بعد ان كل ما يدخل الفم يمضي الى الجوف ويندفع الى المخرج. 18 واما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر.وذلك ينجس الانسان. 19 لان من القلب تخرج افكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف. 20 هذه هي التي تنجس الانسان.واما الاكل بايد غير مغسولة فلا ينجس الانسان

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

بينما كانت الجماهير تشتهي أن تلمس هُدب ثوبه لتُشفى (مت 14: 36)، إذا بالكتبة والفرّيسيّين لا يطيقون كلماته الملوكيّة ولا يحتملون حبّه الإلهي للبشريّة، فأخذوا منه موقف الناقدين والمجرِّبين. لقد أُؤتُمن الكتبة على كلمة الله لكي يكتبوها بدقّة، والفرّيسيّون لكي يفسِّروها للشعب، حتى متى جاء كلمة الله ذاته متجسّدًا يفرحون ويتهلّلون ويدخلون مع الشعب إليه ليملك في قلوبهم، ويستجيبون له بكل حياتهم. كان يليق بالكتبة والفرّيسيّين أن يتسلّموا بالأكثر قيادة الشعب منحنين أمام كلمة الله الحيّ الملك المسيّا، لكن إذ تحوّلت قلوبهم عن خدمة الكلمة إلى خدمة ذواتهم، صاروا رافضين الكلمة الإلهي ومقاومين له، وكأنه قد جاء ليسحب الكراسي من تحتهم أو يغتصب مراكزهم.

كانت احدي هذي الشرائع التي أضافها الكتبة والفريسيين للشريعة تعرف "بشريعة القربان"، فكل واحد ينذر أن يقدم قربانا، كان عليه أن يكرس مبلغا من المال، مما كان سيعول به والديه، وذلك لغرض هام، وهو عادة الهيكل. وأصبح هذا التقليد طريقة دينية مقبولة لتبرير إهمال الوالدين، وهكذا يتنصل الابن من مسئوليته من نحو والديه. ومع أن تصرفهم كانت له قيمته في نظرهم، لكنهم كانوا يهملون وصية الله بالعناية بالوالدين المحتاجين.

+++ لا تفسر الكتاب المقدس بحسب رأيك الشخصى وأغراضك، ولكن تمسك بتعاليم الكنيسة والآباء القديسين من الأجيال لأولى، واخضع لتفسير الكنيسة الجامعة، فتفهم المعنى الحقيقى، وانشغل بتطبيق الوصية أكثر من انشغالك بالمباحثات الفلسفية والجدل لإثبات آرائك.

انتقد إشعياء النبي المنافقين في أيامه (إش ٢٩: ١٣)، وقد طبق الرب يسوع أقواله على أولئك القادة الدينيين، فعندما ندعي أننا نكرم الله، بينما قلوبنا بعيدة عنه، فلا قيمة إطلاقا لعبادتنا. فلا يكفي أن نتصرف تصرفا دينيا، بل يجب أن تكون تصرفاتنا ومواقفنا عن إخلاص، فإذا لم تكن هكذا، فإن كلمات النبي إشعياء تنطبق علينا.

+++ كان الفريسيون يعرفون الكثير عن الله، ولكنهم لم يعرفوا الله، فلا يكفي أن ندرس عن المسيحية أو أن ندرس الكتاب المقدس، بل يجب أن نتجاوب مع الله نفسه.

قال الرب يسوع لتلاميذه أن يتجاهلوا الفريسيين لأنهم عميان عن حق الله، وكل من يصغي لتعليمهم يجازف بالإصابة بالعمى هو أيضا، فليس كل القادة الدينيين قادة مسيحيين صالحين. فتأكد من أن القادة الذين تصغي إليهم وتتعلم منهم، لهم بصيرة روحية صالحة.

سأل بطرس عن المغزي من كلام الرب يسوع فلقد كان على بطرس، فيما بعد، أن يواجه قضية الأكل من طعام محرم شرعيا (أع ١٠: ٩-١٧)، وكان عليه أن يتعلم من ذلك أن لا شيء يقف حائلا دون الكرازة بالإنجيل للأمم (غير اليهود).

نجتهد أن يبدو مظهرنا الخارجي جذابا، ولكن ما في قلوبنا أهم من ذلك، فحالة أعماقنا (حيث لا يستطيع الآخرون أن يروا) أكثر أهمية عند الله. فكيف حالك في الداخل؟ عندما يتفاعل الإنسان مع الله، يغيره الله عما كان عليه في الداخل، ويظل يعينه على التغيير إذا طلب منه ذلك.

+++ اهتم بنقاوة كلامك وتصرفاتك، وإن أخطأت فتب، وحاسب نفسك على ما فى قلبك أكثر من اهتمامك بشكلك الخارجى.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة : يا الله أعنا حتي نهتم بحقوق جميع الناس علينا وعلي المجتمع ، وأن نعرف نحن حقوقنا وواجباتنا حتي نعبدك بالايمان والحق كل أيام حياتنا آمين.




شاركنا بتأملك لنص النهاردة من هنا
صلوا من أجل الخدمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق